أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - مهند البراك - - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1















المزيد.....


- الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:12
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    



ـ 1 ـ

لابد من القول بداية، ان ربيع المنطقة بادر و تحرّك به الشباب و الشابات بانواع طموحاتهم و آمالهم، ثقافاتهم، قومياتهم و اديانهم، منتدياتهم و ملتقياتهم . . بسبب البطالة و الدخول المتدنية و الفساد و قمع الحريات، و السأم من حياة فارغة يهيمن عليها و يحدّ منها الفقر، رغم المهارات و التأهيل المهني و العلمي و الثقافي الذي حققوه، الأمر الذي سبب انواع المعاناة و الآلام و تسبب بمواجهات و اهانات و اعتقالات و تعذيب و قتل . . قامت بها الاجهزة الحكومية و كانت سبباً هاماً من اسباب الرفض، و الهجرة و الهروب المرير من الوطن لمن استطاع . .
و يرى باحثون متنوعون ان اجيال شباب المنطقة اليوم امتازت بجديد متنوع . . حيث شهدت تحولات عالمية عظمى لم تشهدها الاجيال السابقة . . كانهيار احد القطبين العالميين الهائلين، تغيّر منطق الاحداث العالمية السابق، و توالي انهيار انظمة و دول و ظهور جديدة على اسس اخرى، و شاهدوا بأعينهم احداث 11 ايلول الارهابية الدامية و هي تنقل مباشرة على الهواء لكل العالم . . و عاشوا الإرهاب وانواع الفتن و المؤامرات و الدسّ و التلوّن و الوقيعة، و اعادة نظر بالحدود الجغرافية . . التي اتخذت وتائر من نوع جديد غير مسبوق في المنطقة منذ نتائج الحرب العالمية الأولى و قيام و تشكّل دولها . .
لقد نمت و شهدت تلك الأجيال تأخر و مراوحة (احتكار) مؤسسات تأريخية للمعرفة و البحث، قياساً بسرعة تطورات و احداث المنطقة، سواء كانت مؤسسات معرفية و اعلامية او احزاب و ايديولوجيات متنوعة . . شكّلت لأزمان طويلة ملاذاً وحيداً لمن اعتقد اعتقاداً ايمانياً بكونها لوحدها و لو كانت جامدةً بلا تحديث، تمتلك كلّ الحقيقة ـ رغم تقديمها براهين صادقة لأجيال مضت و تحققت تحت لواءها نجاحات و انتصارات ـ . . بسبب ظهور جديد لم يكن موجوداً او ملموساً في زمانها . .
اجيال شهدت اشتعال حروب من نوع جديد للقوى العظمى في المنطقة، و شهدت سَوْق حكام دكتاتوريين كانوا فزّاعات المنطقة المخيفة، و محاكمتهم و تنفيذ احكام بهم علناً . . و شهدت كوارث طبيعية هائلة و انتقاماً للطبيعة ككارثة تسونامي و تأكد لها عملياً و ليس نظرياً فقط، حقيقة و اهمية العلوم الإيكولوجية و مخاطر البيئة و بكونها ليست خيالاً . .
اجيال تعيش الانترنت الذي حطّم المسافات و الحواجز، كموصل . . كمعلّم و مرشد و محرّض، اضافة الى بروز اقطاب اقليمية في المنطقة نمت و صارت تنافس الاقطاب الدولية التقليدية بالتفاعل و الصراع معها، و تشهد تغيّر مفهوم القوة و النفوذ في عالم اليوم، اضافة الى تضاعف اعداد سكّان منطقتنا الشرق اوسطية و تزايد نسب الشباب المتعلّم فيها . . فتكوّن بون شاسع بينها و بين الأجيال السابقة على اصعدة كثيرة التنوّع، عدا ثبات الحكمة البشرية في الحياة و الموت، قوى الخير و الشر، الصراع من اجل العدالة و تساوي حقوق البشر . .
من جهة اخرى، فإن و صول و مباشرة التغييرات العالمية التكنيكية و العلمية و الادارية الى المنطقة لأهميتها التكتيكية و الستراتيجية، و صراع و اعادة اصطفاف الاحتكارات الدولية و الإقليمية، الذي اضيف اليهما ظهور احتكارات بضائع جديدة صاعدة بلا انقطاع . . التي تحاول توظيف تناقضات و صراعات المنطقة الى صالحها، اضافة الى مراهنتها على اجنحة حاكمة ممن ترى ان لامفرّ من التغيير، و على اخرى تعمل هي على تأهيلها، و ثالثة تعمل على ترويضها او التعامل معها . .
كل ذلك و غيره الذي جعل من شباب المنطقة اليوم بطموحهم و احلامهم باجتراح المآثر في سبيل حياة افضل، الذي جعلهم يفكّرون و ينشطون بآليات و منطق جديد يناسب سرعة تكوّن و توالي الأحداث . . فإنه جعل انواع المشاريع و القوى و الأحزاب الداعية للتغيير و التقدم في المنطقة، تنظر الى شباب اليوم كطاقة هائلة جديدة تهدد الأنظمة المستبدة الجامدة من جهة، و من جهة اخرى فانها قد تهدد حتى طليعية الاحزاب التي ناضلت و تناضل من اجل سعادة مجتمعاتها و قدّمت جحافل الشهداء على ذلك السبيل منذ عقود، ان لم تتجدد الى مستوى حاجات و آفاق الواقع المعاش الفعلي، وتكسر آليات صارت تعيق النشاط . .
