حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المجد لله في العلى ،وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة
بعد غدٍ تطل علينا ذكرى ميلاد نبي السلام والمحبة المسيح عيسى عليه السلام وهي ذكرى عزيزة ليس على قلوب المسيحيين فحسب بل الإنسانية كافة ، هذا النبي الذي حمل راية السلام والحرية والمحبة بين بني البشر، وذاد عن الرسالة بحياته ، نعم جاء المسيح من أجل نشر السلام ، ومن أجله عانق
خشبة الصليب، وتحمل العذاب كي يسعد البشر من بعده.
ومن حق أتباع المسيح وكل المناضلين من أجل السلام والحرية والعدالة والمساواة بين بني البشر أن يحتفلوا بهذه الذكرى كل عام ، ويتعلموا من تلك الحكمة التي جاء بها نبي السلام والحرية .
لراية الفكر تاريخ يحدثنا ****** بأن ألف مسيح دونها صلبا
هكذا تحدث شاعر العرب الكبير الجواهري في قصيدته العصماء في الذكرى الألفية لأبي العلاء المعري رائد السلام والحرية في عصره مقتدياً بسيرة السيد المسيح عليه السلام .
كيف لا والمسيح من روح الله ؟؟
{ فنفخنا فيها من روحنا فتمثل لها بشراً سويا } القرآن الكريم .
ولا شك أن السيد المسيح يشعر بالحزن العميق اليوم على ما يلاقيه أبنائه الأعزاء في العراق على أيدي أذناب طاغية العصر من عصابات الإرهاب والجريمة والظلام الذين يمارسون أبشع أساليب العدوان على الكنائس، ،بيوت الله المقدسة،ويوقعون الخسائر البشرية بالأخوة المسيحيين ويمارسون الاضطهاد ضدهم بدعاوى تتنافى وقيم السلام الحقيقي الذي يرفض هذا السلوك الإجرامي الذي ترفضه كل القيم السماوية والإنسانية ، ولقد أكد سبحانه وتعالى في كتابه الكريم هذه الحقيقة بقوله :
{ إن الذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوفاً عليهم ولا هم يحزنون } .
[ ولتجدن أقرب الناس إلى الذين آمنوا هم الذين قالوا إنا نصارى ]
أفلا يعقل المجرمون !! ، ولكن أنى لهم ذلك أنهم كفرة لا نصيب لهم في الإسلام ، ويقدمون أبشع صورة للمسلمين أمام العالم .
أيها الأخوة المسيحيون أبارك لكم عيدكم الميمون ، وأبارك ميلاد رسول المحبة والسلام ، وأنا في الوقت نفسه حزين لإلغاء احتفالاتكم في كنائسكم بعيد الميلاد المجيد هذا العام ، ولكني شديد الإيمان أن هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن ستنتهي ، وستذهب عصابات الجريمة والإرهاب وقوى الظلام إلى غير رجعة ، وسيصبح العراق عما قريب بلد الحرية والديمقراطية والسلام ، ويعيش المواطنون مسلمون ومسيحيون وصابئة والأيزيدية بمختلف طوائفهم أخوة متحابين .
أنني شديد الإيمان بأنه سيأتي يوم يحب فيه الإنسان بعضه بعضاً ، ويغدو الإنسان وهو يصغي إلى أخيه الإنسان كأنه يصغي إلى أعذب الألحان ، ويغدو الإنسان متحرراً عظيماً في حريته ، ولسان حاله يقول :
عانق المسلمون أبناء عيسى ***** والنصارى تعانق الإسلاما
تهانينا من القلب لكم جميعاً أيها الأخوة المسيحيون وإلى عراق ديمقراطي جديد متحرر يسوده السلام ، وترفرف فوق رؤوسنا رايات المحبة والوئام .
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