أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - أحمد التاوتي - اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات















المزيد.....



اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:40
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


عنوان الحوار: اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات



1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟

قبل الحديث في أية مسألة تثيرها هذه الأسئلة الدقيقة علينا أن نضع حقيقة واقعية نصب أعيننا طوال هذا الحوار، مفادها أن جميع القوى اليسارية بالعالم العربي كانت قبل "الربيع" في مواجهة ثقافة أنظمة، أما اليوم فهي تواجه ثقافة مجتمع.
و أول ما واجهت به المجتمع هو الشرارة الأولى بالربيع نفسه.. فالربيع العربي افتتح بكبيرة من الكبائر لا يمكن أن تكون يمينية على الإطلاق.
ثم انضبطت مباشرة بالشارع التونسي بوادر عمل محكم عالي التنظيم لم يكن منسقوه سوى مناضلو الاتحاد التونسي للشغل و حزب العمال الشيوعي.، زلزل الحكم رأسا في ظرف مدهش.
فبعيدا عن الدلائل التقليدية، اليسار في أدبياته الأولى، في مصادره و في جوهره، هو النقض التائق إلى الأفضل و بالأفضل من المجتمع و إليه.
قوى اليسار شاركت بقوة، بل كانت هي رائدة الثورات، ليست هذه الأخيرة فحسب، و لكن جميع ثورات الدنيا عبر التاريخ.
فالمفهوم الأصلي لليسار هو نقض الوضع القائم بتقديم الإضافة النوعية التقدمية بالمفهوم الواسع لمسيرة الإنسان، و الثورة تقوم على هذا المفهوم أيضا، و عليه أرى أن الثورة ملك حصري لليسار.
فالثورة الإيرانية مثلا، مع احترامنا لشعبها الراقي  و انجازاته، لا يمكن تعقل مفهومها إلا بمفهوم الردة عن وضع تقدمي كيفما صادفت ارتباطاته بالغرب الامبريالي وقتئذ. لأنها لم تقدم بديلا أكثر تقدمية منه.
حركات اليمين، قهرا لا تعدو أن تكون قمعا و ردعا لحركات التغيير تثبيتا للوضع القائم إذا صدرت عن الأنظمة. أو حملا بشتى الأساليب على الرجوع إلى وضع مستعار من تاريخ الإقطاع إذا صدرت من الأحزاب أو من المجتمع.
و المتتبع لثورات الربيع العربي لا يصعب عليه ملاحظة أن قوى اليسار هي التي "اقترفت" الشرارة الأولى عبر الفيسبوك و النقابات و منابر المعارضة بالخارج، ثم بحملات لجان الأحياء أثناءها.
أقول "اقترفت" لأن الأمر فتنة و إثم في عرف اليمين المتدين، و يوتوبيا غرة و خطر على المصالح في عرف اليمين الأخر.
طبعا بعد وضوح الرؤية و تحقق المفاجأة ركب الجميع الموجة.. و تم التنسيق "الغريزي العفوي"، بين شرائح اليمين في المجتمع، و هي سواده للأسف، و بين الأنظمة المتهافتة.
و مما يلاحظ لدى كثير من كتابات الرفقاء، بكائيات على جدار اليسار و انقضاء دوره، و أجد في هذا خطأ.. اليسار فجر الثورة و خسر الثمرة. بل طوال خمسين سنة أو يزيد، كان اليسار وحده في مواجهة الجملكيات العربية الزاهرة بفتوة ثوراتها على الاستعمار.
صحيح كان هناك إسلاما سياسيا شق عصا الطاعة، و لكن تركيزه كان منصبا على ضرب ثقافة العصر خصوصا ما يفد من الغرب.. أما قضية الاستبداد و العدالة الاجتماعية و حقوق العمال و جميع ما يمثل المسائل الحيوية و الحاسمة في التسيير فلم تكن تمثل له شأنا.
بمعنى أن فلوله يقبلون بأي حاكم وضعوه، بنفس سياسة الاستبداد و الفساد الإداري و القضائي إذا أعلن إسلامه و لبس الجبة و رفع العقيرة و منع الخمور و فرض الحجاب و حشر النساء رباعا.. تماما كما هو الحال اليوم مع الإسلام الفضائي الذي لا تهمه الأنظمة الملكية المرتبطة مباشرة بمصالح الأنظمة الغربية و لا السياسة التعسفية التي ينتهجها صندوق النقد الدولي..، بل همه الوحيد هو التشنيع على ثقافة الغرب و الإبقاء على مجتمعات المسلمين في حديث هريرة، تثبيتا لاستبداد الأنظمة المسلمة كما تقتضيه عقيدة الإرجاء، لحمة و سدى العقد السياسي السني.
____________________

2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
قطعا ليس هو السبب و إن ورد.. و القمع في منطق المقاومة لا يزيد إلا صلابة.. فضعف قوى اليسار يعود إلى سياسة اليسار في العمل. و إذا كان على اليسار أن يراجع نفسه فليس أنسب من هذا السياق الراهن.
ثم إن قمع الأنظمة للقوى الديمقراطية و اليسارية هزيل الوسائل إذا ما عفونا عن النفي و السجن و حتى التصفية.. فالقمع الذي أثمر، و اثر إلى حد بعيد في كثير من نشطاء اليسار و الديمقراطية هو ضرب الأنظمة له بقوى اليمين في الميدان الاجتماعي الثقافي الإعلامي.. و هذه هي القواصم الحقيقية، و تعود إلى سببين في مزاج اليسار:
1- تسقيف الأفق اليساري بتجربة الاتحاد السوفيتي و ما حصل من إحباط بعد انهياره و صغار معنوي على الأقل أمام الفكر اللبرالي خصوصا. و كان على الرفقاء أن يتعاملوا مع الماركسية كمنهج و مقترح للتغيير و التصحيح الدائمين.. و هنا يحسن التذكير بأن لينين – مع حفظ المآخذ- كان أكثر حداثة منا عندما تعامل مع المنهج و التصور و قدم نموذجا مختلفا عن النصوص و التنبؤات.
2- عدم الحسم اليقيني على مستوى الإدراك مع الثقافة الرجعية خصوصا المقدسة منها. الأمر الذي جرفنا في بحر من الإدمان على المراجعات و المغازلات مع تراث اليمين، بل وصلنا في كثير من الحالات إلى "التوبة" و العودة إلى حظيرة الحزب الواحد الأحد المستحوذ.
إذن تسقيف الأفق اليساري بالتجربة السياسية و خنق البعد اليوتوبي من جهة..، و عدم الحسم الفكري مع التراث اليميني من جهة أخرى هما عمادا ضعف اليسار.




