|
موقع الیسار في ثورات العالم العربي
حسن حسین
الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:39
المحور:
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟ إن مشارکةو حضور الحرکـة العمالیة و الیسار في الثورات العربیة الراهنة تختلف من دولة الی اخری و متعلقة بعدة عوامل داخلیة و خارجیة کحضور الحرکـة العمالیة، وجود النقابات، الاوضاع الاقتصادیةو السیاسیةو الاجتماعیةو کذلك الثقافة السائدة في هذا البلد او ذاك کما إن العلاقات الدولیة لتلك الدول خصوصآ مع القوی الامبرالیة العالمیة تؤثر علی سیر الاحداث، ولو انها لا تستطیع ایقاف الثورة او علی الاقل منع سقوط الانظمة الحاکمة. کانت الاضرابات العمالیة في مصر و تونس عاملآ حاسمآ في الثورة وذلك بسبب تآریخ هذه الحرکةو تجاربها النضالیة في الصراع الطبقي. العمال في تونس سبقوا ا قياديي الاتحاد التونسي للشغل في دعمهم للثورة و نصرتها. و قبل ذلك اي في سنة 2008 حدثت اضرابات عمالیة و إحتجاجات العاطلین في مدينتي المظيلة وأم العرائس المنجميتين. کما اکد عمال شرکات قناة السویس و مدینة المحلة الصناعیة إن الثورة لیست في میدان التحریر فقط و إنما في کل المفاصل المجتمع و دائرة الثورة اخذة في الاتساع. ویمکن القول إن ناقوس الثورة قد دقت اجراسها قبل شباط بحوالي خمس سنوات، اي نهایة سنة 2006 حیث بدآت اضرابات عمالیة و حسب بعض التقاریر فإن بین عامي 2006 و 2009 بلغ عدد العمال المضربین حوالي اکثر من ملیوني عامل. وإن قرار العسکر بمنع تشکیل الاحزاب علی اساس طبقیة و تجریم الاضرابات و المظاهرات العمالیة تعکس خوف المجلس العسکري و السلطة البرجوازیة المتمثلة ببقایا النظام في السلطة، من عظمة و قوة الحرکة العمالیةو دورها الحاسم في مجریات الامور. ولکن الوضع یختلف في سوریا او لیبیا والیمن. في سوریا و حسب اراء و کتابات بعض ناشطین و کتاب سوریین، فإن الحرکة العمالیة تکاد تکون غیر موجودة تقریبآ و ذلک بسبب السیاسة القمعیة من قبل النظام و سیطرة المخابرات السوریةو جلاوزة النظام علی النقابات، کما ان النزعة الدینیة و الطائفیة بدلآ من الانتماء الطبقي مسیطرة علی العمال، وکذلك الحال تقریبآ في لیبیاو الیمن مع بعض إختلافات جزئیة بینهم، لذلك نری ان سیر الاحتجاجات و الانتفاضة قد اخذ منحی اخر في هذه البلدان. اما بخصوص الحرکات الیساریة و الدیمقراطیة فإنها فإن تاثیرها قیاسآ بالحرکات الجماهیریة اقل من ان یذکر. 2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟ صحیح ان للاستبداد و الطغیان تآثیر لاینکر علی تحجیم و تقلیل المشارکة السیاسیة و انتهاك الحریات و حق التعبیر عن الرآي و بالتالي عدم توفر الظروف والشروط الملائمة للاحزاب و الحرکات الیساریة و الدیمقراطیة بممارسة النشاط السیاسي، حیث آن الحکومات العربیة المستبدة لم تبخل في استخدام القمع والبطش و العنف و القتل للبقاء علی السلطة و التفرد بها. ولکن حصر اسباب ضعف هذه الحرکات في زاویة القمع و الاستبداد دون الرجوع الی المشاکل الذاتیة لتلك الحرکات، سوف تضلل الافکارو رٶیة القادة و الناشطین بالدرجة الاولی و کذلك المعنیین بدراسة الاسباب و المعوقات التي تکون حائلآ دون الذي یسمی بالانفتاح السیاسي. فالسبب الرئیس یکمن في هذه الحرکات نفسها و إن العوامل الاخری قیاسآ به تبقی ثانویة . الیسار، مثلآ، في هذه البلدان تعاني الکثیر من المشاکل منها علی سبیل المثال لا الحصر، عدم وجود قیادة سیاسیة ذات منظور ثوري و رٶیة سیاسیة قادرة علی ترجمة الافکار و النظریات المارکسیة الکلاسیکیةو المعاصرة في میدان العمل الاجتماعي و التطبیقات، کما تعاني من التشتت التنظیمي و و المراوحة في الدائرة التقلیدیة لتشخیص ومعالجة الاوضاع السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة للمجتمع. إذا کانت استبداد الحکام سببآ لضعف الحرکات الیساریة، فماهي سبب ضعفهم الان لماذا یخسرون الانتخابات في تونس و المغرب و المصر؟ برآیي ان الاستدلال بالاستبداد کدلیل علی الضعف هي حجج واهیة. فمتی و این کان الیساریون و المارکسیون مارسوا نشاطاتهم دون ضغوطات السلطات السیاسیة وحملات الاعتقالات من قبل الحکومات البرجوازیة. هل رآیتم حکامآ مستبدین و حتی الذین سموا انفسهم دیمقراطیین یسهلون الطریق ،من رحابة الصدر ودون اکراه، امام الحرکات الیساریة و الشیوعیة للمشارکة السیاسیة و یقولون لهم تفضلوا یا سادة یا کرام هاکم السلطة فآنتم اولی بها؟؟!! إن الاستبداد البرجوازی عمومآ والاستبداد في الدول الشرق الاوسطیة خصوصآ موجهة في الاساس ضد الحرکات العمالیة و الیساریة و هذه الاخیرة لها من تجربة ما تکفي، إذا ترید الاستفادة من التجارب، و لیس نضال البلاشفة في ظل الحکم القیصري القمعي الا واحدة منها.
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟ لو ان الاحزاب الیساریة تلقت الدرس و تفهمت التآریخ جیدآ لما کان الاسلامیون قد فازوا في الانتخابات التونسیة و المصریة و المغربیة، و لما قاموا بتغییر دستور لیبیا الی دستور إسلامي. و طبعآ شراع الاسلامیین یلوح في افاق سوریا و الیمن. من المعلوم للجمیع ان المحاور الرئیسیة لعمل القوی الیساریة و الاشتراکیة هي مواجهة افرازات النظام الرآسمالي من اللا مساواة، الفقر،البطالةو الحیاة اللاإنسانیة التي المفروضة علی النساء و الاطفال، إضافة الی النضال ضد الاستبداد و القمع و... الخ . حسنآ فحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)هناك حوالي مائة ملیون إنسان في هذه البلدان یعیشون تحت خط الفقر اي مايعادل تقريبا ثلث سكان العالم العربي.إن نسبة الفقر في تونس التي فاز الاسلامیون في انتخابات التي جرت مٶخرآ بلغت 7ر24 في المائة فيما تم إحصاء 700 ألف عاطل عن العمل و فق وزارة الشؤون الاجتماعية فى الحكومة المؤقتة التونسية. اما في المغرب فنسبة الفقر فیها 14% من سكان المغرب حسبما افاد تقریر منظمة (فاو) . و في مصر أفاد تقرير التنمية البشرية العربية للعام ٢٠٠٩ أن معدلات الفقر فى مصر تبلغ ٤١% من إجمالى عدد السكان تحت خط الفقر. بما يعني أن عدد الفقراء في مصر زاد ليبلغ حوالى 23 مليون. و هکذا حال الدول الاخری. ولکن ماذا یفعل الیساریون و الاشتراکیون حیال هذه الاوضاع و این اصواتهم؟ هل اصبح الاسلامیون، بدل الیسار، موضع امال و ثقة الفقراء و العاطلین و النساءو الاطفال لتحقیق مطالبهم؟؟؟ رب قائل یقول ان التعتیم الاعلامي هو السبب حیث الاعلام و الفضائیات و عن قصد لایسلطون الضوء علی الحرکات العمالیة و الیساریة. قد یکون الکلام صحیحآ، ولکن السٶال هو هل الخبر یصنع الحرکات ام الحرکات هي التي تصنع الخبر؟ .. اظن ان الاحزاب الیساریة و الشیوعیةو الاشتراکیة الموجودة غیر قادرة علی اعطاء الاجابة لمعضلات المجتمع، وبالتالي إن الاوضاع الجدیدة قد تتطلب تشکیل انماط جدیدة من الاحزاب الاشتراکیةو الشیوعیة من حیث التکوین و التشکیل و من حیث التنظیر و التطبیق.
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟ للاسف في زمننا هذا وصلت اختزال المفاهیم و المصطلحات حدآ حیث لایستطیع المرء التحدث عن الاشیاء و الظواهر و المفاهیم الا تفصیلا و تحدیدآ، فمثلآ تستعمل المشارکة السیاسیة بالمعنی السائد والتي تتداول في الاوساط السیاسیةوالاعلامیة کمعنی ضمني او مرادف لعملیة التصویت و الترشح للافراد في الانتخابات و اشتراك المندوبین المرشحین في البرلمان. في حین ان المشارکة السیاسیة الفعلیة یجب ان تشمل مشارکة المواطن في جمیع نواحي حیاة السیاسیة. لابل یجب العودة للدیمقراطیة المباشرة او المستقیمة، کي تکون المشارکة مشارکة فعلیة و لیست شکلیة کالتي تحدث الان في الدیمقراطیات الغربیة السقیمة و التي تنظر الیها کمثال یجب ان تقتدی بها و کمقیاس تقاس بها الانظمة السیاسیة. إن مشارکة المواطن الفعلیة و المستقیمة و لیست مشارکـة الاحزاب و القوی السیاسیة لتقاسم السلطة و الصلاحیات هي الخط الفاصل التي تمیز الاشتراکیین و الیساریین من الیمینین و المحافظین علی النظام البرجوازي. لذلك یجب علی الیسار ان لا یتسابق للوصول الی السلطة بل ان یعمل لایصال السلطة الی المواطن و یناضل من اجل سلب الصلاحیات من حفنة من السیاسیین المرفهین و إسترجاعها الی الملایین المعوزین. هذه هي المشارکة الحقیقیة.اما اشکال المشارکة التي نوهت عنها فهي تآتي متنوعة و مختلفة عند التطبیق و الشکل الکوموني هي احد اشکالها.
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر، يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟ التطلع و الطموح شيءو الواقع شيء اخر، فآنا کمارکسي اتمنی ان یلتم شمل المارکسیین و الیساریین تحت مظلة واحدة، لآن فیها توحیدآ للصفوف و تقویتها و هي احدی وسائل الوقوف بوجه التحدیات الراهنة التي تواجهها الحریة و المساوات و الامال الانسانیة الاخری من قبل الحرکات السیاسیة الرجعیة و الهجمات البرجوازیة، کما آن خطوة کهذه بامکانها ان تعطي زخمآ للجماهیر کي تلتف حولها. ولکني اظن من الناحیة الذاتیة لهذه الحرکات لم تحن الوقت بعد لمثل هذا الطرح لآن، اولآ: النزعة الفرقویة (sectarianism) مسیطرة علی هذه القوی و الاحزاب، بحیث کل حزب منزوي علی ذاتیته بل یفضلها علی موضوعته، اي یجعل من تصوراته و افکاره مقیاسآ للواقع . بمعنی اخر انه یعلي مصالحه السیاسیة فوق المصالح الطبقیة و الاجتماعیة و یلاءم المجتمع وفق منظوره الفکري و السیاسي و الیات عمله و لیس العکس. ثانیآ: ان ثقافة قبول الاخر و التعددیة لیست راسخة في هذه المجتمعات، فالکل یرید ان یعمم ایدولوجییته علی الاخر. لذلك من الصعب ان تنجح محاولة کهذه، السبب یعود حسب رآیي الی التنشئة و الثقافة السیاسیتیین السائدتین في المجتمع. إنني کعنصر یساري مستقل في کردستان العراق لدي اکثر من تجربة في هذا المضمار، کانت اخرها مشروع ورقة العمل، إبان المظاهرات و احداث السابع عشر من شباط، لتشکیل جبهة یساریة و مارکسیة من قبل بعض فصائل و عناصر شیوعیة و یساریة، و بائت کلها بالفشل. لاشک ان الزمن یداهم الیساریین و المارکسیین خصوصآ وإننا مقبلون علی سلسلة من التغییرات السیاسیة والاجتماعیة لیست في المنطقة بل في کل ارجاء المعمورة. فمیدان تحریر القاهرة وحرکة (احتلوا ول ستریت) التي بدآت في نیویورک و وصلت الی لندن و روما و بانکوک و سیئول و مئات مدن العالم، لیست الا بدایات لهذه التصادمات الطبقیة. لذلك لابد للاشتراکیین و الیسار، إن ارادوا ان یکون لهم الید الطولی في هذه التشابک و إن ارادوا ان یکون لهم موطيء قدم في میدان الصراعات، لابد لهم ان یخرجوا من قوقعتهم و یستعدوا لهذه التحدیات التي تنتظر البشریة و یستعدوا لها بتوحید القوی وإبتکار الیات العمل السیاسي وفق متطلبات الواقع.
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟ إن إعتلاء الشباب( ذکورآ کانوا ام إناث) مناصب قیادیة و دخولهم مراکز قرار الاحزاب هو السبیل و الخیار الوحید امام الاحزاب الیساریة لتجدید طاقاتها و التجاوب برٶی مارکسیة و یساریة مع متطلبات العصر الاجتماعیة، فنسبة الشباب في العالم العربي تبلغ آكثر من 60% من عدد السكان. و هم الادری بمشاکلهم و همومهم و بالتالي یجیدون آکثر من غیرهم من الفئات الاجتماعیة الاخری وضع الیات و سبل تحقیق مطامح و امال الشباب. فالثورات الاخیرة کانت من صنع الشباب و احد اسباب الثورة کانت تهمیش هٶلاء الشباب سواءآ آ کان التهمیش سیاسیآ ام اقتصادیآ ام إجتماعیآ. إن التهمیش یمکن ان یقود الی الثورة کما یمکن ان یقود الی التطرف. فالاسلامیین نجحوا في احتواء الشباب المهمشین و استعمالهم في نشر اجنداتهم التي تحتوي بعضها علی الارهاب و التکفیر، فبدون التعمق في الجانب المیتافیزیقی و الفکري للدین لو نآخذ فقط التعالیم الدینیة حول الشباب نری إنها تآمر بانصیاع الشباب للشیوخ و الکبار في السن و ذلك لیس آحترامآ للکبار بقدر ماهي شکوک في تفکیر و اراء الشباب. و مع ذلك نجد إقبالآ لیس بقلیل من قبل الشباب للافکار الدینیة. في حین ان الاحزاب الیساریة و الاشتراکیة تصف افکارها بالمتجددة وتطالب بإستقلالیة و مکانة الانسان و احترامه لشخصیته بدءآ من الطفل و الشاب و حتی الشیخ الطعن في السن. لکنهم لم یترجموا هذا المطلب في ارض الواقع و لم تقم بإعطاء الفرص للشباب بآخذ زمام الامور، بل ابقت بوجوهه و قیاداته المآلوفة والقدیمة، و هذه إحدی تناقضاتها. ما قلته حول الشباب و دورهم في الحیاة السیاسیة ینطبق علی المرآة ایضآ.
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟ لا آظن ذلک علی الاقل في الوقت الراهن. فصعود الاسلامیین جاء علی حساب عدة عوامل سآلخصها علی اولآ: ازمة الانظمة الحاکمة و فسادها. ثانیآ:الفراغ الذي ترکته ضعف الحرکات الیساریةو الدیمقراطیة. ثالثآ: الوضع الاقتصادي والمعیشي المتردي لغالبیة العظمی في المجتمع. رابعآ: التهمیش الذي یعیشه الانسان في هذه المجتمعات. فآحد اسباب توجه الانسان الی التطرف و الحرکات الاسلامیةو الارهابیة هي التهمیش . خامسآ: الاعلام و الفضائیات العربیة حیث تنفخ بإتجاه حرکـة السفن الاسلامیة. و اخیرآ الثقافة و العادات الدینیة في هذه المجتمعات متجذرة و هذا ما تسهل مهمة الاسلامیین في ایصال اجنداتهم و سیاساتهم الی المجتمع خصوصآ انهم ینظرون الی انفسهم کمنقذی هذه المجتمعات من هذه الاوضاع.والنقطة المهمة هنا هي ان المواطن العادي الذي یصوت للاسلامیین من شدة ما هو علیه من البٶس و التهمیش و الغضب یتناسی تجارب الشعوب المنطقة في ظل الانظمة الاسلامیة کالإیران و افغانستان و السعودیة و السودان و... الخ و ماعانته هذه الشعوب من الحرمان و طمس الحریات الفردیة و حقوق المرآة و ... الخ. فطالما بقیت هذه العوامل سوف تبقی زمام الامور في ایدي الاسلامیین. لذلك انني متشائم من قدرة الیسار في وضعهه الحالي من ان یسحب البساط تحت اقدام الاسلامیین.
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟ بلی، و لکن کما وضحت سابقآ إن الاستعداد للدخول الی المرحلة الجدیدة في الحیاة السیاسیة و الاجتماعیة لا تکون بالوسائل التنظیمیة و السیاسیة القدیمة او التقلیدیة. فالتطورات المادية و التکنولوجية تٶثر علی الحیاة الاقتصادیة، السیاسیة، الاجتماعیةو الثقافیة للمجتمع و تنتج او تفرز مفاهیم و تصورات ثم افکار و نظریات حول طبیعة الحیاة و العلاقات الاجتماعیة. مثلآ کان اختراع الالات الزراعیة مصحوبآ بولادة مفاهیم و افکار تخص المرحلة الفلاحیةو الاقطاعیة و کذلك الحال بالنسبة لاختراع الالة البخاریة إبان الثورة الصناعیة. و في یومنا هذا حیث الثورة المعلوماتیة و الاتصالاتیة او کما یسمیه الفین توفلر بالموجة الثالثة، فإن إنتشار الوسیع لاستعمال الانترنیت، الستلایت و الموبایل قد اثرت علی تغیر نمط الحیاة، السلوکیات، العلاقات الاجتماعیة التقلیدیة، نمط التفکیر و المفاهیم. حدث کل هذا في ظل نظام ملیء بالتناقضات الاقتصادیة و السیاسیة و الاجتماعیة و الحروب المدمرة خصوصآ بعد ظهور الازمة المالیة العالمیة و التي ادت ای ازدیاد نسبة الفقرو البطالةو المجاعةو...الخ. ابعاد هذه التناقضات تتجلی في الغلیان الشعبي و التصادمات الاجتماعیة و احتدام الصراع الطبقی وتوسیع رقعة الاحتجاجات الجماهیریة في کل بلدان العالم. و مما سهل انتشار و انتقال هذه الاحتجاجات من بلد الی اخر کان هذا التطور في الاتصالات و المعلومات. فالشاب العاطل عن العمل مثلآ حتی لو لم یکن منظمآ داخل منظمة العاطلین فسوف یکفیه الفیسبوک او التویتر کي ینظم الی مجموعة شبان في هذه الصفحات الاجتماعیة علی الانترنیت. هذا ما حدث في الثورة التونسیة و المصریة و بعدها انتقلت التجربة الی اسرائیل فإسبانیا ثم الولایات المتحدة وبلدان اخری . هذه الاوضاع تتطلب اطروحات فکریة ثوریة تقوم بتعریف هذه المرحلة و تحلیلها و تشخیص متطلباتها کما تتطلب اطر سیاسیة و اجتماعیة جدیدة بإستطاعتها استیعاب و إحتواء الحرکات الاحتجاجیة و الطاقات الثائرة بغیة توجیهها نحو اهداف التي ثارت من اجلها اي العدالة و الحریة. 10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟ ما تقومون به هو اکثر من رائع، فهذا المنبر جمع الکتاب و مفکرین من قومیات و اجناس و مذاهب مختلفة و لطرح ارائهم و افکارهم و قدمتم في ذلك الصدد نموذجآ للعلمانیة و التعددیة و قبول اراء الاخر او احترامه هذا فضلآ عن المحاور و الملفات التي تفتحونه للمناقشة و الحوار التي یساعد القاریء او المتابع علی النظر الی القضایا من عدة جوانب. و اتمنی ان اری فضائیة الحوار المتمدن علی شاشة التلفزیون. کما اتمنی لکم الاستمرارو التوفیق.
#حسن_حسین (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهادة أحد أفراد طاقم الطائرة الأذربيجانية المنكوبة في كازخست
...
-
لمواجهة ترامب.. الديمقراطيون سيطبقون درسا تعلموه من الجمهوري
...
-
سفير روسي: الاتصالات مع الناتو معدومة لكن هناك قناة اتصال فن
...
-
هل ستدعم المقاتلات الفرنسية -Mirage 2000-5F- الجيش الأوكراني
...
-
خبير أمريكي ينتقد -ودية روته الزائفة- تجاه زيلينسكي
-
هاتف مميز من Xiaomi يكتسح الأسواق قريبا
-
شاهد عيان أممي يصف الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء أثناء هب
...
-
تعليق المساعدات الدولية لليمن وتحذير أممي من مساعي إسرائيل ل
...
-
زيلينسكي يعلن وفاة جنود كوريين شماليين أسرتهم أوكرانيا متأثر
...
-
ترامب يحث المحكمة العليا على وقف حظر تيك توك.. ويوضح السبب
المزيد.....
|