|
مقاطعة الانتخابات وتداخل الخنادق
ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 08:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ان من اصعب الامور واتعسها وقعا على النفس ان يتحول المناضل الاشتراكي وهو المناضل الطبقي وحامل لواء المسحوقيين الى داعيه وطني يرفع لواء البرجوازيه للشعارات الرنانه والديماغوجيه كقدسية الوطن واهداف ومصالح الشعب وينبري بصورة او باخرى بوعي منه او بدون وعي منجرفا في اللعبه السياسيه وساعيا لمدارات الخواطر ليتحول من داعيه للتحرر الطبقي واضطهاده المقيت الى عرابا من عراب الوطنيه والاستقلال وحق تقرير المصير ..هذا الاشتراكي اللاعمالي ...اللاطبقي يجد نفسه اليوم في خضم هرج اليمين العراقي والبرجوازيه القوميه ...حينما راح يردد بمناسبة ودون مناسبه يردد الشعارات التحرريه والمطالبه في كل مره ب(((خروج قوات الاحتلال من العراق فورا ))) ...لقد صار مثل هؤلاء الاشتراكيين يرددون نفس عبارات وشعارات ومطالب جمعية علماء المسلميين ورعاع المعتوه مقتدى وبقايامصاصي الدماء البعثيين ...واللذيين ينطلقون في مواقفهم تلك من حقيقة مطالبتهم الوقحه والسافره في نصيب اكبر من السلطه وادوات قمعها المهيئه لاظطهاد طبقي في انطلاقه جديده هي اكثر وقعا واوضح معالما من مرحلتها السابقه ...انهم اذ يطالبون بمقاطعة الانتخابات وبخروج ((قوى الاحتلال الفوري من العراق )) فانهم بذلك يدعون الى ان تسلم لهم مقاليد الامور بالكامل ليجري بعد ذلك بين هذه القوى موتمر تقاسم مناطق النفوذ التي تبغيها والتي تمتلك موهلات السيطره عليها من الناحيه الواقعيه ...اي ان هذا اليمين العراقي باطيافه وتياراته الدينيه والقوميه يعي تماما امكانياته الموضوعيه مثلما يعي حدود دوره المرسوم له واذا ما جرت الامور واحداثها بمثلما يطالبون فعلا فانهم بذلك سيعلنون اقامة سلطتهم فورا في المناطق التي اؤهلوا للامساك بزمامها ويومها سنجد لطفائنا الاشتراكيون يديرون برؤوسهم الفارغه وقد امتلكهم الذعر ليبحثوا عن ملجىء امن لهم يلوذون به ..لكن حينها لن تنفعهم ولن تنقذهم قوانيين وبروتوكولات حقوق الانسان وحريته المصاغه على الهوى البرجوازي من سياط اؤلئك الجلاديين القوميين والدينيين الظافريين ....وحينما يديين اؤلئك الاشتراكيون الانتخابات المزمع اقامتها في العراق فانهم ينخرطون بصوره وباخرى في هذا المنهج المضلل ...ذلك ان فضح زيف وعدم مصداقية الانتخابات هو بالفعل من اولى مهام الحركات السياسيه الجماهيريه في العراق اليوم لكن صيغة هذا الفضح وتلك المقاومه يجب ان تمتلك من الواقعيه النضاليه والمصداقيه ما يفصل موقف الداعيين لها من الاحرار عن سواهم من اللذيين ينضرون اليها على انها وسيله اخرى ومؤامره لتشريع سلطة الراسمال واستعباده للطبقات الدنيا وبين اللذيين يهدفون من جراء معارضة الانتخابات من اجل كسب مواقع سياسيه لهم وهم لا يبالون بمطاليب تلك الطبقات بل يسعون لاقامة سلطتهم المستعبده لها لربما بشكل اكثر بربرية من الشكل الذي تبغي اليه النتخابات ...ان السماح لتداخل الخنادق بين ما هو اشتراكي وما هو غير ذلك يعتبر في حقيقة الامر خطيئة كبرى لا يمكن السكوت عنها ولا الانجراف معها والانتخابات التي يعتبرها والتي من المفترض اعتبارها وتعريفها على انها خديعه ومؤامره لا يمكن ان يعبر عنها بنفس اسلوب وطريقة اليميين العراقي على انها خديعة قوات الاحتلال الامريكي والقوى الحاكمه الان وانها ستصبح اكثر واقعية ونزاهه لو ان هذه القوات كفت عن التدخل في شانها وان هذا لايتم الا اذا خرجت فورا من العراق او المطالبه بان تتم تحت اشراف هيئات الامم المتحده راعية النزاهه في العالم ؟؟؟وما الى ذلك من ترهات ان مثل هكذا دعوات وخصوصا من قبل مدعي اليساريه والاشتراكيه لا تعني الا انعدام الرؤيه الصحيحه لواقع الحدث وابتعادا كاملا عن روح الاشتراكيه العماليه التي تعتبر النضال الطبقي هو مجالها الاكيد والوحيد الذي تنطلق منه وبالتالي فان الدعوه الى تحطيم وافشال محاولة الخديعه الانتخابيه تلك لا يمكن ان تتم الا من خلال دعوة الجماهير المظطهده وفي مقدمتهم العمال لان يعوا حجم المؤامره الكبرى وان يحددوا عدوهم الطبقي الاول الذي يقود جموع هذه الهجمه ...