|
البهائية في إيران أصولها وانتشارها في العالم
رياض الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 20:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة:
سبق للمفكرين المسلمين القدامى أن لاحظوا تعدد الفرق والجماعات في الأمة الإسلامية ومدى تأثيرها على وحدتها ووجودها. وخاصة تلك الفرق المنحرفة أو المعادية للإسلام والتي تلبست بلبوسه وأضمرت له الشر باطنا. وقد وصفوها (بالفرق الباطنية) التي ظهرت قديما في العالم الإسلامي، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما دونه العالم الكبير الشهرستاني في سفره الطويل المعروف ( الفرق بين الفرق) لإحصاء تلك الفرق والجماعات وأزمنة ظهورها واختفائها. ولا شك إن الإسلام التوحيدي المحمدي هو الباقي وكلّ تلك الفرق إلى زوال. وقد تنبه العلماء المسلمون في العصور الوسطى الإسلامية إلى ذلك ووضعوا المصنفات الكثيرة في دراسة تلك الفرق والجماعات على اختلاف ألوانها وتوجهاتها ومؤسسيها وطرق انتشارها وادعاءاتها فضلا عن وضع الردود العلمية الدينية عليها من اجل الحيلولة دون انتشار ضلالاتها بين المسلمين. لكن هذه الفرق – للأسف الشديد- لاتزال تظهر حتى الوقت الحاضر، كلما ضعفت الروح الإسلامية التوحيدية أو انتاب الأمة الخور والتدهور وضعف العلم. وعلى الرغم من توكيد الإسلام على ضرورة التوحد ونبذ الفرقة بكلّ أشكالها إلا أن علماء المسلمين ربما يحصون مئات الفرق والجماعات المؤثرة على مرّ التاريخ. وبات من المؤكد تاريخيا في الوقت الحاضر معرفة إن الغالبية العظمى - إن لم تكن جميع تلك الفرق - قد نشأت في حواضن قوميات وشعوب وأقليات من غير العرب؛ وهذا ليس ميدان بحثنا في الوقت الحاضر لكن ثمة أسباب كثيرة حدت بقسم من تلك الشعوب التي دخلت في حاضرة الإسلام أن تفعل ذلك. وتشوب الدراسات حول ظهور الفرق والجماعات الغالية – على كثرتها- في تاريخ الفرس وإيران تفسيرات مختلفة ترقى غالبا إلى تفسيرات تاريخية تتعلق بالحضارة الإيرانية القديمة وتوق الشعب الفارسي إلى (الخلاص الروحي) من العنت الذي تعرض له إبان الحكومات العربية الإسلامية المتعاقبة. لكن امتداد هذه الرغبة في (البحث الروحي عن خلاص) يطال مسلمي الهند أيضا وحتى وقت متأخر من القرن التاسع عشر إذ ظهرت حركات دينية ارتقت إلى مستوى الدين والوحي الإلهي فعد ظاهرة تستلفت النظر أيضا، ولا شكّ إن بواطنها تعود لأسباب سياسية واجتماعية وحتى اقتصادية قبل أن تكون ذات بواعث روحية بالدرجة الأساس كالقاديانية و (الفرقة الأحمدية) التي ظهرت في الهند – نسبة إلى غلام احمد(*) – والتي طار صيتها بين أرجاء العالم الإسلامي حتى عدّ أتباعها في الوقت الحاضر حوالي سبعين مليون مسلم منتشرين في جميع أنحاء الأرض. وهكذا فإن مردّ ذلك يوجب النظر والتدقيق مرة أخرى في قدرة المسلمين على الحفاظ على تماسك دينهم الحيلولة دون وقع التفرقة فيه. فإن هذه الفرق الغالية سواء التي تظهر في أهل السنة والجماعة وكذلك الشيعية لم تنم أو تتطور على هذا النحو الواسع إلا بفعل عوامل أصيلة يتوجب البحث عنها وهي ليست ميدان الآن أيضا. فكل ما نريد بحثه هو الأسباب السياسية والدينية لفرقة واحدة هي الفرقة البهائية تحديدا من اجل وضعها كأنموذج للتطرف الديني فضلا عن دراسة المناخات السياسية التي ظهرت فيها. ومن الجدير بالذكر في إطار بحثنا هذا أن ننوه إلى أن تلك الفرق التي ظهرت بين ظهراني الشيعة قد تقلصت إلى حدّ كبير وكادت أن تضمر لولا الدعم الخارجي لها حتى لم يعد لها ذكر واضح تقريبا، في حين أن الفرق والجماعات الغالية كالاحمدية والمهدية في السودان وغيرها من الفرق والجماعات الصوفية كالسنوسية والنقشبندية والرفاعية والقادرية والبدوية والوهابية وغيرها من الجماعات قد أصبح أتباعها بالملايين في الوقت الحاضر. ويعود سبب ذلك من وجهة نظرنا إلى وجود مرجعيات دينية علمية كثيرة لدى هذه الطائفة ولدى عموم المسلمين أيضا تضع على عاتقها الرد على هذه الفرق والجماعات الغالية والمتطرفة وإخراجها من الدين على وفق المعطيات الدينية والفكرية التي تعلن عنها. وعلى الرغم من ذلك فإن البابية والبهائية كفرقتين متلازمتين لا تزالان قائمتين وتعملان بالسر والعلن في العالم الإسلامي ولهما إتباع كثر وخاصة البهائية باعتبارها الوريثة الشرعية للبابية. وقد أنشئت البهائية معابد خاصة بها في لندن والولايات المتحدة وتعد الأخيرة من المدافعين الرسميين عن (الديانة) البهائية حيث تضمن خطابها السياسي غالبا قضية الدفاع عن الحقوق الدينية للبهائيين في إيران واضطهاد الدولة لهم كما أثارت ضجة كبيرة بعد إعدام أربعة من البهائيين في المدة الأخيرة من عام 2010. وكانت البابية قد حصرت دعوتها الدينية في البداية بإصلاح الدين من خلال الطائفة الإثنا عشرية في إيران، ومحاولة العودة إلى الفكرة المهدوية التي تعدّ الركن الأساسي في فقه وميراث الطائفة الإمامية الإثنا عشرية وعموم طوائف المسلمين الأخرى. لكن البهائية التي تعدّ نفسها وريثة البابية والطريقة الكشفية التي جاء بها الشيخ احمد الإحسائي المولود في عام 1753 أو 1734 وهو تلميذ العلامة كاظم الرشتي قد انحرفت تماما عن قواعد الدين الإسلامي وكونت لنفسها منطلقا جديدا إلى الشريعة الإسلامية وجاء بشريعة وضعية بدلا عنها. مثلما خرجت البابية عن تعاليم الشيخ الإحسائي وتطرفت في البحث الروحي والباطنية الفلسفية وادعت نزول الوحي على مؤسسها محمد علي الباب، مما أخرجها من ملة الإسلام شرعا. وعلى الرغم من إن علي محمد الباب قد أعلن توبته عن توجهاته المتطرفة تلك في رسالته الشهيرة ( توبة نامه = رسالة التوبة) الموجهة إلى ناصر الدين شاه وعودته عن ادعاءاته السابقة إلا أن إتباعه ومريديه أضفوا عليه صفات كثيرة وخاصة حول طريقة إعدامه. وهذا هو شان معظم الحركات المتطرفة حيث يقوم الأتباع بحمل لواء المخالفة حتى لو تنازل صاحب الدعوة عن ادعاءاته وهو منهج مستورد عن الديانة اليهودية التي تعد أصيلة في الفرد مهما تغير اتجاهه. عموما فإن دراسة الفرق والجماعات الغالية تعدّ مهمة للغاية بسبب تأثيرها على الأجيال القادمة كما أنها في الوقت نفسه تعد ضرورة قصوى لترسيخ وحدة المسلمين ومحاولة الوقاية من ظهور فرق وجماعات جديدة تشق عصا تلك الوحدة. كما أنها محاولة لكشف القوى المعادية للإسلام وألاعيبها في تمزيق وحدة المسلمين أيضا. والله من وراء القصد.
