المرحلة القادمة والحاسمة

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كعادته دوماً .. تنصل الأسد عن مسؤوليته في ارتكاب المذابح التي تقع يومياً باسمه، وبقيادته منذ قرابة التسعة أشهر.. في محاولة منه لقمع ثورة مئات الألوف من الثوار الذين يخرجون يومياً في تحد شجاع وجريء مطالبين برحيله ومحاكته وحتى بإعدامه .

التنصل كان ساذجاً ومطابقاً لدرجة الذكاء المتدنية التي يتمتع به، فالكذب الفاضح الذي يروج له من خلال أقنيته الإخبارية ودرجة التهويل والتخويف لبعض المغلوب على أمرهم من السوريين من ذلك القادم بعد رحيله.. أكاذيب لم تعد تنطلي على الجزء الأكبر من الشعب الذي شاهد الترويع والقتل بأم عينه في عشرات الألوف من المشاهد المصورة وعلى أغلب الشاشات العالمية، بحيث أصبحت مع الأدلة القطعية الهائلة التي جمعت، حجج دامغة للمجتمع الدولي قاطباً، أدلة تجزم أن هذه الجرائم المرتكبة كانت بأوامر صارمة ومتابعة حثيثة منه شخصياً.
وهذا ما دعى واشنطن اليوم لتحميله المسؤولية عن مقتل أي شخص ، بعد أن توافدت للعالم أجمع أن النظام يعد العدة لاقتحام مدينة حمص لارتكاب مجزرة يظن يائساً أنها ستنهي أعمال الإحتجاج البطولية في عموم الأراضي السورية، وهو السبب عينه الذي دفع بوزير المخابرات السعودية تركي الفيصل بالقول أن الدول العربية لن تسمح باستمرار المذبحة، متوعداً بأن هناك إجراءات كبيرة ستتخذ في الأيام القادمة .

لا يظن الأسد وجميع المطبلين له من قصيري النظر أن أيامهم في الحكم طويلة، فكل شيء بات جاهزاً و في الطريق الصحيح، البديل أصبح جاهزاً ويكتمل تجهيزه بسرعة قياسية وبعمل دؤوب، وأغلب دول العالم لم تعد تتحمل بشار الأسد ونظامه القاتل على سدة الحكم لأنه يشكل فضيحة تمس مفاهيم يتمتع بها كامل الجنس البشري قاطباً، والمقابلة التي أجريت معه مؤخراً شكلت قناعة نهائية بأن وجود هذا الشخص صار يشكل خطراً ليس على سوريا وحدها وإنما على جميع دول الجوار وهذا ما صرح به بايدن في استانبول .

التجهيزات العسكرية لفرض مناطق عازلة وممرات آمنة ماضية على قدم وساق، وهي قريبة جداً من التطبيق، والشعب السوري سيحوز لأول مرة على مساحة كبيرة من التعبير عن إرادته، وهذا ما سيعطي إضراب الكرامة انتشاراً عاماً وشاملاً، وسيشكل نقطة ضغط قاتلة للنظام، سيشعر هذا الأخير بأنه بات محاصراً من الداخل والخارج، والجيش الذي أعد منذ 40 سنة وأكثر لحماية النظام سيكون عرضة لتشققات مؤلمة تؤدي بتماسكه حول قياداته، إنني أبشر الجميع وبما نملكه من معطيات أننا على مشارف الخلاص، كونوا على ثقة بأنه قريب واعملوا على هذا الأساس .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات