محمد حسن فلاحية
الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 20:33
المحور:
حقوق الانسان
تتزامن الذكرى الرابعة والستون لليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام مع ربيع الشعوب العربية وثوراتها من أجل الحرية والكرامة المسلوبة وهذا ما أضفى على المناسبة أهمية مضاعفة بالنسبة للإنسان الذي يعيش في العالم الثالث حيث يحاول أن يصرخ بكل صوته ليوصل صوته الى المدى الأقصى ويخبر العالم ما يتعرض له من إذلال و تهميش وقمع على يد السلطات القمعية في دول تنتهك حقوق الإنسان على مدار السنة وتضاعف قمعها في ديسمبر من كل عام لإخماد الأصوات المرتفعة في هذه المناسبة خشية أن يولّد هذا الصوت صدى يستحيل إيقافه كذلك القمع الفكري الذي ينتهج مبدأ تكفير التفكير الذي يمارس ببشاعة في منطقتنا ولا يقل عن قمع السبطة إن لم نقل أنه ألية البقاء في السلطة من قبل من يتولى شؤون السلطة.
بالتزامن مع الثورات العربية التي تعبّر عن إرادة الشعوب نحو الحرية والكرامة في العيش والمعتقد هنالك تطلعات من قبل الناشطين في مجال حقوق الإنسان بأن تتضافر الجهود هذا العام لنصرة الشعوب التي لم تحصل لحد الأن على ما تصبو اليه من ثورتها وعلى رأسها الشعب السوري الذي يناضل بخيرة شبابه منذ أكثر من تسعة أشهر ضد ألة القمع البعثية في سوريا لكي تتحول الثورات العربية الى نموذج يقتدى به في كل العالم وذلك في أن تسلك هذه الثورات مسارها الصحيح الذي لم ينزلق نحو الطائفية والعصبية المفرطة ويقوى على مبدأ احترام حق المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الشعوب العربية.
علاوة على الربيع العربي هنالك صيحات تنادي بالحرية في مناطق ملاصقة للعالم العربي مثل تلك التي تقطنها الشعوب غير الفارسية في إيران وهي ثارت منذ عقود ولكن لم تأخذ مساحة كافية مما تستحقه من اهتمام عالمي وإعلامي بسبب الأجواء التي تفرض عليها حيث التعتيم الإعلامي و خنق الأصوات في الحناجر أحالت دون إيصال هذه الصيحات الى العالم في حين أن الحركة التي بدأت في تلك المناطق ونبرتها تشبه كثيراً نبرة وصرخة الشعوب العربية وأضف اليها التضحيات فهي نفس التضحيات الجسام ونفس القرابين التي يقدمها الشباب العربي في بلدان الربيع .
ففي مناسبة كهذه ما علينا إلاّ أن نرفع أصواتنا عالياً لقيم ومطالب واحدة وأن نوحّد أهدافنا الى نفس الأهداف ونحن مطالبون جميعاً كأشخاص عاديين وكنخب مثل صحفيين وكتاب وشعراء ومفكرين أن نكتب حول أولئك الذين لا يسعفهم الوقت للكتابة وأن نتحدث عن الذين ليست لديهم القدرة على الحديث وأن نصرخ عن الذين ليسوا قادرين على أن يبادروا بالصراخ وأن نتألم عوض أولئك الذين لا يمكنهم أن يتألموا من هنا علينا جميعاً نحن الذين نستطيع أن نصرخ أو نكتب أونتحدث أو أن نتألم ما علينا إلا أن نبادر من اليوم بهذه الأمور علّها أن تحدث فجوة ولو صغيرة في جدار الصمت الحالي على أمل أن تتسع مدى الفجوة حتى ينهار هذا الجدار العازل بالكامل .
#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