أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - هاشم نعمة - الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية أفق جيد لعمل القوى اليسارية















المزيد.....

الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية أفق جيد لعمل القوى اليسارية


هاشم نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:28
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    



الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية أفق جيد لعمل القوى اليسارية
هاشم نعمة
الانتفاضات في البلدان العربية عملية موضوعية تاريخية نتجت عن التراكم الكمي الذي لا بد أن ينتج عنه تحول نوعي. وهذا يؤكد بأن لا توجد شعوب تعيش خارج التاريخ وثبت بطلان مقولة "الاستثناء العربي" القائلة أن المجتمعات العربية عصية على التغيير للانتقال إلى مجتمعات مدنية ديمقراطية نتيجة عوامل موروثة دينية وتاريخية واجتماعية وثقافية. هذه المقولة التي تبنتها بعض الأوساط الفكرية الغربية وتأثرت بها بعض الأوساط العربية.
عند بحث الانتفاضات لا ينبغي تناسي عامل تراكم النضالات من أجل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتي بدأت منذ سنوات في تونس ومصر وبلدان عربية أخرى من خلال سلسلة من التحركات الاحتجاجية والإضرابات والاعتصامات التي قادتها الأحزاب السياسية بما فيها اليسارية والنقابات العمالية والمهنية وإن كانت بادوار مختلفة والتي ساهمت في صنع الحدث فحدث كهذا لا يمكن أن يكون مقطوع الجذور عن مقدمات هذا التراكم.
لتحليل القوى الاجتماعية التي ساهمت بفعالية في الانتفاضات لابد من النظر إلى مجمل اللوحة الاجتماعية دون اختزال الدور بمكون دون آخر. فهناك فئتان ساهمتا بفعالية أولا الشباب المتعلم، غير المنظم حزبيا، ولكن الذي تفاعل سريعا مع نشاطات الأحزاب والنقابات التي لعبت دورا كغطاء لهذه الحركة، وأعطاها الزخم اللازم للاستمرار والتعبئة والتأطير. وثانيا شرائح العمال، المنتمية للنقابات أو غير المنتمية، والتي أغلفها الكثير من المحللين في محاولة واعية أو غير واعية لطمس بعدها الطبقي. إذن، ما حدث في تونس ومصر حركتان اجتماعيتان اندمج بروعة فيهما البعد الطبقي الكلاسيكي مع البعد المدني الجديد.(1) وكانت الشعارات التي رفعت في البداية ذات طابع اجتماعي ولكن مع استخدام العنف ضد المتظاهرين سرعان ما تطورت إلى شعارات سياسية حيث تم التركيز على العلاقة بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
هناك حقيقة يجب التوقف عندها لتبيان أن الأسباب الحقيقة الكامنة للانتفاضات لم تكن تتمثل بوسائل الإعلام الاجتماعية حيث شهد التاريخ الإنساني الكثير من الانتفاضات والثورات رغم غياب هذه الوسائل في وقتها. نعم استخدمت هذه الوسائل للوصول إلى أوسع الجماهير وتوسيع النقاش وسطها وتحشيدها للانتفاضة والتغلب على رقيب السلطة. ويؤكد قولي هذا أن هناك العديد من الأمثلة لناشطين استخدموا وسائل الإعلام الاجتماعية بمهارة لكن نشاطاتهم فشلت كما جرى في بيلاروسيا في آذار( مارس) 2006. وفي انتفاضة الحركة الخضراء في إيران، خلال حزيران (يونيو) 2009. وانتفاضة أصحاب القمصان الحمر في تايلاند عام 2010.
كانت سعة المشاركة الشعبية في الانتفاضات حيث ضمت كل طبقات وشرائح المجتمع والتنظيمات السياسية والنقابية والمهنية عنصر قوة عجل بسقوط رأس النظام في تونس ومصر. لكن هذه السعة تحمل في أحشائها مخاطر الانقسام فيما يخص مسار التوجه لإعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية حيث الكثير من المنتفضين كان هدفه الأساس سقوط النظام دون التفكير في النظام البديل. ويزيد المسألة التباسا غياب قيادة موحدة للانتفاضة تمتلك برنامجا محددا للمرحلة الانتقالية على الأقل. إن هذا الغياب سمح لبقايا النظام التي مازالت تحتل مواقعا مهمة في مؤسسات الدولة والمجتمع بالمناورة فهي تحاول استثمار عامل الوقت للمراهنة على تراجع مزاج الجماهير في التغيير ومن ثم العودة لتعزيز مواقعها من جديد. غياب القيادة الموحدة التي يفترض أن تستلم السلطة بعد سقوط النظام وتبدأ بتصفية مؤسسات النظام هو ما جعل الحدث من الناحية الموضوعية والتاريخية يصنف كانتفاضات وليس ثورات عدا حالة ليبيا التي في مجرى الانتفاضة برزت قيادتها لكنها غير متجانسة سياسيا وفكريا واستعانت بالدعم العسكري لحلف الناتو مما حمل في طياته إمكانيات التأثير في مجرى إعادة بناء الدولة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد أن سقط النظام.

شهد دور القوى والأحزاب اليسارية في البلدان العربية تراجعا في العقدين الأخيرين على الأقل وهذا مرتبط ليس فقط بالوضع الداخلي حيث كانت هذه القوى مستهدفة بالأساس من قبل أدوات قمع الأنظمة الاستبدادية ولكن أيضا بالوضع العالمي حيث شهد اليسار تراجعا وكان أقوى عامل ساهم في ذلك هو انهيار المنظومة الاشتراكية وعدم بروز فكر يساري يستند لإرث الفكر الماركسي والإنساني ويحاول تطويره في أفق جديد استنادا للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الجديدة التي شهدها العالم. ورغم مساهمة قوى اليسار بدرجات متفاوتة من الفعالية في الانتفاضات لكن بعد سقوط الأنظمة وإجراء الانتخابات لم تحصل على نتائج جيدة لأن القوى الإسلامية كانت قبل الانتفاضات قد ملأت الفراغ الناتج عن تراجع الفكر اليساري والقومي على الأقل على المستوى الفكري وإلى حد ما التنظيمي لأن شبكاتها الممتدة من خلال المساجد والمنظمات الخيرية كانت غطاءا لعملها اليومي.

وبما أن اليسار في الفترة الحالية قد شهد انتعاشا نسبيا على المستوى العالمي وبالأخص في دول أمريكا اللاتينية وتلاحم مع القوى الاجتماعية الرافضة لأيديولوجية الليبرالية الجديدة التي أثبتت الأزمة المالية والاقتصادية الحالية فشلها الذريع بالرغم من المحاولات الجارية لترميم صورتها وإعادة تسويقا من جديد. وكذلك تلاحم اليسار مع الحركات المدافعة عن البيئة. لذلك لا بد أن ينعكس هذا الانتعاش ايجابيا على الوضع في العالم العربي خاصة في مرحلة ما بعد سقوط الأنظمة. لذا يفترض أن تستثمر القوى والأحزاب اليسارية في العالم العربي إمكانيات العمل السياسي العلني لكي توسع قاعدتها الاجتماعية وفق منظور جديد يتماشي مع ما شهده العالم من تغيرات هائلة في مجال الإعلام وتكنولوجيا المعلومات.

إن الأحزاب والقوى الإسلامية التي ستتبوأ السلطة بعد الانتخابات ستكون هذه المرحلة بالنسبة لها امتحانا عسيرا لأنها سوف لا تنجح في حل أي من المعضلات الاقتصادية والاجتماعي المتشابكة التي تواجهها المجتمعات لأنها لا تمتلك برنامجا موضوعيا قادرا على حلها وهذا راجع إلى مرجعيتها الفكرية وسلوكها اليومي اللذان يستندان على عالم الغيب الذي ليس له علاقة بالواقع الموضوعي المعاش وقوانينه. ومن ثم لابد أن تشهد تراجعا في امتدادها فيما بعد ولا يوجد بديل غير القوى اليسارية ذات المنهج العلمي في حل هذه المعضلات وبناء دولة مدنية ديمقراطية.

بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن ننظر بإعجاب وتقدير كبيرين لهذه المسيرة الرائدة في مجال الإعلام الالكتروني والتي احتلها الموقع بجدارة يستحق التثمين عليها. ونتطلع إلى المزيد من النجاحات بما يعزز من مكانته ورسالته السياسية والفكرية والإعلامية لنشر الفكر اليساري والتنوير والعقلانية في مواجهة فكر قوى الظلام والماضوية. ولهذا فهو يحتاج باستمرار لكل أنواع الدعم والمساندة من قبل كل الكتاب والباحثين اليساريين لتوطيد وتعميق هذه المسيرة.
(1) ساري الحنفي، ثورتا الياسمين والميدان: قراءة سوسيولوجية، مجلة إضافات، العدد 13، سنة 2011، ص 6.



#هاشم_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -الليبرالية الجديدة: جذورها الفكرية وأبعادها ا ...
- قراءة في كتاب -الليبرالية الجديدة: جذورها الفكرية وأبعادها ا ...
- قراءة في كتاب -الليبرالية الجديدة: جذورها الفكرية وأبعادها ا ...
- ظاهرة الاتجار بالبشر مع إشارة خاصة إلى العراق(3)
- ظاهرة الاتجار بالبشر مع إشارة خاصة إلى العراق(2)
- ظاهرة الاتجار بالبشر مع إشارة خاصة إلى العراق(1)
- قراءة في كتاب -انهيار الرأسمالية... أسباب إخفاق اقتصاد السوق ...
- قراءة في كتاب -انهيار الرأسمالية...أسباب إخفاق اقتصاد السوق ...
- قراءة في كتاب -انهيار الرأسمالية...أسباب إخفاق اقتصاد السوق ...
- قراءة في كتاب -انهيار الرأسمالية...أسباب إخفاق اقتصاد السوق ...
- القوة السياسية لوسائل الإعلام الاجتماعية: التكنولوجيا، مجال ...
- جريمة الأنفال وتأثيراتها في البنية الاجتماعية- الاقتصادية
- القوة السياسية لوسائل الإعلام الاجتماعية: التكنولوجيا، مجال ...
- القوة السياسية لوسائل الإعلام الاجتماعية: التكنولوجيا، مجال ...
- القوة السياسية لوسائل الإعلام الاجتماعية التكنولوجيا، مجال ا ...
- التيار الديمقراطي ودوره في تعميق التجربة الديمقراطية في العر ...
- كفى محاصصة
- قرار إغلاق مقرات أحزاب سياسية قرار دكتاتوري بامتياز
- قراءة في كتاب -من أرشيف جمهورية العراق الأولى الحركة الشيوعي ...
- رأسمالية الدول عصر يتشكل هل هو نهاية السوق الحرة؟ (4)


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - هاشم نعمة - الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية أفق جيد لعمل القوى اليسارية