أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لطيف روفائيل - ليعلن عن نفسه البطل الذي يستطيع ايقاف هجرة المسيحيين من العراق بعد اليوم ....















المزيد.....

ليعلن عن نفسه البطل الذي يستطيع ايقاف هجرة المسيحيين من العراق بعد اليوم ....


لطيف روفائيل

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 03:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاحداث الهمجية والفوضوية التي طالت عدة مدن كردستانية ليست بالغريبة ولا بالمفاجئة وهي امتداد للنشاط الاسلامي الذي يضرب المنطقة بقوة وقسوة و هي متوقعة وممكنة الحدوث في اي فصل لمجتمع اسلامي يغادر اي مسجد في اي مدينة ذات كثافة اسلامية مشحونا بخطبة جلها تكفير الاخرين ووجوب قتلهم للقضاء على الفواحش والمحرمات .
مثل هذه الاحداث ليست بعيدة لمجتمع اتخذ من الشريعة احكاما والاعلام السوداء راية ترفع لتخويف وارهاب من هم ليسوا على هذا الدين .وماحدث اليوم هو نذيرشؤم لستقبل قاتم ومرعب لاناس لاتتخذ من الاسلام دين الموافقة .
تتحدث الصور والافلام التي نشرت على مواقع الانتريت بكل وضوح عن شباب تتراوح اعمارهم بين الخامسة عشر والثلاثين وهم يهتفون الله واكبرولا اله الا الله فهم حتى الله احتكروه ملكا لهم .. يقتحمون المحلات والاندية ويرجمون بيوت المسيحيين والايزيدين بالحجارة فالرجم جائز في الشريعة الاسلامية كعقاب ينال الكفار من ديانات اخرى نصيبهم منه ان لم يقتدوا بالتعاليم واحكام الشريعة الاسلامية .
فاي مستقبل سعيد قادم للاقليات التي لاتتخذ الاسلام دينا والقران دستورا في مجتمع مقبل على قيادته قريبا هؤلاء الشباب من اصحاب الرايات السوداء .
لايمكن اعتبار ذلك مطلقا بانه حدث عابر ولا التقليل من شانه .

اقول....بعد الحدث .
اين هو البطل الذي يستطيع ان يقنع المسيحيين بعدم ترك العراق بلا رجعة ؟
اين هو المناظر الذي يمكنه اقناعهم بارض الاباء والاجداد والتمسك بها؟ وهو يعيش في بلد الراحة والاستجمام والمسابح والمراقص والطبيعة الخلابة والرحلات والسفرات الى مدن تتناطح جمالا ومتنزهات تزهو بروائعها متنقلا وهو مطمئن على حياته ومستقبله وعائلته .
هل من حكيم اليوم يحث هؤلاء المساكين للتشبث بارض الاباء والاجداد ؟واين هو من ارض الاباء والاجداد والتغني بامجادهم وهو يعزف من بعيد وعبر الانترنيت انشودة الارض والتاريخ ... تمسكوا بارض حمورابي واشور والحضارة حتى وان احترقتم جميعا في هذه البقعة المشؤومة من الارض.
هؤلاء المنقذون هم كما الذين على الشاطيء يطلبون من ركاب السفينة وهي تغرق لامحالة , الصمود في حين من هم داخل السفينة يحتاجون الى مراكب انقاذ حقيقة للفوز بحياتهم .
هناك بون شاسع بين من يطالب وهويرصد الحدث من بعيد بناظريه وبين الذي يعيش رعبه وماساته . كيف لنا ان نرضي انانيتنا على اكتاف ماساة الاخرين .
لا احزاب ولا مؤسسات ممثلة لهذا الشعب ولا من يدعي انه صديق هذا الشعب ولا حكومة كردستان ولااوهام وامنيات الحماية الدولية ولاانشودة المحافظة المسيحية قادرة على حماية هؤلاء المساكين من المد الهمجي القادم لاصحاب الرايات السوداء .
انها احداث اليوم والمستقبل المنظور مدعاة كلها للتشاوم .
يكفي الضحك على الذقون .
ان المطالبة بمحافظة مسيحية او حماية دولية او ماشابه من امنيات ليست الا اوهام عاطفية في اللاوعي .. فكل هذه الامنيات الهشة سهلة الاختراق هذا ان لم نتحدث عن سجن كبير يودع فيه عشرات الالاف تحت الاغلال ومقيدي الحركة . واليوم بعد ان اصبح المسيحيين والايزيديين هدفا لاصحاب الرايات السوداء سوف تنشط الاقلام التي تطالب وتصرعلى تشكيل المحافضة المسيحية ظنا منهم بذلك المطلب وتحقيقه ياتمنون على مستقبل وحياة المسيحيين ... وفاتهم ان هذه المحافظة ستكون ساقطة على فوهة بركان مكسوا بغطاء هش قابل للانفجار في اية لحظة . وستكون مبعث سرور لاصحاب الرايات السوداء كي تخترقها سمومهم وهي ايضا على خط التماس بين العرب والكرد حيث لايمكن ان يبقى الوضع على حاله بين السلم الذي حظوظه ضئيلة وبين الحرب المتوقعة في اية لحظة . وستكون هذه المحافظة محرقة للمسيحيين قبل اكتمال بنيانها بلا شك .
انها حلول لا تتعدى كونها ساذجة لمن لاحول ولاقوة لهم في الحلول القطعية .
ان حماية الاقليات تتطلب اتخاذ اجراءات فعالة تبتديء بالدستور وتنتهي باماكن العبادة بما يقتضي الغاء كلي للفوارق الدينية . وهذا لن يتم الا بازالة المادة التي تقر بان الشريعة الاسلامية مصدر اساسي للتشريع وازالة اي ذكر للاسلام في الدستور يميزه عن باقي الاديان ويعطيه الافضلية او الاحقية حتى لوكانت الغالبية الساحقة للمجتمع, هي مسلمة .
فالاسلام يتقوى بالدستور وعندما يتصرف الاسلاميون فهم على خطى الدستور يمشون لتطبيق مباديء الشريعة الاسلامية وعليهم تغيير الحال وتنظيم اخلاقيات وسلوك المجتمع حسب ثوابت الشريعة وبالقوة وهو اقوى الايمان .
لكن..
عندما يكون هناك دستور في البلد يقف على مسافات متساوية بين ابناء جميع الديانات بغض النظر عن النسب السكانية لاتباع الديانات عندها نامل ان يكون هناك مستقبلا للحرية وضمان لحق المواطنة .
عندما يكون الدستور الواقف عل مسافة واحدة من كل الديانات مطبقا ومدعوما بالقانون بكل حرفية وليس فقط حبرا لونت به الاوراق عندها فقط نامل ببصيص امل قادم و مستقبل مريح لكل الطوائف .