البهائية (ديانة) حديثة(1) في زمن ظهورها، وهي تدعي أنها إلوهيتها وتقرّ بعدم انقطاع الوحي كالأحمدية وبقية الفرق الضالة. ولا تكاد دولة إسلامية في الوقت الحاضر تخلو من هذه الطائفة شبه السرية والقليلة نسبيا( ينظر شعار البهائية في الملحق رقم 1) فقد بلغ عدد البهائيين أكثر خمسة ملايين شخص منتشرين حول العالم. وللبهائيين أعيادهم وتاريخهم الهجري( هجرة بهاء الله عن إيران) وكذلك مواريثهم الخاصة بشريعتهم. كما أن للبهائية حضورا متميزا في أوربا والولايات المتحدة مما منحها القدرة على نشر أفكارها ودعواتها الغريبة عن الحاضنة الكبرى للإسلام. وتولي الولايات المتحدة بخاصة لهذه الطائفة اهتماما خاصا في سياساتها الدولية تحت يافطة الدفاع عن حقوق الإنسان وما يتعلق بحرية العقيدة الدينية. وهي تستخدم هذه الورقة أحيانا للضغط على الحكومة الإيرانية لثنيها عن مواقفها المتعلقة بالاستمرار ببرنامجها النووي وعموم سياسات إيران الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط . وكذلك – من جانب آخر- من اجل زج اضطهاد البهائيين في السياسة الدولية كظاهرة ضد التسامح الديني في البلاد الإسلامية من اجل التعتيم الدائم على مبادئ الإسلام الإنسانية والسلمية. وتكون هذه الظاهرة نقطة لعودة محاربة الإسلام إعلاميا بحجة إلغائه للأديان وعدم الاعتراف بغير دينه فحسب. ويوجد في إيران حوالي (35) بهائيا محتجزا في السجون الإيرانية منذ عام 2005 (2) بتهم مختلفة لكنها في مضمونها سياسية بحتة ومن هنا فقد أظهرت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تعاطفا كبيرا مع إعدام عدد من البهائيين في عام 2010 وما رافقها من حملة إعلامية كبرى ضد إيران؛ فقد واجه سبعة أشخاص متهمين بالتحريض ضد النظام الإيراني- وهم خمسة رجال وامرأتان- عقوبة الإعدام. وهي قضية مثيرة للإعلام الدولي، وفي حالة إدانتهم بارتكاب جرائم – أعدم مؤخرا ثلاثة منهم فعلا - تتعلق ب"التجسس لصالح إسرائيل" وكذلك "اهانة المقدسات الدينية للدولة" باعتبار إيران دولة دينية تتبنى المذهب الجعفري حسب دستورها وكما ورد في المادة الثانية في أن (الحاكمية لله)(3) ومن ثم "الدعاية المعادية للنظام السياسي في إيران". وهذه التهمة توضع مباشرة أمام معظم المعارضين السياسيين للنظام الإيراني. وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية في كانون الثاني 2010: "إن الأشخاص السبعة من البهائيين هم سجناء رأي احتجزوا لا لشيء إلا بسبب معتقداتهم أو نشاطاتهم السلمية دفاعاً عن الطائفة البهائية. ثم نوهت على نحو خاص إلى وجوب إطلاق سراحهم فوراً بلا قيد أو شرط." وبسبب الضغوط الدولية تم تأجيل محاكمة البهائيين السبعة ثلاث مرات منذ إلقاء القبض عليهم في الفترة بين مارس/آذار ومايو/أيار 2008، لكنها بدأت أخيراً في جلسة مغلقة أمام ما يعرف بمحكمة ثورية – وهي الصيغة نفسها التي يواجه بها عموم المعارضين السياسيين في إيران وجماعات الرأي المخالف. ومن الملاحظ إن محامي المتهمين السبعة قد منعوا من زيارة موكليهم – أو نادراً ما تمكنوا من زيارة موكليهم- ومن دخول قاعة المحكمة في البداية، ولكنهم استطاعوا إقناع مسؤولي المحكمة بالسماح لهم بالدخول أخيرا بعد محاولات صعبة(4) وتظهر إيران مدى عدم اهتمامها بالرأي العام الدولي بالنهاية وخاصة في ما يعرف بحرية العبادة والدين إذ تستخدم ذلك في الدعاية لسياستها الداخلية أيضا بلا مواربة ومن اجل إشغال الرأي العام الإيراني بمسائل جانبية تفاديا للمشكلات المتفاقمة في إيران والمتعلقة بالبطالة وسؤ توزيع التنمية بين المحافظات والقمع السياسي، وكذلك لإظهار مدى ما يعرف بالهجمة الدولية الشرسة على إيران بسبب مواقفها الإقليمية وبرنامجها النووي. ويستفاد من قضية البهائية والبهائيين كل من الولايات المتحدة والحكومة الإيرانية على حدّ سواء تقريبا. لذلك تجد القضية البهائية تظهر على السطح السياسي من حين لآخر وبدوافع شتى. وهكذا فقد أنحت السلطات الإيرانية باللائمة على البهائيين، من جملة جماعات أخر، وحمَّلتهم المسؤولية عن جزء كبير من الاضطرابات التي وقعت في يوم عاشوراء في ديسمبر/كانون الأول 2009 بعد أن قُبض على (13) بهائياً على الأقل في هذه المرة ومن منازلهم بطهران منذ اندلاع التظاهرات المناوئة للنظام القائم في إيران بعد الانتخابات الأخيرة وما شابها من اتهامات بالتزوير والتي حملت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى سدة الحكم، وما نتج عنها من تشكك أطلقه الزعيمان المعارضان السيد خاتمي رئيس الجمهورية السابق والشيخ مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق ومن الغريب أن يعزى كل هذا الحجم من المعارضة إلى الطائفة البهائية التي تحرّم العمل بالسياسة ! ومن اجل فهم هذه الظاهرة السياسية والدينية القديمة والمتجددة حول البهائية يتحتم علينا أن نعرف نبذة أصولها وظهورها في إيران والبلدان الأخرى واتجاهاتها الفكرية. ومن الصعب أن نصف البهائية بالديانة الإلهية (السماوية) بل هي تكاد أن تكون فرقة (صوفية) متطرفة انحرفت عن التشيع الإسلامي وعملت على تأسيس فكر مشوه متجلبب بالروحانية وهو في الوقت نفسه يحاول محاكاة الحداثة والتطور في الغرب. لذلك لا يمكننا صرفها عن جذور التشيع الذي نبعت عنه في إيران. والبهائية امتداد للفرقة المتطرفة السابقة لها والمعروفة ب(البابية) كما تصف نفسها. وقد ظهر في مصر مؤخرا – زمن الرئيس السابق مبارك- من يحاول استحصال اعتراف حكومي بها كديانة مستقلة. إلا أن الحكومة المصرية وكما هي فتوى الأزهر عدت البابية والبهائية ملة خارجة عن الإسلام – بنظر علماء المسلمين كافة- وهي ليست دينا إلهيا منزلا كما تدعي. وتستند العديد من الآراء الحالية ضد البهائيين على البيان الذي أصدره مجمع البحوث الإسلامّية بالأزهر ضد البهائية والبهائيين ونُشِرَ في عددٍ من الصّحف المصرية والعربية بتاريخ 21/1/1986م والبهائية امتداد طبيعي للحركة البابية التي ظهرت في إيران في عام 1844م حيث أعلن علي محمد رضا الشيرازي1819- 1850 المولود في مدينة شيراز، وبعد تجارب صوفية مختلفة من الجلوس تحت الشمس والزهد المتواصل والرياضات الروحية والتعبد والبحث في الأرقام خاصة أعلن أنه (الباب : أي طريق الوصول الوحيد للإمام الغائب محمد بن الحسن) ولمن يُنتظر ظهوره كما هو المذهب الشيعي ألإمامي؛ أي الإمام المهدي وهو الثاني عشر في ترتيب الطائفة الإثنا عشرية. ولاشك بأن كثيرين قد ادعوا ذلك وذهبت دعاواهم إلى زوال. فالبهائية ديانة حديثة جداً قياساً بالأديان الأُخر, حيث كان أتباعها في بداية أمرهم مسلمين شيعة متدينين عاديين لهم اجتهادهم في ظهور الإمام المهدي. لكنهم اشتطوا كثيرا وحادوا عن طريق الشريعة الإسلامية حتى خرجوا عنها خروجا صراحا لا لبس فيه وذلك بإعلان شريعتهم (بديلة) عن الشريعة الإسلامية. ولاغرو في ذلك فقد كان المناخ الديني بين المسلمين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مضطربا وتتلاعب فيه قوى دولية كثيرة، بل كانت تلك المدة قد شاعت فيها حركات ليست بالقليلة تدّعي قرب ظهور الإمام المهدي ومنها الشيخية والكشفية في كربلاء. ألّف الشيرازي كتاب البيان وهو من أهم مراجع البابية(5). وكان أول من آمن بالباب هو حسين بشروئي، ومن بعده (17) شخصاً آخرين منهم امرأة تلقب بالطاهرة أو قرة العين، ثم التحق بهم وآمن بالدعوة الجديدة بعد ذلك شاب معروف بنبله وسمو عائلته اسمه ميرزا حسين علي نوري من أهالي طهران. فمجموع الذين آمنوا بالباب في البداية 18 شخصاً لقبوا بكلمة (حي)؛ لأنّ الحاء والياء بحساب الحروف الأبجدية جمعها يساوي ثمانية عشر، والأخير كان له الدور البالغ والكبير في تطوير دعوة الباب، حيث سُمّي باسمه فيما بعد. ثم لقّب ميرزا حسين علي نوري (بهاء الله) والديانة البهائية تنتسب له. ومن الضروري من وجهة نظرنا معرفة أسماء الأشخاص الثمانية عشر الذين يشكّلون مجموع حروف الحي (حسب تسلسل الأسماء) 1 ـ الملا حسين بشروئي أول من آمن بالباب ولقّب بــ (باب الباب) 2 ـ محمد حسن بشروئي 3 ـ محمد باقر بشروئي ( وهم من عائلة واحدة) 4 ـ الملا علي البسطامي 5 ـ الملا خدابخش قجاني 6 ـ الملا حسن الباجستاني (وحسب أسبقية إيمانهم): 7 ـ السيد حسين اليزدي ـ كاتب الباب 8 ـ الملا محمد روضة خان اليزدي 9 ـ سعيد الهندي 10 ـ الملا محمود الخوئي 11 ـ الملا جليل الأورومي 12 ـ الملا أحمد ابدال الماراقيي 13 ـ الملا باقر التبريزي 14 ـ الملا يوسف الأردبيلي 15 ـ الملا هادي القزويني 16 ـ الملا محمد علي القزويني ( وهما من عائلة واحدة) 17 ـ فاطمة زرين تاج أم سلمى المعروفة بـالطاهرة ( المرأة الوحيدة في أسماء الحي الثمانية عشر وهي ظاهرة ملفتة للنظر) 18 ـ الملا محمد علي البارفروشي المعروف بالقدّوس وبعد أن شاع أمر البابية بين الناس، قامت السلطات الإيرانية بالقبض على (الباب) وأتباعه سنة 1847م وإيداعه السجن بسبب دعواه تلك. وبعد سلسلة من الاعتراضات قدمها علماء الشيعة آنذاك إلى الشاه مفندين فيها دعاواه وتوجهاته المخالفة للدين الإسلامي. ولأن تلك الأفكار ربما تحدث اللغط بين العامة. وكانت إيران محكومة آنذاك من قبل الأُسرة القاجارية التركمانية الأصل التي تتبع نظاما مركزيا قويا. وفي نهاية المطاف أُعدم (الباب) في تبريز سنة 1850م رمياً بالرصاص أمام العامة رغم وساطة بعض الدول الغربية للصفح عنه ومن ضمنها روسيا وبريطانيا. ويظهر ذلك في أن قناصل تلك الدولتين على علاقة وطيدة بالباب وأن لهم دورا كبيرا في قيام تلك الحركة الباطنية وخاصة قنصلي روسيا وبريطانيا اللذين كانا على علاقة بالميرزا حسين علي النوري الملقّب ببهاء الله، وهو مؤسس الدين البهائي بعد ذلك. ولد بهاء الله في طهران في 12 نوفمبر/تشرين الثاني1817م في منطقة تدعى (بوابة شمران). وكان والده الميرزا عباس النوري الملقب بميرزا بزرك من نبلاء إيران الكبار وكلمة بزرك تعني(الكبير) حيث تنحدر سلالة بهاء الله من السلالة الساسانية العريقة. وكانت عائلته تملك أراض واسعة وعقارات متعددة في (إقليم نور) في مازندران، كما تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الفارسي في تلك الحقبة. وهذا يعني على نحو واضح أن الحركات (الباطنية) يكون رموزها من الأسر الكبيرة ذات العمق في حضارة فارس القديمة الذين يرومون غالبا استعادة تلك الحضارة من خلال الإتيان بفرق وجماعات جديدة. وفي سن الثامنة والعشرين، آمن حسين علي بدعوة الباب سنة 1844م فور اطّلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي. وصار بهاء الله من أشهر أتباع الباب وأنصار دينه، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور، وكانت قد حمته مكانة أُسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعاً ما خلال السنوات الأُولى من إيمانه بدعوة الباب. وتعد العلاقات الأسرية لدى الأسر المتنفذة قديما في إيران مدعاة للسماح بعودة التطرف الديني ونشؤ الفرق والجماعات الخارجة عن الإسلام وحتى عن مضمون التشيع أيضا. ولعب بهاء الله دوراً رئيساً في انتشار دعوة الباب وخاصة خلال (مؤتمر دشت) الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية؛ لأنه تمّ من خلاله الإعلان عن استقلال الشريعة البابية عن الإسلام تماما، واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. ثم اتّخذ حسين علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب بهاء الله. وبعد وفاة الباب استمر بهاء الله بترويج دعوة الباب، وتمتع بمكانة قيادية خاصة بين البابيين. وفي سنة 1852م قُبض على بهاء الله وزُجّ به في سجن (سياه جال= الحفرة السوداء)، بعد محاولة فاشلة لاغتيال الشاه حيث اتّهم بهاء الله بالضلوع فيها رغم عدم توفر الأدلة الكافية حول ذلك آنذاك. ويذكر التاريخ البهائي أنّ بداية نزول الوحي على بهاء الله كانت خلال فترة وجوده في ذلك سجن (سياه جال)، ولو أنه لم يفصح بذلك إلاّ بعد مرور عشر سنوات بعد ذلك. ولا شكّ أن حياة السجن والعزلة كانتا عوامل رئيسة في ظهور تلك الأفكار والتهيئات. والبابية التي أسسها علي محمد الشيرازي في 23 مارس 1844 قد تلقى تعليمه الأول على يد دعاة (الفرقة الشيخية)(6) من الشيعة في العراق، ثم انقطع مدة ومارس التجارة. وفي السابعة عشرة من عمره عاد للدراسة من جديد واشتغل بكتب الصوفية والحسابات الفلكية والأرقام وعلم الحروف والرياضات الروحانية التي كانت سائدة بقوة في ذلك الوقت، وما يرافقها من ممارسة الأعمال الباطنية المتعبة كقلة الطعام والعطش. وفي عام 1843م ذهب الباب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجالس زعيم الشيخية في زمانه وكان من أتباعها عالم كبير هو السيد كاظم الرشتي حيث بدأ يدرس أفكاره وآراء الشيخية وطريقته المعروفة بالكشفية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كنيازد الغوركي إذ كان الصراع الروسي القاجاري محتدما وقتذاك، وكذلك مدعي الإسلام باسم عيسى اللنكراني الذي بدأ يلقي في روع العامة أن علي محمد الشيرازي هو (المهدي المنتظر) والباب الموصل إلى ما يعرف بالحقيقة الإلهية. ومن الصعب التثبت علميا من هذه الرياضات المختلفة لكنها غالبا ما توقع الإنسان الذي يمارسها طويلا بالخيال والأمراض العقلية المزمنة وبالعقد النفسية المستعصية. وهكذا فقد ظهر علي محمد الباب بعد وفاة العلامة الرشتي بطور جديد في كونه الباب الموصل للمهدي المنتظر وذلك لما وجده مؤهلاً الجاسوس الروسي كنيازد الغوركي لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين. وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعاز من رجال الدين الشيعة التابعين للحوزة العلمية خاصة وفي إثر ما يمكن أن تشيعه البابية من لغط في الدين بتعذيب البابين ومطاردتهم لثنيهم عن دعاواهم بالقوة ومن ثم القبض على "الباب" سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومة آنذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية ذات القبضة القوية على البلاد. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن وأخذوا يظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. فازداد عدد أتباع الباب بشكل اكبر على الرغم حبسه وذلك نتيجة لجهود أتباعه وقياداتهم وقوة تنظيمهم. ونتج عن ذلك ازدياد وطأة تعذيب البابيين والتنكيل بهم، والذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين من أجل توثيق تمزيق وحدة المسلمين ومن ثم توكيد استمرار الدعوة البابية رغم كل ما تلاقيه من عنت وقسوة . وفي نهاية المطاف أُعدم "الباب" في عام1850م رميًا بالرصاص أمام العامة على الرغم من وساطة بعض الدول الغربية للصفح عنه ومن ضمنها روسيا وبريطانيا. وجاءت هذه الوساطة عبر تقارير أرسلها سفراء تلك الدول الذين شهدوا الاضطهاد العنيف الذي واجهه الباب وأتباعه(7) وتعد أسطورة المرأة قرة العين واحدة من أهم الفصول في الحركة البابية لما لاقته من جدل محتدم حول دورها السياسي في العالم الإسلامي في وقت مبكر. وقرة العين من أتباع علي محمد الشيرازي الملقب بالباب، واسمها الحقيقي (أم سلمى)، وولدت في قزوين سنة 1321هـ الموافق 1814م للملا محمد صالح القزويني، أحد علماء الشيعة المعروفين هناك، ودرست عليه العلوم الدينية والأصول والفقه ومواريث الشيعة الثقافية. وكانت تحضر مجالس العلماء وتحاججهم. وما لبثت قرة العين أن مالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي فتأثرت بأفكارها ومعتقداتها بسبب توقها للخلاص الروحي، ثم رافقت الباب للدراسة عند العلامة كاظم الرشتي في كربلاء الذي هو من أهم تلامذة الشيخ احمد الإحسائي كما كانت قرة العين خطيبة مفوهة فصيحة اللسان وامرأة جميلة في الوقت نفسه.(8) وتعد قرة العين وثباتها على عقيدتها ظاهرة نسائية متفردة إذ حيث أسفرت عن وجهها في بغداد لأول مرة زمن نجيب باشا الحاكم العثماني وبدأت حركة ثقافية من خلال إلقاء الخطب الدينية والتبشير بالباب، وقد أذهلت المجتمع الشرقي في إيران والعراق. وقرة العين أيضا من أسرة عريقة في قزوين تدعى آل البرغاني. وحاول بعضهم تفسير الاندفاع الجارف لقرة العين حول تجديد الشريعة بزواجها الفاشل من ابن عمها وعدم تمكنها من تطليقه. لكن هذا الرأي لا يصمد كثيرا أمام الاندفاع الشخصي والثقافة الدينية العالية التي تحلت بها هذه المرأة التي سبقت عصرها حتى لقبت ب( زرين تاج= تاج الذهب) (9) ولا يزال العمل الثقافي والسلوك الاجتماعي الذي قامت به قرة العين محط الاهتمام البهائي الكبير حتى الوقت الحاضر.
البهائية في بغداد كانت محلة (الشيخ بشار) إحدى محلات الكرخ ببغداد موطئا للبهائيين الذين قدموا من إيران. وكانت (الحسينية) القديمة في هذه المحلة هي الموقع الذي جعله البهائيون قبلة لهم في وقت لم يلبث أن أصبح بعد ذلك موضع خلاف لهم مع أهالي تلك المحلة من المسلمين القاطنين في تلك المحلة. ثم تحولت إلى قضية قانونية عرضت أمام القضاء العراقي في أوائل تأسيس الدولة العراقية في عقد الثلاثينات من القرن العشرين مستغلين ما ورد في دستور العراق الدائم الملكي من مواد تضمن حريات العبادة للعراقيين. غير أن ما كتب عن تلك الصراعات حول ملكية الدار يعتريه النقص والاضطراب أيضا ويعكس ما للبهائيين من نفوذ سياسي. بل هو لم يبتعد أكثر من كتب عن هذه القضية المثيرة لا يعدو أحيانا ما كتبه المؤرخ الراحل الأستاذ عبد الرزاق الحسني في كتابه المهم "البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم". و بعد وقوع الكارثة بالبابيين تداعوا للثائر بعد إعدام بابهم في شعبان 1266(تموز 1850) وقرروا قتل شاه إيران ناصرالدين شاه في مؤامرة لقتله بعد خروجه من قصره لصلاة العيد في آب 1852 إذ تقدموا من موكبه وبأيديهم عرائض للشكاوى وهم يصرخون "الظليمة الظليمة الغوث الغوث!" ولما مد الشاه يده لأخذ العريضة أطلق عليه الرصاص من احدهم لكنه لم يصب وحمل جريحاً إلى قصره وقتل في العملية احد قادة البابين الملا محمد صادق التبريزي -احد حروف الحي- ثم قبض على المتآمرين وحوكموا واعدموا وكانوا نحو أربعمائة ومنهم (قرة العين) انفة الذكر وإحدى أكثر الشخصيات جدلا في البابية، كما لوحق المشتبه بهم ومنهم حسين علي المازندارني (بهاء الله) الذي التجأ الى السفارة الروسية في طهران وقبلت السفارة لجوءه وامتنعت بشدة عن تسليمه ولما قدم للتحقيق انتهى الأمر ببراءته اذ اعترف المتهم الأول بأنه اعتدى على الشاه دون تحريض من احد ثم قررت الحكومة الإيرانية نفيه إلى بغداد بعد أن قضى أربعة أشهر سجيناً رهن التحقيق.(10) كما ظهرت البهائية لأول مرة في العراق إلى العلن إبان مدة الاحتلال البريطاني للعراق، إذ تم تأسيس مجالسهم الروحانية ( لاحظ أنها تتخذ التسمية نفسها المتعلقة بالمجالس الروحانية الماسونية باستخدام كلمة محفل ومحفل رئيس وفرعي ومحفل عالمي اكبر) مثل ( المحفل الروحاني المركزي العالمي والمحافل الروحانية المحلية للبهائيين) واتخذوا لهم مقرا رسميا علنا في منطقة (الحيدرخانة) وسط بغداد – كما سيأتي ذكره لاحقا- ليقيموا بها شعائرهم الدينية وفعالياتهم الاجتماعية والثقافية، ويسميه البهائيون( حضيرة القدس) ومن الضروري معرفة ارتباط البهائية بالديانة اليهودية في وقت مبكر من نشؤها لاستخدامها المصطلحات الخاصة باليهود وطريقة العيش إذ كانوا ينوون العمل على أنشاء كيبوتزات (مجمعات سكانية يهودية) في المدن التي يوجدون فيها. وفي عام 1936 أصدرت الحكومة العراقية الدليل الرسمي الصادر عن وزارة الداخلية وما نصه: ( في العراق عرب وأكراد وأقوام أخرى...وفي العراق مسلمون ومسيحيون وإسرائيليون ويزيدون وصابئة وعدد قليل من البهائية والمجوس، والحرية مكفولة بالدستور..) وهكذا استمر البهائيون بالتفاعل في الحياة الاجتماعية العراقية وهم ينعمون بحرية ممارسة طقوسهم الدينية والاجتماعية منسجمين مع نسيجهم العراقي كبقية المكونات المزعومة للعراقيين، حتى وقع الانقلاب العسكري في عام 1963حيث حلت المعاناة بالبهائيين بقوة واشتد الخناق عليهم فطوقت حرياتهم وبدأت محاولات منع النشاط البهائي في العراق العام 1967 رسميا لكن هذه المحاولة أجهضت بوساطة وزير العدل رشيد مصلح التكريتي الذي وقف ضدها بسبب ميول الأخير إلى الارتباط بالدوائر الأجنبية المشبوهة وما عرف عنه من شكوك في سيرته الشخصية (11)، الا أن معاناتهم أخذت بالتصاعد فتعرضوا إلى التنكيل والسجن، حتى انتهى بهم الحال الى صدور قرار مديرية الأحوال المدنية المرقم 358 في 24 /7 /1975 القاضي بتجميد قيود البهائيين في سجلات الأحوال المدنية. بعد إن كان البهائيون ومنذ أول تعداد للسكان في العراق في العام 1934 يسجلون اسم عقيدتهم في استمارات الإحصاء وفي سجلات النفوس وفي دفتر النفوس، وكذلك في إحصاء العام 1947 وفي إحصاء العام 1957 ثم حلّ محل ذلك ذكر ثلاث أديان رئيسة هي الإسلام والمسيحية واليهودية فقط. (12) وصل بهاء الله بغداد في عام 1853 بعد نفيه من إيران فنزل في منطقة الكاظمية ثم في محلة (العاقولية) ثم انتقل إلى دار واسعة في محلة الشيخ بشار تعود إلى الميرزا موسى الجواهري: وهو ثري إيراني هرب مع والده من إيران عام 1821 لاجئاً إلى الدولة العثمانية فاشترى عدداً من الأملاك في بغداد والكاظمية وديالى ثم اعتنق موسى البهائية وصار يبذل في سبيلها الكثير من ماله فكان من العوامل التي ساعدت على تفشي البهائية في العراق وقد وهب الميرزا موسى داره الواسعة في محلة الشيخ بشار إلى بهاء الله فسكن فيها نحو إحدى عشرة سنة ونيف إلى حين إخراجه من العراق في أواخر نيسان 1863. ومن الملاحظ في هذه المدة اعتماد البهاء بقوة على أصحاب النفوذ والمال من اجل توفير الحماية له من الأهالي المسلمين. كما أن نسقا من المصالح ربطت البهاء ذي الصلات السياسية بهؤلاء التجار الذين كانوا يجدون فيه عونا كبيرا لتمشية تجارتهم بين البلدان المختلفة. وتذكر بعض الروايات أن الميرزا هادي الجواهري لما مات حصل خلاف بين ورثته حول كيفية اقتسام تركته فاقترح بعضهم عرض القضية برمتها على حسين علي البهاء الذي أوعز إلى ابنه عباس أفندي أن يبحث النزاع ليجد حلا وسطا له ويصلح ذات البين فانتهت القضية صلحا. فقدم الميرزا موسى تلك الدار التي يسكنها البهاء في محلة الشيخ بشار هدية له لمسعاه في إنهاء الخلاف وتذكر الرواية البهائية إن بهاء الله قبل الهدية لقاء ثمن زهيد أو معتدل لأنها ستكون محل طواف ملل العالم وعلى الرغم من انه لم يجر تسجيل الدار رسمياً باسم البهاء رسميا. وهكذا أصبحت الدار الكائنة في محلة الشيخ بشار بمثابة كعبة البهائيين، وصار البهائيون يفدون لزيارتها والتبرك بها. وشهدت سنوات بهاء الله في العراق صراعه مع أخيه يحيى أزل على زعامة الحركة البابية، فترك البهاء بغداد ورحل إلى شمال العراق بهيئة درويش وبقي هناك سنتين ثم عاد إلى بغداد واشتهر أمره وأصبحت علاقاته الاجتماعية واسعة حتى قيل إن والي بغداد نامق باشا زاره في داره غير أن تفاقم الصراع بين الأخوين وتدخل الحكومة الإيرانية لإضعافها أدى إلى صدور قرار الحكومة العثمانية بتسفير حسين علي المازندارني النوري الملقب بهاء الله وعائلته وأتباعه إلى الأستانة فنزلوا في بستان نجيب باشا ريثما يتم تهيئة القافلة فأقاموا فيها اثني عشر يوماً من 21 نيسان 1863 لغاية 3 مايس وفي اليوم الأول من نزوله حديقة نجيب باشا 21 نيسان 1863 (3 ذي القعدة 1279 ) اسر بهاء الله إلى من معه في تلك الحديقة بأنه الموعود الذي بشر به الباب لتنتقل دعوته من السرية إلى العمل العلني وأصبحت حديقة نجيب باشا موضعاً مقدساً لدى البهائيين وسميت (حديقة الرضوان) ويعدون ذلك اليوم عيداً باسم عيد الرضوان أيضا، ويحتفلون به اثني عشر يوماً (كعيد النار المجوسي) كل سنة وأرخوا به سنتهم البهائية المكونة من تسعة عشر شهراً (هذا الرقم الذهبي الذي اختاره الباب علي محمد الشيرازي) ليحل محل الهجرة النبوية الشريفة. وفي رواية ان والي بغداد نامق باشا حضر الى توديع بهاء الله عارضاً عليه المساعدة وموصياً به الضابط المرافق له وبعد ثلاثة أشهر وصلت قافلة البهاء المكونة من خمسين بغلاً وسبعة هوادج مع عشرة فرسان من جنود الحكومة ومن الأستانة نقل البهائيون الى أدرنه وبقي أخوه (يحيى صبح ازل) محتفظاً بالفكرة البابية وقد فرقت الدولة العثمانية بين الاثنين فرحل بهاء الله وأتباعه الى مدينة عكا في فلسطين بينما رحل صبح ازل واتباعه الى قبرص.