التجديد الذي يرى فيه مجربون بكونه ليس شعاراً فحسب، بل عملية معقدة فعلاً تتطلب ليس علوماً فقط، بل تتطلّب روحا اكثر شباباً قادرة على التفاعل و المبادرة، لأن المجتمع و شبابه صارا يتطلبان حاجات و امورا في خضم تشويهات اجتماعية لايمكن القفز عليها في المنطقة، و لأن النشاط بين الشباب صار يحتاج آليات و مَنْطقاً جديدين للتحفيز و التحريك، رغم مواجهة قوى التغيير عين التحديات المحافظة في المنطقة التي طوّرت آلياتها بفعل اموالها المتراكمة سواء من النفط في السلم و الحرب، او من خلال تحالفاتها و تأريخها الحافل بانواع المساومات مع الحكام و المتنفذين الإقليميين و الدوليين.
على تلك المقدمات . . انفجرت طاقات الشباب في المنطقة بشرر صغير و لكنه مروّع . . هو احتجاج الشاب الكادح محمد البوعزيزي حارقاً نفسه امام دار الحكومة المحلية في مدينة تونسية . . ليتكرر ذلك و يتسبب بخروج مظاهرات تتسع و صدامات مع رجال الشرطة حتى انطلقت البلاد عن بكرة ابيها في مواجهة الرصاص و هي تهاجم المقار الحكومية بالحجارة ، و بعد محن و مواقفٍ تضامن الجيش معها و هرب رئيس البلاد . . و لتتكرر المشاهد سريعاً في قلب المنطقة مصر، و تتكرر درامياً في ليبيا و تستمر متصاعدة في دول اخرى و في مقدمتها سوريا الآن . .
و رغم طابع العفوية التي بدا عليها الشباب في البداية، كما يرى عديدون . . الاّ ان تكرار هبّاتهم و اصرارهم و شيوع اخبارهم السريع في العالم كلّه بفضل التقنيات الحديثة و تضامن اوسع جماهير البلد و العالم و شباب المنطقة معهم الذي اكسب انتفاضتهم ابعاداً هائلة، اخرجتها من طابع العفوية و الإحتجاج الفوضوي احياناً . . لأنها لم تتنظم و تصطف بما يمكّنها من تقديم بدائل عملية واقعية، رغم انها تمكّنت عزلاء من ازاحة الانظمة الخانقة الجاثمة على صدرها، بعد ان غيبت الجماهير عن صنع الأحداث بسبب ظلم الأنظمة الاوتوقراطية الحاكمة الوحشي و اساليب الإبادة التي استهدفت استئصال لولبها الفاعل : قوى اليسار و التقدّم تحديداً على توالي العقود . .
و يكاد يجمع المراقبون و المحللون . . على ان ربيع المنطقة و ادوار الجماهير الهائلة فيه، لم يأتَ من فراغ، بقدر ما جاء على ارضية تأريخ كفاحي حافل من اجل الحرية . . و من الفكر و الوعي الذي تشكّل و دعت اليه المعارضات الوطنية، و خاصة افكار و تحريض و تعبئة و اهداف اليسار و القوى الديمقراطية القريبة اليه بالوانها، رغم انين اليسار من جراح القمع الذي مورس ضده و حدّد من مشاركته المنظّمة ككيان منظّم سرّي محظور في بداية " الربيع "، و انما شارك بفعالية من خلال ما مسموح به قانوناً من نقابات و اتحادات جماهيرية و مهنية . و تعززت مساهمته و كينونته ذاتها بفعل الآليات التكنيكية ـ الألكترونية (تقنية المعلومات و الإنترنت) الحديثة و انتشر نشطاؤه و صار بسرعة ـ قياساً بسنوات القمع الماضية ـ طاقة فاعلة ضمن قوى التغيير اليوم . .ً
و فيما يرى مفكرون بأن اليسار و المادية و العلمانية هي فكر قبل كل شئ، و ان التنظيم و الأحزاب ما هي الاّ تطبيق واعي و منفذ لذلك الفكر . . يرى ناشطون مجربون ان مطالبات فعاليات ربيع المنطقة السائدة في : الحرية، الديمقراطية، حقوق الكادحين، حقوق المرأة، التاخي القومي و الديني و المذهبي، استنهاض الشعور الوطني بدل الغرور القومي و الشوفينية و الطائفية، حرية الصحافة . . اضافة الى حق تشكيل النقابات و ضمان حقوق العمال و مكافحة البطالة، ديمقراطية التعليم و العلم . . ماهي الاّ جوهر مطالبات القوى اليسارية و الديمقراطية طيلة عقود، و ان ذلك ان دلّ على شئ فانه يدلّ على ان فكرها الحي المتجدد يلعب ذات الدور التحريضي الداعي الى رص صفوف اطياف الشعب من اجل تحقيق الأهداف و الحقوق.
و يرى كثيرون في الافكار الثورية و اليسارية بكونها ليست حكراً على ناس او فئة معينة، ان ضحّى قسم منهم بحياته دفاعا عنها، و مرض او توفي او عجز قسم آخر . . تنتهي . و انما هي افكار حيّة تكوّنت و عاشت و تطورت و تتطور . . تلفظ البعض و يلفظها بعض، الاّ انها تبقى و تستقطب جدداً و تبني جحافل كفاحية جديدة من الشباب الاكثر جدية في السعي من اجل التغيير نحو بدائل اكثر عدلاً . . انه الفكر الذي راحت دونه دماء و تضحيات الملايين رجالاً و نساء على توالي العصور، و حققوا به اكبر الإنتصارات في سبيل اخوّة البشر و تساويهم في حق الحياة و الحرية . (يتبع)


4 / 12 / 2011 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) ملاحظة : وردا خطأ في حاشية مقال سابق للكاتب بعنوان " ازمة الحكومة . . سوق بيع الأطفال"
بتاريخ 27 / 11 / 2011، ان السويد فتحت باب اللجوء للأطفال العراقيين ممن يتعرضون لسوء المعاملة، و الصحيح ان اللجوء مغلق للدولة المذكورة، لذا اقتضى التوضيح و الإعتذار .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ينبح الفساد مستهتراً بالقيَمْ !
- ازمة الحكومة . . سوق بيع الأطفال !
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 3
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1
- متى تقوم الحكومة بدورها لأجل الشعب ؟
- -التحرير-، الإغتيالات . . و تصاعد صراع الكتل !
- الصراع الطائفي الأقليمي و آفاق تلوح !
- الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !
- ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
- - التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال ...
- - التيار الديمقراطي- و اليسار و الديمقراطية المدنية 3
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 2
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 1
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 2
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1
- القمة السياسية و مشاركة ممثلي الإحتجاج السلمي !
- هل تتحطم المحاصصة على صخرة الإستبداد ؟
- لماذا أُخرجت المناضلة - ادور- من المؤتمر ؟
- محاصصة طائفية ام إستبداد ؟ !


المزيد.....




- لقطات مروعة وثقتها كاميرا مثبتة على جسد ضابط وهو يضرب سجينًا ...
- بعدما حاول منعه سابقا... ترامب يطلب من المحكمة العليا تعليق ...
- محلل عسكري: الاتحاد الأوروبي يعاقب نفسه ولا حاجة لروسيا أن ت ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحبط هجمات إرهابية ضد ضابط بوزار ...
- نصيحة غذائية بسيطة لتحسين صحة القلب وتقليل الكوليسترول
- أبرز الروبوتات الشبيهة بالبشر في 2024
- أمل ينبعث من ركام الحرب في سوريا.. زوجان مسنان يعودان إلى من ...
- زاخاروفا: الإنصات لزيلينسكي خطير لسببين
- موسكو: الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تحضران لاستهداف الق ...
- وزير خارجية الهند يناقش المشاكل العالمية مع مستشار ترامب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - مهند البراك - - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1