حموئيل شرارة
الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 03:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مقال سابق وغيره من المقالات التي نشرها الكاتب رعد تغوج في الحوار المتمدن وغيرها من المواقع يتناول قضية الإلحاد ويؤطرها بحسب وصفه ضمن نطاق عروبي وإسلامي بحت، ويستشهد بأسماء بارزة من الفلاسفة والعلماء الغربين الذين ينطلقون من أبحاثهم من رؤية مغايرة وظروف موضوعية مغايرة تماما، ويتكىء تغوج عليهم ليدلي بدلوه في القرآن والنصوص الدينية ويقرأها بحسب وصفه قرأة فيلولوجية.
ما هي القرأة الفيلولوجية التي يريدنا أن نقراها هل نؤول القرأن حسب أطروحات دارون وسبنسر، أم نفسر طير الأبابيل بداء الجدري كما يحلو له ان يقول، إنها تأوايل ممجوجة لا تخرج عن نطاق ما يسمى بالدوغمائية والتعصب للإلحاد، وإذا كانت الأفكار الفلسفية التي طرحها الرازي ذات يوم يعاد إنتاجها فذلك لأن الخطاب المعرفي المعاصر أصيب بهشاشة وعدم قدرة على الإتزان.
يشكل رعد تغوج نموذجا للمثقف المنسلخ من ماضويته ومستقبليته أيضاً فلا هو على الحقيقة الدينية أبقى ولا على الحقيقة العلمية حصل، وعندما يتحدث عن الشعر الجاهلي وقرأة القرأن بالطريقة نفسها التي حاول فيها طه حسين قرأته بل وبطريقة أكثر تطرفية عندما يقول بأن معظم كتب النحو منسوبة وبأن سيبويه لم يألف أي كتاب وبأن معظم النصوص القديمة أنتحلت في العصر العباسي، إليست هذه الطريقة أمتداداً لمشروع طه حسين وغيره.
أذا كان الشعر والكتب النحوية القديمة منحولة ومعظم الشخصيات التراثية وهمية ولا وجود لها في الحقيقة، فماذا يفسر رعد تغوج وجود قبور لهؤلاء الأشخاص في منطقة الحجاز وغيرها، وعلى رأسها قبر أمرىء القيس؟
#حموئيل_شرارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