الصراع السلفي الحوثي ... تصحيح لمسار الثورة اليمنية

شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اليمن السعيد هي البلد الاكثر والاعمق حضارة في تاريخ شبه الجزيرة العربية . وهي ارض الجنتين ومدد المسلمين وهي بلد الايمان والحكمة . امتن الله على هذا البلد بجنتين عن يمين وشمال لكن مواطنيها لم يشكروا الله على تلك النعم فابدلها الله "بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ" وكذلك قصة اصحاب الجنة " إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ " . من هذة القصص بل ومئات القصص التاريخية الاخرى التي مر اليمن السعيد بين الجنة والنار بين الفوضى والقانون وبين الخير والشر . في التاريخ الحديث تداول على حكم اليمن بين امام وطاغية . فبعد التحرر من الاستبداد والاستعمار والتحرر من الملكية والرجعية الهم الله اليمن واليمنيين بالزعيم الراحل المقدم ابراهيم الحمدي فبنى البلد في سنتين وهي الفترة التي عرفت النظام القانون واعيد لليمن السعيد مجده وسعادته . ام الان وبعد ان مضى على حكم اليمن ثلاثة وثلاثون عاما من الظلم والفساد والاستبداد في حكم الطاغية صالح استيقظ الشعب اليمني من غفوته في ثورة تطالب برحيل الرحيل وجميع الفاسدين وبما ان الله قد اراد لهذا الشعب المسكين المظلوم التغيير الى الافضل فقد اراد الله ان يهلك كل الفاسدين بالفاسدين والظالمين بالظالمين وسيخرج المظلومين سالمين غانمين ان شاء الله . فالثورة اليمنية وتأخير نجاحها لم يأتي من فراغ وانما اراد الله ان يحصص الظالمين والمفسدين من اجل اليمن واليمنين . ومن هذا الصراع اراد الله للطاغية صالح ان يكون رحيله على يد من ايدوه ووقفوا بجانبه على مدى السنوات العجاف . فالخلاف السلفي الحوثي سيكون ان شاء الله هو اخر عامل من عوامل التصفية لنجاح الثورة اليمنية . ودعنا نفصل كل فئة على حدة .
منذ اندلاع الثورة اليمنية ممثلة بجميع اطياف الشعب اليمني ضد الظلم والفساد ومنها جماعة ما يسمى بالحوثيين . فقد انضمت فرقة منهم الى ساحة التغيير في صنعاء للتضليل فقط على الاهداف المنشودة لهم وهو محاولة الوصول الى السلطة ونشر المذهب الحوثي وهو المذهب الذي تشرب الفكر المتطرف من الدولة الصفوية الحديثة لمحاربة وزعزعة أركان دولة اليمن ومن ثم دول جزيرة العرب قاطبة .فبينما شباب اليمن منشغلون بثورتهم المباركة كانت جماعة الحوثي تحاول الاستيلاء على عدة مناطق ومدن في الجوف وصعدة وغيرها في محاولة يائسة للتوسع ونشر الفكر الرافضي ، لكنهم تكبدوا خسائر فادحة في الارواح وخسائر لم يلاقوها في حروبهم السته مع الدولة . وهنا ظهرت نوايا الحوثيين الحقيقية في محاولة الوصول الى السلطة بشتى الوسائل وفرض فكرهم بالقوة . وهو الفكر الذي لم يأتي به دين ولا تشريع ولا يقره الاسلام .
التيار السلفي من جهة اخرى يرى ان ولي الامر وهو رئيس الجمهورية وان طاعته من طاعة الله ومعصيته تعني معصية الخالق بل احلوا احلوا دماء المتظاهرين السلميين كونهم خرجوا عن الطاعة وان الاولى لهم ان يصبروا ويحتسبوا ويطيعوا ولي الامر وان اعتدى عليك واخذ حقك وهتك عرضك فقل سمعا وطاعة ؟!! فالتيار السلفي عادة ما يساوي ولي الامر بالخالق – استغفر الله - . بل وصل الامر بأحدهم اشتراط أي مستأجر ان لا يدخل جهاز التلفاز الى البيت لعدم مشاهدة القنوات الفضائية لكنهم يحلون مشاهدة القنوات الرسمية التابعة للنظام ؟ ولا ادري هل كل السلفيين على هذا النحو . وهو الامر الذي يراه الحوثيون انقلابا على افكارهم ومبادئهم الداعي الى التمرد على النظام لضمان الوصول الى السلطة .
من جهة اخرى هناك اختلاف بين الطائفتين السلفية والحوثية على ذمة الخلافات السعودية الايرانية . فالسلفيون يؤمنون بالأسرة الحاكمة في السعودية بانهم ولاة الامور وان الحوثيون يشكلون خطرا عليهم وعلى الاسلام وكل فئة تدعي بان قتل الفئة الاخرى استشهاد في سبيل الله؟؟ فعندما استغل الحوثيون الاوضاع في البلاد قاموا بالتحرك لنشر افكارهم واتهام السلفيين بتلقي الدعم من السعودية بمختلف الاسلحة الخفيفة والثقيلة . وهذا ما نفاه السلفيون .
وبعيدا عن المهاترات والهراء في المذاهب الدينية نستطيع القول ان كل من السلفيين والحوثيون يمتلكون افكار لا تمد للدين باي صلة وهي افكار لم يتقبلها عاقل . وان الصراع بين الطائفتين جاء ضمن ارادة الخالق بان تبقى الثورة اليمنية خالية من كافة طوائف الفساد والمفسدين . نسأل الله العظيم ان يحق الحق ويخذل الباطل . انه هو نعم المولى ونعم الوكيل .

#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات