أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - متعة السؤال ونكد الجواب














المزيد.....

متعة السؤال ونكد الجواب


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للناس ثلاثة مذاهب في موقفهم من الدين :
الأول : الإيمان المطلق ، حيث يؤمن الفرد بالعقيدة الدينية كما يؤمن بها عامة الناس ، وبتعبير الخليفة عمر بن الخطاب ( إيمان العجائز) ، وأكثر المؤمنين بالأديان هم من هذا الصنف ، أخذوا الدين وتوارثوه عن أهليهم ، ومارسوا طقوسه وشعائره كما مارسها من كان قبلهم ، وغالبا ما يكون المؤمن من هذا الفريق اتباعيا ، لا يستطيع التخلص من اتباعية الفكر الجماعي ، ونمطية التفكير السائد ، فقلما يخطر في باله أن يراجع ويسأل عن حقيقة وصحة معتقده الديني أو فائدته أو إمكانية تطويره .
وإذا حاول مرة أن يسأل ويعمل فكره في أسس عقيدته فإنه يخشى عاقبة تفكيره وأسئلته ، لذلك فهو يؤثر الطمأنينة والراحة النفسية على الشقاء الناتج عن السؤال .
الثاني : الإلحاد ، وأتباع هذا المذهب يرفض الدين وما يؤمن به عامة الناس رفضا تاما ، وهذا لا بد أن يجره إلى معاداة الناس واجتنابهم له واجتنابه لهم ، مع أنه في الغالب لن يستطيع التخلص مطلقا مما يؤمن به العامة شاء ذلك أم أبى ، فهو مضطر على سبيل المثال أن يتزوج زواجا دينيا ، ولن يسمح له بخاصة في بيئة الشرق أن يتزوج زواجا مدنيا خارجا عن السلطة الدينية ، بل إن مفردات المعجم الديني ستظل حاضرة في وعيه وفي سلوكه ، وإذا شاء أن يكون لا دينيا أو ملحدا حقا تنسجم قناعاته مع لغته وتفكيره ، فعليه هنا أن يأتي بمعجم بديل عن المعجم الديني يعبر به عن أحاسيسه ومشاعره ومواقفه تجاه ما يحدث ، إذ عليه أن يجد المعادل التعبيري للجمل التي تتردد على لسان العامة والخاصة من المؤمنين ، ومن بينها قولهم : إنشاء الله ـ ما شاء الله ـ سبحان الله ـ الحمد لله ـ استغفر لله ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ وغيرها من التعبيرات التي تقال في مقامات متعددة ولأغراض مختلفة ، وإلا فإن لسانه سيظل يعاني من تفكيره .
لا شك أن هذا السبيل الوعر والشائك يوفر لسالكه متعة السؤال ، ويشعره أنه متميز في تفكيره عن الجماعة ، ويمكنه من التفرد والاستقلالية ، ومن التخلص من نمطية التفكير الجماعي ، ولكن مع هذا سيعاني من قلق التفرد ووجع التفكير .
الثالث : لا أدري ، وأصحاب هذا المذهب وسطيون فلاهم مؤمنون الإيمان المطلق ولاهم ملحدون إلحادا يقينيا، وهم بطبعهم ليسوا مستعدين لخوض تجربة السؤال والبحث والتفكير في الشأن الميتافزيقي ، وعندهم من مشاغل الحياة ما يمنعهم من البحث والفلسفة والسؤال عن حقيقة وجود الله من عدمه ، وعن صحة الدين وما يتضمنه من عقيدة وتشريع . .
إن أصحاب هذا الموقف قد يتعلل الواحد منهم بأنه ذو مهنة كالطب والهندسة مثلا ، وعليه أن ينشغل بمهنته ويتقنها بدلا من الخوض في قضية شائكة وعويصة استنزفت على مدى التاريخ البشري عقولا وقرائح لا حصر له لم تستطع أن تهتدي إلى شيء يمكن الاقتناع به .



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة ... والثوار ... والثيران
- قصيدة في هجاء القذافي
- الإسلام في منظور كتَّاب رسائل الحكمة الدرزية
- معاناة أستاذ مادة اللغة العربية
- خواطر حول الدروز والدرزية (2)
- خواطر حول الدروز والدرزية (1)
- تهافت الوهابية
- كَلِّمنا ... أيها المُحيي المميتُ
- عفوا نادين البدير ومعذرة
- من لي بمحاسبة بعض علماء وشيوخ السعودية ؟
- المرأة ...... هذا المخلوق السيء السمعة
- كفاكم اعتداء على الأديان
- لن تبقى طول المدى سيدي
- طلال مداح آخر فحول الأغنية الطربية
- مصر التي لم تعد في خاطري
- المرايا المقعرة الإلحاد والإيمان وجها لوجه
- إسلام بلا فقهاء ولا دعاة


المزيد.....




- أجدد أغاني البيبي مع طيور الجنة.. تردد قناة طيور الجنة toyou ...
- نصر الله: عملية طوفان الأقصى ساهمت في تخفيف الاحتقان المذهبي ...
- المسلمون الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في مرقد الامام الحسين في ...
- الشرطة الإسرائيلية تقمع احتجاج اليهود المتشددين ضد التجنيد ا ...
- اشتباكات بين الشرطة واليهود المتشددين بعد اعتزام الجيش الإسر ...
- الإفتاء المصرية: لو صليت الفجر على الساعة 11 ظهرا فصلاتك صحي ...
- صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ويهود من الحريديم
- صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية ويهود من الحريديم بسبب الت ...
- -حرب الشاشات تندلع في القاهرة-.. بعد واقعة شارع فيصل شاشات ع ...
- أول خلاف لنائب ترامب؟ وصف بريطانيا بأنها دولة إسلامية نووية ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل بشير الصاري - متعة السؤال ونكد الجواب