عليهم ان يسعوا كتكتيك مرحلي الى اقصاء والمطالبه باقصاء جميع الحركات والقوى السياسيه التي لم تطرح برامجها الانتخابيه لتتظمن اهدافا وخططا تصب بمجملها في صالح تلك الطبقات وتعلن على انها محور عملها السياسي وبالتالي فان مهمة القوى الاشتراكيه هي تثوير اعتراضات الجماهير وتحويلها الى مطاليب فوريه تتجه نحو تحطيم المعادله السياسيه العراقيه ونسف خطابها الذي يدور محوره حول مفهوم السياده الوطنيه وحق تقرير المصير الذي لا يشبع الطبقات الفقيره ولا يغنيها ...ان الاشتراكي عليه ان يرفض الانتخابات ليس فقط على انها تدار من قبل الامريكان المحتليين وفي ظل ظروف امنيه سيئه واهمال ذالك التيار الطائفي او ذاك بل يرفض مواقف كل اؤلئك مجتمعيين وطرح البديل الحقيقي النابع اصلا من معاناة الحرمان والظروف المعيشيه السيئه من خلال رفض ومقاطعة الانتخابات التي يصوغها الراسمال ومن خلال رفض الاطار الطائفي الذي رسمت معالمه المعادله السياسيه العراقيه وهذا لا يتم ايضا بالاعلان عن الرغبه في مقاطعة النتخابات بل بدعوة الجماهير الى مقاومتها منذالان وابداء ذلك بشتى الطرق والوسائل وما اكثرها من طرق وما انفعها من وسائل تلك التي تترجم على ايدي ابناء المسحوقيين ...ان الاحتجاج والنضال المنظم والقوي على الظروف المعيشيه السيئه ودفع القوى المتسلطه الى تحسينها هو التعبير القوي والمتماسك والواقعي الان لموقف الجماهير الرافض لطبيعة الانتخابات التي تحاول قوى الراسمال مجتمعة من فرضها عليها وان ربط مشاركة تلك الطبقات بتحقيق مطالبها في تحسين مفردات البطاقه التموينيه والتحسين الفوري للطاقه الكهربائيه وتوفير فرص العمل للطوابير المليونييه من العاطليين عن العمل واعتبار ان هذه المطاليب عاجله وفوريه ويجب ان يسبق تحققها اقامة الانتخابات هو الشرط الحقيقي والخطوه الاولى التي ستقلب الموازيين وتجعل من نتائج تلك الخديعه الامبرياليه كذبه تافه لا تستحق كل ذلك العناء الذي بذل من اجلها فهم يريدون ان يشرعنوا ممارساتهم المقبله واضطهادهم الاتي بابخس الاثمان واحطها ونحن بمطاليبنا وباشتراطاتنا سنجعلها بالنسبة اليهم اغلى وابهض اكذوبه حاواوا ان يشرعنونها بل اننا في حقيقة الامر نضعهم امام المستحيل الذي يظنونه وبذلك ستفرز خنادق الرافظيين للانتخابات وستبرز دهاليز من يرفضونها ليس لانها مضلله للجماهير بل لانها لم تضمن لهم مواقعا مهمة يتبوئنها ...وبين خنادق ممثلي الطبقات المحرومه والاغلبيه المهمشه اللذيين يعون مدى خبث ومكر القوى الامبرياليه والاعييب البرجوازيه وهم بذلك يرفضون الانتخابات لانها مناوره سياسيه تسعى لترسيخ وشرعنة اطراف المعادلة السياسيه التي صاغتها وفرضتها على الواقع العراقي وابعدت ارادة الجماهير الحقيقيه عنها
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم يسموننا ((هامشيون))ولم صاروا ((يمينيين))؟؟
-
شرم الشيخ يشرعن الدكتاتوريه الجديده
-
سننتصر...سحقا للحرب الاهليه ..سحقا لرموزها
-
عصافير الفلوجه الذبيحه ...وفتوى الصمت السستانيه
-
ناديه محمود ..قائده ظافره ..لحمله مهزومه
-
لندعهم يضربوننا اليوم ...كي لا تنبذناالجماهير غدا
-
نحو سلطه عماليه ...لا سلطة العمال السياسيه
-
قاده عماليون ((دراخون))..واشتراكيون انتهازييون ...الجزء الاو
...
-
قوارض الاسلام السياسي الشيعي وكعكة الانتخابات
-
مفهوم النضال السلمي ...ودعاته المتميعون
-
اعلان حزب شيوعي عمالي كردستاني ..بات ضروره ملحه
-
لا للتصويت ..لا للاستفتاء..عاشت كردستان حره مستقله
-
يساريو...اخر زمان
-
شخير الطوباويون...بات ...يصم السمع
-
خصم خصمنا ...ليس صديقنا
-
نحن شيوعيون عماليون..لسنا..تيريزيون..محسنيين
-
قلبي عليك ..ايها العمالي العراقي ..من اهل الجبل ..وفلاسفة ال
...
-
قلبي عليك ...ايها العمالي العراقي ..من اهل الجبل ..وفلاسفة ا
...
-
عشية الحرب ...ليكن شعارنا كل شيء من اجل السلاح
-
ايها العمالي العراقي ((فلان))...ما هكذا تورد الابل
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|