أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سلام الاعرجي - حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي















المزيد.....


حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي


سلام الاعرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:40
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    





س1 : هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذه الثورات والى اي مدى ؟



ج: لكي نحدد ماهية القوى , حجمها , مقدار فاعليتها وتفاعلها , لابد من التوقف عند بعض المفاهيم الواردة في السؤال باتجاه تحديدها: اليسار , الثورة , النقابات . اما اليسار فهو مفهوم شمولي بامكانه احتواء كافة الحركات والتنظيمات والقوى التي ارتبط ادائها بالمشروع التحرري الوطني او مقاومة الهيمنة الامبرليالية والرأسمالية المتوحشة او القوى المشتغلة ضد التمييز العرقي والجنسي او القوى المناضلة من اجل السلام العالمي وتحرير المرأة الى غيرذلك من المفاهيم التي انتجتها الماركسية اللينينية وتبنتها بعض الحركات - للتمويه السياسي او التكتيك - كالاسلام الراديكالي والحركات القومية بغض النظر عن آليات واساليب نظالها , كالكفاح المسلح والاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات والعصيان المدني وبغض النظر عن آليات ادائها الذاتي ايضا , وتاسيسا على ماتقدم فان قائمة اليسار تطول الا ان السؤال يستهدف الحركة الشيوعية العربية بكل احزابها وتشكيلاتها , ذلك ان القيم العيارية الاساسية لتحديد مفهوم اليسار تشير باتجاه الشيوعية , تلك الحركة التي تدرك تماما ان ثمة تغيير حقيقي طال بنية النظام العالمي على وفق عمودي الا انها تدرك تماما أيضا ان ذلك التغير الذي يبدو للآخر تغييرا نوعيا , تعي تماما انه لم يكن تغييرا نوعيا – كيمياويا - ولم يعدو كونه اختلال في توازن القوى الدولية , انتج ولفترة زمنية محدودة نظام القطب الواحد الى انه يسعى الى انتاج نظام دولي متعدد القطبية ايضا , لذلك اعتقد ان الجهة المعنية في السؤال هي الحركة الشيوعية العربية , نعم بكل تاكيد ان الاحزاب الشيوعية العربية في دول الحراك السياسي المسمى بربيع الثورات كان لها دورا مهما جدا, ذلك ان مشاركتها منحت ذلك الحراك طابع الجدية والتقدمية والثورية وبشرت بافق سياسي اكثر مرونة وانفتاح وتعددية هذا من جهة وخلعت على الحركات الاخرى شيء من سماتها لما لها من مصداقية جماهيرية , الا اننا لابد ان نقر بان حجم المشاركة نسبي جدا ومحدود , وله اسبابه المتمثلة بالاساليب القمعية التي مارستها السياسات الحاكمة تجاهها وتدني الوعي الجماهيري وحجم الاحباط الذي منيت به الجماهير العريضة المؤمنة بالشيوعية كطريق خلاص حقيقي . جدير بالذكر ايضا ان المشاركة الشيوعية في الحراك السياسي العربي يمكن استثمارها من شركاء الحراك اكثر من الاحزاب الشيوعية ذاتها . كما نعتقد ان دور الاتحادات والنقابات العربية كان ولا يزال هو الآخر نسبي وخجول , فهي افرغت من محتواها , واصبحت في العديد من دول الحراك السياسي واجهات للاحزاب السياسية الحاكمة قبيل الحراك حتى انها فقدت قدرتها في التاثير والقيادة والتوجيه . أما مفهوم الثورة ماركسيا فهو اعادة التوازن المفقود بين علاقات الانتاج من جهة وادوات الانتاج من جهة اخرى , بمعنى ان تغييرا كيمياويا سيطرأ على آلية اشتغال واداء المؤسسات المجتمعية البنيوية بشقيها الفوقية والتحتية في محاولة لاعادة انتاجها بعد هيكلتها ذلك انه – التغيير - سيشتغل على كافة منظوماتها التكوينية متعددة الاداء والقصد , كالمنظومة الفكرية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , كما انه ينفذ ليشمل الاداء الفردي خارج وداخل دائرة العلاقات الاجتماعية . لكن متى يمكن ان تنطلق الثورة ؟ نعتقد ان الثورة لايمكنها ان تنطلق بدون ازمة ثورية او وضع ثوري ! وما يفسر اعتقادنا هذا , هو ان الثورة بحد ذاتها ليست هدف بل هي وسيلة لتحقيق الاهداف المزمع انتاجها بفعل واع وارادة حرة تتجسد في ثالوث الثورة الازلي القيادة والجماهير والنظرية الثورية , واذا كان التغيير يحدث حتما بواسطة الجماهير وعن طريقها فان الموجه والمصوب لسلوك وحركة الجماهير ليس سوى تلك القيادة الثورية المحصنة بفكرها وآيديولوجيتها الثورية, ان الحراك السياسي العربي قد جاء خارج الاطر النظرية او النمطية لمفهوم الثورة حسب الآيديولوجيا اليسارية , لعفويته , ومحدودية التخطيط لها , والتعددية المتناقضة حد الاقتتال في مكونه الفاعل وقياداته الطارئة , اعني قليلة الخبرة , بسيطة التجربة , محدودة الرؤية !!! . ان الثورة لاتعني فعلا جماهيريا عنيفا ,كما انها - منسجما مع الدكتور حسين المصدق – ( لاتعني الاطاحة بالاستقرار الى عدم توازن ومن عدم توازن الى حالة ازمة ومن ازمة عاصفة الى بركان هادر وكل الامل ان لاتتحول الى كارثة ) ما يجري اليوم ليس سوى نمط جديد مما يدعى بالاناركية او الفوضى الخلاقة اعتقد ان ربيعنا العربي يعمق من حدة صراعه في منطقة اميبية الشكل شائكة الملمس معتقدا انه يفكك المركز ويدفع الهامش الى المتن ويحله محل المركز . لقد نتج عن هذه العملية انتاج اسوا الحركات والتيارات الاجتماعية والسياسية ... كالاصولية الدينية, والسلطات القبلية والعرقية والاثنية تلك السلطات التي مارست التهميش والاقصاء بعدائية وعنف مفرط

