|
الخيارالوحيد أمام القوى اليسارية هو الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة
حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 20:59
المحور:
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
1ــ هل كانت مشاركة القوىاليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ وإلى أي مدى؟
قبل التطورات التي عرفتها المنطقة العربية والمغاربية في الآونةالأخيرة، والتي تعرفها حتى الآن، وعلى مدى فترة زمنية طويلة، كانت القوى اليساريةوالنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية تعيش ظروفا صعبة، سواء من حيث أساليبالقمع والعراقيل التي كانت تواجهها (غياب الديمقراطية...) أو من حيث وضعها الذاتي(سياسيا، تنظيميا...). هذا بشكل عام، أما التفاصيل فتتطلب الوقوف الدقيق عند تجربةكل بلد على حدة، بل عند تجربة كل حزب وكل نقابة وكل اتحاد. فلا يمكن تجاوزالتفاوتات القائمة؛ من جهة، من بلد الى آخر؛ ومن جهة أخرى، من حزب الى آخر ومننقابة الى أخرى ومن اتحاد الى آخر. دون أن ننسى أثر انهيار الاتحاد السوفياتي علىمسار جل حركات التحرر الوطني عبر العالم، وسيادة القطب الواحد بقيادة الامبريالية،هذه الأخيرة الحليفة الأمينة للرجعية والصهيونية.
ولأن الصراع الطبقي يفرض المواجهة من أجل حسم السلطة السياسية، فلم يكنغريبا لجوء الأنظمة الرجعية للقمع والاضطهاد للدفاع عن مصالحها الطبقية. إن الغريب هو ضعف القوى اليسارية والنقاباتالعمالية والاتحادات الجماهيرية، حتى لا أقول عجز هذه القوى والنقابات والاتحاداتعن المواجهة من موقع طبقي يؤهلها، على الأقل، لتكون حاضرة بقوة في الساحةالسياسية. ونقطة ضعفها الأولى هي عدم تجدرها وسط المعنيين بالتغيير، وخاصة العمالوالفلاحين الفقراء. وبمعنى آخر، افتقادها لرؤية واضحة (تصور سياسي وإيديولوجي)تسمح لها بإنجاز مهامها التاريخية، كقوى تقدمية وثورية. علما أن الكثير من هذه القوىاليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية متواطئ مع الأنظمة الرجعيةالقائمة ومتنكر للتضحيات البطولية التي قدمتها الجماهير الشعبية ومساهم في إقبارها.والحالة المغربية مثال قوي بهذا الصدد.
وبناء على ما ذكر، فمشاركة القوى اليسارية والنقابات العماليةوالاتحادات الجماهيرية لم تكن مؤثرة بالشكل المطلوب. ويمكن، وبدون مجازفة القول،إن هذه الأطراف كلها قد فوجئت بالتطورات السياسية الحاصلة. وبالتالي فقد وجدتنفسها ذيلية للأحداث. وليس غريبا، مرة أخرى، أن تجد هذه الأطراف، أو بعض هذهالأطراف، نفسها خارج معادلة التحالفات أو التنسيقات، بل وخارج صناديق الاقتراع"الشفافة"، حالة تونس مثلا التي أهدت "الانتصار" الى حزبالنهضة الغارق في رجعيته وتواطؤاته وعلاقاته المشبوهة، حتى مع الامبريالية. علماأن الامبريالية وحلفاءها في المنطقة تقود استراتيجية إدماج/إشراك الحركاتالإسلامية في السلطة لتوريطها وتحميلها جزء من مسؤولية التردي الاقتصاديوالاجتماعي المتفشي والمستفحل.
2ــ هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضدالقوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركةالقوى الديمقراطية واليسارية؟
بدون شك، ساهم الاستبداد والقمع، وبشكل كبير، في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: "هل الاستبداد والقمعهما فقط وراء ضعف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
طبعا، لا. لأن القمع والاستبداد ملازمان لطبيعة الأنظمة الرجعية. ورغمحدتهما في مراحل سابقة من تاريخ شعوبنا، تصاعدت المقاومة وتقوت القوى الديمقراطيةواليسارية. ويمكن أن أشير هنا الى التجربة الفلسطينية، خاصة في مرحلة الستيناتوالسبعينات من القرن الماضي. فرغم الإجرام الصهيوني عرف اليسار، الممثل بالخصوص فيالجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين إشعاعا كبيرا وحضورا قويا. والأمر نفسهبالمغرب، فتحت نيران النظام المغربي، وإبان ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص ولدتالحركة الماركسية اللينينية المغربية وقدمت تضحيات بطولية. وكانت القوىالديمقراطية واليسارية عموما في وضع أحسن بكثير من الآن.
ومن بين أسباب ضعف هذه القوى، لابد من استحضار انهيار الاتحادالسوفياتي والتجربة الشرقية، وبالتالي أثر ذلك على مجموع حركات التحرر الوطني عبرالعالم. وبالمقابل توسيع رقعة وأثر الهيمنة الامبريالية وتضييق الخناق على الشعوبالمضطهدة وعلى قواها المناضلة. ثم فيما بعد، إشراك القوى السياسية"المعتدلة" أو التي تعد حلقات ضعيفة، في الاستراتيجية الامبريالية. وهوما يتجسد الآن بشكل ممسوخ في المغرب مع حزب العدالة والتنمية وفي تونس مع حزبالنهضة وفي مصر مع حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمون). دون أن ننسى التشتتغير المبرر في صفوف القوى الديمقراطية واليسارية والذي يطول فيه الحديث حسب كلتجربة على حدة. وكذلك المستوى المتدني للديمقراطية الداخلية وللاجتهاد في استيعاباللحظة التاريخية وغياب تصور سياسي وإيديولوجي واضح...
3ــ هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدةوثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها وابتكارسبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
إن القوى السياسية التي لن تستفيد من هذه التحولات من أجل "تجديدنفسها وتعزيز نشاطها وابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة" لا يمكن أن تكونديمقراطية أو يسارية. والدرس الأول هو استعداد الشعوب للمقاومة والتضحية ورفضهالكافة أشكال الذل والاضطهاد. والدرس الثاني هو غياب من يؤطر هذه الشعوب ويقودهانحو تقرير مصيرها وحسم الصراع الطبقي لفائدتها (أداة ثورية مسلحة بالنظريةالعلمية). والدرس الثالث هو وجود عدو قوي متربص لا يجب الاستهانة به هوالامبريالية. هذه الأخيرة، والتي قد تتخلى عن حلفائها دون أن تتخلى عن مصالحها،خاصة واستفحال الأزمة الرأسمالية العالمية الحالية. وهناك دروس ثمينة أخرى، ليسأقلها الوعي بأهمية الوحدة، وأقصد الوحدة النضالية والمنسجمة التي من شأنها خدمةقضايا شعوبنا المكافحة.
4ــ كيف يمكن للأحزاباليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية؟ وما هو شكلهذهِ المشاركة؟
ليس سهلا الآن أن تجد الأحزاب اليسارية (ولا أعني هنا الأحزاب التيتدعي الانتماء الى اليسار دون أن تكون كذلك، وهي كثيرة في منطقتنا) موقعها فيالعملية السياسية التي تلت سقوط رموز الأنظمة الاستبدادية، لأن وضعها الذاتي لايؤهلها لذلك. فكيف بين عشية وضحاها أن تصير هذه الأحزاب قوية وذات وزن سياسي.وبمعنى آخر، كيف يمكن لهذه الأحزاب أن تفرض نفسها الآن في ظل التسويات الجارية. إنالمخططات المصنوعة من طرف الامبريالية بهدف رسم مستقبل المنطقة انطلقت من القراءةالسياسية الدقيقة لهذه اللحظة التاريخية. واعتمدت بالتأكيد على القوى السياسيةالمؤهلة أكثر، سياسيا وتنظيميا، لإنجاح خططها ومخططاتها. وليس غريبا أن تكون هذهالقوى هي الحركات الإسلامية، المعتدلة طبعا، بل والطيعة.
ويبقى الخيار الوحيد أمام القوى اليسارية هو الارتباط بالجماهيرالشعبية الكادحة في بلدانها والتجدر في صفوفها والنضال من موقعها الطبقي على كافةواجهات الفعل النضالي (السياسي والنقابي والثقافي والإعلامي...) من أجل إنجاز مهمةالتغيير الجدري (الثورة الفعلية، بما تعنيه من إسقاط فعلي للأنظمة القائمة). وهوخيار مطروح دائما على أجندة القوى اليسارية الحقيقية في ظل وضع سياسي مأزوم ووضعاقتصادي واجتماعي متفاقم. علما أن مصلحة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقةالعاملة والفلاحين الفقراء وعموم المهمشين لا تلتقي أبدا مع مصلحة الأنظمة الرجعيةوالامبريالية.
5ــ القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام منالتشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوىاليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي، معالإبقاء على تعددية المنابر، يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسيةوحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
قال أحد الحكماء، ليس عيبا أن نحلم، لكن العيب ألا نحقق حلمنا. والقولينطبق على القوى اليسارية، فليس عيبا أن تحلم بالوحدة وتجاوز وضعية التشتت، لكنكيف الوصول الى ذلك؟
وفي اعتقادي، لابد لكي تنجح أي وحدة سياسية أن تتوفر فيها بعض الشروطالضرورية. وفي مقدمتها حد معين من الانسجام، السياسي وحتى الإيديولوجي. ولتشكيلجبهة سياسية، وهو ما يحيلنا على مسألة التحالفات، لابد من وجود أهداف واضحةودقيقة. فبدون الوضوح في الأهداف وكذلك وسائل تحقيق هذه الأهداف (وضوحالاستراتيجية والتاكتيك) يصعب صياغة برنامج عمل مشترك. ولا يجب أن ننسى العددالكبير من التجارب الفاشلة بهذا الصدد، وفي العديد من بلداننا. مما يعني أن خوضغمار تجارب جديدة يستدعي الكثير من التروي والتقييم للتجارب السابقة، مع استخلاصنقط القوة ونقط الضعف. وفي جميع الأحوال، يبقى تشكيل جبهة يسارية عريضة رهانا لابدمن ركوبه متى توفرت الشروط الذاتية والموضوعية. وقد يعد هذا التحدي، في حالة ربحه،مؤشرا على قوة اليسار ونجاحه في التدبير الجيد للمرحلة الراهنة.
6ــ هل تستطيع الأحزاباليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بمايتيح تحركا أوسع بين الجماهير وأفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية؟
إن ذلك أحد الخيارات التي تفرض نفسها، ليس من باب الموضة، بل من منطلقالاقتناع النضالي، وليس الإشهاري أو الدعائي، بالطاقات التي تختزنها المرأةوالشباب. ولا يمكن أن تكون الأحزاب اليسارية يسارية وديمقراطية فعلا دون أن تقبلبالقيادات الشابة والنسائية ودون أن تفسح لها المجال للتعبير عن قدراتها وإبرازكفاءاتها في مختلف المجالات. فزمن الكارزمية والقيادات التاريخية (بالمعنى السلبيأو القدحي) قد ولى. وعلى مستوى آخر، فالمرأة قد فرضت نفسها بتضحياتها وبنضالهاوبالمجهودات الجبارة التي تقوم بها، وكذلك الشباب. وحتى منطق الكوطا النسائية أوالشبابية، أي ما يسمى بالتمييز الإيجابي، بات متجاوزا. واعتماده يكرس دونية المرأةوهامشية الشباب. والانتفاضات التي عرفتها المنطقة العربية والمغاربية أبرزتالإسهام الكبير للمرأة والشباب، وأثبتت انه لم يعد مسموحا بعد الآن تغييب المرأةوالشباب، ليس فقط على مستوى المشاركة، بل أيضا على مستوى القيادة واتخاذ القرار...
