أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى محمد غريب - علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقيين














المزيد.....

علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقيين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 08:58
المحور: حقوق الانسان
    


لو قارن الناس ما بين صورة علي حسن المجيد قبل انقلاب 17 تموز 1968 وبين صوره اثناء ترقيه مناصب هامة في السلطة المقبورة وبين صورته مكبلاً بالسلاسل وأمام قاضي التحقيق العراقي وهو يبدو متعباً يتكأ على عصا لما استغربوا، لأن الاستغراب يعتمد على المفاجأة، وهذه المفاجأة في هذه القضية معدومة منذ بداية مسرحية الصعود غير القانوني وغير الشرعي ليس لعلي حسن المجيد الذي لقب " بعلي الكيمياوي " فحسب بل لجميع العصابة الشريرة التي حكمت العراق بالدم والنار وفي مقدمتهم الدكتاتور صدام حسين..
لقد كان هذا الرجل الذي يعد ركناً مهماً في قضية الجريمة اللاإنسانية الذي نفذها النظام البعثفاشي في حلبجة والانفال وغيرها من الجرائم البشعة، كما يعد احد الاذرع القوية التي طالما إعتمدها واستخدمها الطاغية صدام لتنفيذ مخططاته الشريرة ورغباته وشبقه الى القتل والدماء والتدمير، ولطالما ظهر وهو ينتقل من منصب الى آخر ذلك الطاووس المتباهي المنفلت في طباعه بحلته العسكرية ورتبته كفريق وهو يهدد ويتوعد او يقبل يد سيده الطاغية، وهما مشهدان متلازمان ظلا على امتداد حكمهم الارهابي يجرحان مشاعر أكثرية الشعب العراقي وبخاصة شعبنا الكردي الذي لاقى الأمرين من ذلك الحكم البائس، ولعله كان يتصور انه وجلاوزة البعثفاشي سيبقون الى الأبد على رأس السلطة في العراق، ولربما كان يفكر كغيره من بعض الزعماء العرب بأن الحكم يجب يكون وراثياً على طريقتهم الديمقراطية الجديدة وهو ما يؤمن حياة سيادية مرفهة ورغيدة لاولاده واحفاده ايضاً، لكن هذا التصور انتهى الآن في مزبلة النذالة وهو قابع في زنزانته بائساً ذليلاً كسيده ينتظر محاكمته والقصاص العادل الذي سيكون عبرة له ولغيره من حثالات الجريمة والدكتاتورية التي دمرت العراق وشعبه..
لقد أثار هذا المجرم مشاعر العديد من ضحاياه عندما تم نشر البعض من محتويات رسالته الموجهة إلى عائلته من سجنه فقد أظهر الرجل نفسه وكأنه بريء كل البراءة من تلك الاعمال الاجرامية التي قام بها ، هذه الاعمال التي صورته بالصورة والصوت وهو يوغل في جرائمه وتعذيبه للذين القي القبض عليهم وبدون تحقيق او محاكمه بحجة الاتهام الجاهز لمجرد الشك " بالخيانة والتآمر" على النظام الدكتاتوري الشمولي.. بريء هذا العلي الكيمياوي هكذا كما يقول " أنه يستطيع اثبات براءته من مذبحة حلبجة " ولهذا فأن محاكمته هي عبارة عن " فلم هندي " فأي سخرية أمَرّ من هذه السخرية! وكيف يمكن ان يتصور المرء هذه الوقاحة والسفالة في اخلاق رجل استطاع على سبيل المثال قتل اولاد اخيه وأخيه ارضاء لنزوات سيده الدكتاتور على الرغم من ان هؤلاء لايقلون عنه في الجريمة والارهاب..
ان ادعاءاته التي ذكرها في رسالته لا تقل دناءة عن اعماله الاجرامية السابقة مهما
تمشدق بالدين وحاول ان يزيف الحقائق، وان ادعاءاته وغيره من السفاكين القتلة ذكر الله كثيراً في رسائلهم لا يمكن ان يكون شفيعاً لطغيانهم وارهابهم ضد ابناء الشعب العراقي ولا يلغي الحقيقة كونهم من عتاة السفاكين الارهابين الذين استهتروا بجميع القيم الدينية والدنيوية.
ان علي الكيمياوي حتى وان ختم القرآن الكريم مليون مرة وليس 40 مرة على روح والدته ووالده كما ادعى لأنه كان سفاحاً للآلاف من الأبرياء، فماذا يقول لأمهاتهم وابائهم إذا كان هكذا ولداً براً بوالديه، وفي آخر المطاف ماذا سيقول عن ضحاياه وضحايا سيد الطاغية ؟ وهل سيعتبرهم " فلم هندي؟ " كما يقول عن محاكمته..
ان للعدالة وجه واحد لايمكن تجزءته او حرفه عن الواقع، والعقاب العادل لن يكون بتفيذ الحكم مهما كان نوعه انما في صورته الأخيرة التي أظهرتهم أولاً أمام الشعب العراقي وثانياً أمام العالم بأجمعه بأنهم اذلاء ضعفاء بؤساء كانوا يحكمون العراق بيد الجريمة والقتل محميين بأجهزة أمنية متشعبة سرية وظاهرية وبقتلة مجرمين لا حدود لهم في ممارسة الجريمة والاضطهاد.. وكم عرتهم الحقيقة وعرت مواقفهم وادعاءاتهم بالبطولة والرجولة فإذا بشواربهم بعدما كانوا يتباهون بها وقد اصبحت بلون اية نفاية نتنة وعلى الرغم من ضرب المثل الشجاع بها.. لعل وجود علي حسن المجيد الكيمياوي وغيره في هرم السلطة هوحقاً " فلم هندي" استمر حقبة 35 عاماً ذاق فيها الناس اشد انواع القسوة والاضطهاد والحرمان كم ساهم بتدمير العراق سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وعمرنياً..
ان العدالة ان صح التعبير في ذله وذل الطاغية صدام حسين واعوانه المجرمين وبظهور الحقيقة بشكلها السافر الصحيح أمام الشعب العراقي.. وهي ليست بالفلم الهندي كما كتبها الكيمياوي في رسالته الى عائلته..



