|
توابوا الامس ديمقراطيوا اليوم
عراق عبدالحسين
الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:31
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
وتظل قضية الاسم ترافقني توابوا الامس ديمقراطيوا اليوم
مرة اخرى نعود لقضية الاسم اسمي كنت الوحيد الذي يحمل اسم عراق حين تم ترحيلنا من دائرة التجنيد الى معسكر منصورية الجبل القريب من مدينة المقدادية ، واصبحت معروفا منذ الايام الاولى من المراتب والضباط لتميزي بالاسم . في اليوم الاول تم توزيعنا على الفصائل وبدأ تدريبنا وبعدها بايام جاء احد مساعدي آمر المعسكر وبدا آمر الفصيل يسألنا بحضوره ( فصيل كل واحد يتقدم ويكول اسمه ومهنته ) وتقدم الفصيل كان بيننا التاجر والنجار والحداد والفيتر وطبعا الخريجين باختصا صات اغلبها انسانية ووصلني الدور فقدمت نفسي عراق عبدالحسين انتبه المساعد للاسم بابتسامة لم اعرف معناها ... استمر التدريب لاسابيع كان الفصيل خلالها يشهد تغييرات شبه يومية يسحب بعض الجنود ويعوض عنهم من فصائل اخرى التحقت معنا في نفس الوقت واغلبهم من خريجي الدراسات الانسانية مساء احد الايام وبعد انتهاء التعداد فوجئت بالعريف ابو سلام يحدثني وهو سائر في طريقه للخروج : صرتوا اثنين حاولت ان افهم منه ولكنه صعد الى سيارة احد الجنود المرفهين الذي كان يسمح له بادخال السيارة الى داخل سياج المعسكر صباح اليوم التالي علمت منه ان جنديا آخر يحمل اسم عراق قد التحق بالفوج المقابل لفوجنا ، وتعارفنا خلال فترة الاستراحة ثم التقينا بعد انتهاء التدريب لنعمق تعارفنا الذي كان سببه الرئيسي تشابه الاسماء انتهت فترة تدريبنا ثم بدأت التنقلات كان ابناء التجار والاغنياء شيعة وسنة ينقلون الى المقرات في المدن وكانت التزكية خلفياتهم المالية وليس المذهبية ، وفيما بعد بدأ توزيعنا نحن على الوحدات وتشاء الصدف مرة اخرى ان نصبح عراق وانا في وحدة واحدة في محافظة ميسان واذا بنا نحن الاثنين في الحجابات بمنطقة حركات عسكرية ملتهبة بمواجهة القوات الايرانية وسألته بعد يومين من التحاقنا : هل تعتقد اننا هنا في الحجابات بالمصادفة ؟ اكيد لاننا لاوساطة لنا ولسنا اغنياء وهذا لايحتاج الى تفسير ومرت الايام وتوثقت علاقاتنا واقول هنا بعد كل السنوات التي مرت لايوجد امتن من الصداقة التي تتعزز في ظل الموت، نعم فقد كان الموت يحيط بنا في كل ساعة اعاننا رأس عرفاء الوحدة على توقيت اجازتنا معا ونزلنا اول اجازة اصر هو على ان يعرفني على عائلته اولا وكنا قد اتفقنا على ان نتعرف على عائلتينا انطلقنا من ساحة النهضة الى باب الشيخ حيث يسكن كان بيتهم كبيتنا متواضعا ولايتميز سوى بقربه من مركز المدينة كان عبداقادر وهو اسم ابيه عامل خدمات متقاعد سبق له العمل في المجال النقابي ايضا كما علمت منه حين حدثته عن ابي . كان ابي مقابل ذلك سعيدا وهو يتعرف على صديقي ساله عن ابيه واين يلتقي فحدثه عراق عن المقهى الشعبي الذي يقضي فيه جل وقته ، ثلاث اجازات نزلناها معا الى بغداد ثم حصل هجوم اسر الايرانيون فيها العشرات من الجنود وكنا نحن بين الاسرى ، تعرضنا لشتى صنوف الاهانة في الساعات الاولى طلبوا منا شتم صدام فشتمناه بلا تردد ليس خوفا وانما لاننا كنا نشتمه كلما كنا بعيدين عن اجهزة الاستخبارات ، وحين طلبوا منا شتم العراق رفضنا ذلك رفضا قاطعا وتلقينا بسبب رفضنا اهانات اخرى ، ونقلت انا الى مكان اسر اخر بعد اسابيع وكان هذا آخر عهدي بصديقي وبعد اسبوع من وجودي في المكان الجديد جاءني احد الذين كانوا يسمونهم التوابين الذين تحولوا الى فيلق بدر فيما بعد كان انسانا جاهلا ومتخلفا بكل ماتعنيه الكلمة وكان معه معمم شاب اكثر تخلفا منه حاولت ان افهمهم ان صدام حسين ليس العراق وانما حاكم دكتاتور سلب ارادة العراقيين وكان الاثنان يخلطان الاوراق واشتد النقاش معهما ثم ختمه المعمم بان ناولني سجادة وتربة ثم قال لي بلهجة آمرة : يجب ان تصلي واجبته بلا تردد لن اصلي لماذا الست مسلما ؟ نعم انا مسلم ولكني ساصلي متى اقرر وليس متى ماتقررون انتم !! حاول الاول اهانتي فشتمته فانهال علي بالضرب بمساعدة المعمم وشخص آخر انضم لهما وفقدت اسناني الامامية في تلك المعركة غير المتكافئة ولم يعد فمي لشكله الطبيعي الا بعد سنوات حين قبلتني الامم المتحدة لاجئا وعالجني ( الكفار ) من آثار ضرب اخواني المسلمين لي ، بعد خروجي الى الولايات المتحدة حاولت جهدي ان اعرف شيئا عن صديقي دون جدوى وحين بدأ تبادل الاسرى بين ايران ونظام صدام حسين طلبت من اهلي الاستفسار من اهله عنه وارسلت لهم مااملكه من معلومات حول الاسر بعدها بشهور اخبرني الاهل ان عائلته قد بلغت بانه مات في الاسر ، اجزم انه مات من التعذيب او الاهمال لانه كان في عز شبابه وقوته . اليوم يطالبني صديقي في الاغتراب ان انسى الماضي سنوات المرارة والتعذيب والاهانات دون ذنب الا لانني رفضت ان اصلي وان اتحول الى تواب مع التوابين ، ويحاول ان يفهني بان الزمن قد تغير وانا لااريد ان اصدق ان ( توابا ) يمكن ان يصبح بعد هذه السنوات ديمقراطيا فما زال في ذاكرتي الكثير من تلك الممارسات المريضة . ياصديقي لو فعلت اكون قد خنت موقفي الاخلاقي وذكرى صديقي ، نعم ساذهب للتصويت ولكني لن اصوت للدين او المذهب ساصوت للكفاءة والتاريخ النظيف ولايهمني ان يكون صاحبها مسلما او مسيحيا او صابئيا اويزيديا المهم ان يكون عراقيا حقيقيا وليس عراقيا بالجنسية واذا لم اجد مثل هذا سامزق ورقة الانتخاب غير اسف عليها
عراق عبدالحسين
#عراق_عبدالحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكايةتبدأ مع الاسم ...اسمي
المزيد.....
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
-
بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
...
-
ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2
...
-
رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو
...
-
مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت
...
-
أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد
...
-
غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
-
أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو
...
-
عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة
...
-
كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|