وتعد الديمقراطيةالداخلية والنقد والنقد الذاتي من بين الآليات التي قد تساعد على أن تحتل المرأةوالشباب المكانة المستحقة في هياكل وأجهزة التنظيمات اليسارية وفي الحياة السياسيةعموما.
7ــ قوى اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأةومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلىصعيد المجتمع؟
المسؤولية الآن، أو جزء من المسؤولية، ملقاة على عاتق المرأة. فبعدتراجع الذهنية الرجولية المؤطرة بالمرجعية الدينية المتخلفة والمحملة بالقيودوالعادات والتمثلات الخاطئة، حتى في منطقتنا، يسمح للمرأة بتسجيل حضورها على كافة المستويات،وعلى المستوى السياسي بالخصوص. فلم يعد مقبولا في طل التطورات التاريخية الحاليةانتظار تدخل الرجل لفائدة المرأة أو لحمايتها، وقد يعد ذلك في بعض الحالات إهانةفي حق المرأة. وحتى منطق المساواة يفرض وضع يد المرأة في يد الرجل، ويد الرجل فييد المرأة، لمواجهة واقعهما المشترك (الاستغلال والظلم والقهر والمعاناة…) ولصنعمستقبلهما المشترك كذلك (التحرر والانعتاق…).
نعترف أننا كيساريين، لم نتخلص كلنا من بعض الترسبات السلبية، في علاقةذلك بجسد المرأة وبمختلف أدوارها. وقد نتناقض في ممارساتنا مع ما قد ندعي أو نتبنىنظريا. إلا أن قوتنا وجرأتنا كذلك تكمنان في انسجام ممارستنا مع اقتناعنابالمساواة الفعلية على كافة المستويات وفي جميع المجالات. وقد تقاس مصداقيتنا بمدىاحترامنا لالتزاماتنا بهذا الخصوص، أي خدمة قضية المرأة التي هي كذلك قضية الرجلأو قضية مجتمع (تحرر المجتمع رهين بتحرر المرأة وتحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع).
وحضورنا الدائم والمنظم في صفوف أوسع الجماهير الشعبية (نساء ورجالاوشبابا) يبقى بوابة واسعة لترجمة أفكارنا وتصورنا الى واقع ملموس (جزء من الجوابعن هذا السؤال متضمن في الجواب عن السؤال السابق).
8ــ هل تتمكن الأحزاباليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ منتأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأةوالتحرر؟
لا شك أن تأثير "الإسلام السياسي" سلبي على الحريات العامةوحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر. والخطير أن هذا التأثير يعيقالى حد كبير نهوض مجتمعاتنا. واستمرار الأنظمة الرجعية في تربعها على رؤوسنا يعودفي جزء كبير منه الى استغلالها التاريخي للدين واكتساب المشروعية منه. وما يبينخطورة "الإسلام السياسي" هو اعتماده من طرف الامبريالية الآن، والآنبالضبط، كسيف لتركيع شعوبنا وتوفير شروط استمرار معاناتنا.
وأي تطور لمجتمعاتنا لا يمكن أن يتم دون "الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسانوقضايا المرأة والتحرر". وكمقتنعبالتغيير وبالتحليل العلمي، أي التحليل الملموس للواقع الملموس، ستتمكن "الأحزاباليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسانوقضايا المرأة والتحرر" رغم المدىالزمني الطويل الذي ساد فيه "الإسلام السياسي". إنه منطق التاريخ. ولتسريعوتيرة ذلك، يجب أن تكون الأحزاب اليسارية أحزابا يسارية حقيقية وأن تكون القوىالعلمانية قوى علمانية حقيقية. إننا في حاجة الى أن تكون مسميات الأسماء حقيقية.
9ــ ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنتوبشكل خاص الفيسبوك والتويتر... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدةلقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
إن التعاطي الذكي مع التكنولوجيا، وليس الاستهلاك البليد لها، من شأنهأن يطور أداءنا وأن يقوي إمكانياتنا، خاصة على مستوى التواصل والتنسيق والإعلاموتداول المعلومة وكذلك على مستوى الفضح والتشهير وإدارة الصراع على بعض المستويات.وذلك طبعا، في حدود معينة (الأمر يعني النخبة بالدرجة الأولى). لأن المجال مراقبوسيفا ذو حدين. فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تتوفر وبدون شك على تكنولوجيا جدمتطورة مقارنة بما هو معروف ومتداول الآن، الانترنيت مثلا. فهذه الأخيرة كانتمستعملة في المجال العسكري لفترة طويلة قبل وضعها رهن إشارة العموم، وكما هو حاصلالآن. ومن الأكيد أننا نجهل اليوم القوة التكنولوجية التي توظف في المجال العسكريمن طرف الامبريالية. وبدون شك، يعود الفضل في الهيمنة الامبريالية الحالية، عسكرياوسياسيا واقتصاديا...، الى المستوى التكنولوجي المتقدم الذي تتوفر عليه. وسبقللامبريالية أن وظفت تكنولوجيا الإعلام في إسقاط أنظمة أوربا الشرقية، ومنها علىوجه الخصوص نظام تشاوسيسكو برومانيا. ويتجلى ذلك اليوم في تحكمها الشامل في مجرياتالأحداث بتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين...
ولا نقبل الآن أن يكون زعيم حزب أميا في المجال أو أن تكون قيادة حزبأمية في المجال طبعا. إلا أن الرهان على هذه التكنولوجيا وحدها فيما يخص الارتباطبأوسع الجماهير الشعبية وتنظيمها سيكون خاطئا. لأن أغلبية الجماهير الشعبية،العمال والفلاحين الفقراء...، لا يستعملون هذه التكنولوجيا ولا يتحكمون فيها.
10ــ بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن،كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعددالمنابر؟
يعتبر الحوار المتمدن واجهة سياسية وإعلامية حرة ومفتوحة أمام مختلفالآراء والمواقف والتقييمات كيفما كانت حدتها. وقيمته الكبيرة، علميا ونضاليا،تتجلى في فسح المجال لتفاعل مختلف الآراء والمواقف والتقييمات، وفي إبراز الحقيقةفي نسبيتها في آخر المطاف. ولا يسعني بالمناسبة إلا أن أحيي المشرفات والمشرفين علىهذا المنبر وأن أتمنى أن يدوم منارة مشعة في هذا الظلام...
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حسن أحراث، مناضل يساري، معتقل سياسي سابق، كاتب عام الجمعية ا
...
-
ملاحظات على مقال الرفيق الحريف في مسألة التعامل: اليسار مع ا
...
-
مقاطعة الاستفتاء بالمغرب
-
حوار بئيس عشية فاتح ماي (المغرب)
-
المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير (المغرب).. أي دور؟! وأي آف
...
-
الشهيد عبد اللطيف زروال: صنعتني ثائرا
-
الاتحاد المغربي للشغل.. دروس في السياسة
-
منع كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية، من دخول المغرب
...
-
من يخاف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟!
-
مات المحجوب بن الصديق قبل 17 شتنبر
-
حل الشبيبة الاتحادية... ما رأي -الشاب- الجماهري؟!
-
غشت، شهر الشهداء
-
رأي في حرب النظام على الجمعية
-
رسالة مفتوحة الى السيد رئيس مجلس المستشارين
-
لتقتلوا الجمعية اقتلونا أولا
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
-
التضامن مع عمال سميسي ريجي بخريبكة، المغرب
-
بوكرين، مات...
-
المعتقلون السياسيون يتضامنون مع المضربين بتارودانت
-
نداء وإضراب عن الطعام من أجل انقاد حياة المضربين عن الطعام ب
...
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
المزيد.....
|