(13) و ما عرف حفاظاً على الأمن قررت وزارة الداخلية بغلق المدخل المؤدي إلى باب الدار المذكورة.وفي أيلول 1926 وجه المندوب السامي كتاباً إلى رئيس الوزراء مطالباً بحل المسألة لأنها ستعرض على لجنة الانتدابات الدائمة ويذكر له انه من المرجح أن لا تعترف أمريكا بالدولة العراقية الحالية وأوصاه أن تستملك الحكومة الدار وتحويلها إلى مدرسة. وفي عام 1927 حدثت بعض حوادث الشغب في الكاظمية مما أدى الى تأجيل النظر في القضية غير أن ضغط بريطانيا استمر على الملك فيصل والحكومة العراقية لإيجاد حل للموضوع، وبقي الأمر على حاله إلى أن دخل العراق عصبة الأمم عام 1932، ولم تحل مسألة هذه الدار وبقيت حسينية .وتوفي البهاء في مدينة عكا في فلسطين يوم 6مايس 1892 (12 ذي القعدة 1309) وأعقب خمسة ذكور وثلاث إناث من ثلاث زوجات: وهم عباس أفندي (غصن أعظم) ومهدي وبهائية خانم من زوجته الأولى نوابة خانم، محمد علي (غصن اكبر( وبديع الله وضياء الله وحمدية خانم من زوجته الثانية مهد عليا، وفروغية من زوجته الثالثة كوهر خانم. وفروغية خانم هذه تزوجت من علي حسن أفنان وأنجبت له حسين افنان (توفي 1940) الذي عمل سكرتيرا لمجلس الوزراء عند تأسيس الحكومة العراقية الأولى، وأصبح شخصية اجتماعية مهمة في عشرينيات القرن المنصرم، كما تزوج حسين أفنان من ابنة أخ المفكر القومي العربي ساطع الحصري أيضا، وهذا يعكس تغلغل البهائيين في المجتمع البغدادي آنذاك. وبعد تسعة أيام من وفاة البهاء فضت وصيته فوجد أن يوصي بولده عباس أفندي رئيساً للبهائية، ولقب (عبد البهاء) على الرغم من جهوده الكبيرة في إثبات دعوى البهائية في الدار المذكورة فانه توفي يوم28 كانون الأول 1921 والقضية لا تزال أمام القضاء العراقي ولم يعقب عباس أفندي ولداً بل اربع بنات كبراهن ضبائية خانم زوجة الميرزا هادي أفنان التي أنجبت له شوقي أفندي الذي عهد إليه رئاسة البهائية وعمره أربع وعشرين سنة واستمر برئاسته إلى وفاته في لندن يوم 4 تشرين الثاني 1957 ولم يعقب من زوجته الأميركية (ماري ماكسويل)، وآل آمر البهائية إلى مجلس من تسعة أشخاص بعد ذلك. ولم يظهر النشاط البهائي في العراق إلا بعد الاحتلال البريطاني، حيث أشار عبد البهاء عباس افندي بتأليف محفل في بغداد وترميم الدار التي في محلة الشيخ بشار، فقاموا بشراء دار في محلة عباس أفندي في جانب الرصافة ليكون محل اجتماعاتهم، ودار أخرى في قرية (العواشق) في لواء ( محافظة) ديالى(14). وفي عام 1931 تأسست ما تسمى (الجامعة البهائية في القطر العراقي) من كلّ من: خضوري الياهو وجليل شيرين والدكتور افلاطون والحاج محمود قصابجي وعباس رضا و سني الوكيل وأديب رضا بغدادي وجليل القمر وعبد الرزاق عباس. وفي 15 حزيران 1936 تأسس أول محفل مركزي للبهائيين في محلة السعدون قرب القصر الأبيض إحد القصور الملكية، وهذه اول ممارسة قانونية لهم، وتشكلت أول هيئة إدارية للمحفل من:عزرا سوفير (تاجر) اسحق بناني (تاجر) وجميل إحسان بغدادي (طالب في كلية الطب) سلمان دلوحي (تاجر) جليل شيرين (ملاك من أهالي ديالى) عبد الرزاق عباس (موظف) منير الوكيل (ضابط ) داود طويق (تاجر) إبراهيم سميح (تاجر) ومن أنشطة هذا المحفل شراء قطعة ارض في منطقة بغداد الجديدة لتكون مقبرة وذلك في عام 1952 وسموها (الروضة الأبدية) وبعد فشلهم في الاستيلاء على الدار (الحسينية) في محلة الشيخ بشار إذ قاموا بشراء الدور المجاورة لها لإيمانهم العميق بان تلك الدار ستعود إليهم مستقبلاً. ومن الملاحظ عن جميع البهائيين المنتسبين لهذه الطائفة آنذاك هم من التجار وأصحاب الأطيان كما تفعل الماسونية في اختيار أعضائها من النخب الاقتصادية المؤثرة في المجتمع. وفي التعداد السكاني لسنة 1957 سُجّل البهائيون كدين مستقل وتم تسجيل ديانتهم البهائية ضمن نفوس تلك السنة لكن تغيير النظام من ملكي إلى جمهوري حال دون استمتاعهم بتلك الحريات. ففي 6 آب 1963 قررت السلطة الانقلابية العسكرية إلغاء العقود المسجلة لمحافل البهائية عموما في سياسة الدمج السكاني الذي اضطلعت به تلك السلطة بسبب الأفكار القومية العربية التي طبعت بها. كم أصبح رسميا إن هذه الطائفة وما تحتويه من أفكار ليست مذهباً دينيا. وفي تعداد سنة 1965 وجد أن منطقة الكرادة الشرقية يتواجد فيها اكبر عدد من البهائية في بغداد حيث بلغ عددهم 241 شخصاً.وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت في نيسان 1965 أمرا بغلق المحافل البهائية ووضع اليد على ممتلكاتها في جميع أنحاء العراق استناداً إلى قانون السلامة الوطنية رقم(4) لسنة1965. وبعد انقلاب 17 تموز 1968 قدم جمع من البهائيين عريضة الى الرئيس الأسبق احمد حسن البكر التمسوا فيها إعادة فتح معابدهم في محاولة جديدة لإعادة نشاطهم، ففي 9 نيسان 1969 طلب الدكتور جميل إحسان بغدادي المسجل باسمه المحفل البهائي في منطقة السعدون من وزير الداخلية رفع اليد عن بناية المحفل.غير أن السلطة كانت يومذاك تفكر بإصدار قانون يحرم البهائية، وصدر القانون فعلاً ونشر في الجريدة الرسمية ليوم 18 مايس/ آذار 1970 برقم (105) لسنة 1970 وينص على حظر تحبيذ أو ترويج البهائية أو الانتساب لأي محفل او جهة تعمل على نشرها او الدعوة إليها بأي شكل من الأشكال، وإغلاق جميع المحافل البهائية وإيقاف نشاطها وتصفية أموالها وموجوداتها وان تحتفظ دوائر الأمن لجميع مستنداتها ووثائقها ويعاقب المخالف بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات.(15) وهكذا أسدل الستار بشكل قانوني على أي نشاط بهائي في العراق، و تحولت بناية المحفل البهائي في منطقة السعدون إلى دائرة أمنية وسيق عدد من المتهمين باعتناق البهائية إلى محكمة الثورة وهي تعدّ من أعلى المحاكم في العراق وقتذاك.(16) المنهج الفكري والعقدي للبهائية
