جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 11:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الذي يسأل عن الحاضر يسأل عن الوجود. هل يمكن فعلا مقارنة الحاضر بالماضي و المستقبل؟ كيف يمكن و الحاضر ليس الا لا شيء لاني لا استطيع اقيس مدته لانه بلا مدة اصلا. هل هو ساعة او دقيقة او ثانية او ربع ثانية؟ الى متى احسب؟ الى اين انزل؟ كيف استطيع ان اقيسه؟ كيف يمكن مقارنة نقطة في الحاضر ببحر الماضي و المستقبل؟ و لكني ماذا اعمل ببحر الماضي اذا تحول الى طيف او شبح او فيلم سينمائي لا وجود له الا في صور ثابتة او متحركة او في ذاكرة الناس؟ ماذا اعمل ببحر المستقبل اذا كان لا وجود له الا في الخيال؟
و لكن كيف يمكن للحاضر ان يقرر مصيري و يلعب بحياتي كالكرة اذا كان فقط نقطة صغيرة في الوسط؟ كيف يمكن للحظة دون مدة ان تقرر مصيري بين الحياة و الموت؟ كيف يمككني ان افكر في لحظة لا تقف لاقيسها ؟ كيف يمكنني ان اتخذ قرار مصيري او افكر و اندم و اتأسف على ماجرى دون وقت؟
لا يا صديقي/ صديقتي لحظة الحاضر صغيرة جدا لدرجة انها لا تحتوي على شيء. هي خالية سائلة عديمة اللون و الطعم و الذوق و الرائحة. و الانكى انها هي اللحظة الوحيدة التي احس بها رغم فراغها. فهي قادرة ان تغيير حياتي للاحسن او للاسوء. كيف يمكن لنقطة بهذا الحجم الصغير اذا كان لها حجم اصلا ان تقرر الماضي و المستقبل؟ كيف يمكن لنقطة ان تكون اقوى من البحر؟ هل هي نقطة مكثفة لدرجة الجنون كالثقوب السوداء لتكون اقوى من البحار؟ اسئلة بعد اسئلة لا اجد الجواب عليها لان الزمن لربما ليس الا وهم في دماغ الانسان.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