3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
- أول درس أو صدمة عرفها اليسار بهذه الزوبعة، هو إهماله للعمل الثقافي في نضاله. علينا أن نتذكر بأن رواد اليسار منذ كارل ماركس كانوا يفكرون و ينشرون و يشوشون على الرأسمال الرمزي الإقطاعي و البرجوازي قبل كل شيء.. و كان إنتاجهم يشغل الدنيا و يفرض أطروحاته بشكل ساحق.. و على عهد التجسيد منذ لينين، كانت وسائطهم الثقافية تسبق مؤسساتهم السياسية.
صحيح أن الثقافة العربية اليسارية لم تعدم كبارا و رموزا، و إنما انحسرت منذ نهاية السبعينيات بتوالي الضربات عليها من الداخل و من الخارج، و لكنها الحقيقة مع الأسف مهما كانت مبرراتها.
ثاني درس، هو اكتشاف اليساريين لسذاجتهم إزاء تقييمهم لعلاقة معارضات اليمين مع الأنظمة القائمة.
نذكر هنا المد الثقافي و الفكري اليساري الذي تلا مباشرة هزيمة 1967، الذي كان خلاقا و جديرا بالقلب المعرفي المنشود آنئذ لولا أن الأنظمة الاشتراكية العربية تنسيقا مع المركزية السوفيتية اتجهوا إلى خيار حماية و تعزيز الدول الثورية وتجنب العمل الفكري العامل في التناقضات المجتمعية مما أدى إلى قتل الفكر الثوري ليس من طرف اليمين و لكن من طرف الدول الثورية نفسها وبمباركة الكرملن. فهذه طعنة أولى من ذوي القرابة.
طبعا نحت الأنظمة الثورية فيما بعد إلى لملمة مجتمعاتها على مسخ من شيء يشبه العدالة الاجتماعية و انفتاح الفرص للطبقات المتوسطة مما أعطى استقرارا مؤقتا في المعيش الاجتماعي أسلم إلى تهيئة مسبقة لظروف انتشاء الفكر الرجعي الطبيعي و الأصيل بهذه الطبقات، باعتبار أن الفكر الثوري غيب لصالح "نهاية التاريخ" في الدولة الثورية.. و انتعشت المغازلة بين أنظمتنا و بين التراث اليميني خلفت بحارا من الأفكار و التأويلات و التحويرات و التلفيقات لدرجة أننا وصلنا إلى الإيمان بشيء يسمى الاشتراكية الإقطاعية و مشتقاتها الزمكانية... كل ذلك على مرأى من اليسار الحزين الأعزل من الحول و الطول.
و اليوم، و مع ربيعنا الذي لم يكد يزهو حتى خرف – بتشديد الراء-، نلاحظ بأن الأنظمة المنهارة و الأنظمة الغربية المعنية بالتغيرات العربية، تدعم حركات اليمين.. فاليمين يتميز بثابتة واحدة هي المصلحة، و بالتالي يمكن تدجينه بالدوران مع، و على مصالحه. أما اليسار فخطيئته الأصلية هي "تحريفه" لمسار تاريخ طغى منذ فجر الإنسان إلى ظهور ماركس. خطيئة و لا "مسيح" لها.
اليسار لا يساوم.. فلا سماح مطلقا بدخوله إلى فضائين: السلطة و المجتمع..
و لا ننسى بأن المجتمعات العربية الإسلامية تعتبر آخر قلاع اليمين الخالص في العالم، اليمين بالفطرة و بالعقيدة الأصلية.. أما يمين الآخرين فليس مقدسا.
بهذا المنظور أعتقد بأن اليد السوداء لليمين العالمي التي تخطط للعولمة لصالحها، ترتب حتما في أعلى قائمة أولوياتها، الحفاظ على آخر قلاعها الخصبة كيفما كانت خلفيتها الحضارية.
قدر اليسار بربوعنا، أنه بقدر ما هو مطلوب في الشدائد، بقدر ما يكون منبوذا في الأفراح..

ثالث درس، اكتشاف خطئهم في المجتمعات العربية..
إن المجتمعات العربية بخليجها و شامها و مصرها و مغربها لم تدخل العصر المعرفي بعد من حيث تعقل و إدراك ماهية الوجود و الحياة .. و لا يمكنها الدخول إلا إذا حققت بدورها ثورتها الفكرية و حسمت مرة واحدة و بحزم مع الفكر الإقطاعي الذي لا نزال نرضعه.. نرضعه جميعا بمختلف تياراتنا الليبرالية و العلمانية و الأصولية و الماركسية و غيرها..
نحن لا نزال نتعقل الأمور بالقياس التجريدي المرسل إلى أغوار التاريخ.. فهمنا الأصيل الصادر عنا هو الفهم الغريزي ليس إلا.، أما ما عدا ذلك من أنواع الفهم فهو موكول إلى النص أو الهالة أو العدمية، حسب التيار، أي في النهاية جميعنا إلى المزاج الغيبي الذي صقلنا عليه صغارا ثم اختلفنا - و لكن داخله - كبارا.
واستقالة العقل هذه هي التي جعلتنا ندرك و ندور مع المصلحة/الشريعة و فقط، لأن المصلحة يكفيها الفهم الغريزي، و لا علينا بعد ذلك من الكعبة/العقيدة، فان لها رب يحميها.
فجميع ما يتعلق بإرادة الإنسان و بتفسيره للكون و حتى بتسييره لنظام يحكمه، و على كونه يتطلب الفهم المميز للإنسان، فانه يدخل في اختصاص العقائد التي لا دخل للمؤمنين بها إلا من جهة التسليم و إقالة العقل.
أما ما يتعلق بالمعاش و المعاملات، و لأنها لا تتطلب أكثر من الفهم الغريزي، فلا باس من السماح للمؤمنين بان يعملوا فيها عقولهم، المبنجة سلفا، تحقيقا و تنقيحا و تخريجا - و هنا أيضا- من النصوص و إليها.
بهذا العقل الغريزي، أعتقد بأن مجتمعاتنا قد تفهم جيدا اليسار إذا ما دعاها إلى نسف نظام مستبد يضيق عليها قوتها و يقتر شعيرها، و لكنها لا و لن تفهمه أبدا إذا ما دعاها بعد ذلك إلى تغيير التاريخ.

__________________________


4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
- أعتقد بان العملية السياسية بشقيها، الأيديولوجي و التنظيمي، من حيث الشكل، ليست حكرا على أحزاب معينة أو على حزب واحد منذ أن زاغت الأنظمة العربية إلى تبني الواجهة الديمقراطية.. و من الحسنات الظرفية و التي لا تعمر طويلا بعد مثل هذه الهزات، هي ظهور مساحة للحرية معتبرة لتفعيل هذه التعددية. و لكنها تأخذ وقتا قصيرا جدا ريثما يركب الحزب الأكثر شعبوية الحكم، ثم تعود الأمور إلى عوائدها القديمة أو أكثر مع الإبقاء على ديكور التعددية للاستهلاك الخارجي.
فعلى اليسار أن لا يغتر بهذا السراب.. و لكن لا بد من العمل.
و قبل أن ندخل هكذا في أي عمل، علينا أن نستخلص من الماضي غرقنا في وحل تجسيد الديمقراطية الحزبية، و التبعية للمركزية أو عدمها، و تناقضات الأطراف الكبرى و الصغرى بالمركز ..، لنعود إلى شيء آخر مختلف. لنعد إلى اليسار العربي المحفوف، بل و المنتعش ايدولوجيا ببيئة عربية.. و ننطلق في رسم العمل.
العمل السياسي أكبر من العمل الحزبي.. و المشاركة السياسية هي آخر مراحل العملية السياسية... و أتصور هذه المراحل على النحو التالي:
1) الثورة العلمية الفلسفية: و هي الأولى و الضرورية و الأكثر حسما.. لا بد أن نعيد إنتاج ربيع الفلسفة الألمانية، تحديث 2012 بأوطاننا.. و لا اقصد بها الايدولوجيا بل المنهج و الأهداف.. و هذا ما يكفل الحسم العقلي المتيح لدخولنا إلى العصر الذي ننتسب إليه.. هذا أولا و قبل كل شيء.
يلي ذلك مهمة أخرى لا تختص بنا وحدنا و لكنها أهم مستعجلات اليسار في كل العالم، و هي الرصد العلمي الدقيق لظاهرة العولمة كواجهة سياسية لتوحش رأسمالي وحيد القرن. فلقد كان الجهد التنظيري و العلمي اليساري إلى عهد لينين يسبق النظام الامبريالي و يفضحه تشخيصا في أدق تفاصيله و آليات عمله، مما سهل العمل الإعلامي و النقابي و السياسي آنئذ. الأمر الذي يفتقده التنظير اليساري اليوم..
برأيي الشخصي، اعتبر بأن مودة البيئة و البيئيين في العمل اليساري الأوربي مثلا، على أهميتها، هي تعبير غير واع عن هروب من المواجهة المباشرة لنظام عالمي متوحش لدى افتقادنا للعدة العلمية و النظرية الكافية لاكتشاف آلياته.
أدعو إلى هذا، و أذكر بما نختص به نحن العرب من وصف مضاعف لجميع مستعجلات اليسار العالمي مضافة إلى مستعجلنا الرئيس: دخول العصر.
2) الإعلام الثقافي : و إن كان اليسار لا يملك السند المالي الكافي لاستعمال جميع ما يتيحه العصر بهذا المضمار، إلا أن فضائية لليسار غدت اليوم أكثر من ضرورة.
لعلنا قطعنا أشواطا في الإعلام الحزبي الذي لا يتميز كثيرا عن إعلام الأنظمة. ماذا لو انفتحنا اليوم على الشارع العربي الكبير بكل تناقضاته. الشارع العربي بحاجة إلى التعرف على مفردات اليسار و أدبياته مبسطة إلى غاية شؤونه و حاجياته، عواطفه و إحساساته، نظره و بديهته..
لا بد من تفاعل عقل اليسار المتعالي المفارق، مع كل الفنون و الجنون الشعبي من اجل صياغة رأسمال رمزي يساري أصيل بذاكرة الشعب. و هنا فقط، يمكن الحديث عن حملات و مشاركات سياسية من موقع الوثوق.

3) العمل الاجتماعي: إن لم يكن وفاء لفكر غرامشي، فالتزاما بمرافقة ملايين الشباب الحيارى الذين نهضوا إلى هبة الربيع بكل صدق و أمل، و سرعان ما خاب و يخيب أملهم لإتباعهم قوى اليمين المتأصلة بنا... ماذا لو بدأنا العمل على بناء مجتمع مدني يستقطب كل الفئات و الشرائح و يستغرق جميع القطاعات؟ هناك عمل يساري بهذا المجال، و لكنه ضئيل جدا مقارنة بقوى اليمين.
في هذه الظروف بالذات و استخلاصا لما أنتجته، لعله مناسبا لنا الخروج من نمطية العمل المدني اليساري المحصور في أغلبه على النشاط النقابي. و من الضروري أن يسبق هذا الأمر دفق دماء جديدة في التنظير اليساري يخرج بنا عن الترسب على الممثلين التقليديين لقوى الإنتاج.
4) التنظيم السياسي: و يتم به إعادة صياغة الأحزاب اليسارية بإخراجها من القوالب اللينينية التي تعتبر إبداعا في وقتها لا يزال ماثلا على سقف المتخيل التنظيمي السياسي العالمي يسارا و يمينا إلى اليوم.
فقاعدة الحياة معروفة..، أفضل تخليد لانجاز ما، هو انجاز بديل منه.
و قاعدة الموت معروفة أيضا..، أفظع قتل لانجاز ما، هو اجتراره على غير زمنه.
آن الأوان لتصور تنظيم سياسي يستغرق في أروقته المتعددة جميع المهمات التي ذكرناها في المراحل السابقة، مع إعادة النظر في علاقة المحور بالأطراف و النهايات المركزية و في تنظيم السلطات داخل الأحزاب بشكل جديد.
و لأن الحزب أي حزب مدعو إلى الانتشار و الاستقطاب أولا، فعلينا التركيز بشكل مكثف على الجانب الإغرائي الممثل في الإعلام و الثقافة و العمل المدني.

5) المشاركة السياسية: و أقصد بها المشاركة في آليات الوصول إلى الحكم، و هي ليست ترفا أو تشريفا أو عملية آلية أو تآمرا أو حربا أو ما نحى، و إن غدت هكذا عندنا. مشاركة اليسار إذا أردنا أن تكون بناءة و واعدة يجب أن تسفر هكذا تلقائيا و بمرونة فائقة كنتيجة منطقية لجدية العمل بالمراحل الأربعة الأولى.
المراحل الأربعة الأولى يمكن أن تسير جنبا إلى جنب شريطة وضوح المنطلق الفلسفي.. و أعتقد بأن المرحلة الأخيرة، المشاركة السياسية، يحسن تجنبها على امتداد عشرية كاملة على الأقل حتى و لو بدت سياقاتها واعدة ظاهريا، إلى أن يستكمل بقوة المضمون و التحكم البناء السياسي المرسوم.
فنحن لا نريد في بداية الألفية الثالثة أن يكون مبلغ عملنا هو إعادة اجترار تجارب سابقة تعود إلى الألفية المنقضية مهما كان بريقها و نجاحها النسبي.
فماذا عسى أن يفعل اليوم - في ظل سياقنا اليساري غير الصحي - طاقما حكوميا يساريا في البلاد العربية و التجربة القريبة أكدت بأن دولا "ثورية" في بيئتنا، و في البلاد الأخرى أيضا، لم تغير شيئا.. أكثر من ذلك، اضطرت إلى مغازلة اليمين و تنكرت لليسار الحر، فتغيرت إلى رأسمالية دولة كما اقتضاه قهرا مخيالنا الثقافي العام الناهد أبدا إلى مركزة الأشياء، و إرجاع الأمور كلها إلى واحد احد.




5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟ 

- بالتأكيد نعم.. لقد دخلنا عصر العولمة كحتمية تاريخية و هي ليست إبداعا أمريكيا.. و نرى اليوم مبادرة اليمين العالمي إلى تبنيها و إعطاءها صبغته. فلا بد من التمهيد إلى توجيه هذه العولمة إلى صالح يوتوبيا اليسار.. و لنبدأ نحن العرب بما يخصنا و يلينا.
في التنظيم، أعزو التشتت التي تعاني منه القوى اليسارية فضلا عن بذور الانقسام المتأصلة في ثقافتنا و في تنشئتنا، إلى الذهنية القطرية "و لا أقصد الفكر و التشخيص" من جهة، و إلى استنساخ التجارب من خارج سياقاتنا الموضوعية من جهة أخرى.. و عليه أشدد على ضرورة تغيير النمطية الجارية في توجيه القوى الموجودة بالفعل.
على الجبهة المنشودة أن تعلم بأن أولويتها هي الاكتشاف لا الخلق... عليها باختصار أن تحمل كل التناقضات المجتمعية بحضنها و التماهي المطلق بالواقع الذي تريد تغييره من أجل إعادة بعثه بدمها و أعصابها من جديد.
لا أملك بهذه اللحظة تصورا تنظيميا على هذا الشرط. و لكنها دعوة للرفقاء الضليعين في التنظيم إلى الإبداع..
____________________

6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
- أكثر من ذلك، عليها العمل الدءوب و المبدع في سبيل استقطاب الشباب و النساء. فالمجتمعات العربية بما هي عليه من المحافظة في عمومها تتميز بطبقتين:
- خدم البناء المستقر بغير عقد و هم الشباب "60 سنة فما دون" و النساء.
- مالكي هذا البناء.
و ما دام تغيير و تعديل البناء أو نقضه لدى الضرورة هو صميم عمل اليسار، فلا يمكن أن نعول كثيرا على مالكيه و المستفيدين منه.
تبقى مسألة بالغة الأهمية في العلاقة مع الشباب و النساء بالعمل السياسي تتعلق بتوزيع الأدوار.
فلقد جرت العادة بان توعز المسائل التنظيمية دون السياسية إلى الشباب و النساء. و في هذا تعطيل للتطور و لفرز الأفكار الجديدة الموائمة للبدائل الجديدة.
الواقع أن العمل الميداني هو المجال الكبير الذي يبلى فيه الشباب و النساء.، و هو مشتلة الأفكار بمنطق هذا العصر. ثم لا ننسى بأننا دخلنا العشرية الثالثة للانترنت، أداة الشباب بامتياز، حيث تبخر مفهوم الايدولوجيا و ترك مكانه إلى مفهوم السياسة. و تبخر مفهوم ثوابت المبادئ و ترك مكانه إلى مفهوم مؤشرات التطور. و تقلص بفعل ذلك كل المجهود الإيديولوجي الحديث إلى مجرد أدبيات محترمة إذا عرفت قدرها.
أعتقد بأن لكل زمن وسائله في التغيير.. و من فاته التغيير في زمنه بوسائله التي أتقنها من ترسانة إيديولوجية و تراث و نحو ذلك، لا أحد يمنعه من مواصلة محاولات التغيير شريطة أن يراعي وسائل هذا الزمن.
قوى اليمين، سبقت إلى ذلك في كثير من فضائياتها، و لعلكم تلاحظون بسهولة الشعبية الناجحة نسبيا للفضائيين المتحررين من الترسانة الإيديولوجية بل و الأميين في أبجديات العقائد و الأصول مقارنة بدعاة المد الأصولي الحديث.
لهذا كله، أعتقد بان اليسار يجب أن يكون شبابا و ناعما في سواده، و يتحتم عليه ذلك إذا أراد تحركا مرنا بين جماهير2012 و ما بعدها.
________________________

7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
قضية المرأة قضية تعني كل العالم، و لذلك أفضل تصنيف المواقف من اجل موضعة اليسار العربي على الأرضية التي تعنيه.
فالمجتمعات الإقطاعية الدينية "السماوية حصرا" كان يراوح وضع المرأة بها بين المتاع أيام السلم و بين الغنيمة أيام الحرب.. فالمرأة متاع أثير أو غنيمة عزيزة. و من هنا كان منع السفور، أي من باب الأثرة.. و لا نحتاج هنا إلى إيراد النصوص على ذلك إيثارا للهدوء.
و المجتمعات الرأسمالية اللبرالية، و هي امتداد طبيعي حديث للمجتمعات الإقطاعية الدينية، حررت المرأة من وضعها بالمجتمع الديني و لكن أسقطتها في الإباحية و السفور المطلق المتحرر من كل القيود.
أما الفكر اليساري فمنذ البداية كان وسطا..
فمن آراء لينين المشهورة و هي تعبر عن روح اليسار، أن الأشكال العليا للرأسمالية الحديثة تهيئ شكلا جديدا للعائلة ، وشروطا جديدة للمرأة ، ولتربية الأجيال الناشئة. وأن عمل النساء والأولاد، عبودية صرفة و تؤول إلى استباحتهم.. كما أنه كان يرى في الحياة الجنسية الجديدة للشباب بعصره أنها ظاهرة برجوازية و نوع من الدعارة.
و كان الاشتراكيون الذين دافعوا عن الدول القومية يحدوهم نفس الهاجس و هو الحفاظ على الثقافة من الغزو الامبريالي الذي يستعمل التحرر الجنسي من امضي أدواته.
و كان القائد الكوري كيم ايل سونغ من أشد القادة المركزين على الأخلاق الطبيعية السليمة و نبذ الإباحية و الانحلال الجنسي.
و المرأة العربية كانت لها مكانتها الخاصة في الثورات المعاصرة ذات التوجه اليساري..، و حظيت بالتبجيل و التقديم و كانت جنبا إلى جنب مع الرجال.
فالعمل الحزبي للمرأة، خصوصا في وقتنا الحالي لا يمكن أن يكون طبيعيا إلا مع الأحزاب اليسارية الحقيقية نظرا لتوازن الفكر اليساري في تعقله لمفهوم المرأة بوصفها الإنساني.
أما دورها و أسلوب تعزيزه فأعتقد بأن معاملتها و تقييمها و تكليفها بنفس ما يسند إلى الرجل دونما تمييز،سلبي أو ايجابي.. فالجميع يخضع لمقياس واحد هو الكفاءة و الاستعداد و التوجه.

