عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الى شعب مصر الثائر،
ان اعلان العسكر عن تشكيل المجلس التأسيسي وانسحاب حزب "الحرية" والعدالة ومن ثم رجوعه بعد تطمينات العسكر له يوضح بان الشعب المصري مغيب كليا واستبعد من "عمليتهم السياسية" وانهم يريدون شل قدرة الشعب على تحكيم ارادته السياسية بشكل حر ومستقل. ويدل ايضا على ان الثورة التي ضحيتم بحياتكم من اجلها يتم خنقها باجهزة شرعية السلطة الرأسمالية نفسها، من قبل حفنة من العسكر والاسلاميين الرجعيين. ان شماعة الانتخابات والديمقراطية التي يعلقون عليها افعالهم كلام فارغ من المحتوى. انتم تعرفون ذلك. حيث يجري اضفاء اللمسات الاخيرة على منح الشرعية لخنق صوتكم وثورتكم.
غير ان هذا المجلس العسكري الملطخ الايادي بدماء ثواركم وشبابكم في ميدان التحرير ينوي تسليم مقاليد السلطة اجلا ام عاجلا الى "القوى المنتخبة ديمقراطيا" – اكثر القوى رجعية وانحطاطا ربما بتأريخ المجتمع المصري الحديث - قوى الاسلام السياسي التي لم تقتل معترضين في ساحة التحرير "يثيرون الشغب" كما فعل العسكر، بل فجرت اطفالا يلعبون، وسياح يحملون كاميرات، ومواطنين عاديين يتسوقون، وكادحين، وعمال، وفرضت اكثر القوانين والسياسات بربرية ضد النساء وحرمت الحريات العامة والشخصية، قوى تؤسس لفرض شروط عصر عبودية القرون الوسطى عليكم بما يسمى لجنة وضع الدستور التي تريد ان تضع يدها عليها لانها مفتاح قوانينها الرأسمالية الاستبدادية الجديدة. وهكذا يتم تعريفكم بمصير ثورتكم ويرسم لكم صورة مصر القادمة. صورة كالحة بالاسود والابيض يظهر فيها حفنة من العسكر وبجانبهم مشايخ واسلاميون؛ حكام مصر الجدد الديمقراطيون !.
قد يكون المجلس العسكري يهيئ لحكم الاسلام السياسي، وقد يكون يهيئ لجلب رمز اكثر علمانية كعمرو موسى او البرادعي، ليكون رئيسا لمصر وواجهة ليبرالية في محاولة لاخفاء الملامح الاسلامية الرجعية للبرلمان ومجلس الوزراء القادم، الا ان ذلك لن يدم طويلا ما دمتم انتم، شبابا وشابات، عمالا وكادحين، نساءا ورجالا، مناضلين من اجل الحرية والمساواة والتمدن والرفاه، لم تنزلوا سلاحكم بعد، سلاح اعتراضاتكم واعتصاماتكم واحتجاجاتكم، سلاح تضامنكم ومواطنيتكم ومساواتكم، سلاح اضراباتكم المليونية التي يمكن ان تشلهم عن الحركة، سلاح ثورتكم.
لا حرية ولا عدالة ولا مساواة ولا انسانية ولا رفاه ولا تمدن بظل حكم الاسلام السياسي والعسكر. لا حرية ولا عدالة ولا انسانية ولا تقدم بظل قوى اسلامية لا تفهم سوى لغة (الحرام والحلال) ولجان النهي عن المنكر والامر بالمعروف القرو- وسطية تريد خنق انسانيتكم وربما جر المجتمع باكمله الى صراعات دينية اين منها الصراعات الطائفية التي اشعلوها في العراق ولبنان. بامكانكم انتم ايقافهم.
ايها الثوار والعمال والنساء والاحرار، ان مصير مصر بايديكم.
فالى الامام بثورتكم من اجل مصر حرة، متساوية، علمانية ومرفهة.
عصام شكــري
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
#عصام_شكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