أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد منتصر - الانتخابات بين برجماتية الإسلاميين ومثالية العلمانيين














المزيد.....

الانتخابات بين برجماتية الإسلاميين ومثالية العلمانيين


أحمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شهدت الانتخابات البرلمانية 2011 بمصر تفوقا ملحوظا للتيار الإسلامي (الإخوان المسلمون والسلفيون). الأمر الذي أرجعه كافة المحللين السياسيين وبصراحة إلى برجماتية التيار الإسلامي وقربه من الشارع. وإذا سلمنا بقوة البرجماتية كفعل قبل أن تتمحور إلى عمل ونظرية متكاملة وناجحة. فإنه ومن الواجب على التيار العلماني أن ينحو نحو البرجماتية بكامل ما يملك من مال وقوة بشرية وإعلام.

ذلك أنه تزعجني للغاية ومنذ زمن المثالية الفجة للتيار العلماني بمصر. نعم هناك الكثير من العاملين بالعمل العام والسياسة والتعليم المدني في الشارع من العلمانيين. إلا أن أغلبهم يدمنون التنظير عبر فيسبوك وتويتر. ولا يقدمون منظومة أخلاقية متماسكة ولا نظرية فلسفية ناجحة في العمل. سبق وأن قلت من قبل إن نظرية علمانية شائعة كنظرية الإرادة الحرة ساقطة تمامًا في مجال العمل. فنظرية أخلاقية علمانية كذلك لا تقدم ولا تؤخر وتجعل من المواطن البسيط أضحوكة اجتماعية إذا طبقها بحذافيرها فلا هو حر ولا هو مسئول. بينما على الجانب المقابل فالنظرية الإسلامية في العمل ناجحة جدًا بغض النظر عن التنظير الأفلاطوني الذي إن بحثت على الإنترنت ستجده كثيرًا. ففي نظرية كذلك يستطيع المواطن أن يعيش عشرات السنين يتقدم من وجهة نظره نحو هدف سام ومتكامل كالجنة أو رضا الله أو خدمة الدين وهو يشعر بالسعادة في ذات الوقت. أي أنها نظرية ناجحة في العمل العام وتقدم السعادة للمواطن. كنظرية الحسنات والسيئات عند السلفيين.

برجماتية الإسلاميين تجعلهم أقرب للجتمع المصري ألف مرة من مثالية العلمانيين. نحن لا نتحدث هنا عن أفكار تتصارع في مجتمع شديد الرخاء الاجتماعي والاقتصادي. بل إننا نتحدث هنا عن واقع وضنك مدقع في المال والمأكل والمشرب يعيشه المواطن المصري وتفتح التلفزيون لتجد من يعيشون بمصر الجديدة أو التجمع الخامس أو القطامية يقولون إن فوز الإسلاميين بالانتخابات البرلمانية كارثة!. أين الشباب العلماني الذي يلف المحافظات والقرى والنجوع ليقدم الخدمات والتعليم المدني ويشارك في عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعلى استعداد للإقامة بالصعيد مثلا عدة أعوام كما يفعل النشطاء الغربيون بأفريقيا بمقابل مادي بسيط؟. في أمر عملي بسيط كهذا ولكنه بالطبع عظيم الأثر.. تجد الشباب العلماني يمتنع أو يتلكأ عن فعل مثل هذه الخدمات الجليلة لأسباب أهمها أن العلمانيين الكبار بمصر يقدمون نظريات شديدة المثالية انقرضت في الغرب نفسه ولم تعد تقال غير على استحياء أو على سبيل السخرية.

أفكار كالليبرالية والمساواة ودولة القانون والحرية وغيرها من الأفكار. بالطبع هي أفكار شديدة الأهمية والمجتمع يعوز مناقشتها وتجربة تطبيقها والفرد كذلك لكن.. أن يبقى نشاط التيار العلماني بمصر هو التحدث بالفضائيات والجرائد ووسائل الإعلام عن هذه الأفكار فاسمح لي أن أرمي على أفكارك القمامة. ذلك أن معيار نجاح الفكرة ليس بتنظيرها بل بتطبيقها. وسيظل التيار العلماني متأخرًا بالانتخابات وساحات الفكر والتأثير كلما ابتعد عن الشارع وعن محاولة تطبيق أفكاره فكرة فكرة في الواقع وبين المواطنين المصريين أنفسهم.

أعتقد أني سأعطي صوتي للإخوان المسلمين!. فالجماعة برجماتية بامتياز وناجحة للغاية وتستطيع تقديم خدمات للناس في الشارع من قبل أن تكون بالسلطة. ما يهمني كمواطن بسيط من أهل السلطة الذين أنتخبهم أن يحققوا مصالحي لا أن يتكبروا عليّ ولا أراهم بالشارع ولو لمرة واحدة ولا يعرفون مشاكلي ولا يسعون جاهدين لتحقيقها. سحقا للعلمانية والعلمانيين من قبلها إن لم تكن تحقق مصالحي. سحقا للمثالية والمثاليين من قبلها إن لم تكن تحثني على العمل الدءوب لبناء الوطن.



#أحمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبح يوم الجمعة مملا
- الحالة صفر: نقد نظرية الإرادة الحرة
- عن المشير اللي عامل عقله بعقل مايكل نبيل
- في الفكر المادي
- ما الهدف من الحياة؟
- علم مصطلح الحديث.. هل هو علم حقا؟
- اللا اهتمامية تغني عن اللا أدرية
- القوانين الأساسية المحركة للعالم
- البرادعي والحالمون من حوله
- الزواج المدني كي لا ننقرض
- دعوة لعمل كتاب ليبرالي مقدس
- اضطهاد الشباب
- قنا وإشكالية الحكومة المركزية
- إذا كان مبارك خان البلد
- إهانة المؤسسة الدكتاتورية
- نقابة الأطباء المسلمين
- النقد الذي نحن بحاجة إليه
- لماذا صاروا سلفيين؟
- شباب يريد إسقاط الدستور
- الشباب يريد إسقاط الدستور


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد منتصر - الانتخابات بين برجماتية الإسلاميين ومثالية العلمانيين