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطـــــــن القيامة والنذور
- ما زال أزلام البعثفاشي يسرحون ويمرحون في دوائر الدولة ومفاصل ...
- الفــــــــــــرق
- هل صحيح أن - قناة الجزيرة الفضائية تسوق للأمريكان؟
- الحوار المتمدن والفكر التنويري التقدمي
- !! نقيب المحامين العراقيين كمال حمدون وضميره الحي
- أختلف مع رأي أياد علاوي .. كأن عمر و موسى وإيران وغيرهم يعرف ...
- هل يفتح باب المرفأ يا بغداد ؟
- وداعاً سيدتي... !
- خطر الانشقاق حول الانتخابات لن يخدم العملية الانتخابية بل سي ...
- هل انتصر تيار إبقاء القوات الأجنبية أطول فترة في العراق؟ وهل ...
- خولة بالاستعارة
- قناة الجزيرة الفضائية وسياسة تلويث العقل العربي...
- الشهداء ورود حمراء تتساقط ولكن لن تموت..الحزب الشيوعي العراق ...
- هجرت الاخوة المسيحيين العراقيين وتفجير كنائسهم فتنة أخرى للق ...
- المالح الثابتة في كل زمان ومكان
- لماذا اختيرت الفلوجة كقاعدة لارسال السيارات المفخخة وغيرها م ...
- الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات
- تكرار الأحداث في التاريخ -مرة كمأساة ومرة ثانية كملها’ - حقي ...
- المصالح المشتركة في كل زمان ومكان هي الاساس في التعامل التكت ...


المزيد.....




- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى محمد غريب - علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقيين