أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد عبعوب - الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير














المزيد.....

الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 13:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الاسلاميون يكتسحون الساحة العربية مع اولى بشائر الربيع العربي، هذه حقيقة لابد لنا من الاعتراف بها، كما أنه يجب علينا كتيار عَلماني مدني من الاعتراف بغيابنا عن الشارع العربي الذي امسك لأول مرة في تاريخه بخيوط لعبة الديمقراطية التي صادرتها منه على مدى عقود أنظمة حكم دكتاتورية وتيوقراطية أٌسقط بعضها ولا زال بعضها الآخر يجثم على صدورنا..

التيار الاسلامي الذي ظل وحتى وقت قريب أسيرا لأيدولوجية منغلقة على رؤية ماضوية، هاهو اليوم ينفتح ولو مؤقتا ويكتسح الشارع العربي ويحصد أغلبية اصوات الناخبين في اولى ثلاث تجارب انتخابية نزيهة جرت في كل من تونس ومصر والمغرب.. واستطاع هذا التيار -بفضل الموروث الثقافي الاسلامي المتراكم في ذاكرة الجماهير العربية على مدى قرون، وبفضل نزوله الى الشارع وتغلغله بين مكونات المجتمعات العربية كافة وخاصة وسط مؤسسات التعليم بمختلف مراحلها ، وبفعل غياب التيارات التنويرية والعلمانية- استطاع هذا التيار ان يكسب اليوم اصوات الناخبين وان يحشر بقية التيارات السياسية المنافسة في زاوية ضيقة لم تمكنها حتى من تكوين إئتلاف لمنافسته..

هذا الواقع المستجد على الساحة السياسية العربية يجب علينا كقوى تنوير ساعية لإقامة دول مدنية حقيقية في بلداننا تضمن الحقوق لمكونات المجتمعات العربية كافة بمختلف أعراقها وأديانها ومذاهبها وطوائفها، وترسخ الفهوم الحقيقي للديمقراطية القائمة على التداول السلمي على السلطة، هذا الواقع يجب علينا الوقوف عنده والتفكير فيه بعقل ناقد للذات اولا ومتأمل لأسباب وقوف غالبية الجماهير وراء أحزاب وتجمعات سياسية لا ترى في الديمقراطية وشعارات الدولة المدنية إلا وسيلة للوصول الى السلطة وفرض أجندتها السياسية القائمة على رؤى ماضوية تفتقر للتحديث وآلية التعامل مع الآني..

نعم الشارع العربي لا زال أسيراً للتاريخ ويرفض النظر الى المستقبل بعيونه، ويتمسك بالنظر للحياة من خلال رؤية السلف.. ولكن في تقديركم من المسؤول عن هذه الحالة؟؟ هل تعتقدون ان التيارات السلفية والاسلامية ستقود يوما معركة توعية الشارع العربي ولفت نظره الى المستقبل بدل البقاء اسيرا للماضي؟؟!!
هذه المعركة المصيرية لتحقيق نقلة نوعية في تفكير الشارع ونقله من أسر الماضي إلى افق المستقبل، تعد مسؤولية كل مؤمن بالتنوير والتقدم والعلمانية كطريق وحيد للعبور نحو الديمقراطية والتنمية والتقدم والسلم الاجتماعي. وإذا كانت النخبة من مثقفي التنوير قد تأخرت وتكاسلت في الماضي عن أداء دورها الحقيقي في الشارع العربي ما جعلها في ذيل قائمة نتائج الانتخابات الحالية، فإن هذا الواقع يفرض عليها اليوم مغاردة نواديها الخاصة والنزول الى الشارع .. الى المدارس والمعاهد والجامعات .. الى الحقول والمصانع والورش ودور العبادة، الى البيوت التي تعتقل نصف مجتمعاتنا وتصادر اصواتها.. لطرح آرائها في صنع الحياة وضمان المستقبل الزاهر للأجيال القادمة، لتوعية الناس بأنهم قادرون على الحياة وصنع المستقبل بتفكيرهم دونما حاجة لأفكار السلف الذين لا يختلفون عنا في شيء سوى انهم فكروا واجتهدوا لأنفسهم، فيما نحن نتقاعس عن التفكير.

ما لم نعترف بحقيقة نجاح التيار الاسلامي في اختيار الساحة الصحيحة لعمله، والادوات المؤثرة لكسب الانصار؛ وما لم نقر بتقصيرنا وتراجعنا كقوى تنوير عن القيام بدورنا الفاعل وعلى الساحة الحقيقية لمعركة الديمقراطية المستحدثة على الساحة العربية ، وما لم نعدل من موقفنا ونصحح توجهنا وننزل الى الشارع ، فإن ربيع الديمقراطية العربية سينقلب سريعا الى خريف مبكر، وندخل من جديد في حقبة أخرى من الدكتاتوريات المحروسة بشعارات مستأجرة من السماء تدخلنا في نفق لا ضوء فيه..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة
- طرابلس تضع النظام على سكة الرحيل
- علاجات عقيمة لمعضلة عظيمة
- الكرامة وقف على الحكام العرب دون شعوبهم!!!
- واشنطن لا تريد فهم الدرس!!
- النار فوق الرماد..
- تونس .. أين؟!!
- الجنرال بشير يعلن الانفصال المسبق لشمال السودان عن جنوبه!!
- -اسرائيل- واقع .. لكنها ليست حقيقة
- مقتل -إسرائيل- في قطع حبلها السري مع الغرب
- اعلن: أنا معاد للسامية
- العلاقات الأمريكية الصينية .. الصدام حتمي
- الحوار المتمدن.. الأرقام تغني عن الكلام
- -اسرئيل- تغلق كل المخارج.. هل يعود الحكام العرب الى شعوبهم؟! ...
- محاولة لقراءة مقطوعة -حدث في العامرية- للفنان نصير شمه


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد عبعوب - الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير