أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نايف سلوم - المطلق والنسبي-نهاية النضال النظري














المزيد.....

المطلق والنسبي-نهاية النضال النظري


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 08:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعقيب على مقالة نقولا الزهر "في عالم المفاهيم – حول العلاقة بين المطلق والنسبي" في النشرة الإخبارية "سوريا الغد" 20 كانون الأول 2004
من عجائب هذا العالم الافتراضي- الإلكتروني مقالة لـ نقولا الزهر ، بيريسترويكا جديدة، حول علاقة المطلق بالنسبي .
يقول الزهر بروح لا تخلو من الفكاهة والتخفف من وضعية المتفلسف ، أن هذا المفهوم "مفهوم المطلق" وعلاقته بالنسبي موجود عند الشيخ المصري الأزهري السور بوني المعاصر "عباس عبد النور من دمنهور" ، وموجود لدى "ماركس .. وكثيرين من هذا العالم [ ومنهم بالطبع الأستاذ نقولا ] وموجود في فلسفة التاو الصينية .
إذاً ، وإذا كانت هذه العلاقة بين المطلق والنسبي موجودة عند فلسفات متضادة ومتناحرة أحياناً فأين المشكل ؟ ولماذا تتصارع الأفكار والإيديولوجيات وتتطاحن ؟ ولماذا يطرح نقولا الزهر هذه الإشكالية طالما أنها موجودة عند الجميع بمن فيهم عبد النور من دمنهور الشيخ الأزهري المعاصر . المشكلة عند الأستاذ الزهر ليست في اجتماع هؤلاء في طرح المسألة ، بل في الطريقة التي حلت بها عند كل منهم .
هذا التعدد الأيديولوجي يقلق الأستاذ، و حتى يتخلص من قلقه ومن الحلول الكثيرة التي تسبب الحَوَل يقول الزهر وبلهجة لبنانية : " ياعمّي طالما كلكن عم تطرحوا ها المشكلة ، ليش مختلفين . خلوني أنا نؤلا فرجيكن أنو المسألة بسيطة ، أنتو متفقين أنّو كلكن طرحتو المشكلة ، إي خلاص بقا "
هكذا وبمعجزة أشبه بالفلسفة الشعبية وأمثالها حل نقولا المسألة وهيأ الأرض الأيديولوجية لـ ملاقاة التحالفات السياسية القادمة . فإذا كانت هذه العلاقة "الفصعونة" بين المطلق والنسبي سوف تفرق بين الأخوان من كل الجهات إسلاميين ، علمانيين ، وشيوعيين متقاعدين قبل انتهاء المدة ، فإنها من الآن فصاعداً لن تستطيع فعل ذلك خاصة بعد الاكتشاف الافتراضي الالكتروني للأخ الزهر والذي مفاده أن المشكل مطروح عند جميع المتخاصمين وأن المسألة الخلافية مفتعلة ومبالغ فيها . وهو يقترح ضمناً أن من حق كل من هؤلاء الحلفاء المستقبليين أن يطرح علاقة المطلق بالنسبي كما يشاء ، المهم أنه يطرحا وبذلك يتساوي مع زميله في الحزب الإيديولوجي الآخر . المهم تجاوز جميع العقبات والمحن من أجل التحالف التكتيكي المرتقب.
لقد توضحت الآن المهمة التاريخية للأستاذ الزهر من الناحية الفلس- شعبية (الفلسفة الشعبية) الوضعية الجديدة ألا وهي توحيد المعارضة السورية ليس سياسياً فحسب بل و إيديولوجياً مهما كان شكل مطلقها ومرجعياتها المعيارية ، دينية أم غير دينية يمينية أم يسارية لا يهم ! ، أو بالأحرى تجميع المعارضة السورية حول ميثاق شرف وطني شعاره الرئيس "نقسم نحن الموقعون على هذا الميثاق أن العلاقة بين المطلق والنسبي والتي طرحها كل من عباس عبد النور وماركس وآخرون كثر ومنهم نقولا الزهر، ليست بمشكلة تفرق المعارضة السورية إيديولوجياً وسياسياً. دعونا نتحد وفقكم الله وإلى الأمام "
بالطبع لا يستطيع القارئ الرصين إلا أن يقف بإجلال وامتنان أمام هذا المتفلسف الشعبويّ العظيم ، لأنه لا يضيف لبنة جديدة في طرح هذه العلاقة بين المطلق والنسبي وحلها فحسب ، بل يؤسس لعلم فلسفي/سياسي من طراز جديد ، علم يضع قواعد مدهشة لفن التكتيك السياسي والإيديولوجي ، علم يجبُّ ما قبله ويبتلعه و يبصقه تكتيكاً سياسياً فريداً . منضماً هكذا إلى الكثيرين من هذا العالم الذين طرحوا علاقة المطلق بالنسبي.
ولكن أين السر في هذا كله ؟
السرّ في السوق وفي نهاية التاريخ ، والإنسان الأخير ؛ الإنسان البورجوازي الليبرالي الجديد.
دعونا نتقمص شبح الأستاذ نقولا لنقول : طالما جميعنا أغنياء وفقراء نشتري من السوق ونبيع في السوق بما فيها أفكارنا فلما الاختلاف والصراع الأيديولوجي ! هكذا مع سيادة البورجوازية الأخيرة والنهائية ، ينتهي النضال النظري والصراعات الأيديولوجية ، والعلم التاريخي الاجتماعي كل هذا يغدوا نافلاً . في السوق لا تحتاج لشيء سوى النقود . النقود والسوق هما المطلق الجديد .
يرد الأيديولوجي اللاهوتي في المنطلقات النظرية لمشروعه السياسي على شبح نقولا : "وحدة الخالق وتكريم [العامل] المخلوق" ، الله هو المطلق الوحيد خالق الخلق والقيم عبر أشباحه ، ظهورا ته وأطيافه . فيرد شبح الزهر مؤكداً أن المطلق الوحيد والمعيار الأكيد هو السوق وهي خالقة القيم . نحن المعارضة السورية إذا اتفقا على إطلاق يد السوق لن نضل ولن نفترق أبدا. وفي معمعة هذا الجدل الساكن تختفي قوة عمل العامل كخالق للقيم الاستعمالية والتبادلية ، ويكرّم في المناسبات الوطنية والقومية، ويغيب معها قانون فضل القيمة وأصل الاستغلال البورجوازي لتسود السوق وقانون القيمة الذي يسوي كل شيء بالأرض ماسحاً في طريقه كل القيم ومعها البشرية المعذبة .



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لـ مشروع ميثاق العمل الاسلامي لـ الدكتور محمد شح ...
- خطوة تالية أم إعلان نوايا
- من الشيوعية الستالينية إلى المنتدى الاجتماعي
- جاك ديريدا --المعارضة البرلمانية للبنيوية أو بغض الكتاب
- قراءة نقدية لـ -الميثاق الوطني في سورية- المنبثق عن المؤتمر ...
- قراءة نقدية في ميثاق شرف الشيوعيين السوريين
- قراءة نقدية في البرنامج السياسي والنظام الأساسي للتجمع الوطن ...
- ديالكتيك الانعكاس في الفن
- نداء إلى شعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين
- علمانية ، أم نقد جذري للتراث القومي العربي و الديني؟
- الاشتراكية أو البربرية محمد الخضر
- حول نظرية الانعكاس
- إسرائيل في قلب الاستراتيجية الأميركية للشرق الأوسط الكبير
- في المسألة القومية العربية الديمقراطية
- المثقف الجديد
- قضايا في مقاربة الإمبريالية الجديدة وما يترتب من مهام
- في انفصال المهام الديمقراطية(# )عن الليبرا لية
- الأزمة مستمرة – نقد وجود الحزب -1
- قراءة في -كراسات السجن- لـ أنطونيو غرامشي
- العلاقة العربية الكردية تعدّد مستويات المقاربة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نايف سلوم - المطلق والنسبي-نهاية النضال النظري