أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - لا تصدقوا اصحاب اللحى















المزيد.....

لا تصدقوا اصحاب اللحى


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتجلى كارثة الدكتاتور العربي ليس بما ينتجه على الارض من مقابر ومجازر وطرد للعقول واستحواذ على المال العام ومصادرة الحريات ، وانما بما يخلفه بعد سقوطه ، فاوهام الدكتاتور لا تسمح له ان يشجع على وجود احزاب معارضة قوية وعلنية باستطاعتها الاتصال بالجمهور وتوضيح اهدافها وبيانات عملها لان عملا مثل هذا يعد منقصة لشرف الحاكم الالهي واعتداء على ارومته المقدسة التي تمتلك الحق الابدي في الركوب على اكتاف البشر وهدايتهم الى طريق المعلف الخالد الذي يسمونه الجنة ، والحال هذه يكون الدكتاتور العربي قد قطع على عقله كل طريق تستطيع نقطة ضوء من الولوج اليه .
ان مدننا العربية تكتظ باربعة اماكن لا تنافسها اي اماكن اخرى ، وهذه الاماكن الاربعة اذا ما عملنا احصاء محايدا ستحتل اكثر من نصف مساحة اي عاصمة عربية ، المكان الاول هو الجوامع والمساجد والحسينيات والكنائس ، والمكان الثاني هو قصور الحاكم ومقرات الاجهزة الامنية التي تحميه والسجون الخاصة بعسسه ، والمكان الثالث هو المقابر التي تحشتد فيها جثث ضحاياه المباشرين وغير المباشرين ، والمكان الرابع هو البارات والملاهي والنوادي الليلة ، اما الاماكن الاخرى التي تقدم الخدمات للجمهور فانها تبقى متناثرة ببقع متباعدة ولا يمكنك الوصول اليها احيانا الا بعد مسير ساعات . هل الامر مجرد صدفة في هذا التوزيع ؟
ان الخوف من المجهول يدفع الانسان ان يقترب اكثر من طوطم يبدد خوفه ويمنحه الامان ولو بشكل جرعات متناوبة كي لا يبقى في حلقة مفرغة لا يعرف اتجاه بوصلته فيها ، وفي الازمات الكبيرة التي تعيشها الشعوب يكون التوق الى حل مؤقت اكثر جذبا من الحلول الدائمة لان الجلاد لا يملك اذنان كي يسمع انين الضحية ، ولهذا نجد الحشود تتجه الى مكانين من الامكنة الاربعة المذكورة سابقا ، الحانات والبارات والملاهي الليلة او المساجد والتكايا والحسينيات والكنائس ، وكلا المكانين يوفران للمذعور شعورا بالامان لان الله موجود في المكانين بقوته الفاعلة الساحرة ، المتعبد يجد نفسه في الله يحاوره ويسمع اجوبته والسكير العربيد يجد نفسه ايضا في يد الله ان لم يصبح هو الله نفسه ، ولان كل حكامنا المقدسين شرفاء وذوو دم طاهر فانهم لم يبخلوا بفتح هذه الامكان التي غالبا ما تكون قريبة او موصولة بمقر رئيس المخابرات بكابل بشري من المخبرين او بعدسات كاميراته المخفية ، ولهذا ينشغل الحاكم عن فترة ما بعده ، ولا يوجد في اجنده اي حاكم عربي مشروع اسمه " ما بعدي " لان الناس والارض والمستقيل والثروات ملك وراثي سوف يورثه كابرا عن كابر ولو كره المظلومون ،

لقد قضى العالم العربي كما يحب مثقفوا العروبة ان يسموه اكثر من نصف قرن منذ حركات الاستقلال الوهمية بدون ان يبني معلما حضاريا واحدا يشار اليه كنتاج لمرحلة الاستقلال ، فالعربي الذي كان مضطهدا في زمن الاحتلال العثماني او الانكليزي او الفرنسي او الايطالي اصبح مغيبا في زمن الاحتلال الاسلاموي ، الذي فرضته فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، بحيث ان انكلترا اضطرت الى استيراد ملوك يدعون انهم من سلالة الدم المحمدي المقدس لتنصبهم لحكم العراق وسوريا والعراق واماكن اخرى ، واذا كان الاحتلال بكل عناوينه الدولية يقتل بالمصادفة ويسرق اموال الشعوب العربية بالمصادفة فان ما قام به حكام الدم المحمدي المقدس لم يكن بالمصادفة وانما مبينا على ستراتيجة بدوية لا فكاك منها الا بقيام الساعة ، فالاسلام هذا الدين الثأري الكاره لكل مخلوق لا يؤمن به لا يستطيع ان يكون حضاريا ومتمدنا ، وشاهدي البسيط على هذا انني لا استطيع ان اجد في مجمل تاريخ هذا الدين عمامة صنعت رأيا حرا او شعبا سعيدا ، ومن لديه مثل شرودا فليرده مأجورا

