أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل عبد الأمير الربيعي - هل يغلبونا هؤلاء الأجلاف














المزيد.....

هل يغلبونا هؤلاء الأجلاف


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 15:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يستطيعوا أن يغلبونا هؤلاء الأجلاف , لقد ضحى هذا الشعب بمئات الآلاف من الشهداء تحت سياط التعذيب في سجون الأنظمة الحاكمة التي رزحت عشرات السنين على رقاب هذا الشعب , حتى وصل بهم الحال بإعدام معارضيهم على اختلاف الرأي أو المعارضة لموقف ما , لقد ساقوا الشعب إلى ساحات الحروب والاقتتال, , ثمان سنوات مع الجارة إيران وثم العودة لغزو الكويت ثم ثمان سنوات حصار حتى سقط الطاغية كالجرذ في حفرته ودخل المحتل لتخريب ما لم يخرب من حروب الطاغية العبثية.
لكن الذي غلبوا الشعب الغافي هم هؤلاء الأجلاف حتى وصلوا إلى الروح , وزرعوا في داخلهم خرابهم , الذي بدأ يتناسل ويتشعب كأطراف الإخطبوط, فقد أحلوا الفساد المالي والإداري وحرموا وحاربوا من هو مخلص في أداء عمله ويحلم بعراق معافى من الجراح , لكن بدأ معولهم بتخريب المدن والتراث والثقافة والموسيقي , ليحل محلها الطقوس الخرافية وعبادة المقدس لتخديرهم وإبعاد هم عن الحداثة والتطور أسوةً بدول الجوار.
بلادي كانت تزهوا بأحلام الأطفال , بلاداً كشقائق النعمان والجنائن المعلقة وشناشيل ابنة الجلبي, ذاكرتي تتهادى لصوت فؤاد سالم وحسين نعمة وفاضل عواد وزهور حسين, ولكن ماذا فعلوا بنا هؤلاء الأجلاف البرابرة , لقد سرقوا أحلام أطفالنا وأعمارنا , مضت ما يقارب التسع أعوام وبلادنا خربة تملؤها النفايات والأنقاض ,شوارع محطمة مهملة , فقدنا الخدمات في جميع نواحي الحياة , في مجال التربية والصحة والكهرباء والماء وتفشي البطالة, وأخيراً تحريض الخطباء في مدينة دهوك للاعتداء على محلات المساج والمشروبات الروحية وحرق المحلات والفنادق, باسم الحلال والحرام.
ارتقوا سلم المناصب بأسماء شتى, وبصراعات سياسية وبوعود عرقوب لأبناء الشعب البسطاء, ثم طفح الفساد من سرقة المال العام وتزوير الوثائق والمستمسكات والرجل الجاهل في المكان المناسب , كان كاتم الصوت يعمل لتصفية المعارضين ,وكثرت شتائمهم منقولة عبر القوات الفضائية,وهل ينفعنا القول نحنُ سليلوا أول دستور في تأريخ البشرية ونملك أقدم لائحة قانونية في مسلة حمورابي.
ارتبطت أفكارهم وانتماءاتهم بكتلهم وطوائفهم وعشائرهم , وتركوا الشعب يئن والوطن جريح يسودهُ الخراب والدمار , مندهشاً مرتاباً لغربان الشر وطواويس الخراب, لمصلحة من يجري هذا الخراب في جسد العراق ولتسبغ المجاعة في صفوف المواطنين والذل والمقابر والكراهية , ليتنعم اللصوص بجسد الوطن وخيرات البلاد.
لو تذكرنا ما أصابنا بعهد الطاغية من خراب ودمار وحروب, قدرت الأمم المتحدة خسائر العراق وإيران (450) مليار دولار ولو وزعت على سكان البلدين لنال كل مواطن نصف مليون دولار غير الضحايا ومن تشوهت أجسادهم وأفكارهم , قدر عدد القتلى بـ (10) مليون من كلا الجانبين والمشوهين والجرحى بـ (20) مليوناً من الجانبين, متى يرتاح المشوهين من حروب الطاغية العبثية , متى يرتاح كبار السن لميزانية بلد سنوية تعدت (83) مليار دولار وعام 2012 تتجاوز (112) مليار دولار,تصرف أغلبها رواتب للمناصب العليا و الإيفاد للمشاهدة والنزهة والتسوق من الأسواق الأوروبية ليعودوا محملين بالدولارات والهدايا لعوائلهم وأبناء الوطن يقتاتون على الكفاف.
