|
الثورة وعرس الانتخابات
لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 19:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحكي لنا الاسطورة المصرية ان حورس فقد عينه اثناء صراعه مع ست اله الشر وانه استعان بتحوت اثناء القتال ليعيد اليه عينه المفقودة ولولا تدخل تحوت لم يكن ممكنا لهذا الصراع ان يحسم لصالح حورس وتحوت في الاسطورة المصرية هو صديق الحق والحقيقة .. فهل ياتري صراع حورس مع ست كان مجرد صراع بين الخير والشر وان كان كذلك فما هو المغزي من وراء فقدان العين؟ (صياد العيون ياعيني) ومن هذا المنطلق لابد ان يكون لهذا الصراع اهمية خاصة الان ..انه صراع رمزيا بين الاهداف التآمرية في شخص ست واعوانه الان
وبين المثالية الحماسية المشحونة باندفاع شباب ثورة 25 يناير و19 نوفمير والممثلة في شخص حورس اله الخير..وعندما استرد حورس عينه اصبح مملوءا بالبصيرة الحسنة والرؤية الحقيقية ولن ينطلي عليه مؤمرات ست واعوانه الاشرار
ومن المنطق الا يحسم الصراع لصالح احد من الطرفين فليس من المعقول ان تكون لصالح المتآمرين العسكر والاخوان او المثالية الحماسية لشباب الثورة فكليهما مدمر ولهذا لابد من تدخل تحوت ليصحح طبيعة حورس ويعينها ان تصبح معرفة مبصرة واعية اي معرفة حكيمة عندما اعاد تحوت البصر لحورس واعاد له بصرا جديدا بصرا مبصرا... واترك للقارئ اللبيب ان يحدد من هو ست الان واعوانه وهل يوجد تحوت حاليا بيننا يصلح ويقود .. ام سيأتي من بعيد...وانا لمنتظرون
اما ايزيس فلم تقف مكتوفه الايدي وانما ضربت الارض سعيا وبحثا عن جثه زوجها اوزوريس لتجمع اشلاءه ..الا يذكرنا هذا ياسادة بالامهات التي ذهبن الي ماسبيرو والتحرير وقبلهما القديسين ليجمعوا اشلاء فلذات اكبادهم ومحطّ آمالهم ونور عيونهم قطعة قطعة بعد ان أخذوها في صدورهم الحانية وكأنهم احياء يريدون ان يسمعوهم ويشاركون انينهم كقديم الايام ...هل هؤلاء المجرمون الاوغاد بشر مثلنا ام تحجرت قلوبهم وانتزعت ضمائرهم وفقدوا عقولهم واحاسيسهم
.ايزيس لماذا تقفي بعيدة الان ... لماذا لم تأتي الي ماسبيرو و التحرير لتشاركي الامهات في جمع اشلاء ابنائكم اخوة حورس .... فهم قتلوهم و يقتلوهم كل يوم بدم بارد وتحت عجلات مركباتهم يدهسونهم وباسلحتهم الفتاكة يذبحونهم وفي السجون يعذبونهم وبرصاصات بنادقهم يفقعون عيونهم وبالغاز السام يكتمون انفاسهم وفي القمامة يلقونهم دون ادب او اخلاق او ضمير
والان هم مشغولون باعداد عرس المناصب التشريفية للمجالس النيابية ليعلوا الرايات ويعلقوا الزينات وينسوا من ذبح ومات ولاجهاض ثورة اليوم بالهاء الشعب بالانتخابات كما اجهضوا ثورة امس بالكذب والسرقات
ايزيس الامومة لقد اذرفت دموع غزيرة ومن فرط دموعك فاض النيل وعرفت لياليك بليالي الدموع ولكن ابدا لم تفقدي الامل ولم تستسلمي للضياع بل بدأت رحلة البحث عن ا لحياة في شخص اوزوريس رمز البقاء الذي احتضنه نهر النيل مع شباب ماسبيرو الذين القوا بهم في نفس النهر بلا رحمة او شفقة وكأنهم ارادوا ان يجعلوا النيل مقبرة للابناء بدلا من الغزاة ايذانا بجفافه نتيجة لرعونتهم وفشل سياستهم وسيكون مقبرة لهم جميعا.. ان هذا النهر العظيم حتما سوف يرعي اجساد الاحباء بعد ان قسي عليهم ست واعوان الشيطان
..ابكي الان ياربة الامومة واذرفي الدمع الكثير مع امهات الشباب المذبوحين والمغدور بهم بعد ان تقطعت اجسادهم واضحوا اشلاءا .. واصرخي امام العالم كله علي ابنائك الممزقين بيد الاشرار الجبناء ليعلم القاصي والداني بخسة وندالة القتلة والمجرمين
لقد اقسم حورس العظيم ان يخلص البلاد من شر ست واعوانه وان يعيد الحق والعدل مرة اخري الي مصر الحبيبة ويحطم كل حصون الشياطين العسكرية والبوليسية واباليس الوهابية والتيارات التكفيرية ويسترد مصر من يد الاشرار الاوغاد الذين اختطفوها وسلبوها وتعود مصر الي مجدها الغابر والي ابناءها الاجلاء وتعزل منها كل الخبثاء ..... ان روح حورس المنتصرة ترفرف علي شباب وشابات 25 يناير و19 نوفمبر ليشدد ازرهم ويقوي عزيمتهم
وهم علي استعداد كمن سبقوهم ان يضحوا بدمائهم قرباناعلي مذبح الوطن من اجل حياة افضل وبناء مصر الجديدة واعادة مجدها التليد ولتكون مصر للمصريين وليس للغرباء والمتنطعين علي اسوارها
النصر لكم ياثوار التحرير
يقول الشاعر التشيلي بابلو نيرودا
ربما يكون هناك الوقت
ربما مازلنا نملك بعض الوقت
لكي نكون
او نكون علي الاقل منصفين
مات الامس
وماتت معه الحقيقة
وكان يحتضر امام اعيننا..قبل ان يموت
وبالرغم من ان الجميع يعرف انه مات
الا انهم مازالوا يتظاهرون انه حي
لم يرسل له احدا باقات ورد
مات الامس ....ولم يبكيه احد
ربما..لحظات
قبل دفن الامس
لحظات مابين الحزن والنسيان
قد تكون هناك فرصة اخيرة للبقاء
هل ياتري قتله الحب؟
ام قتلته الكراهية
هل مات من العنف
او من الظلم والقهر
الان لانملك اي شئ
الا ان نكون فقط منصفين
هل نستطيع ان نكون مرة منصفين
هل من الممكن ان نستغني مرة عن
اسلحة الشك ..واسلحة التآمر
ونكون فعلا... منصفين
او فقط نكون
مازلنا نملك تلك اللحظة الاخيرة
قبل ان لانكون
وقبل ان يكون الرجوع مستحيلا
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر اول دولة في التاريخ
-
لحظة الرؤيا في ليلة شم النسيم
-
نظرة علي الحركات الارهابية
-
تطور التعديلات الدستورية الجاهزة الصنع
-
إن أردتم ورد الشريعة فاسقوا معه عليق الديكتاتورية
-
الدستور المصري واطفيح
-
وزير ثقافة مصر يريدها دينية !!!!
-
الاخوان المسلمون والماسونية والدستور
-
شمس مصرالاصيل خلف الغيمة
-
من يستحق كرسي مصر الآن ؟؟؟؟
-
مصرالعظيمة التي في خاطري
-
الدولة تمزق مصر الوطن
-
التقويم الميلادي
-
لمحة مختصرةعن اليعاقبة
-
لاتلومن الكنيسة يادكتور زيدان !!
-
هل جاء العرب لتخليص الاقباط من الرومان ؟!
-
هل الاقباط اخوة ام اشقاء ؟
-
هل نتكلم العربية ام المصرية ؟ (3)
-
هل نتكلم العربية ام المصرية ؟ (2)
-
هل نتكلم العربية ام المصرية ؟
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|