|
قادسية شعلان- 1 - المقدمة
أبوالكرار الرجبعلي
الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:23
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كنا نجلس مصعوقين في أماكننا تتنازعنا تفسيرات شتى ذلك عندما إنتهى المقطع التلفزيوني الذي صرح به الشعلان بما تفجرت به قريحته في تلك اللحظة، وتمايلنا يميناً ويساراً وتطرفنا تارةً واعتدلنا تارةً أخرى وبدأنا بحساب أسوأ وأفضل ما يمكن أن تنطوي عليه تلك التصريحات وبينهما درجات. لن نجد في تاريخ هذا الرجل الغامض ما يمكن أن يكون أدلة واضحة وصريحة لتفسير نبنيه على اليقين، لم نعلم عنه سوى أنه عاش مغموراً وسط أسرة آل الشعلان المعروفة والمحترمة في مدينة الحمزة الشرقي تحتل بساتينهم يمين ويسار الطريق الذي يخترق المدينة، وعلى العكس من قريبه علي حسين الشعلان العضو البارز في قبائل العراق والذي تزعم مجموعة كبيرة من شباب الإنتفاضة الشعبانية، لم يتردد إسم حازم خلال هذه الفترة ولم يسمع به أحد حتى سقوط النظام. وعلم الجميع بأنه كان موظفاً حكومياً بعثياً أرسله النظام المقبور إلى لندن للعلاج لكنه بقي في لندن بعد إنتهاء فترة العلاج لأسباب لم يتمكن أحد من القطع بصددها فقد إختلف المحللون بين محسن ومسيء للظن. قال البعض إنه أصبح معارضاً فيما نفى البعض الآخر بحجة إنه كان مدسوساً بين المعارضين من قبل النظام المقبور أي على شاكلة وفيق السامرائي ومشعان الجبوري وحسين كامل ومثلهم كثير. وبغض النظر عن كونه وزيراً مؤقتاً في حكومة مؤقتة، أي أنه قابل للإستبدال في أي وقت ضمن الحكومة المؤقتة التي هي الأخرى قابلة للإستبدال في أي وقت حسبما تقتضية مصالح الشركاء الغير عراقيين في المسألة العراقية، مما يخفف من حماسنا لوضعه في كفة موازين الكفاءة لنفهم مؤهلاته العلمية والعملية والشخصية التي جعلت منه وزيراً للدفاع لكونه شخصيةً طارئةً على الساحة أولاً ولأن الخوض في هذا الموضوع سيزيد من حيرتنا التي تخرجنا عن الموضوع الأساسي ثانياً، فالرجل بحالته الراهنة لايمكن أن يتبوأ منصباً كهذا تحت أي ضرف مهما كان سوى هذا الضرف. ويبدو أنه يريد أن يصدق ما آل إليه حاله، فهو يتردد إلى مدينة الحمزة بواسط طائرة هليكوبتر بشكل مستمر ليؤكد لنفسه وللجميع بأنه أصبح شيئاً مذكوراً فضلاً عن أنه لم يثبت طيلة فترة إستيزاره أي نوع من أنواع التميز في أداء مهام منصبه بشكل إحترافي حيث ترك للوزيرين قاسم داوود وفلاح النقيب أجزاء كبيرة منها كان يقف ورائهما مستتراً خلف نظارته السميكة وشاربه البعثي. وبغض النظر عن القائمة الإنتخابية التي إنضوى بين أسمائها فقد بقي الرجل واقفاً وراء رؤساء القائمة متمترساً بهم عند إعلان القائمة، وهذا يذكرنا بصورة تعود إلى شهر تموز 68 حيث كان يقف صدام كحارس مسلح ضمن صورة تضم رؤسائه. فهل نحن أمام صدام جديد؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة. فبخصوص تصريحاته الموجهة لإيران والتي لايمكن تبويبها ولو جدلاً أومؤقتاً ضمن المناورات السياسية ظناً مطلقاً كوننا نعرف يقيناً بعد الوزير وتصريحاته عن المناورات وعن السياسة وعن اللياقة واللباقة بعد الجنة عن النار، إلا أن هناك ماوراء هذه التصريحات، فقد تطرف البعض في مخاوفهم وقال إنها الخطوة الأولى لبداية التعبئة في مشروع القادسية الثالثة وقد إستند هذا الرأي إلى العداء الممتد إلى ربع قرن إلى الماضي القريب والذي لم ينته بل يخطو مسرعاً نحو التصعيد بين أمريكا وإيران، استبعد بعض آخر هذا الرأي بحجة أنه لامجال لخوض هذه الحرب التي لن يتسنى لها أن تمتلك أهم مقوماتها المتمثلة بالجند المعبأ من العراقيين الذي سيظهرون رفضهم القاطع للتجنيد بشكل شعبي وعلى كافة الشرائح والأطياف والأصعدة وهي حجة فيها نظر. وقد جاء البعض بتفسيرات أخرى مالبث البعض الآخر أن دحضها بتفسيرات مغايرة لها إقتربت وابتعدت من كونها تمثل بدايةً لمخطط سياسي ما، إلا أنني لاأرى في الحال الحاضر غير أنها مجرد تصريحات أراد الوزير الشاب بها هو ومن أراد له هذا الدور أن يكسب ود البعض غير آبه لما قد يخسره من تعاطف أضعاف هذا البعض. نعم، قد تأتي الأيام بما يناقض هذا التفسير لكنني أود هذه المرة وبشدة أن أحسن الظن بالمستقبل القريب وليس بالرجل الطارىء. وبعد إملاء النظر وصرف النظر في وعن كل ماتقدم فلم يتبق لنا غير تصريحاته حول قائمة الإئتلاف الموحد. لقد شكلت هذه التصريحات ظاهرة غير مسبوقة فعلاً في العهد الجديد الذي تعودنا فيه على سماع المجاملات بين الخصوم السياسيين المكشوفي الوجوه، أي أنها ظاهرة مفاجئة لجميع الأطراف ماعدا طرف واحد كان قد خطط لهذه التصريحات مسبقاً واختار لحازم الشعلان لهذا الدور لا لشيء إلا لكونه وزيراً للدفاع حيث إنه لايمثل شيئاً إذا جردناه من منصبه المؤقت. وهنا وقبل كل شيء يجب علينا أن نعترف بأن تصريحاته هذه لم تتعد كونها أكاذيب ملفقة يراد إلصاقها بجهة تضم أحزاب عراقية بممثلين وقيادات عراقية معروفة بنضالها ومعارضتها للنظام المقبور كما إن لهذه الجهات شعبية كبيرة على المستويين الروحي والإجتماعي والسياسي تجعلها الجهة والجبهة الأكثر قبولاً ضمن معظم أطياف الشعب العراقي، لا سيما ونحن نلمس لمس اليد إختلال توازن خصوم هذه القائمة والذي إنعكس بشكل ردود أفعال تباينت وتراوحت بين تصعيد عمليات التفخيخ والتفجير وبين مناورات غير حسوبة مما يمكن أن يندرج تحت مصطلح الدوخة السياسية.
#أبوالكرار_الرجبعلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|