ترى البهائية إن الرقي بالأخلاق الإنسانية والالتصاق بالله هي الغاية الأساسية للإنسان. وهي تبني لذلك سلسلة من القيم النظرية لا تصمد أمام العمل وتاريخ الشخصيات البهائية التي عرفت بالصراعات والنزاعات والتكالب على المغانم الدنيوية. ورغم ذلك فإن القارئ لكتاب البهاء المعروف ب(كلمات الله)(17) يجد فيه كثيرا من الدعاوى إلى الزهد والتنحي عن الدنيا والالتصاق بالله سبحانه، ثم يخرج بالنتائج الآتية: 1. يعني جميع أدعياء الديانات المنزلة ما بعد رسول الله (ص) من قضية اللغة العربية وكونها منزل الوحي والرسالة لذلك جاءت كتبهم ركيكة وضعيفة ومليئة بالأخطاء الأسلوبية وخالية من اللفظ الجزيل كما هو عليه القرآن الكريم. 2. تحاكي هذه الكتب سواء الأحمدية أو البابية الأسلوب القرآني في خواتم الآيات كيعملون وحافظون ويعلمون وقد أوقع كتابها في كثير من الإشكاليات مما يحدونها على اعتبارها فعلا بشريا بحتا. كما كتب بهاء الله على سبيل المثال: "إنّا أمرناكم بكسر حدودات النّفس والهوى لا ما رُقِم من القلم الأعلى إنه لروح الحيوان لمن في اﻹمكان". فقرة 2. فهذا النمط من الكلام يدلّ على ضعف وركاكة متناهية، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى: "قُل هذه لسماء فيها كنز أمّ الكتاب لو أنتم تعقلون. هذا لهو الّذي به صاحت الصّخرة ونادت السّدرة على الطّور المرتفع على الأرض المباركة الملك لله المَلك العزيز الودود. إنّا ما دخلنا المدارس وما طالعنا المباحث اسمعوا ما يدعوكم به هذا الأمّيّ إلى الله الأبديّ إنّه خير لكم عمّا كنز في الأرض لو أنتم تفقهون". فقرة 103، 104. 3. وكلّ هذا العناء مردّه إلى أن ظهور الإمام المهدي بلسان عربي مبين وما هؤلاء بلجؤهم إلى العربية إلا محاولة للتمويه في عصر كانت اللغة العربية في أوطأ مراحلها الثقافية في بدايات عصر النهضة العربية الحديثة. والكتابة في هذا الموضوع سواء للباب علي محمد الشيرازي أو بهاء الله أو احمد غلام رضا ما هي إلا مأزق فكري وضع هؤلاء نفوسهم فيه. 4. يحاول البهاء أن يضمن نفسه أبعادا أخلاقية من خلال وضع أحكام لأصول الأفعال والجوارح الإنسانية لكنه غالبا من يخفق في ذلك: رَأْسُ كُلِّ مَا ذَكَرْنَاهُ لَكَ - هُوَ الإِنْصَافُ وَهُوَ خُرُوجُ الْعَبْدِ عَنِ الْوَهْمِ وَالتَّقْلِيدِ وَالتَّفَرُّسُ فِي مَظَاهِرِ الصُّنْعِ بِنَظَرِ التَّوْحِيدِ وَالْمُشَاهَدَةُ فِي كُلِّ الأُمُورِ بِالْبَصَرِ الْحَدِيدِ. كَذَلِكَ عَلَّمْنَاكَ وَصَرَّفْنَا لَكَ كَلِمَاتِ الْحِكْمَةِ لِتَشْكُرَ اللهَ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ وَتَفْتَخِرَ بِهَا بَيْنَ الْعَالَمِينَ(18) وتأخذ صفة الألواح من الفكر التوراتي المتعلق بألواح موسى ووصاياه وكذلك من ألواح بابل أيضا. ومعظم كتابات البهاء هي موجهة إلى نفسه بالدرجة الأساس وتعليم له شخصيا وليس هناك من تعاليم تخص المجموع والمشكلات التي عانى منها الناس في عصره، مما يجعل من هذه الكتب محاولات لفكّ عقد ذاتية وروحية بحتة نتج عنها تخبط واضح. وعلى الرغم من أن الفرقة البهائية المنحرفة لم تستطع أن تحقق نجاحات كبيرة إلا أن الفرقة الأحمدية حققت تطورا كبيرا بسبب تظاهرها بالالتزام بالشعائر الإسلامية على الضد من البهائية التي انسلخت عن الإسلام تماما وأعلنت أنها الديانة البديلة له. وعلى الرغم من جهود البهاء في بقاء فرقته موحدة من خلال الوصية التي كتبها إلى ولده عباس أفندي إلا أن الانشقاقات في البهائية ظهرت بقوة وكانت على النحو التالي: 1. البابية الخلص: وهم من رفضوا الحركة البهائية وبقوا مخلصين لتعاليم الباب على محمد الشيرازي ((الأزلية أتباع صبح أزل.2 البهائية : وهم من بقوا أتباع للبهاء وحده ورفضوا أي خليفة له.3 العباسية من أتباع عباس أفندي.4 . وهم يدعون إلى وحدة البابية والبهائية. الموحدون.5 ولا تختلف البهائية من حيث تجزئتها وتوجهاتها إلى كونها محض جماعات سياسية مختلفة ومتضاربة المصالح والغايات وهي لا تمت بأية صلة إلى كونها ديانة سماوية مجددة هي تظهر نفسها على أنها حركة فكرية وضعية يختلف أفرادها بحكم تضارب مصالحهم الخاصة وهي بذلك النمط لا تعدو أن تكون محض حركة سياسية دينية عادية. ويعبر البهائيون عن إيمانهم بوحدة الأديان السماوية في العالم من حيث إن مصدرها واحد وأهدافها واحدة وتشترك جميعها في بعض التعاليم التي قد تعتبر نواة المبادئ الروحانية التي عبّرت عنها كل هذه الأديان ومنها عبادة الله وحده والعمل من اجل السلام والأمر بالمعروف وكذلك ما يعرف بالقاعدة الذهبية وهو أن يبتغي كل شخص لغيره ما يبتغيه لنفسه أو أحسن وهي من صلب الشعارات الرئيسة للماسونية العالمية وغيرها من الحركات المرتبطة بها. ويرى البهائيون إن لدينهم صلات جذرية مع جميع الأديان السماوية القديمة وهو امتداد طبيعي لها. أما علاقة الإسلام بالدين البهائي فلها خصوصيات افترضتها العوامل الجغرافية والاجتماعية. فقد ظهر الدين البهائي في منتصف القرن التاسع عشر, في صميم العالم الإسلامي وكان أكثر أتباعه الأوائل من المسلمين وقد أدى ذلك إلى مواجهات ضده واعتراضات عليه منذ شروعه, رافقتها الشكوك في أصوله وأهداف(19) وتعد فكرة الحرية هي الشاغل الأعظم للفكر البهائي إذ حاولت هذه الطائفة أن توليها جلّ اهتمامها من خلال المنهج الفكري لها ومن خلال سيرة قادتها. فبعد إن أسقطت جميع القواعد العبادية الإسلامية من صوم وصلاة وحج وزكاة وغيرها من الشعائر عمدت إلى استبدالها بقيم جديدة بعيدة تماما عن الإسلام. كما أقرت بالنهاية في أزلية العالم وعدم فنائه فرفضت البعث والنشور والقيامة والحساب الآخروي والجنة والنار. وتؤمن البهائية وتسعى إلى ما يعرف بوحدة الأديان في العالم باعتبارها من مصدر واحد هو الله. كما تعمل من اجل حكومة عالمية واحدة وهو منهج طالما عملت من اجله الماسونية العالمية(20) وتقطن الغالبية العظمى من البهائيين في إيران وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي هناك. وكذلك لهم وجود في مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهوري رقم 263 لسنة 1960م في عهد الرئيس جمال عبد الناصر كما إن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا في أديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التي عقد بها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989 م ، وكذلك في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا كراتشي بباكستان وهذا الانتشار الكثيف في البلدان الإسلامية والأفريقية يظهر على نحو خاص توسع عمل هذه الطائفة ودورها الكبير على السياسة الدولية سرّا أيضا. وللبهائيين حضور متميز في الدول الغربية فلهم في لندن وفينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه (مشرق الأذكار) ومن هذا المعبد تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في (ويلمنت نويز Element : (News of المركز الأمريكي للعقيدة البهائية. وفي نيويورك لهم ما يعرف ب(قافلة الشرق والغرب) وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس انجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك فيكتور دي أرخو ولهم ممثل في مقر المم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكو سكو وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة وفي اليونيسيف وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات ودزي بوس ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ورستم خيروف الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية (21) الجامعة البهائية العالمية منظمة غير حكومية تضمّ في عضويتها البهائيين في جميع أنحاء العالم وتمثلهم في آن معاً، ويزيد عددهم عن خمسة ملايين رجل وامرأة يمثلون أكثر من 2100 مجموعة عرقية من جميع الأجناس، والأعراق، والجنسيّات، والثقافات، والطبقات الاجتماعية، والمهن والوظائف والحرف تقريباً. هنالك جامعات بهائية في أكثر من 235 دولة مستقلة وإقليم رئيسي منها 182 منظّمة وطنية (أو إقليميّة)، ولها أكثر من 12,500 جامعة محلية منظّمة. وكونها منظمة غير حكومية في الأمم المتحدة، فإن الجامعة البهائية العالمية هي عبارة عن مجموعة من الهيئات المنتخبة انتخاباً حرّاً تُعرف باسم المحافل الروحانية المركزية. وللجامعة البهائية تاريخ حافل بالعمل مع المنظمات الدولية منذ ثلاثينات القرن الماضي إذ تعمل البهائية فغي ميادين ما يعرف بالعمل الإنساني في صعبة الأمم آنذاك. فقد تأسس "المكتب البهائي العالمي" في مقر عصبة الأمم في جنيف عام 1926، وخدم هذا المكتب كمركز عام للبهائيين الذين يشاركون في نشاطات عصبة الأمم. ثم حضر البهائيون توقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثاني 1939-1945. وفي عام 1948 جرى تسجيل الجامعة البهائية العالمية منظمةً عالميةً غير حكومية تعمل مع الأمم المتحدة. لكن الدور الرئيس الذي اكتسبه البهائيون هو في عام 1970 إذ مُنحت البهائية مركزاً استشاريّاً (يُسمّى الآن مركزاً استشاريّاً "خاصّاً") مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، ثم مركزاً استشاريّاً مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عام 1976، إضافة إلى عملها مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) عام 1989. كما أسست علاقات عمل مع منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 1989 أيضاً. ويظهر النشاط العالمي البهائي في مختلف الجوانب الدولية على مدى سنوات طويلة من اجل وضع مزيد من الحماية الدولية لهذه الطائفة. كما ازداد نشاط البهائيين العالمي فعملت الجامعة البهائية العالمية عن قرب مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة(UNEP)، ومفوضية حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).(22) ويدعي الذين يعارضون الفرقة البهائية أن للبهائيين علاقة وثيقة باليهود، وأنهم ساعدوا البهائيين خلال مراحل تاريخية مختلفة من ظهور دعوتهم لغض إصابة الإسلام في مقتل كما هو ديدنهم التاريخي. وان البهائيين لعبوا دورا هاما في التعاون مع الإنكليز لتأسيس ودعم دولة إسرائيل ككيان مغتصب للأرض العربية في فلسطين. ولكن هذه الادعاءات يرفضها البهائيون رفضا قاطعا من وجهة نظرهم للأسباب التالية: أولا: كان اليهود ولحوالي (12) قرنا مطرودين عن الأراضي المقدسة (فلسطين) وممنوعين عن الدخول فيها إلى أن سمح لهم السلطان عبد العزيز بالعودة إليها عندما أصدر فرمانه بذلك الصدد في سنة 1844م وهو نفس السلطان الذي أرسل بهاء الله إلى سجن قلعة عكا. ثانيا: في الحرب العالمية الأولى قاتل العرب إلى جانب الانكليز لغرض التخلص من الحكم العثماني وجوره واستقبلوا الجنرال اللنبي بحفاوة حين خسر العثمانيون الحرب وتركوا فلسطين. ولم تتدخل الجالية البهائية الصغيرة في ذلك على الإطلاق. ثالثا: دخل بهاء الله عكا في عام 1868 تنفيذا لفرمان السلطان عبد العزيز بنفيه إلى عكا (لم يذهب لعكا بإرادته)، بينما تأسست دولة إسرائيل في عام 1948 بناء على قرار تقسيم صادر من هيئة الأمم المتحدة. رابعا: لا تسمح الإدارة البهائية العالمية للبهائيين إطلاقا بإنشاء الاحزاب السياسية، أو التدخل بأي من الأمور السياسية الأخرى في إسرائيل أو غيرها. حتى أنها لا تسمح للبهائيين ان ينشروا تعاليم دينهم في دولة إسرائيل بين المسلمين أو المسيحيين أو اليهود أو غيرهم. ولكن تلك المبررات لا تعفي البهائيين من استمرار علاقتهم باليهود على نحو خاص من وجهة نظرنا. ومن أهم الروابط بين البابية واليهودية هي أنهم اتصلوا باليهود في تركيا عندما نفي بهاء الله وأتباعه إليها، وان اليهود في عكا احتفوا بهم حين نفي بهاء الله إليها مع عائلته وأتباعه. ويدعون أيضا إن عباس أفندي "عبد البهاء" قد قابل الجنرال اللنبي وحصل على لقب (سير) وهو من أرفع الأوسمة لدى الإمبراطورية البريطانية، كما منح عددا من الأوسمة الرفيعة في سني الحرب العالمية الأولى. وأنهم - أي البهائيين- يؤيد ادعاء اليهود في دعاواهم في فلسطين. ويدعون انه بعد عباس أفندي تولى زعامة البهائية يهودي أميركي يدعى (ميسون) مما يثبت من جديد ارتباطهم بالماسونية العالمية. وانهم عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968م في فلسطين حيث جاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤى الصهيونية. و يدافع البهائيون عن مواقفهم على النحو الآتي: تثبت الوقائع التاربخية إن عباس أفندي منح لقب "سير" نتيجة لأعماله الخيرية – وكان قد منح هذا اللقب إلى سلطان عمان السيد سعيد وكذلك إلى رئيس وزراء العراق نوري السعيد وغيرهم من الشخصيات السياسية العربية أيضا- وكان ذلك بعد سقوط فلسطين وخروج العثمانيين منها ودخول الإنكليز. وذلك لأنه قام بشراء أراضي زراعية في بلاد الشام زرع فيها الحبوب من الشعير والحنطة واستفاد منها في إطعام الناس أثناء مجاعات الحرب وللأعمال الخيرية الأخر التي قدمها للمجتمع الذي عاش فيه. (23) خاتمة: تعرضت الأمة الإسلامية على مدى تاريخها الطويل منذ بزوغ الإسلام في المدينة المنورة كقوة دينية وسياسية تحتمل كثيرا من التوسع في المستقبل إلى محاولات كثيرة لحرفها عن مسارها الذي انتهجه لها الرسول محمد(ص) التوحيدي. وفي عصر الفتوح الإسلامية وما رافقه من انتهاكات للقوميات غير العربية. وإذا كانت تلك المحاولات لم تلق تأثيرا كبيرا في العصر الراشدي إلا أنها لقيت مساحة اوسع في اواخر العصر الأموي والعصور العباسية المختلفة. ومن المهم ان نقرأ تلك الإشارات المبكرة لهذا الوضع في القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية. ولعل القرآن الكريم كان من أشد الدلالات وقعا وما رافقه من تحذيرات من تلك المحاولات وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {البقرة/120} وخاصة بعد حركة الفتوح الإسلامية الكبرى لفارس والعراق والشام وشمال أفريقيا وما تبع ذلك من ترامي الإمبراطورية الإسلامية التي احتلت اسبانيا (الأندلس) وحاصرت فيينا غربا وحتى حدود الصين والهند شرقا. وعلى مدى وجود الإسلام بين ظهراني تلك الأمم قرونا عديدة، وبغض النظر عن طريقة اعتناقه التي مالت غالبا إلى العنف والإجبار ما عدا جنوب شرق آسيا، فقد حاولت تلك الأمم والشعوب الداخلة في الإسلام أن تعبر عن رفضها للدين الجديد بمظاهر شتى على مرّ التاريخ الوسيط والحديث والمعاصر. ولعل بقاء الفرق المنحرفة عن الإسلام في أماكن كثيرة يفسر هذه الرغبة الكامنة في التحلل عن هذا الدين ورسالته بطرق شتى وتعد الطائفة البابية والبهائية واحدة من هذه الفرق وامتدادا لعموم الفرق القديمة التي ظهرت في أوائل العصر العباسي أيضا؛ فقد آمنت البهائية كما الراوندية والقرمطية بمشاعية النساء والمال. ومن الغريب أن تبقى هذه المحاولات قائمة حتى وقت قريب من عصرنا الحاضر في أواخر القرن التاسع عشر. بيد أن من الملاحظ إن جميع هذه الفرق تقريبا نشأت وترعرعت بأراض غير عربية وهذا دليل على محاولة هذه الشعوب والأمم استعادة أمجادها الزائلة التي هدمها الإسلام كما أنها في الوقت نفسه كانت ترنو من هذه (الحركات الباطنية) إلى إظهار العمق الثقافي والحضاري الذي سحقته سنابك خيول الفاتحين المسلمين باعتباره إرثا وثنيا. والبابية والبهائية التي تعدّ نفسها وريثة شرعية لعموم هذه الحركات المنحرفة في بلاد فارس من كيسانية وراوندية وقرامطة وحشاشين إسماعيلية بكل فرقهم المترشحة عنها ونصيريه وصولا إلى البابية والبهائية والقائمة لا تزال تحتمل المزيد بعد ذلك ما هي إلا محاولات لتقويض الدين الإسلامي الحنيف. وعلى الرغم من تصدي علماء المسلمين وخاصة الشيعة منهم لهذه الفرق المنحرفة إلا أنها حققت نجاحات ليست بالقليلة وأضرت بالإسلام وبمنهج التشيع نفسه. وتعدّ العلاقة بين الولايات المتحدة وهذه الفرقة البهائية مثار استغراب دائم فقد عملت هذه الطائفة بحكم وجودها في الغرب والتعاطف الإسرائيلي معها بحكم وجود مرقد البهائية الرئيس في حيفا فضلا عن الدعم الماسوني لها وإسناد الأمم المتحدة التي تعد النشاطات العالمية البهائية ذات دور ريادي في هذا المجال باعتبارها منظمة رعاية إنسانية غير حكومية منذ تأسيس عصبة الأمم في الثلاثينات من القرن المنصرم. وهكذا استطاعت البهائية أن تكتسب لها دورا كبيرا على المستوى الدولي يفوق كثيرا نشاطاتها الإنسانية بطبيعة الحال.
الهوامش والحواشي ــــــــــــــــــــــــــــ القرآن الكريم (*) ظهر الداعية الإسلامي أحمد غلام رضا ( المهدي المنتظر والمسيح الموعود) في منطقة (قاديان) بالهند من أسرة دينية تولت القضاء. وهو يختلف عن الفرقة القاديانية المعروفة في أواخر القرن التاسع عشر أيضا وفرقته تدعى بالأحمدية. مات احمد غلام -مخلفا عددا من الخلفاء له- في عام 1898 وهو يعلن نفسه (المسيح الموعود) الذي وردت أحاديث نبوية كثيرة في شأنه، لكنه في مات مصابا بداء السكري وسلس البول وهذان المرضان حسب ادعائه منعاه من أداء فريضة الحج؟ وظاهر هذه الفرقة أنهم مسلمون ويقيمون الشعائر الإسلامية المعروفة لكنهم يرون أن داعيتهم احمد غلام رضا هو المهدي المنتظر والمسيح الموعود ويؤكدون عدم انقطاع الوحي من الله. لمزيد من المعلومات تراجع : http://www. MTA.com (1) لمزيد من المعلومات حول البابية والبهائية ومعتقداتها ينظر: السيد عبد الرزاق الحسني، البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم، دراسة في الكشفية والشيخية وفي كيفية ظهور البابية والبهائية( بغداد: مكتبة اليقظة العربية، 1403 هـ/ 1983م) (2) مركز المعلومات، مجلس النواب البحريني، الأمانة العامة 2003-2007، ؛دستورالجمهورية الإسلامية الإيرانية، المادة الثانية Situation of the Bahá ís in Iran, http://bic.org/statements-and-reports/statements/ (3) http://www.bahai.us (4) http://www.amnesty.org/ar/news-and-updates/iran-religious-minority-members-facing ؛ (5) للاطلاع حول دعاوى الباب ووحيه المزعوم من الله يراجع كتاب البيان وهو بعنوان (كتاب مستطاب بيان عربي) وهو يدعى إن الله اوحاه إليه وحول النص الكامل لقرآن الباب ينظر: السيد عبد الرزاق الحسني، مصدر سبق ذكره، ص ص 123-188؛ http://chouaibma.jeeran.com/alasaee.html (6) الفرقة الشيخية أو الكشفية : حركة دينية شيعية اثنا عشرية ولدت في القرن التاسع عشر الميلادي على يد الشيخ أحمد الإحسائي (1753 – 1826) الذي تنسب إليه الفرقة، وانتشرت في إيران والعراق والخليج العربي ، ومرت بتطورات عاصفة مختلفة ، ولم يبق منها إلا القليل ، وأتباعها يتواجدون اليوم في الكويت و الإحساء والبصرة وكرمان وتبريز في إيران . http://chouaibma.jeeran.com/alasaee.html op.,cit, (7) http://www.wikibidia.com (8) لمزيد من المعلومات حول قرة العين : هذه السيدة الغامضة وسيرتها الدينية والسياسية يمكن مراجعة: د. على الوردي، هكذا قتلوا قرة العين، ( كولونيا – ألمانيا : - الطبعة 2- منشورات الجمل 1997) (9) المصدر نفسه، ص69 (10) رفعة عبد الرزاق، بيت بهاء الله في محلة الشيخ بشار، ملاحق جريدة المدى اليومية، بتاريخ : الأحد 07-11-2010 (11) البهائيون في العراق، جريدة الصباح العراقية بتاريخ 10/4/2010 (12) (كشكول حياة بهائ الله) The Life of Baha u llah ويمكننا تتبع المدن والأماكن التي أقام بها بهاء الله على النحو التالي: إيران 1817 -1853 بغداد 1853- 1863 اسطنبول ( أدرنه) 1863 فلسطين 1868- 1898، كشكول حياة بهاء الله .comThe Life of Baha u llah . (14) رفعة عبد الرزاق، مصدر سبق ذكره، (15) http://saddamscruelty.blogspot.com/2010/06/blog-pos (16) لقاء مع السيد عبد الرزاق الحسني المؤرخ العراقي مجلة ألف باء العراقية بتاريخ 22آذار 1985
(17) لمزيد من التفصيل حول ما دونه بهاء الله ينظر: كَلماتُ الله، مقتطفَات مِن بَعضِ الآثَار المنزَلَة مِن قلم حضرة بهاء الله: (البرازيل ريودو جانيرو: دار نشر كاما لوبا، شهر الشرف 151/ 1995م) (18) من كتاب مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله نزلت بعد كتاب الأقدس نشر بلجيكا 1980 م / 132 بديع من صفحة 133 إلى صفحة 137. (19) http://bci.org/islam-bahai/arabic / (20) http://www.anti-bahai.com (21) مصدر سبق ذكره، http://bci.org/islam-bahai/arabi/
(22) العالم البهائي موقع الجامعة البهائية العالمية http://info.bahai.org/arabic/bci.html
(23) ويكيبديا الموسوعة الحرة، مصدر سبق ذكره
#رياض_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( المجلس الوطني للسياسات العليا) في العراق مشروع للإرضاء الس
...
-
نقد الكتاب الاخضر( آلة الحكم)
-
(الغاندية الجديدة) دراسة في حركات اللاعنف العربية
-
أية جامعة نريد؟
-
طركاعة الشيخوقراطية
-
حكومة بلابوش: تلاثة قرؤ وعشرة أيام
-
فاشيون قدماء/ فاشيون جدد
-
كهرباء في الذكر
-
ماريو فارغاس يوسا المهتم بالكيوات العراقية
-
العراقيون مسجلون في منظمة الشعوب المنقرضة؟
-
مصفوفة يسار قادم (1-1)
-
إعترافات الشيخ احمد الكبيسي
-
هل يُناط بطارق عزيز دورا (ما) جديدا؟
-
راشيل كوري/ مركريت حسن
-
حسن العلوي: قلق ولاء قديم/ قلق الحاضر
-
لحظات فانية
-
بقعة الأرجوان
-
أرض الريشوله(*)
-
جراد أصفر
-
خيول بيض
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|