أصبح تعداد الجيش وشرطة الداخلية قد تجاوزا المليون لحفظ الأمن والنظام , ولكن أتسائل أين الأمن والمفخخات وكاتم الصوت يستخدم لحد الآن, السلاح متوفر والحمد لله, أصبح لو وزع على المواطنين ستكون حصة المواطن (4) بنادق لشعب لا يملك دار يستقر فيها أو عمل يقتات ويعيش أطالهُ منهُ , وأبناءه يقفون في التقاطعات للتسول والنساء يبحثن في النفايات لجمع العلب الفارغة من المشروبات الغازية .
فرحنا عند تغيير النظام ورحيل الطاغية, وحلمنا لنملك حريتنا ونبتعد عن الحروب والمعارك العبثية ولكن ماذا حصدنا, إلا الغم والهم وبلاد يسودها الظلام وقطاع الطرق, حيث دمر ما تبقى من مدننا واختفت مصانعنا , وترك الفلاح الزراعة ليتفرغ لتوزيعها أراضي سكنية لمن يرغب ويدفع أكثر , أصبحت الخضروات تستورد والحمد لله من دول الجوار والآيس كريم والمواد الإنشائية وكل ما يرغب به المواطن ,ثم فقدنا الخدمات الضرورية المتبقية وأصبحت شبابنا عاطلة عن العمل ودخل الإرهاب وتنظيماته لمدننا ليذبح المواطن أخيه وجاره على أساس الطائفية , وليهجر من مدننا أبناءنا وإخواننا في شتى الطوائف والأديان,فقدنا كل شيء جميل , وأصبحنا نحنً لأيام زمان وذاكرة مدننا , نشتاق إليها ونتمنى عودتها , بدل طموحنا للأفضل والأحسن والأجمل.
أصبح أطفالنا يتدربون على العنف بأسماء شتى وتستورد لهما الألعاب كأسلحة لهم ليتقاتلوا ونزرع الكراهية والعنف بنفوسهم, بدل المحب والتعاون , فقدنا الملاعب والمراكز الثقافية وتركنا الفنون والمسرح وتحولت الساحات الخضراء إلى مراكز للنفايات أو توزع كأراضي سكنية للمسؤولين و المتنفذين , أصبحنا نتساءل بمرارة لماذا هذا الخراب والاقتتال ومن سرب كاتم الصوت.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون الكتاب يصمت الضمير وتنام العدالة
- إذا لم يضع المواطن نهاية للحرب ..ستضع الحرب نهاية للمواطن ال ...
- طارق معروف الفنان الذي غرس يداه في غرين الفرات الممتد في مدي ...
- أهمية المكتبة العامة والمكتبة المدرسية في وعي الفرد العراقي
- نصب اللاعنف....( المسدس المعقوف )للفنان السويدي كارل فريدريك ...
- الفنان التشكيلي سعد الطائي.. دمج أكثر من أسلوب فني في أسلوب ...
- إبراهيم عوبديا... شاعر بغدادي النشأة والهوى
- كوكب الباحث الفلكي العراقي الدكتور عبد العظيم السبتي
- شالوم درويش..القاص العراقي الذي تميزت قصصهُ بالواقعية
- الروائي الراحل غائب طعمه فرمان.. جسد في الغربة وفكر ووجدان ف ...
- عصابات الجريمة في العراق و تجارة الرقيق الأبيض(الجسد النسائي ...
- يهود كردستان العراق بين السبيً الآشوري والتهجيًر القسري
- صالح وداود الكويتي .......ملحنا الأغنية العراقية الأصيلة
- الأديب والشاعر اليهودي العراقي شمؤيل سامي موريه
- إلى شهيد الحرية ..هادي المهدي
- من ذاكرة الديوانية...شخصيات خدمة المدينة(الشيخ جعفر الأسدي)
- الباحث الاقتصادي والاديب والصحفي مير بصري
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة(الشيخ سلمان الجبا ...
- من ذاكرة الديوانية...... الكشافة المدرسية بين الماضي والحاضر


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل عبد الأمير الربيعي - هل يغلبونا هؤلاء الأجلاف