أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - المشروع السياسي الدي قد تتجاوزه الظروف في حال ممانعة المخزن














المزيد.....

المشروع السياسي الدي قد تتجاوزه الظروف في حال ممانعة المخزن


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 09:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد أكثر من ثمانية أشهرونصف الشهر على بدء حركة 20 فبراير الاحتجاجية في الخروج إلى الشارع ، والتي ظهرت كتعبير عن أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية
ثقافية وطنية عميقة ، بقيت هذه الأزمة تطول وتتفاعل بعيدةً عن أي حل ، لا بل راحت تتطور وتتعقد تحت تأثير جملة من العوامل الداتية والموضوعية الداخلية منها والإقليمية والعربية والدولية .

كان واضحاً منذ بداية الاحتجاجات أن الوضع المستفحل والواقع الشعبي المر لم يعد من الممكن استمراره أو السكوت عنه لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعيا ، وأن الأمر قد أصبح جاهزاً لحصول تغيرات عميقة في النظام السياسي وإصلاحات بالعمق نفسه في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وأن التأخر في عمليات الإصلاح لما بعد سنوات التسعينيات ومرحلة التناوب التوافقي قد هيأ الأرضية للانفجار وهو ما حذرت منه كافة القوى الشعبية والديموقراطية واليسارية الجدرية على مدى سنوات.

إن من كان يمنع السير باتجاه حل الأزمة المستفحلة وإحداث انفراجات معقولة في العلاقة المتوترة بين السلطة والشعب وبين طبقتي المجتمع المتناقضتين هو سلوك قوى المخزن المتشددة وأجهزة الدولة ومن في حكمهم من كومبرادور وبورجوازية وإقطاع ومافيات ناهبي المال العام ، وكذلك سلوك الانتهازيين والوصوليين في المعارضة الإصلاحية المتآمرة ، الأولون يريدون أن تبقى دار لقمان على حالها و الوضع على ما هو عليه دون أي تغيير أو تحول يدكر ، أو على الأقل إيجاد وضع آخر تتم فيه المحافظة على مستوى النهب والفساد والاستبداد القائمين ، والآخرون يريدون استبدال سياسة النظام المخزنية التقليدية المتوارثة بوضع أفضل قلبلا لا يمس جوهر النظام بل يؤمن لهم مصالحهم الإقتصادية والاجتماعية الضيقة فقط ، ويضمن لهم المقام المريح في الوضعية السياسية والعامة للبلاد .

في ظل هكذا أوضاع غير مستقرة _ إن لم نقل منفجرة _ لم يكن المدخل لحل المعضلة - حتى لا نقول الأزمة - اتباع سياسة الضحك على الدقون أو نهج سياسة النعامة التي تفضل مواجهة المخاطر بإدخال الرأس تحت الرمال ، أو لنقل سياسة إنتاج الوهم التي تم اعتمادها مخزنيا ، وبشكل تافه جدا ، لتضليل الرأي العام الخارجي أكثر منه لتلبية رغبة الشعب ، مما أدى إلى صياغة الدستور المخزني الجديد الدي يكرس الحكم الفردي المطلق ، وفبركة انتخابات برلمانية مشوهة ومزورة قاطعها أكثر من 75 في المائة من المغاربة ، بل إن المدخل للحل الواقعي والآمن هوتحقيق الإصلاحات الفعلية المطلوبة التي تسمح ببناء نظام سياسي جديد بكل مفرداته وصفاته وأجندته المعروفة ، وتحقيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية جذرية وعميقة تقطع الصلات بكل ما له علاقة باقتصاد الريع وبالمعاملات المبنية على المحسوبية والزبونية ، وهو الحل الدي يكمن في القضاء على المخزن وزبانيته من المفسدين ، ومحاسبة كل المتورطين في نهب المال العام وفتح ملفاتهم وملفات كل من أساء لهدا الوطن مند العقود الأولى لمرحلة ما بعد الاستقلال الشكلي جتى الآن ، وهو ما من شأنه أن يمنع إعاقات الحل السياسي الآمن ، أو إعاقات بدء الحوار الوطني في اتجاه تحقيق المطلب الشعبي - الملكية البرلمانية - ، وهو ما من شأنه البد بخلق المستوى الضروري من الثقة بين الشارع والدولة، وتغيير واقع مستوى الثقة الضعيف القائم حالياً.

فمند 20 فبراير وعلى مدى ثمانية أشهر ونصف الشهرالماضية ، كانت ولازالت قوى المخزن وزبانيته من بورجوازية وإقطاع وكومبرادور وأحزاب سياسية رجعية وظلامية ووصولية ورجال دين مخادعين تعيق السير نحوالانتقال الديموقراطي الجدي الحقيقي ودولة الحق والقانون بمفهومه الحق والصحيح ، وهي ما زالت حتى الآن تعيق عملياً التغيرات الحقيقية من أجل بناء نظام سياسي ملكي برلماني جديد . وهذا التأخير والرفض وهده الإعاقة الممنهجة قد كلفت البلاد عشرات الضحايا من القتلى والجرحى والمعتقلين ، وفي حال استمرار الوضع بهذا الشكل الصبياني المائع والغير مسؤول يعني الاستمرار في تراكم السخط الشعبي إلى مستويات أعلى وأشد . وبدلك تكون كلفة التأخير في بدء التغيير تزداد و تتضاعف .

لابد إدن للنظام الحاكم من وضع حد لقوى المخزن التي تمانع الحل المتجلي في مطلب الملكية البرلمانية ، فهذا الحل ليس دون حدود زمنية ، هذه الحدود التي إن جرى تجاوزها يصبح هدا المطلب في حد داته متجاوزا .

إنه المشروع السياسي الدي قد تتجاوزه الظروف في حال ممانعة المخزن .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوبنا والحاجة لعزة النفس
- طوفان نوح والتفسير العلمي
- معيرة الطبقات الاجتماعية
- الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء
- ما بعد = الربيع العربي - هل هو مشروع سياسي أسوأ ؟
- الماركسية والشيوعية بين الحق والباطل
- العلمانية والحداثة
- الانتخابات البرلمانية الفاسدة ومشروع حكومة أفسد
- العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام
- البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان
- الديانة البودية وتساؤلات إنسان


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - المشروع السياسي الدي قد تتجاوزه الظروف في حال ممانعة المخزن