س : هل كان للقمع والاستبداد في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في أضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية ؟

ج : مذ اربعينات القرن الماضي حتى يومنا هذا لن ولم تدخر النظم العربية جهدا قمعيا الا وانفقته في حملاتها المسعورة ضد الحركة الشيوعية وحليفاتها من التنظيمات الوطنية والديمقراطية , وقد تجسدت تلك الاساليب على وفق مستويات اجهاضية ( مكارثية ) كالمطاردات والملاحقات وحملات الاعتقالات المنظمة والتغييب في السجون وصولا الى اصدارها الاحكام القاضية باعدام العشرات من قيادات وكوادر واعضاء هامين في الحركة الشيوعية العربية , ولم تتوقف تلك الحملات عند هذا الحد , بل انها استثمرت موقف المؤسسة الدينية الاسلامية حيث حثتها على اصدار فتاواها بتكفير الفكر الشيوعي والتجريم الشرعي لمعتنقيه , وكان من اخطر الوسائل والسبل القمعية التي اعتمدتها الانظمة العربية المساهمة بشكل او بآخر في انتاج الاحزاب القومية الشيفونية – البعث - بالتعاون مع الاجهزة المخابراتية الامريكية وحليفاتها لتكن بمثابة الجدار الواقي الاول لهذه النظم مما كانت تسميه المد الاحمر , وكان لولادة الجمهوريات العربية على يد ضباط المؤسسة العسكرية دورا لايقل خطورة في قمع الحركة الشيوعية العربية بعد ان استهلكتها في كسب التاييد الدولي والشعبي المحلي والعالمي على حد سواء . ولكي لانكون كمن يطلق الاحكام جزافا او يستعيد قراءة وقائع التاريخ كما يشتهي سنستعرض تاريخ الشيوعي العراقي بايجاز مكثف : في 1949 اعدام قيادة الشيوعي العراقي ( االرفيق الخالد فهد وحازم وصارم ) , ملاحقة القيادات والاعضاء حتى الاصدقاء وزجهم في السجون والمعتقلات , في خمسينيات القرن الماضي شنت الداخلية العراقية ووزيرها سعيد قزاز اكبر حملة اعتقالات استهدفت اعضاء الحزب الشيوعي العراقي وبعض القوى الوطنية والديمقراطية وطالبتهم باعلان البراءة من التنظيم والعمل السياسي لقاء حريتهم وعدت تلك الاساليب القمعية سابقة سياسية خطيرة جدا والانكى من كل هذا وذك ان هذه الاساليب القمعية تمارس من قبل تلك السلطات وعلى مرأى ومسمع من كافة منظمات حقوق الانسان الاممية دون ان تحرك ساكنا , واذا كانت وزارة نوري السعيد قد امعنت في قمع الشيوعي العراقي فقد اوغلت حكومة عبد الكريم قاسم في اقصاء الشيوعيين وابعادهم وتقويض دورهم الجماهيري بعد ان جعلتهم جسرها العابر الى الضفة الاخرى . وفي مطلع ستينات القرن الماضي اصدر زعيم الحوزة العلمية الشيعية في النجف فتواه الشهيرة ( الشيوعية كفر والحاد ) وكانت الفتوى تتناغم مع الحملة الامبريالية المسعورة الموجه ضد المد الشيوعي وجمهورية العراق الاولى على اعتبار انها من نتاج نضال الشيوعي العراقي وجماهيره وتحالفاته الوطنية , اما الثلث الاول من ستينات القرن الماضي فقد تعرض الشيوعي العراقي واصدقاءه والقوى الديمقراطية الحليفة , تعرض الى اكبر حملة ابادة منظمة على يد الفاشست البعثي واالنازيين من القومين و الاسلامين واذناب الاقطاع وعملاء المخابرات المركزية الامريكية , لقد كان انقلاب شباط الاسود 1963 وبيان رقم 13 القاضي بابادة الشيوعيين اينما وجودو, كان وصمة عار تقبح وجه الفاشست , جدير بالذكر ان جريدة ( الكارديان ) اللندنية كانت كتبت بتاريخ 1/1 1994 التعليق التالي بمناسبة رفع السرية عن الوثائق البريطانية ( لقد صاحب اطاحة حزب البعث بالزعيم قاسم في شباط 1963 من خلال انقلابهم الدموي المعادي للشيوعية والمدعوم من قبل ال سي آي اي بقتل ما يقارب الخمسة آلاف من الشيوعين ومن انصار القائد المتوفي ... / ينظر د. عقيل الناصري . عبد الكريم قاسم في يومه الاخير ) ناهيك عما تعرضت له كافة محافاظات العراق في تلك الايام المشؤمة وما اعقبها من عسف وقمع على يد السلطات الدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق .

س : هل اعطت هذه الانتفاضات والثورات دروسا جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجدد نفسها وتعزز نشاطها وابتكار سبل انجع لنظالها على مختلف الاصعدة ؟

ج : قد اتحفظ على اصطلاح الثورات الا اني مؤمن جدا بمقولة ماركس وانجلز : (النظرية قوة مادية هائلة حالما تسيطر على وعي الجماهير ) فالحرية , العدالة , المساوات , مكافحة الجهل والبطالة وغيرها من المفاهيم التي اصبحت اهدافا تسعى اليها الشعوب العربية المنتفظة كانت تمثل الهيكلية العضوية لمتن النظرية التي اشار اليها ( ماركس وانجلز ) فاستحالت قوة مادية هائلة , الا انها مجهولة الانتاجية لتعددية اتجاهاتها وعمق تناقضاتها !! علمانية , اسلامية , شيوعية , قومية , ليبرالية , اشتراكية .. بمفهوم آخر ان حجم الهوة كبير جدا بين الشيوعي الديالكتيكي والاسلامي السلفي والانكى من كل ذلك ان ثمة مباركة راسمالية امريكية . نعم وبجدارة استطاع الحراك السياسي الجماهير الاطاحة بمفهوم ابوية الدولة المهيمنة , وكسر حاجز الخوف والسعي الى انتاج دساتير وطنية تكفل الحريات الشخصية كحق الانتماء والمعتقد وغيرها من الحقوق بالتالي فان هذا الحراك سيسهم في خلق مناخات سياسية أيجابية او هكذا افترض , لذلك يتوجب على القوى اليسارية والديمقراطية بشكل عام والاحزاب الشيوعية العربية بشكل خاص , يتوجب عليها ان تعيد قراءة الواقع على وفق اشتراطاته ومتغيراته الآنية , وعليها ان تقوم بمراجعة اساليب عملها الحزبي على الصعيدين الذاتي والموضوعي التنظيمي والجماهيري وتاشير موطن الخلل وتصحيح المسارات باعلى مستوى من الجدية والمصداقية , انتاج برنامج عمل متكامل واقعي و عملي قابل للتنفيذ ومدعوم برؤيا جديدة مواكبة للمتغيرات الحياتية السياسية والثقافية والاجتماعية , الانفتاح على القوى اليسارية والديمقراطية في جبهة سياسية عريضة تركز على ممكنات العمل المشترك وتاجيل نقاط الخلاف الآيديولوجي والسياسي , اعادة النظر في الاساليب التنظيمية التقليدية والتقاليدية التي من شانها ان تمنح القوى الشبابية ومنظمات المجتمع المدني الصديقة حرية الحركة والاتساع الافقي .

س : كيف يمكن للاحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الانظمة الاستبدادية ؟ وماهو شكل هذه المشاركة ؟

ج : ثمة اشكالية وجودية كبرى تواجهها الاحزاب الشيوعية العربية حسرا في دول الحراك الجماهيري السياسي او ما يسمى بدول الربيع العربي , تلك الاشكالية كشفت عن ماهيتها وكنهها بقوة عبر نتائج الانتخابات التونسية والمصرية حيث تصدر الاسلام السياسي النتائج وما يلوح في الافق حكومات اسلامية في ابسط توصيفاتها التطرف , ونتائج الحراك اليبي هي الأخرى كانت كشفت عن توجهات اسلامية ولوحت منذ اللحظة الاولى عن انتاج دستور للدولة يعتمد الدين الاسلامي مصدرا أولا وحيدا للتشريع , واليمن وسوريا لايختلفان عن السابقات من دول الحراك , وهذا يعني ان مشاركة الاحزاب اليسارية في العملية السياسية ستكون خجولة كما هو الحال في تونس , وضعيفة كما هو الحال في مصر وستكون شبه معدومة في ليبيا وربما ستكون افضل حضا في اليمن بعد سقوط نظامها الفاشستي – اذا لم تتحول الى ثلاثة امارات - الا انها ستكون في غاية التعقيد بالنسبة لسوريا . ان ما يجعل اليسار العربي مشاركا سياسيا ولاعبا مهما الجبهات السياسية والتحالفات التكتيكية والاستراتيجية مع كافة القوى الديمقراطية وهذا لايتحقق على المدى القريب بل سيكون بحاجة الى المزيد من العمل الدؤب والشاق .

س : القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت هل تعتقدون ان تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تظم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي مع الابقاء على تعددية المنابر يمكن ان يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتاثيرها الجماهيري ؟

ج : ان التشتت والتشرذم والانشقاقات من اخطر الامراض التي يعانيها اليسار العربي بشكل عام و الاحزاب الشيوعية العربية بشكل خاص بل هي من اخطر الامراض المزمنة التي تعانيها قوى اليسار العربي واحزابه الشيوعية على حد سواء , البعض من اسبابها القيادات المبتلات بداء العظمة والنرجسية والانوية المتضخمة , ومنها ايضا ارتباط الاحزاب الشيوعية العربية وعلى وفق متفاوت بسياسات الاتحاد السوفيتي تلك السياسات التي كثيرا ما حابت وصالحت سلوكيات النظم العربية الدكتاتورية على حساب الاحزاب الشيوعية واصدقائها ومؤازريها , ومن تلك الاسباب ايضا الخوض في خلافات فكرية عقيمة يمكن تجاوزها حسب مستلزمات او ما تتطلبه المرحلة , ناهيك عن الاساليب القيادية والتنظيمية التي امست بحاجة حقيقية الى تثويرأيضا تخلي الكثير من القيادات من مبادئها وقناعاتها وانتمائها ولم تكتفي بذلك بل راحت تشق الصفوف وتتآمر مع جهات معادية بقصد اعاقة التنظيم والامعان في شرذمته , ان الطريق الى تجاوز تلك الازمات يفرض على الاحزاب الشيوعية ان تعالج خلافاتها الذاتية كل على انفراد وهذا ما يستدعي توفر تلك التيارات او الكتل في التنظيم الواحد على قادة على قدر كبير من المسؤلية والشجاعة والاستعداد لنقد سلوكياتها المنحرفة وبشجاعة وتسارع في حل تنظيماتها وتلتحق بالكتلة الأم من الواضح اننا هنا نحاول الاشارة التى تجربة اللجنة المركزية للشيوعي العراقي حيث استطاع الرفيق الشهيد الخالد ( سلام عادل ) وبتخويل من اللجنة المركزية ان يعيد للحزب وحدته بعد حوار صريح وبناء مع الكتلتان اللتان انشقتا عن الحزب الام – راية الشغيلة ووحدة الشيوعين - وطالبهما بحل تنظيماتهما واصدار بيانات تنتقد سلوكهما الانتهازي المخالف للنظام الداخلي للحزب والعودة الى الحزب الام على وفق فردي , ان هذه التجربة تفرز الكثير من النتائج الايجابية منها , ان المنشقين كانو شيوعيون افذاذ حين اعترفو باخطائهم وادانوها وكانو في غاية الاخلاص والحرص على مسيرة الحزب حين قررو العودة بصفة اعضاء الى الحزب . ان الاحزاب الشيوعية العربية وقوى اليسار العربي قادرة على ان تخلق مشتركات العمل السياسي الموحد في جبهة عريضة شريطة الجدية والشجاعة في مواجهة خلافاتها . جدير بالذكر ان الذكرى السادسة والثمانون لتاسيس الحزب الشيوعي اللبناني - كانون اول اكتوبر / 2010- كانت مؤشرا هاما ومشجعا باتجاه انتاج جبهة عمل يسارية عربية مشتركة حيث تبنت الكثير من الاحزاب الشيوعية العربية مشروع العمل على توحيد المواقف وتنظيم المواجهة الوطنية للسيطرة الامبريالية والصهيونية , وتفعيل العمل في صفوف الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين , وصياغة برنامج عمل حول الديمقراطية والحريات العامة . نعتقد ان دواعي العمل المشترك ومقوماته متوافرة وسيكون من نتائجه انتاج قوة وطنية مؤثرة في طبيعة الحراك السياسي , وأول خطوات الجبهة العريضة والعمل المشترك توحيد انشطة المنظمات اليسارية اتحاد الطلبة , الشبيبة الديمقراطية روابط المراة .