ولكن عندما يكون الدستور تحت رحمة الشريعة الاسلامية بانها مصدر اساسي للتشريع كما هي المادة الثانية من الدستور العراقي والمادة السابعة من دستور اقليم كردستان وانه لايمكن سن اي قانون يعارض ثوابت الشريعة عندها الرحمة على ابناء الاقليات الدينية فهم امام عقوبات شرعية لا مفر, وهكذا تخترق المواطنة .
عندما يتم حرق وتلف كل التراث الاسلامي الذي يشجع على قتل او اذلال من هم ليسواعلى الدين الاسلامي مؤمنون.. عندها يمكن بناء جيل اسلامي يفهم العيش المشترك لابناء وطن واحد .
عندما تكون المساجد والجوامع دورا للعبادة حقا وليست دورا لخطابات الفتنة والترويج لشعارات الطائفية والتكفير والافتاء في اساسيات المجتمع عندها يمكن التاسيس لجيل اسلامي يفهم معنى حرية العبادة والحريات الشخصية والمجتمعية ويدرك بان الدين هو علاقة الفرد بربه .
هذه هي الاسعافات الاولية لبناء مجتمع متسامح تندثر فيه معالم التفرقة الدينية وتترفع الرايات والابداعات الفردية والجمعية لخلق مجتمع عصري متحضرينافس المجتمعات المتحضرة على الريادة في الحقوق والحريات والتقدم في كل مجالات الحياة على حساب الصراع الديني الذي يخلق مجتمعا ارهابيا متخلفا .

