أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد سليم - تخدير الشعب، عن طريق المناسبات الدينية !!














المزيد.....

تخدير الشعب، عن طريق المناسبات الدينية !!


رعد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


کنت جالسا مع ابنتي امام شاشة احدى الفضائيات لاتابع الاخبار ، و راينا الالاف من الناس يمشون سير على الاقدام و يضربون نفسهم بالزناجيل ، وراينا الاطفال تحت سن السادسة بين جموع الناس .
غيرت القنوات الواحدة بعد الاخرى ، لکن راينا الصورة تتكرر ، بعدها عرفنا انها بث مباشر لعشورا" اي ذکری قتل الحسين" في کربلاء. استغربت ابنتي الامر وحاولت کثيرا ان اشرح لابنتي الموضوع , و لماذا هٶلاء يضربون انفسهم؟ لکن دون جدوی. لان ابنتي ذات السنوات العشرة انفعلت وصارت عصبية لدرجة کبيرة ، و قالت لي بصوت عالي : هل بهذه الشکل الوحشي يتعامل الاباء مع اطفالهم ؟ بعدها قالت لي انا اکره تلك القنوات التلفيزيونية و ذهبت لغرفة اخری.
انا تابعت هذا البث الحي بعدها ، رايت الدماء تغطي وجوه العشرات من الاطفال ، رايت کيفية تعليم الناس العنف و ايذاء النفس ، وسمعت الاغاني الدينية، الاغاني التي توجه للبکاء والنواح. رايت کيفية تنظيم هذه المسيرة من قبل الاحزاب الاسلامية الحاکمة و المليشيات التابعه لها ، ورايت عشرات الالاف من العسکرين و رجال الشرطة علی جانبي الطرق المٶدية لمدينة کربلاء . توزع الاکل و الشرب المجاني وهذه الظاهرة الاخری في هذه المسيرة .
رايت کيفية احتفال المسؤٶلين وعلی راسهم مسؤٶلي الاحزاب الحاکمة و رئيس الوزراء نوري المالکي بهذه المناسبة ، ، سمعت کلام هؤلاء المسٶولين في هذه المناسبات التي تدعو الى قبول واقع الحال
وتحمل الظروف، اي بمعنی اخر قبول الناس للفقر و البطالة و انعدام الخدمات وعدم استقرار ، انعدام الامن و قتل اليومي.
بعد احتلال العراق من قبل القوات الامريکية، و ظهور الاحزاب الاسلامية و القومية علی الساحة السياسية و فرض سيطرتهم علی حياة العامة و استيلائهم علی السلطة استغلوا المناسبات الدينية لغرض سيتطرتهم علی الافکار العمومية . ان وضع کل المناسبات الدينية عطلة رسمية من قبل الحکومة المالکي و جمع کل الامکانات الحزبية و الحکومية من وسائل الاعلام الي الجلب الالاف من قوات الشرطة و الامن و الجيش ، و جلب طلاب المدارس و الموظفين الحکومين ، و تحديد ميزانية کبيرة لتنظيم تلك التظاهرات المليونية، وفتح الحدود امام الالاف من الحرس الثوري الايراني لدخول العراق هي سياسة مدروسة ليس لها اي علاقة بذکری الحسين او علی ، ان هذه السياسة لها اهداف اخرى و اجندة اخری وراءها.
ان الشعب العراقي يعيش في حالة صعبة من کل النواحي . بعد ٨ سنوات من الاحتلال و استلام السلطة من قبل الاحزاب القومية و الطائفية ، ويعيش العراقيين في حالة خوف و رعب يومي ، الانفجارات و القتل اصبحت جزء من حياة العراقيين ، والفقر والبطالة و قلة الجدمات تواجه الملايين من العراقين . ومسالة الکهرباء و الماء و الصحة اصبحت بعيدة المنال. و من الجانب الاخر يوميا تصعد اعتراضات الجماهير في کل المحافظات و العراقيين يبحثون عن مخرج لكل هذه المصائب التي دمرت حياتهم .
الاحزاب الحاکمة في الحکومة الطائفية و القومية يبلغون و يجمعون کل امکانتهم لکي يشارك عدد اکبر من الناس في هذه المناسبات الدينية حتی يسيطرون علی الوضع و ابعاد الناس من المطالبة بحقوقهم ، و ابعادهم من الاعترضات و التظاهرات ضد سلطتهم و حکومتهم.
اريد القول بالرغم من مشارکة الملايين في تلك المناسبات ، و بالرغم من ادعاءات السلطات و الاحزاب الحاکمة ، لکن ‌هذه المسيرات هي ادعاءات کاذبة، و لا يعبر عن الرای الملاين من العراقين . هذه المناسبة ليس لها اي علاقة بذکری الحسين او علی ،و ان تنظيم هذه المسيرات بمثابة تخدير للشباب و العمال، و لها اجنده سياسية رجعية بحته ولابعاد الخطر عن سلطتهم الطائفية و ومحاولة ادخال التفرقة داخل الطبقة العاملة و المحرومين من الشعب لکي يتم ابعاد تفکيرهم بتنظيم انفسهم بوجه حکومتهم. وهذه الطريقة المفضلة للبرجوازية و احزاب و الحکومةالرجعية للابتعاد العراقين بشکل العام و الطبقة العاملة بشکل الخاص عن نضالهم بوجه حکومتهم.
.



#رعد_سليم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب على عمال وشيوعيي المنطقة، ان يفصلوا صفهم وحركاتهم عن حرك ...
- صفقة شاليط-سجناء فلسطين، تلاقي مصالح واهداف!
- تغيير وحذف اسم الشيوعية ام العودة السافرة لحضن البرجوازية!
- حدث بعيد.. ورسالة تنضح بانسانية ماركس!!
- اية ثورة ينبغي ان ينشدها العمال؟!
- ديموقراطية ام حکم جلادين!
- مشروع -الحزب الشيوعي الکردستاني ، مشروع لتثبيت الحکم الاستبد ...
- الخبز، العمل، الحرية ، ضمانها الحکومة المجالسية!!
- ثورة الشارع ، ام صناديق الاقتراع ؟!!
- الاهداف الواقعية لنداء مقتدی الصدر لاتباعه بالتظاهر!
- حول ثورة اکتوبر ومفهوم اليسار التقليدي العربي!!
- مذکرة القاء قبض بحق الحکومة او بحق المواطنين؟
- رسالة مواساة بمناسبة رحيل الرفيقة المناضلة ليلی محمد
- التعليم في مستنقع الطائفية في العراق !!
- السطو على البنوك العراقية و ماوراءها من الکواليس السرية!!
- في ذكرى رحيل القائد العمالي العراقي حكمت کوتاني !!
- لماذا فشل الشيوعيون العرب؟!
- مجتمع -بخشيش- او مجتمع مقلوب!!
- محاولة تسليم معارضين ايرانيين الي طهران، جريمة اخرى تسجل على ...
- العمال في مصر و الرهبان بورما و الموقف الانتهازي للديموقراطي ...


المزيد.....




- الفاتيكان يكشف وصية البابا فرانشيسكو وسبب وفاته
- من -من أنا لا أحكم عليه- إلى انتقاد -الزهايمر الروحي-.. أبرز ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية 2025 على نايل سات وعرب سا ...
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل وعرب ...
- مسيحيو غزة يؤدون الصلوات لراحة نفس البابا فرنسيس في الكنيسة ...
- جماعات -الهيكل- تطالب بن غفير بفتح المسجد الأقصى بشكل كامل أ ...
- البابا فرانسيس أصر على زيارة العراق رغم تحذيرات أمنية لمنعه ...
- العالم ينعي البابا فرنسيس والفاتيكان يعلن أن الوفاة بسبب -جل ...
- السلطات الأردنية تعتقل القيادي بجماعة الإخوان عارف حمدان
- الفاتيكان: وفاة البابا فرانسيس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد سليم - تخدير الشعب، عن طريق المناسبات الدينية !!