س : هل تستطيع الاحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذه الاحزاب بما يتيح تحركا اوسع بين الجماهير وآفاقا أوسع لأتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟

ج : لضمان الديمومة والاستمرارية والتجديد والتحرك والاتساع الافقي يتوجب على الاحزاب اليسارية زج القيادات الشبابية في صفوفها . واذا يعتقد البعض انها تفتقر الى الخبرات والمهارات التنظيمية فتلك مسؤلية الهيئات القيادية التي يتوجب عليها تدريبها وتاهيلها واستثمار طاقاتها في مختلف الميادين , ان عملية زح القيادات الشبابية في الهيئات القيادية للتنظيمات والاحزاب اليسارية ستكون بمثابة تحديث مستمر لآليات واساليب العمل التنظيمي والميداني . كما يتوجب على احزاب اليسار العربي كافة عدم التفريط بكل القيادات والكوادر التي غادرت التنظيم لسبب او لآخر , حيث يمكن احتوائها واستثمارها في هيئات تنظيمية او فكرية او ميدانية على وفق استشاري على اقل تقدير .

س : قوى اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المراة ومساواتها ودورها الفعال , كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل احزابها وعلى صعيد المجتمع ؟

ج : الدفاع عن حقوق المراة والمطالبة بمساواتها بالرجل واحد من اهم المشاريع الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي تبنتها الاحزاب اليسارية وفي طليعتها الاحزاب والحركات الشيوعية الوطنية والعربية والاممية , وكان تجسد ذلك في ادبياتها ومنظراتها وبرامجها السياسية وسلوكها العام , واحتلت المراة بفعل قوة الدفع التنظيمية مكانتها داخل التنظيم واجهزة الدولة والمجتمع الا ان الضربات الكثيرة والمتلاحقة التي تعرضت لها احزاب اليسار والتي ادت الى اقصائها وقوضت نفوذها الجماهيري وتنامي الفكر المضاد وانحسار الوعي وهيمنة مؤسسة الدولة والدين على وسائل الاعلام والسلطة اسهمت اسهامة كبيرة في الاطاحة بالمشروع . ان الحل الامثل لمثل هذه الازمة الخطيرة التي تؤشر انحدار الوعي العام الى ادنى درجاته يكمن في عودة اليسار الى الواجهة السياسية والمجتمعية , ويتطلب من قوى اليسار تعزيز مكانة المراة من خلال منحها الفرص الاكثر والاكبر في حراكها السياسي والاجتماعي . والتصدي للطروحات السياسية الداعية الى تغييب المراة وتجهيلها والامعان في تخلفها .

س : هل تتمكن الاحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحد من تاثير الاسلام السياسي السلبي على الحريات العامة وحقوق الانسان وقضايا المراة والتحرر؟

ج : ليس من السهل بمكان مناقشة مثل هذا الموضوع بمعزل عن المشروع الامريكي ( العولمة النيوليبرالية والامبرليالية الجديدة , وهو مشروع يشتغل على البنى الاقتصادية والمجتمعية والسياسية والثقافية على وفق عمودي مستهدفا تسطيح تلك البنى والاطاحة بهويتها واعادة توزيعها الاقليمي او الجغرافي على وفق غير معني تماما بموروثاتها المؤصلة لهويتها ونعتقد ان الاسلام السياسي بطروحاته الجديدة ينسجم تماما مع هذا المشروع ويمكنه ان يكون الاداة التنفيذية الاجدى والانجع . كما اعتقد ان ثمة حساسية مفرطة لدى اليسار العربي والاحزاب الشيوعية العربية من موضوع الدين حيث كان موقفها من الدين منطلق هجوم خصومها عليها ذلك الهجوم الذي انتج مفهوما راساخا لدى عامة الناس من البسطاء وغير المؤدلجين من ان اليسار في احد اهم معانيه مناهضة الدين الاسلامي حسرا وبذلك فقد اليسار مناطق اشتغاله الحقيقية في منظور جماهيره الحقيقية واداته في التغيير ومن تلك المناطق كازالة الصراع الطبقي لصالح الطبقات المنتجة والقضاء على الاستغلال بكل اشكاله , والعدالة والرفاهية والمساوات والتحرر . ان محاولات الحد من تاثير الاسلام السياسي تستدعي الارتباط العضوي والفاعل بالحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وقبل ذلك لابد من الشروع بتاسيس مشروع سياسي يعيد صياغة آليات العمل على القضايا التي يمكنها ان تعيده الى الواجه والى بريقه واسترجاع جماهيريته شريطة ان يكون ذلك المشروع تشاركيا اي يشتغل على مستويين وطني وعربي .

