أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - موقع الاسلام في القرية الكونية في عالم المستقبل















المزيد.....


موقع الاسلام في القرية الكونية في عالم المستقبل


داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما هو شكل الحضارة في عالم المستقبل ؟
وما هو دور الأمة الإسلامية..وفق سلسلة إنجازات الحتمية التاريخية في تطور الجنس البشري..؟؟
إن هذه الأمة هي صمام الحضارة البشرية..الذي يكون بمثابة عامل الكف المعالج للإفراط في التطور الذي يخرج بالجنس البشري عن الأطر الطبيعية التي تضمن تطور الإنسان تطورا متسقا منسجما مع الطبيعة..!!
فزواج المثيلين…واكل الأجنة البشرية..والاستنساخ البشري كلها عوامل لم يتم النظر فيها بعد نظرة علمية موضوعية..ولذلك فالإسلام هنا وفي هذا الموضع بالتحديد صمام ذو تأثير مباشر وغير مباشر في الحد من الإفراط في الحرية الشخصية…فحتى الإدارة الأمريكية عندما تطرح رأي سن قانون يمنع مثل هذا الزواج..إنما هي متأثرة من حيث لا تدري بالإسلام الذي دفعها إلى استخدام لغة الخطاب الديني المسيحي..!!
وبالتالي فان العولمة المقبلة على العالم..لا تعني..ولن تعني مسح الهوية الثقافية للأمم، لان توحيد الجنس البشري بتوجه عقائدي واحد يكون بمثابة الكارثة، فحضارة الغرب متأثرة بالواقع الإسلامي، ولولا الإسلام فان الحريات الفردية في العالم كان من الممكن أن تسحق وجود الجنس البشري منذ قرن كامل من الزمان، هناك توازن طبيعي في حضارة المستقبل الأممية المكونة من أنسجة حضارية..صناعية في إنتاجية في أوربا وأمريكا والشرق الأقصى..استهلاكية في الشرق الأوسط تميل إلى الإنتاج، لكنها في نفس الوقت..تحاول النمو ومواكبة عالم اليوم مع إن المشوار طويل..إلا أن المستقبل يوحي بسيادة نوع جديد من التطور الرأسمالي…( التكنوقراط )..الذي سيكون وجه حضارة المستقبل، عالم القانون والسرعة الفائقة…وفيه ستضطر كل المجتمعات في نسيج الحضارة البشرية إلى أن تتخذ لها نوعا خاصا من التكنوقراطية..والنموذج التكنوقراطي - الديمقراطي - الإسلامي سيكون بديعا رائعا لأنه اقرب لواقع التطور التاريخي لهذه الأمة من الديمقراطية العشوائية التي نشأت في أوربا.
ما هو شكل الإسلام في عالم لمستقبل ؟
إن الإسلام بشكله السلفي التكفيري غير مقبول في عالم المستقبل..لابل هو مرفوض ومحارب بقوة..ويكون سببا مزمنا في اندلاع الأزمات والفتن..لهذا السبب سيكون من الواجب ( وفق شرائط الحتمية ) إعادة صياغة الإسلام لكي تأخذ الأمة الإسلامية (كأمة وسط شهيدة على الناس ) فالأمة هي رقيب الحضارة البشرية، التي تحتاج لمثل هذا الرقيب..وإعادة صياغة الإسلام وفق هذه الرؤية ستتيح للأمة أن تأخذ دورها الرائد في (قرية) المستقبل.
لا يمكن لأوربا أن تنجح لو طبقت الإسلام…ولو نجحت فان توازن الحضارات البشرية سيتخلخل…ويتوقف فجأة عن الحركة الدولاب الطيار ( الفلاي ويل ) المسمى بالحتمية التاريخية ويتوقف التطور البشري ومشروع الاندماج الكوني ( الحتمي ) …أوربا لن تكون إلا إذا كانت أوربا اليوم فهذه هي رسالتها في عالم المستقبل…والحضارة الإسلامية..لن تكون إلا إذا كانت ( إسلامية ) فهذه هي رسالة الأمة في عالم الغد ، هناك خوف من الإسلام لدى الأوربيين…وهناك خوف من العولمة والديمقراطية لدى المسلمين..لكن النظريات شيء..والتطبيق شيء آخر..هناك قوة دافعة تاريخية جبارة هي التي تحرك الجنس البشري قادرة على ( تحوير ) أي فكر في التاريخ مهما كانت فيه من خطوط حمراء ..ومهما كان مقدسا..أو منزلا من قبل الإله العظيم ، هناك شكل نهائي سيتمخض في النهاية، كذلك إن حاجات التطور والتقدم لدى البشر هي التي تدفع إلى إعادة صياغة الأفكار من جديد..وسبب جمود الفكر الإسلامي حتى اللحظة هو : الاضطهاد..الذي يسبب التعصب، والذي جاء أيضا وفق حتمية التاريخ التي أبت إلا أن تبقي الأمة الإسلامية على خطها التاريخي القديم، لتخرج بدورها الأساس في عالم المستقبل..الذي ( يحتاج ) الحضارة الإسلامية كضمير حي للجنس البشري مثلما يحتاج هذا العالم الحضارة الغربية كمحرك أساس لتطور ونمو وتقدم الجنس البشري…لكن ألا توجد أخطاء ؟
نعم هناك أخطاء..وهي طبيعية ( ومطلوبة ) في بعض الأحيان على الصعيدين الفردي والاجتماعي العام لان الخطأ أساس المعرفـــــــة..!!

