أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس البرازي - من يريد إيقاظ المارد الإخواني-السلفي















المزيد.....


من يريد إيقاظ المارد الإخواني-السلفي


أنيس البرازي

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 17:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يريد إيقاظ المارد الإخواني- السلفي
الليبراليون في الوطن العربي بدأوا بحزم امتعتهم من أجل الرحيل النهائي ، قبل أن ينتهي الربيع العربي بخريف مبكر ، يرسم لوحة الشرق الأوسط بلون أصفر باهت ، ويجهض الثورات العربية في مهدها
في تونس والمغرب تم إنجاز العمل بنجاح باهر بفوز الإخوان ،ومصر اصبحت قاب قوسين ، وليبيا على الطريق نحو عملية الإيقاظ المبكرة لمارد لم يكن في الحسبان يوما أن يتم إيقاظه في ربيع لم يكتمل ، بل لم يبدأ بعد ، كي ندخل في شتاء قارص ظلامي ومعتم
كمٍ هائل من الصدف العفوية تحدث في هذه البقاع من العالم ، تجرد الكلمة من معناها ، صدفة أن يكون حاكم سني في بلد معظمه شيعة ، وصدفة ان يكون حاكم علوي في بلد معظمه سنة ، وصدفة ان ينجح الإخوان والسلفيون في الإنتخابات ، بهذه السهولة ودون مال سياسي (وهابي) ! في بلدان شبه علمانية ، وصدفة ان تنشأ قنوات تلفزيونية فجأة وبدعم دولاري ملياري وتقود الثورات لتساهم في عملية الإيقاظ ، وصدفة اكبر ان يقوم الغرب الليبرالي الديمقراطي بالإنقلاب على حكام فاسدون دعمهم لعقود ، ويتفرج صامتا على إجهاض الثورات لصالح مردة إسلاميون من أجل عيون المخطط المدعوم من الأشباح ؟؟ .
وصدفة كبرى ان يتم زجنا رغم أنوفنا في صراع مستميت سني- شيعي لسنا مؤهلين له ولا نريده ، ولم نحسب له حساب
والصدفة الأعظم ان المخطط يسير تلقائيا وعفويا في إتجاه إمتصاص الثروات النفطية العربية- الإيرانية ، وكسر شوكة الاصولية الشيعية والسنية على السواء ، وينتهي بإفقار وإضعاف الوهابية بإمتصاص سلاحها الوحيد من الدولارات القادمة عبر النفط والإستثمار القريشي للأماكن المقدسة
اكثر من ستين عاما ونحن لم نتعلم ولا نريد أن نفهم ولا نريد أن نقرأ ، ننقاد كما القطيع وراء الراعي مجهول الهوية ، اللاعب الوحيد في الخفاء ، الذي يملك كل الأجراس ويقرعها متى يشاء .
ولكنها ليست صدفة ان المسلمون بجميع طوائفهم وألوانهم حتى مثقفيهم ونخبهم ، ينقادون طوعا إلى طائفية مقيتة تفجرت فجأة من أعماقهم لتصبح واقعا لا مفر منه ويعيدوا إنتاج رداءة جديدة وتقهقر الى الماضي السحيق ، الى أكثر من ألف عام .
هل هي حرب عالمية إسلامية أولى ؟ أم يراد بها ان تكون حرب محدودة توقف على عجل عند نهاية أخر دولار نفطي قريشي وهابي وقبل ان يولد المهدي المنتظر ؟
أم أنها لعبة كسر العظم لتسليم الإخواسلفيين السلطة في الزمن الصعب كي يفشلوا ، وتكون بذلك نهايتهم إلى الأبد ؟ وتعود الشعوب المقهورة لدفع فواتير جديدة من قوتها ودمائها .
ام أنها حرب تأديبية للإسلام والمسلمين بتمويل ذاتي تقودها تركيا بالنيابة ، من أجل ان يسود لاحقا الإسلام المعتدل العلماني ، ويفهم المسلمون جميعهم أن للدين حرمة ، ولكن فيه ألاف من المحرمات يجب تجنبها ، أبتداءا بسفك دماء المسلمين بعضهم بعضا وإنتهاءا بالإرهاب الذي يصبغ هذا الدين منذ نشأته ، بصبغة عدائية يجب أن تتوقف ، دون طبخات شيطانية بمكونات قذرة ، ستطعمنا سنين طويلة ، قبل ان نعي حجم المأساة والدمار الذي ألحقناه زورا وبهتانا بأنفسنا وأوطاننا وأجيالنا القادمة .
المسيحيون في الشرق بنخبهم ومثقفيهم وقفوا ضد الثورات ، البطريارك الماروني ومنذ شهور جمع الإخوة الأعداء على طاولة واحدة من جميع الاحزاب اللبنانية للمرة الاولى بعد سنين طويلة من العداء التاريخي والقتل المتبادل أثناء الحرب الاهلية ، ليقول لهم بضع جمل قصيرة مسربة من مصادر مخابراتية موثوقة ؟ جعلتهم يوافقون جميعا على الخطوط العريضة للدفاع المسيحي عن النفس وقت نشوب الحرب وذلك بالوقوف على الحياد السلبي , وهذا ما يفسر أيضا استبدال البطريارك الماروني على عجل بشخص جديد يكون (شخصا يمكن الإعتماد عليه )؟ وهذا ما يفسر أيضا دعم وليد جنبلاط والجنرال عون للنظام السوري رغم أنهما الوحيدان اللذان جهرا في الماضي بالعداء الكامل للنظام العلوي السوري ؟؟؟ ماذا تضم ايضا هذه الجمل القصيرة المسربة من المصادر الموثوقة :
- السبب الذي جعل جنبلاط يسقط حكومة الحريري ويساهم بترسيخ حكومة حزب الله
- السبب وراء تنصيب البطريارك بطرس الراعي على عجل رغم أهلية البطرك صفير للإستمرار بالمنصب
- السبب الذي جعل الغرب يبارك سرا معارضة روسيا والصين للمجتمع الدولي ، ودعم النظام السوري بالسلاح وخاصة الفردي (الكلشينكوف) الذي هو عصب الحروب الأهلية ، ليتم تسليح الطائفة العلوية فردا فردا
- السبب الذي يجعل برهان غليون يبدو مهزوزا مترددا فهو يعلم بالمخطط لا يريد الإنجرار إليه لكونه علمانيا ، ولا يريد الجهر به لأنه لا يستطيع ، ويعلم أنه في النهاية سوف يتم إيقاظ المارد السوري الإخواني السلفي كما حدث ويحدث في بقية الدول العربية
- السبب الذي جعل أردوغان في بدايات الثورة السورية يهدد النظام بانه لا يريد رؤية مجازر اخرى على شاكلة مجزرة حماه ؟؟ (سياسة الإيحاء بفعل عكس ما يُطلب ) ، وجعلته يبدوا مترددا يهدد ويعطي المهل ثم يعود للتهديد ، وكأنه سياسي هاوٍ غير محنك ؟؟
- السبب الذي يجعل النخبة الإسلامية المثقفة والتي من المفروض ان تكون إتجاهاتها علمانية وليبرالية في هذا الزمن الصعب ، أن تكتشف فجأة وتقتنع ان مرجعيتها إسلامية بالضرورة ويجب ان تنحاز الى طائفتها بفطرة إلاهية ؟ حتى الليبراليون العرب القدامى بدأوا ينجرون للطائفية متبعين خط الإبتلاء الغربي
- السبب وراء إيقاظ الجامعة العربية الميتة منذ عقود وجعلها حصان طروادة الجامح من أجل أسلمة غير شيعية للأزمة بمواجهة البعبع الشيعي الهاجع ،
- السبب الذي جعل الثورة السورية طويلة ومملة وغير مفهومة ولا تشبه الثورات الأخرى ، لكونها الأرضية الخصبة والوحيدة لإذكاء الصراع ،ولكونها هيئت ورتبت لتكون قلب الهلال الشيعي الممتد من إيران مرورا بالعراق وشيعة لبنان
- السبب وراء إعلان موت بن لادن المفاجئ ورمي جثته المزعومة في البحر بحركة سينمائية أمريكية مكشوفة ، من أجل توزيع وشرذمة الزعامات السلفية بين مرجعيات عديدة دون إستقطاب واحد ،
- السبب وراء إعلان إنسحاب الجيش الأمريكي من العراق في الوقت الذي يعني ذلك إخراجا مهنيا محترفا لسيناريو الصراع القادم
- السبب وراء تهيئة الثوار الليبيون من أجل زجهم في الصراع السني - العلوي الشيعي للقتال في سوريا كي يشمل الشمال الإفريقي وتوسيع الصراع بجزئه الكبير الى صراع عربي – فارسي
إن سوريا الآن هي الميزان , والسوريون هم من يستطيع إجهاض المخطط الشيطاني برمته عبر وعي كامل لمفاهيم الصراع التالية :
- لو كان النظام السوري غير علويا ومن طائفة أخرى ، لكان أدى بعد أربعين عاما الى نفس النتائج من الغبن والإستئثار والتسلط
من قبل هذه الطائفة على الأكثرية السنية ، في مفهوم الإبتلاء العام ، فإن تنصيب الأقلية لحكم الأكثرية سيؤدي لنتائج حتمية دائما
وبالتالي عائلة الأسد العلوية الحاكمة ومن حولهم من الطائفة تصرفوا بشكل نموذجي حسب المخطط ، في ظل خنوع شعبي كامل انتجته مجزرة حماه والمجازر اللاحقة ،والتي ساهم بها وإفتعلها الإخوان المسلمون مدعومين بالمال النفطي الوهابي
- رغم أن الإخوان ومن ورائهم السلفيون هم من أوصلوا سوريا الى هذا الوضع القاتل عبر إعطاء شرعية للنظام للوصول الى هذا الطريق المسدود ، هم الآن ولسخرية القدر ، المؤهلون الأكئر حظا للنجاح في الإنتخابات الديمقراطية الشفافة ؟؟؟؟ بعد السقوط السريع للنظام
- من أجل ان ينتج السوريون أدوات فعالة للحرب القادمة ،يجب عليهم محاربة الطائفة العلوية برمتها ، وإعتبارها أيضا جزءأ لا يتجزأ من الطائفة الشيعية الإثنا عشرية ، وهذا ما يجب أن لا ينجروا إليه ، من الافضل أن يستوعبوا أن العائلة الحاكمة ومن حولهم من العلويين المنتفعين والذين سيقاتلون مع الأسد ، هم الهدف النهائي للثورة وليس الطائفة برمتها ، رغم كونها ملتفة حول الأسد وتدعمه معنويا ، وهذه ليست جريمة ، فهي جنحة بسيطة أنتجتها ظروف وقوعهم كما الباقين في لعبة الإبتلاء ، ولا تحتاج لعقاب وستذوب مع الوقت بعد زوال العائلة الحاكمة ومن حولها
- يجب أن يعي السوريون أن الإخوان المسلمين هم ليسوا عقائديين ولا سياسيين ولا مضطهدين بقدر ما هم أدوات وممثلون لمخطط هم أنفسهم لا يستوعبون فصوله الكاملة ، ولا يستطيعون التوقف عن إبتلاع الدولارات النفطية التي تنهال عليهم بسخاء ،
- السيناريو الأسوأ يجب تجنبه من قبل الطائفة العلوية المسلحة وخاصة في ريف حماه وسهل الغاب ، هو أن تقوم الضيع العلوية المالكة للسلاح بالإغارة على القرى السنية التي لا تملك اي سلاح وإنتاج ما يعتبر تطهيرا عرقيا ، سيؤدي الى تدخل الناتو السريع ودون موافقة من الأمم المتحدة ، لوقف التطهير ، وهذا السيناريو يعتمد على مدى حكمة وضبط النفس وعدم التصعيد ، من قبل حكامنا العلويين للطائفة وشباب القرى المسلحين منهم
- السيناريو السهل والمستحيل هو أن يقوم النظام بخطوة جبارة لحماية نفسه وطائفته ، بهروب معظم رجالاته المتورطين وإختفائهم عن الأنظار ، ضمن صفقة مع الغرب تؤدي الى قبول الشعب المنهك والخائف من الإقتتال ، بإنتقال تدريجي للسلطة يسلم فيها الأسد الحكم لمجلس إنتقالي غير منتخب من الشعب كمرحلة أولى ، وتقديم بعض رؤوس النظام للعدالة كقرابين من أجل الخلاص
- وفي وسط كل الإحتمالات فإن شباب الثورة مطالبين بالوعي الكامل لما سيقع عليهم من ظلم وإستهتار بمنجزاتهم ، عبر تسلم الإخوان والسلفيين مفاتيح السياسة والسلطة ، لأبواب فتحوها لهم بدمائهم واستشهدوا لأجلها ، بينما الساسة العظام حكام سوريا القادمون كانوا في فنادقهم وبيوتهم الفاخرة يأكلون اللحم ويلبسون النفيس وحساباتهم مليئة بالدولارات الوهابية – البترولية
- من الأجدى ان نستقرأ تجربة مصر كاملة ونتسائل لماذا لم يحصل شباب الثورة على مقعد واحد في مجلس الشعب حتى في معقلهم الرئيسي (مدينة القاهرة ) لم يكلف أحد من الناخبين نفسه عناء وضع إسم واحد من شباب الثورة في صندوق الإقتراع ؟ .
انه نتاج طبيعي لتصرفاتهم الإنفعالية والبعيدة عن الواقع وعدم قدرتهم على التجمع وتكوين أحزاب فاعلة تقف سدا أمام من يركب ثورتهم
من الأجدى أيضا ان لا نكرر التجربة المصرية في التسرع المدعوم من الامريكيين والسعوديين لإقامة الإنتخابات الديمقراطية الشفافة بعد سقوط النظام ، والمطالبة بفترة إنتقالية مدتها سنتان على الأقل ، تقودها حكومة إنتقالية تكنوقراطية تدير البلاد ، ريثما يرسم الشعب طريقه وإتجاهاته وأولوياته ، كي لا نقع في حضن المارد من جديد وننتج رداءة أقسى وأشد إيلاما
بدأ المارد الإخواني السلفي المدعوم بالمال الوفير يستيقذ من سباته ومهاجعه التحت أرضية ، ليركب الفكر الإسلامي الحر والمتمدن بحجة الإسلام ، وهم بعيدون عن الإسلام بسنين ضوئية ، فهل من ناقوس خطر يستطيع الليبراليون قرعه الآن وقبل فوات الأوان أم وجب عليهم أنتظار الثورة السورية الثانية ليقوموا بذلك



#أنيس_البرازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس البرازي - من يريد إيقاظ المارد الإخواني-السلفي