س : ثورات العالم اثبتت دور واهمية تقنية المعلومات والانترنيت بشكل خاص الفيس بوك والتويتر , الا يتطلب ذلك نوعا جديدا وآليات جديدة لقيادة الاحزاب اليسارية وفق التطور العلمي والمعرفي الكبيرين ؟

ح : الانترتيت , الفيسبوك , تويتر ,, التلفاز .. الاذاعة ,, جميعها وسائل اعلامية غاية في الاهمية ومن استخدمها بشكل امثل استطاع الوصول الى الآخربقوة وتاثير ... المثل الشعبي الهولندي يقول ( اذا كانت كلفة المشروع مئة يورو , انفق على الاعلام والدعاية تسعين يورو ) , بمعنى آخر ان الحرية لاتولد من رحم الصمت , ان آليات ووسائل اتصال اليسار بالجماهير باتت متاخرة وتقارب الصمت من حيث المقارنة , كما ان ثمة انقلاب خطير جدا في قدرات التلقي لذلك يجب الاستفادة من كافة المنجز العلمي التقني في مجال الاتصال والتواصل .

س : بمناسبة الذكرى العاشرة لتاسيس الحوار المتمدن كيف تقيمون مكانته الاعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح والمتعدد المنابر ؟

ج :اولا وقبل كل شيء مبارك للحوار المتمدن ذكرى المجد والالق العاشرة والشمعة المليون على طريق المعرفة والتنوير خدمة لانساننا العربي وقضاياه المصيرية ابارك بل اهيب واحتفي بالعاملين على اخراجه على هذا الوفق المتفوق . الحوار المتمدن واحد من المواقع المهمة جدا في الحياة اليومية للسياسي والمثقف والفنان والاديب والمستهلك التقليدي للمنجز الكتابي . الحوار المتمدن علامة اعلامية مشرقة تتوفر على المصداقية والغنى والسبق المعلوماتي ,وتوجهاته مشرفة بحق , ما يردني من تعليقات وحوارات على بريدي الالكتروني الخاص بعيد كل مقال يكشف لي حجم انتشار الحوار المتمدن ... السعادة والالق والنجاح الدائم للعاملين على اخراجه بهذه الصورة البهية , لكاتبات وكتاب الحوار المتمدن وقراءه مبارك لكم الق موقعكم صوتكم صوب الفضاءات الابعد .

الاستاذ الدكتور سلام الاعرجي / هولندا

الرالبع من ديسمبر كانون اول 2011



#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج2 -2 عدنان الصائغ .. سيروان ياملكي .. نادين عامر وملتقى الا ...
- عدنان الصائغ ... سيروان ياملكي ... ونادين عامر وملتقى الابدا ...
- ثورات العرب ... بين الشك واليقين
- من هبات الثورات ... تعددية الزيجات !!!
- ربيع العرب الدامي ومفهوم الثورة
- النخيب الجريمة والاثر ... قراءة شوارعية
- مفاهيم وآراء ... على هامش امسية الكاتب صباح عطوان
- اردوكان ... سليل عثمان خطيبا على العربان
- الكتابة ومفهوم الادب
- الدراما ومستويات النص الدرامي
- التيار الصدري والموقف الامني ,, تصريحات غير مسؤلة
- الكويتيون الجدد .. من الزهايمر الى النرجسية
- ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!
- الهروب من نفق مضيء بين واقعية الرؤيا وأزمة القراءة
- بيدر البصري من اوركسترا( بروميناد ) في لاهاي الى ملعب برشلون ...
- الحزب الشيوعي العراقي ... ثورة تموز ... ساعة الصفر
- الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز الخالدة
- القوات الامريكية بين البقاء والرحيل
- جاسم المطير الرواية اعادة انتاج التاريخ
- جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سلام الاعرجي - حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي