أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود














المزيد.....


السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التمذهبُ الذي جرى بعد أكثر من قرنين من ظهور الإسلام عبر عناصر الاختلافِ الفقهية والصراعات بين القوى العليا على السلطة شكلَ مذهبيةَ السنةِ على الانفتاح وعدم الصراع الحاد مع السلطةِ المركزية والدفع بتطويرها، ثم انقلبَ بين نزعتي الانفتاح والتشددِ بعد أن قادتْ السياساتُ في الطبقة الحاكمة خاصة في بغداد إلى أزماتٍ اجتماعيةٍ وتدهورٍ في العيش، ففسرتَها الحنبليةُ التي ظهرت كشكلٍ للجمود، بابتعادِ المسلمين عن السنة النبوية وبسبب الأخذ بالعقلانية والفلسفات والمنطق، وقال قائلٌ (من تنمطق فقد تزندق!)، فظهرت كلمةُ (السلاـنة) حينئذٍ كشكلٍ للدفاع عن الأحاديث النبوية كجوهر أساسي للتشريع. فيما كانت اتجاهات أخرى في ذات المذهب تحجمُ ذلك وتهتم بالتفسير المصاحب للزمن.
وكان من أسبابِ ذلك الصراع المتواري السياسي الكبير بين الجماعات المختلفة وعدم حل الصراعات بطريقة ديمقراطية، الاختلافُ بين القوميات الفارسية والعربية والتركية، حيث بدا النحت في الاختلاف بين المذاهب وتكريسه الذي تحول إلى أفكار مختلفة في الفلسفة التي نحا بعضُ توجهاتها إلى التصوف واللاعقلانية والغموض وتأليه الكواكب والنجوم!
وقد أرجعتْ الحنبليةُ الأزمةَ الاجتماعيةَ وغيابَ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية إلى شيوع (الفساد) وعدم العودة إلى طريقة السلف، وكانت تفهم منها طريقة الوقوف عند ظاهر النصوص من دون تأويل فيها، حتى لو كانت تلك النصوص غير متفق عليها، وغير محققة تحقيقاً دقيقاً، أما الغوصُ في سببياتِ الاختلاف كوجود فساد والاستغلال في الإدارة الحاكمة وعدم قدرتها على إصلاح أنظمة الخراج فإنه لم يكن يُلتفت إليها.
فيما كانت اتجاهاتُ الانفتاحِ في العناصر السنيةِ المذهبية المتصاعدة كرؤى فقهيةٍ فرديةٍ مختلفة، قد اعتمدت على التأويل للنصوص الدينية بحيث يؤدي إلى التطور الاجتماعي، عبر المشابهة بين القديم والجديد، ورؤية العلل الداخلية للتحريم وللمنع والتحليل، وعدم مجابهة الاختلاف الفقهي والتباين في التيارات الاجتماعية بالعنف.
لم تصل تلك التياراتُ الفقهيةُ إلى اعتبار المساواة بين المسلمين ولا بين مواطني الدولة، نظراً لتداخل الدين بالسلطة والخضوع لمقاييسها، سواءً أكان ذلك لدى فِرق الحكم أم المعارضة، التي كانت شكلاً آخر للهيمنةِ باسم الأسر والقبائل والقوميات المتوارية تحت أشكال الدين.
كان اعتبارُ الدينِ والدولة شكلين لمضمونٍ واحد يقود إلى المذهبية الأشد اختلافاً وتفكيكاً للحُكم وإلى ظهور الدول والدويلات والإقطاعيات المتفتة خاصة في البلدان البعيدة عن المركز.
فتُرجعُ سببياتُ الصراع الاجتماعية والسياسية إلى عناصر معينة في المذاهب ثم إلى المذاهب ككل، فتغدو تبايناً بين مذهبياتِ الاستقامةِ والانحراف، بين الصوابِ الكلي والانحرافِ الكلي، بين الايمانِ والكفر.
وانتشار المذهبية السنية من إندونيسيا حتى المغرب يعود إلى فترة الانفتاح الأولى وذكريات الإسلام الأول، واعتماد البساطة في الفقه، وملائمة هذه العناصر المنفتحة المتواضعة والشكلانية العبادية للملايين من البدو والرعاة والتجار في المدن.
وكذلك إلى فشل الاتجاهات المعارضة المعقدة في التأويلات الفكرية وعدم تحليلها للصراعات المذهبية من خلال الوعي الاجتماعي النقدي واعتمادها العنف وتفكيك التوحيد، ولهذا جاءتْ السنةُ ملائمة خاصة لقبائل شمال افريقيا وأتراك وأكراد آسيا وغيرهم وغدت أشكالاً فقهية لتلك السلطات التي استمرت في تكرار ذات المشكلات في المركز من سيادة حادة للذكور وطاعة للحكومات المتخلفة في الكثير من الأحيان واعتماد النصوصية التي تغدو جموداً.
وفيما اعتمدت الأغلبيةُ على البساطةِ والانفتاح الحضاري على الشعوب وتجاربها أدت الصراعاتُ في المشرق العربي الإسلامي المعروف بتعدد دياناته ومذاهبه وصراعاته القومية القديمة وتباينها الحاد بين أهل الصحارى وأهل المدن والأرياف، إضافة إلى مجيء غزوات أوروبا ذات الطابع الديني، إلى تفاقم التشدد وتحول الحنبلية نحو المناطق الرعوية خاصة داخل الجزيرة العربية البعيدة عن الانفتاح والحضارة وقتذاك، فتشكلت أشكالٌ من التكفير وتحولت غاراتُ القبائل المعوزة على مراكز العبادة للأديان والمذاهب المختلفة لإعادة تقسيم الثروة مجدداً، إلى حرب دينية بين المسلمين خاصة



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود