أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - الجزر والمد في السياسة:الاسلاميون مثالاً















المزيد.....

الجزر والمد في السياسة:الاسلاميون مثالاً


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استفاد(الاخوان المسلمون)من الصراع بين الملك فاروق وحزب الوفد،البادىء منذ أن فرضت الدبابات البريطانية المقتحمة لقصر عابدين حكومة الزعيم الوفدي مصطفى النحاس باشا في يوم4فبراير1942،لكي يتحولوا إلى القوة المنظمة رقم واحد،بعضوية قاربت المليون،في منتصف الأربعينيات:أتى هذا من اتفاقية جنتلمان أقامها النحاس باشا وحسن البنا بتأييد الحكومة الوفدية مقابل اطلاق حرية العمل ل(الاخوان). خلال الفترة الممتدة من شباط1945وحتى اغتيال المستشار أحمد الخزندار من قبل (التنظيم الخاص )ل(الاخوان)22آذار1948اقترب البنا من حكومات القصر وابتعد عن (الوفد)،قبل أن تُحل الجماعة (8كانون أول)ويغتال البنا بعد شهرين في12شياط1949.في فترة مابعد انتخاب حسن الهضيبي مرشداً (19أوكتوبر1951)وحتى انقلاب23يوليو1952اقترب الهضيبي من القصر فيما كان الجناح المضاد له في التنظيم الاخواني، بزعامة صالح عشماوي، قريباً من (الوفد).
لم يؤد هذا النمو التنظيمي الاخواني إلى حالة مد سياسي يكسر الجزر السياسي الذي عاشه تنظيمهم منذ تأسيسه في آذار1928 ،والذي – أي هذا الجزر- كان انعكاساً لحالة المد السياسي التي عاشها التيار الليبرالي الحداثي عقب ثورة1919 بمصر التي قادها (الوفد)وأيضاً في عموم البلدان العربية إثر انهيار الدولة العثمانية في 1918،ولوأن هذه الحداثوية السياسية،والفكرية،لم تصل إلى علمانية كمال أتاتورك،إلاأنها قد عبرت عن موجة تغريب اجتاحت المجتمعات الاسلامية بعقد العشرينيات ،شملت أيضاً آل بهلوي الحاكمون في طهران منذ1925وملك الأفغان،ليكون ظهور ونشوء (الاخوان المسلمون)أحد ردود الفعل الأيديولوجية- السياسية المضادة لها.
كان هذا المد التغريبي،الذي كانت حتى منتصف الخمسينيات أحد أقوى تعبيراته هي الليبرالية ثم النزعة القومية وبعدها الماركسية،لايقتصر على الشكل الأيديولوجي السياسي وإنما يمتد إلى الفكر والثقافة والفن و السلوك الاجتماعي والأزياء،وكادت تأثيراته أن تمتد إلى الفكر الاسلامي من خلال شخص مثل علي عبد الرازق بكتابه:"الاسلام وأصول الحكم"(1924).من هنا،فإن المد التنظيمي الاخواني لم يكن له مفاعيل قوية موازية في البنية الاجتماعية العامة لكي يتحول إلى مد سياسي.هذا الأمر استمر في المرحلة الناصرية منذ صدام (الاخوان)مع عبد الناصر عقب حادثة المنشية(26أوكتوبر1954)لماكان المد القومي العروبي يملك غالبية اجتماعية كاسحة في البلاد العربية كرد فعل على نكبة فلسطين في عام1948.
منذ هزيمة5حزيران1967دخل المد القومي العروبي في حالة الجزر السياسي لصالح موجة اسلامية بدأت معالم نموها التنظيمي بالظهور طوال عقد السبعينيات في عموم البلدان العربية،ثم منذ عام1978في ايران،وفي باكستان الثمانينيات،وفي تركية التسعينيات:في ايران مابعد11شباط1979استطاع الخميني ترسيخ جمهورية اسلامية،وفي باكستان كان نمو(الجماعة الاسلامية)معتمداً على التحالف مع النظام العسكري للجنرال ضياء الحق(1977-1988) قبل أن تتحول إلى رقم سياسي باكستاني صعب طوال عقدين تاليين،فيماوصل (حزب الرفاه)للمرتبة الأولى في انتخابات البرلمان التركي لعام1995قبل أن يتحول هذا المد التنظيمي- السياسي للاسلاميين الأتراك إلى موجة كبرى،أيديولوجية- سياسية- ثقافية- اجتماعية،كنست الكثير من الأتاتوركية منذ فوز حزب (العدالة والتنمية)ببرلمان2002.
لم يستطع الاسلاميون العرب تحويل نموهم التنظيمي إلى مكاسب سياسية،رغم تنامي النفوذ للتيار الاسلامي في الفكر والثقافة والسلوك الاجتماعي والأزياء وفي بعض قطاعات الفن مثل المسلسلات التي عكست منذ أواخر السبعينيات الكثير من المظاهر المحافظة بعكس سينما الستينيات:في سوريا واجه (الاخوان المسلمون)النظام الحاكم في مواجهة دامية بأعوام 1979-1982انتهت بهزيمتهم،وفي تونس 1991كان الأمر كذلك مع (حركة النهضة)،ثم بالجزائر مع (الجبهة الاسلامية للإنقاذ)إثر انقلاب11كانون ثاني 1992 الآتي عقب فوز الاسلاميين بالجولة الأولى من الانتخابات قبل أن ينتصر عسكر الجزائر على (الجماعة الاسلامية المسلحة)بين عامي1994و1998،الشيء الذي حققه الرئيس المصري حسني مبارك خلال عقد التسعينيات ضد اسلاميي(الاخوان)و(الجهاد)و(الجماعة).
بين عامي1999و2001كان هناك بداية لتراجع النمو التنظيمي- السياسي للاسلاميين في عموم العالم العربي،حتى أتى(11أيلول2001بنيويورك)و(احتلال العراق-2003)لكي يعيد هذا النمو ويعطيه زخماً قوياً،وذك بعد أن أعطى رد الفعل الأميركي على ماجرى لبرجي نيويورك من خلال مثالي كابول وبغداد الكثير من القوة الفكرية لأطروحة(صدام الحضارات)عند الكثير من المسلمين.كان التعبير الأبرز عن هذا هو انتخابات البرلمان المصري عام2005 التي فاز فيها(الاخوان) بخمس المقاعد رغم كل التضييقات،وهو العام الذي شهد بداية الاتصالات بين(التنظيم العالمي الاخواني)وواشنطن بعد قطيعة استمرت منذ انتهاء تحالف الاسلاميين مع الأميركان عقب انتهاء الحرب الباردة1947-1989ضد السوفيات،لما اختارت واشنطن الأنظمة العسكرية في مصر مبارك وتونس بن علي وجزائر مابعد انقلاب1992ووقفت معها في عملية مجابهتها للاسلاميين.
في تونس17كانون أول2010-14كانون الثاني2011أيام الانتفاضة التونسية ضد بن علي ظلت واشنطن (ومعها الفرنسيون)في حالة اضطراب وتردد . انكسر هذا التردد الأميركي في قاهرة25يناير-11فبراير2011لماوقفت واشنطن مع(ميدان التحرير)ضد حليفها القديم مبارك وبالذات في الأسبوع الأخير رغم وضوح أن مليونية جمعة28يناير بالميدان كان محركها هو الاسلاميون:منذ سقوط مبارك وضح أن هناك اتجاهاً عند واشنطن لملاقاة تداعي بنى النظم الجمهورية في العالم العربي، أمام مد اجتماعي ضدها،بنموذج هو موجود منذ عام2002في تركية رجب طيب أردوغان يقوم على ثالوث(الجيش- الإدارة- الاسلاميون). في انتخابات23تشرين أول2011بتونس تم تدشين هذا الاتجاه نحو هذا النموذج،الذي يبدو أن انتخابات28نوفمبر المصرية تتجه لبنائه أيضاً،وكذلك الحال في ليبيا،وفي يمن مابعد تنحي علي عبدالله صالح.
خلال مجرى عام2011الدراماتيكي العربي،ظهرت الحدود الواسعة لحالة المد السياسي التي بدأ الإسلاميون يعيشونها في مرحلة تداعي بنى النظم الجمهورية التي استلهم معظمها نموذج نظام 23يوليو1952، بالترافق مع نمو تنظيمي ومع مكاسب انتخابية،وفي ظل غطاء دولي غربي أميركي- أوروبي،ومع نموذج مثلما كان يدعوه المرحوم نديم البيطار ب(الاقليم- القاعدة) هو موجود في بلاد الأناضول، حيث ماكان بدون هذين الأخيرين أن يتحول ذلك النمو التنظيمي،والمكاسب الانتخابية،المترافقان مع نفوذ فكري-ثقافي- اجتماعي واسع،إلى مد سياسي من الواضح أنه بقوة ماعاشته ليبرالية سعد زغلول والنحاس باشا بين عامي1919و1952وعبد الناصر1956-1967.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957
- نزعة الاستعانة أوجلب الأجنبي للشؤون الداخلية:العراق نموذجاً
- استقطابات القوى السياسية السورية أمام مبادرة الجامعة العربية
- الإستيقاظ الروسي
- اسرائيل و-الربيع العربي-
- حشر ايران في الزاوية
- المعادلة السورية الجديدة:آليات السقوط أوالتغيير ومدى امكانية ...
- ايران و -الربيع العربي-
- التدخل الخارجي والحرب الأهلية
- التباسات التغيير الليبي
- القذافي ظاهرة عربية،أكثرمنها ليبية:محاولة للمراجعة
- المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...
- بعض خصائص المسار التاريخي للحياة السياسية السورية
- خريطة اجتماعية سياسية اقتصادية للاحتجاجات في سورية
- غروب مرحلة عربية
- الاسلاميون والعسكر
- تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات
- الدور الاقليمي التركي
- مساهمة تحركات الشارع العربي في رسم صورة اقليمية جديدة


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - الجزر والمد في السياسة:الاسلاميون مثالاً