إعادة صياغة الإسلام

هناك للأسف سوء فهم للإسلام واليهودية والمسيحية من قبل معتنقي هذه الديانات وبقية الديانات الأخرى كواقع وضرورة تاريخية صنعتها الحتمية التاريخية الجبارة المقتدرة..فعلى سبيل المثال ..لماذا نجح الرسول العربي ( محمد) بإنشاء دولة ولم يفلح المسيح في ذلك؟
إن غالبية المسيحيين ينسون قول المسيح : ما جئت لأضع على الأرض سلاما بل سيفا..!!
هناك رغبة باطنية دفينة في قلب ابن مريم أن يفعل كما فعل محمد، لكن وكما قال برناردشو في كتابه ( المسيح ليس مسيحيا ) إن الأخير سلم نفسه لقاتليه ولم يحتمل أن يقال عنه فر في ليلة ظلماء…لكن..فعلها محمد وترك ابن عمه في فراشه ..!!
لقد كان محمد واقعيا..( يحترم ) قوانين الحتمية التاريخية..التي كان المسيح متعاليا عليها ، لكن المفارقة العجيبة إن الذين اتبعوا محمدا اليوم متعالين عن الحتمية التي أطاعها رسولهم…وأتباع عيسى مطيعين لها بعد أن عصاها مخلصهم ..!!
هذه الصورة توحي بتبادل الأدوار..( الحتمي ) بما ينسجم والتوازن في حضارة بني الإنسان..وبالتالي فإعادة الصياغة حتمية لكي تدخل الأمة عالم المستقبل..فمن أين نبدأ بـ (( بيروسترويكا العالم الإسلامي )) ؟
إننا نحتاج أن نعرف إلى أين نحن سائرون..؟؟
ولا نسير إلا على خطى حتمية تطور الاقتصاد العالمي..الذي سيكون تكنوقراطيا في المقبل من السنين للقرن الحادي والعشرين، ولبنان كنموذج إسلامي منفتح يصلح أن يكون ( ساحة ) اختبار إعادة الصياغة..لأنه يمثل حال الأمة الإسلامية في القرية الكونية..
أهم نقاط الارتكاز في إعادة الصياغة
" إن النصوص المقدسة التي لا تنسجم مع عالم اليوم هي أساس التغيير التي تجب معالجتها ..مثل قطع يد السارق…والجلد..والرجم وما شاكل من قوانين قديمة يصعب على العالم المعاصر تقبلها ، إن إعادة صياغة هذه النصوص هي ضرورة تمليها حتمية التاريخ..، ويمليها الإسلام نفسه كما فعل ( عمر بن الخطاب ..المطيع للحتمية التاريخية ) بتحريم المتعتين اللتين سنهما محمد..! واختزال قطع اليد الموجود في القران …إن الأمة بحاجة إلى ( عمر ) جديد قادر على اختراق النصوص وتطوير فكر الحضارة الإسلامية ليأخذ له صورة عصرية تعيد الأمل لا بناءها وتجعلهم يعيشون بانسجام وئام مع عالم المستقبل.
" التحريض على المحبة..وتقبل ذوي الديانات الأخرى كبشر..يحبهم الله ويحبون الله، وذلك يتطلب ( رفع ) العمل بمبادئ الجزية المفروضة على ما عرف بأهل الذمة..ومصطلح أهل الذمة بالتحديد هو ما يحتاج للمعالجة والاستئصال نهائيا من سجل الحضارة البشرية.
" الإيمان بالكونية ورسالة الأمة في نسيج الحضارة البشرية الذي يكون هوية عامة لكل البشر في الأرض…على مفكري هذه الأمة توعية الأجيال الإسلامية أن لها هويتين اثنتين مثل العملة الورقية : إسلامية داخلية & كونية عالمية، يجب توعية الجيل الإسلامي على احترام هوية الإنسان العالمية واعتبار الآخرين بشرا ( تجب ) من الناحية الشرعية محبتهم، لان لـ كل دوره وهويته الداخلية الخاصة في عالم المستقبل..ولـ كل من البشر هوية واحدة عامة هي هوية الإنسان .
" إذا وصلت الأمة الإسلامية إلى هذه المرحلة من تقبل الآخرين…حتى لو كانت باجمعها محتلة من قبل ( الصهيونية ) فإنها ستنتفض انتفاضة حتمية مزيلة اعتى قوى الشر والظلام في العالم..!! هناك للأسف ذوبان في واقع الأمة المرير المتمثل بالاحتلال في العراق وفلسطين..على الأمة أن تدرك أن بامكانها أن تطيح بالعروش في أقصى العالم..إذا ما تقبلت الآخر كانسان.
" يناقض نفسه كل من ادعى إن الفكر الإسلامي بصورته الحالية هو فكر متقبل للآخر..بدليل إن هذا الفكر يكفر ويرفض ( الآخر ) حتى لو كان مسلما إذا ما غاير بمعتقداته عقائد السلف..كما هو حال تكفير المسلمين الشيعة..فكيف بالنصارى واليهود..والبوذيين والكونفوشيوسيين والملحدين والوثنيين ؟
" جعل مسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مناطة بالدولة وسلطة القانون فقط..وتجب الموازنة بين الحريات الفردية وخصوصيات المجتمع الإسلامي وثوابته التاريخية التي تميزه عن باقي المجتمعات..لذلك فالأنظمة العلمانية في العالم العربي ( يجب ) أن تحترم الإسلام..وتأخذ في الحسبان إن وجود الإسلام في عالم المستقبل ضرورة ليعمل كـ ( صمام الحضارات ) الكونية ..بمعنى أن يكون الإسلام مقبولا كجزء من ثقافة وفكر العالم المعاصر..جزء مهم وضروري وفعال، ومثلما يطالب الغرب من المسلمين تقبل الأخر..على الغرب أن يتقبل الإسلام كواقع حتمي تاريخي في نسيج الحضارة البشرية..


أخيرا وليس آخرا ..فالويل كل الويل لمن لا يحترم ( قوانين تطور المنظومة البشرية) التي أسميناها هنا بـ ( الحتمية التاريخية ) لانها دولاب ضخم لن تتمكن أوربا تمدها من بعدها سبعة أمثال أمريكا من تغيير عزم قصوره الذاتي…انه التاريخ ، ولا الفكر السلفي برفضه غير المسلم بقادر على أن يفعل أي شيء…فمن كان ملحدا فعليه أن يقر بالحتمية..ومن كان موحدا فعليه أن يتفكر إن الحتمية هي إرادة الله العزيز الحكيم ..!!



#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متحضرين بلا حضارة
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع العربي الإسلامي _ الحل ...
- هذه الارض تدعى كربلاء
- نبيةٌ تدعى الصحراء...رسالة إلى الرسول محمد
- هل ان القران كتاب نافع لادارة حياة البشر؟؟ في سبيل مناقشة مو ...
- البحث عن الشيطان- الجزء الثاني
- البحث عن الشيطان...قصة مفقودة من كتاب الف ليلة وليلة
- احتمالات في مستقبل الشرق الاوسط السياسي والاجتماعي والاقتصاد ...
- امبراطورية الكذب وحكومة الظلام الامريكية
- الله يعبد الحقيقة..!!
- الدين والسعادة في العالم الإسلامي في ميزان علمي سلوكي
- دين في زمن العولمة
- دولة امير المؤمنين الاسلامية ونهاية الولايات المتحدة الامريك ...
- ثورة المستقبل
- محمد بن عبد الله المصلوب في تاريخ الاسلام
- فلسطين في معادلة القدر
- الخطيئة الكبرى والخطيئة الصغرى


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - موقع الاسلام في القرية الكونية في عالم المستقبل