فاذا كانت حكومة كردستان اليوم بامكانها التصدي لهذ الغول فهي لن تتمكن ان تحمي ابناء الاقليات كليا والدليل هو البدء بتوزيع المنشورات التي تطالب المسيحيين والايزيدين بالابتعاد عن كل الاعمال التي لاتوافق الشريعة الاسلامية واحكامها وسيكون مسلسل الاغتيالات في الازقة والشوارع الخفية وامام المحلات والقنابل الموقوتة والارهاب قادم بلا شك .. وهو ذاته الاسلوب الذي مورس في الموصل ومدن اخرى في العراق لتهجير المسيحيين .و لسنا بعيدين عن هذا السيناريو الذي حتما سيكتب .
انه الغول الذي اخذ باكتساح البلدان الاسلامية دون رادع فعلي .
قبل اكثر من عام كنت في زيارة الى ارض لم تعد ارض الاباء والاجداد وطلب مني في ندوة مقتصرة على شباب وشابات ان اتحدث عن الغربة باعتباري احد الذين تركوا العراق لاكثر من 12 سنة ..وكنت حذرا جدا في انتقاء الكلمات والجمل كي لايفهم من خلالها انني اما من مشجعي الهجرة او من الذين يصرخون للتمسك بارض الاباء والاجداد,فالحالتين لها من السيئات مايحزن ويجرح .
عندما تمعنت في وجوه وعيون الحاضرين وجدتها جميعا تريد التسلل من ارض الاباء والاجداد باسرع مايمكن .. لم اجد احدا من الحاضرين متمسك بهذه الارض ولهم اسبابهم المقنعة . اغلبهم ينظرون الى المستقبل بريبة وشؤوم وكانت دليلها هي اسئلتهم ومداخلاتهم ولهم الحق فيما يطرحون .
كيف لي ان ادعوهم الى البقاء والصمود والتمسك لارض اصبحت غريبة عنهم بل ترفضهم لتحتضن الاخرين .
كيف لي ان ادعوهم الى البقاء والصمود والتمسك وهم يرون المستقبل قاتما وهاي هي بشائره تهل عليهم في حرق مصادر رزقهم ورجم بيوتهم وعليهم الخضوع لراية الله واكبر كما يريدها اصحاب الرايات السوداء وكما كانت في زمن الخلفاء وقوامها عند زحف الجيوس الاسلامية .
كيف لي ان ادعوهم الى الصمود والتمسك بارض سنحاريب ونبوخذنصر وانا ارى القلق والخوف يشع من عيونهم ونحن نعيش في بحبوحة زماننا .
عندما تحادثهم تكتشف ان في داخلهم احساس الغربة وعندما ينتابك احساس الغربة وانت في وطنك فانه اقبح من احساسك في الغربة وانت بعيد عن الوطن .
للمرة الالف اقول لكل الداعين و المنادين والمحاضرين والصارخين وجلهم من المقيمين في بلدان الغرب لمن هم في الداخل الثبات ثم الثبات في ارض الاجداد , عودوا اولا انتم الى بلد الاجداد وكفى مزايدات على شعب سوف تسحقه عقب الرايات السوداء .
اقول الى اللذين يحثون هؤلاء المساكين في البقاء والتشبث بارض حمورابي وسرجون اما زلتم بعد هذه الاحداث عند مواقفكم وحلولكم الهشة والساذجة لحماية شعب لم يعد يملك اية مقومات البقاء مالم تكن هناك حلولا جذرية وهي للاسف بعيدة المنال في مجتمعات تشبعت ادمغتها بتراث الاحقية وقتل الاخر وانتظروا القادم فهو اخطر .
وطني حتى وان كان في اقاصي الارض . هو من يوفر لي الحماية ومستقبلا شفافا جميلا لاطفالي واعيش مع ابنائه في سلام واحصل على حقوقي كاملة والتزم بواجباتي.
كل المجتمعات في العالم مهما كان شكل النظام الذي يقودها يساريا او يمينيا اشتراكي التوجه او راسماليا توجه بصيرتها صوب الامام وهي تسابق الزمن لمزيد من الحريات والحقوق العامة والفردية وبناء مجتمعات اكثر حضارية الا المجتمعات العربية والاسلامية المحيطة بها لازالت بصيرتها عمياء متخلفة زمنيا مغطاة بعباءة التخلف والجهل و تطبيق شرائع انتجت قبل 1700 عام لايمكن ان تضع اسسا لحضارة حديثة تلائم حداثة المجتمع والتطور البشري وهي لم تلائم حينها كل المجتمع البدوي ودليلها الردة او الارتدادات التي حصلت.
ان التخلف سيبقى سمة هذه المجتمعات الى حين طالما لازال مسموحا لتراث متخلف يشوبه الكثير من الشكوك ان يلعب دورا في بناء المجتمع وسيبقى هؤلاء الشباب والجيل القادم ضحية لمفاهيم توارثت عبر قرون من الزمن مليئة بالحقد والانتقام من البشرية وعليه دفن كل هذا التراث الحاقد على البشرية في اعماق الارض لكي لايرى نورا وكي لاتعتاد ادمغة الصغار على قراءة وسماع هذا القبح الحاقد على الانسانية من التراث .
يقول افلاطون
نحن مجانين اذا لم نستطع ان نفكر ومتعصبون اذا لم نريد ان نفكر وعبيد اذا لم نجرؤ ان نفكر ... ياترى اي مقطع من المقولة تلائم هذا الاسلامي المتعصب .



#لطيف_روفائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون والحصاد الانتخابي ..
- تبريرات خجولة للخاسر من قوائم شعبنا
- يامسيحيوا العراق انتم جالية عراقية في وطنكم !!!!!!
- ثلاث دروس تستخلص من فوز المنتخب العراقي ولكمة موجعة للحكومة ...
- الخطة الامنية الجديدة ..درب المحرقة ام درب الامن ؟؟ 2
- الخطة الامنية الجديدة ..درب المحرقة ام درب الامان ؟؟ ( 1 )
- حوار مع المنادين بتغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي- المناقشة ...
- حوار مع المنادين بتغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي
- مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- لنرقص ايها العراقيون فرحا بولادة حكومتنا الوطنية
- نشأة فرج ... مانديلا العراق
- الدستور العادل وحرية الرأي والمعتقد


المزيد.....




- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لطيف روفائيل - ليعلن عن نفسه البطل الذي يستطيع ايقاف هجرة المسيحيين من العراق بعد اليوم ....