وبسبب عدم قبول العربي لرأي السكيرين فان جل اصحاب اللحى من الوعاظ والشيوخ المدججين بالكراهية هم من يستولون على واجهة الحكم بعد سقوط الطاغية ، ولارتفاع نسب الامية من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان نجد ان الناس تتبع اصحاب اللحى مثلما يتبع القطيع جزاره ، وهذا ليس بسبب نجاح الاسلام وانما بسبب تكبر الطاغية في منع وجود احزاب حرة وحضارية ، فشعوب هذه المنطقة هي خليط من الاراميين والاقباط والامازيغ والبدو الرحل ، فلماذا يسيطر الاسلام على مجريات حياة هذه الشعوب ؟ ولماذا يغض المجمتع الدولي النظر عن صعود مثل هؤلاء الى سدة الحكم رغم ان عواصم القرار تدعي انها حريصة على ايجاد نظم سياسية ديموقراطية في هذه المنطقة الملتهبة من العالم ؟
ان المال والتمدن يصنعان بلا شك مجتمعا جاذبا للانتباه وقابلا للتطور في مجالات الاقتصاد والسياسة الدولية ، كما ان المال والتخلف ينتجان ازمات وحروب ومشاكل لا حصر لها ولا نهاية ، ولذا فان الدول الغربية بادعائها الرغبة لتحويل الانظمة العربية الى انظمة ديمقراطية ومساندتها للثارين على هذه الانظمة انما تقول باطلا يراد به الحق ، فليس من مصلحة اوربا على المدى البعيد ظهور شريك اقتصادي وسياسي قوي على حدودها الجنوبية خصوصا وان المعركة الان تدور في اروقة البنوك وليس في خنادق الجبهات ، واغلب الظن ان المخطط لنا هو الدخول الى مرحلة اخرى من ضياع الجهود والاموال والتفتت ، فمن يصدق ان القاهرة او دمشق او بغداد يمكن ان تكون بيد فقيه اسلامي يأمر اتباعه فيطاع ؟
ان الحركات الاسلامية التي تصدرت واجهة البرلمانات في الدول التي شهدت وتشهد ازمات حكم وراثي او دكتاتوري انما تعتمد على الكذب وسيلة لاقناع الشارع المتلهف للمخلص الاسطوري ، والكذب الذي اعتمدته هو كذب مبارك ومشرعن في القرآن والاحاديث ، ولكي نسلط قليلا من الضوء على هذا الجانب فمن المهم القول ان الكذب في الاسلام مباح في مواضع عدة
اولا : ان الحرب خدعة ، والمقصود بهذا التعبير ان المسلم يستطيع ان يستعمل الخداع في حالة الحرب ، وحالة الحرب لدى المسلم قائمة طالما وجد في محيطه من لايؤمن بافكاره وعقيدته ، فالشعب كل الشعب بنظر اي مفتي من شيوخ الاسلام هو عدو طالما لم يخضع للقرآن والسنة ، بل ان القرآن ذاته يحرض المسلمين على الكذب ويوفر لهم مخرجا للتخلص من الاثم الذي يلحق بهم من هذا العار باطعام عشرة مساكين او تحرير رقبة او صيام ثلاثة ايام ، ما افظع الذنب وما اخف العقوبة ؟
" لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة إيمانكم إذا حلفتم واحفظوا إيمانكم كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون". سورة المائدة 89.
ثانيا : الضرورات تبيح المحظورات ، للعلامة الإسلامى الغزالى كتابه احياء علوم الدين - المجلد 4 صفحة 284 -287. عن أم كلثوم (إحدى بنات النبى صلى الله عليه وسلم ) أنها قالت: "ما سمعت رسول الله " ص" يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث ، الرجل يقول القول يريد به الصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، الرجل يحدث زوجته ، والزوجة تحدث زوجها " اي احدهما يكذب على الاخر ، فمن اين ستخرج زهرة الحرية على يدي هؤلاء المتلحين الذباحين لكل من يخالفهم عقديتهم .
ان صعود الاسلام السياسي الى مدارج القرار المستقبلي للامم التي تسميها اديبات الاسلام امة عربية هو الخطوة الاخطر في تاريخ هذه المجاميع التي البشرية التي استولى الاسلام على مقدراتها ويريد الان ان يقذفها في جحيم صراعاته التي لا تنتهي ، وليس امام المتنورين من القاطنين في هذه البقعة الرجراجة الا ان يقولوا للناس احذورا اصحاب اللحى من الكاذبين ؟



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليق تحت سماء واطئة
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4
- إني بريء منك !
- سادة وعبيد
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!
- اليابان ... سلام خذ
- عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
- رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
- افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
- خصيات نووية
- من اجل لطيف الراشد
- وزراء الحسين
- الرب الاسلامي ينافس الفقراء
- تسع كلمات قتلت العراق
- ما هذه الطغمة المقدسة ؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - لا تصدقوا اصحاب اللحى