طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 21:45
المحور:
المجتمع المدني
هل كان الربيع عربيا حقيقة ؟ موجة غضب تواجه استهتار الحكام العرب الذين اثبتوا وأكدوا على حبهم للكرسي لا تهمهم مصلحة الوطن والشعوب ,هذه حقيقة كنا نعرفها الا ان الكيل كان قد طفح وصبرت الشعوب اكثر من صبر أيوب وحانت الفرصة , فرصة الغضب وانهيار جدار الخوف والفرصة قد اصبحت في متناول اليد, الشعوب تضحي من اجل حريتها من اجل كرامتها من اجل وضع حد للفساد المستشري في عروق البلد , الا ان حلف الناتو كان بالمرصاد لقفزة الشعوب واستطاع ان يمتطي الموجة وبدماء عربية سخية بدأت الثورة المضادة وانكشفت النوايا الخبيثة وكان اول بيان يصدر من القيادة المؤقتة تعطيل قانون الزواج بامراة واحدة في ليبيا مع العلم بان من اهم شعارات الثورة وحركة التغيير كانت شعارات الحرية والكرامة والمواطنة وحقوق المراة هي الركن ألأساسي بألأضافة الى توزيع ثروات البلد توزيعا عادلا خارج نطاق العائلة الحاكمة كما هو معتاد عليه من الروساء السابقين من بن علي ومبارك والقذافي وصالح يتبعهم بشار ألأسد الذي وصله الدور ولا يستطيع ألأفلات منه الا باعجوبة ان وجدت لقد وصلت ألأوضاع في سوريا التي لم يقصر شعبها بتقديم الشهداء يوميا منذ تسعة أشهر ووصلت ألأمور الى ما يشابه حالة الحرب بين سلطة جائرة متمسكة بالسلطة لا يهمها سوى الكرسي وما يجلبه من فوائد على العائلة المالكة التي لا تخجل ولا تفكر في الخطر الداهم الذي يهدد سوريا أذا أستمرت ألأحداث على هذا ألمنوال ولا يهمنا ان لحق بشار بالقذافي او بن علي لكن ألأمر وصل الى ان سوريا وكرامتها وسيادتها مهددة وحلف الناتو يحد اسنانه وصواريخه وقنابله ليهاجمها , لقد اثبت الحكام العرب بان مصلحة البلد وكرامته وسيادته لا تعني بالنسبة لهم شيئا مقابل الكرسي الساحر الذي يجلسون عليه ويحلبون البلد وملياراته لتوزيعها على العائلة وألأصدقاء , اما البلد والشعب بالنسبة الى الحكام سوى سلم يصعدون به لضمان ألأمتيازات العائلية ويستمرون ويورثون الكرسي الملعون كما ورثه بشار من ابيه ولو تطلب ذلك تبديل الدستور نفسه .
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