___________________________

8 ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
أكيد سوف تتمكن من ذلك و أكثر لاعتبار أساس.
فيما يبدو، لقد جاء الدور لأن ينقض الإسلام السياسي على استلام الحكم في الجملكيات السابقة، و مع تمنياتنا جميعا له بالنجاح إن شاء السياق و حكم، فإنني مع الأسف ارتقب له سقوطا حرا لشعبيته بسبب ارتباطه بالغرب. و بسبب أنه لن يتيسر له تجسيد برنامجه الخاص الذي يصدر عنه - إن كان لديه شيئا خاصا- لأنه يخضع لتقاطعات دولية بشروطها، هذا كله فضلا عن الاملاءات القسرية النازلة على رأسه ليس من السماء، و لكن من البيت الأبيض.
طبعا لا ندخل في مدى جدية أطروحاته و برامجه، و إن كان الأمر يتعلق بسقف يظلنا معا..، لأننا سنعمل، كيفما سخرت الأقدار، كل في مجاله، تسديدا و مقاربة من أجل إنجاح خيار أهالينا و مجتمعاتنا في ما يتعلق بالجانب العام.
و لكننا لا نفوت هذا الظرف التاريخي الذي، و بعد خمسين سنة من تحمل جميع سوءات أنظمتهم الاشتراكية الإقطاعية المنسوبة لنا جورا و نحن لم نحكم يوما واحدا بهذه الربوع، هذا الظرف الذي يتيح لنا الآن تمثيل المعارضة الحقيقية التي تغري الشعوب باعتبار أنها نقيض النظام.
هذا الوضع، يتيح لنا بكثير من المرونة العمل الناجع و الناضج في مجتمعاتنا. فالمراحل و الخطوات التي عددتها في شرح العملية السياسية آن اليوم الشروع فيها. كما أعتقد بأن الإعلام الحالي متعدد الوسائط، و الظروف التي مرت بها الدول العربية منذ الشعلة البوعزيزية لم تعد تترك مجالا لقمع العمل الحزبي و التضييق على الحريات حتى و إن كان الحكم مسلما، علما بان المودة الإسلامية لما بعد الربيع ستكون تركية الطلعة... أو هكذا أرجو.




9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
مهما كانت أهمية الانترنت بوقتنا الحالي ، فإننا لا يمكن أن نغفل حقيقة كون الشبكة العنكبوتية لم ترق بعد إلى درجة تأثير الفضائيات بمجتمعاتنا. و لكنها أثبتت أهميتها و دورها الحاسم بالأوقات العصيبة كما تفضلتم.
و بالنسبة للعمل الحزبي اليساري فان الفضاء السبراني بمثابة المقر المفتوح على مصراعيه لجميع المناضلين بالجهات الأربع للمعمورة. و هذا يشجع أولا على مزيد من ديمقراطية عمل الجبهة اليسارية العربية، كما يساعد إلى حد كبير على تكثيف البعث الثقافي اليساري من خلال الشبكات الاجتماعية المختلفة. كما يمكن للجبهة أن تحدث شبكة بهذا الفضاء الشفاف من اجل الاستقطاب و الاقتراح، و من اجل تجاوز الكثير من المشاكل و الخلافات التقليدية الناجمة من غوامض الكواليس.


10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟

كل التهاني للحوار المتمدن .. و إلى مزيد من الفتح الإعلامي نحو ألف عام و عام.
تحضرني طريفة هنا تتعلق بالحوار..، فالحوار موقع نجد به صورة دكتور جاوز الثمانين في قمة مجده و وقاره إلى جانب صورة شاب في العشرين يكتب أولى مقالاته. و هذا منطق الانترنت أيضا.
فالحوار بهذا طليعي للغاية.. لأنه سبراني للغاية.



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم العودة إلى الحجاز
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر
- الشعب المصري قبل كل شيء
- الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي و حقول غزة البحرية
- كتابة الجيتول و النوميديين القديمة
- أمريكا و العلمانية (دونيس لاكورن)
- أصول الإنسيّة اللائكيّة (شارل كونت)
- العنف ضد المرأة: من التباس المعنى الى تمييع النضال
- هل قتل الدين الابداع؟
- هل ينتهي الارهاب
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية: البعد السياسي.
- ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية
- الشغب الفلسفي و الأمر الواقع
- الشغب الفلسفي و الامر الواقع


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....



المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - أحمد التاوتي - اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات