|
الحوار المتمدن مُتَسع للكتابة والنشر والنقد، قلّ نظيرها!
اسماعيل داود
الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 13:05
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
الحوار المتمدن مُتَسع للكتابة والنشر والنقد، قلّ نظيرها! تجربة الحوار المتمدن خلال السنوات الماضية ساهمت وبشكل مباشر برفع سقف حرية التعبير وحرية النشر والكتابة في اللغة العربية، وهي مساهمة أساسية في تغيير المنطقة نحو مستقبل ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان. الحوار كان رائدا باستقطاب أجيال مختلفة من الكتاب والقراء. ووفر مساحة لأسماء كبيرة ولهواة ولكتاب في بداية مشوارهم. اليوم تتعدد المواقع التي تنشر كتابات ومقالات يومية، بل إن هناك موجة واسعة للصحافة الرقمية تأخذ بالاتساع يوما بعد يوم، مع ذلك يتميز الحوار بنمو عدد كتابه وقراءه، وبتزايد نطاق النشر ليغطي بلدان من المشرق والمغرب العربي على حد سواء. جزء مهم من النجاح هذا هو المساحة المتاحة للنشر في مجالات كانت وربما مازالت تعتبر من المناطق الحمراء والتي لا يجوز الكتابة والنشر فيها وفقا للإعلام التقليدي ومقص الرقيب التي تفرضه معظم الحكومات في البلدان العربية. بل إن الحوار وفر مساحة للراغبين بالإفلات من الرقيب الاجتماعي القاسي ونقده في العلن، سواء تمثل بموروث ديني أو عشائري أو اطر عمل سياسي. فكلما زادت مساحة المحظور في النشر زادت أهمية الحوار كمنفذ حر. من جانب أخر، إن هذا الموقع وفر حرية للأقليات للكتابة والنشر في قضايا نضال قومي أو مناطقي، فالحوار وان كان معظم محتواه ينشر باللغة العربية فهو لا يطرح نفسه كمشروع قومي بل كمساحة إنسانية تكون فيها اللغة وسيلة للتواصل وليست ميزة لأفضل امة أخرجت للناس! اللغة العربية مهمة بقدر أهمية اللغات الأخرى واحترام الثقافة العربية مهم بقدر احترام الثقافات الأخرى خصوصا تلك التي تتعايش في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فتاتي أهمية قضايا التحرر ببعدها الإنساني في أولويات النشر و لا يتم التمييز بين أعراق أو قوميات أو أديان. أما فيما يتعلق التحديات التي يواجهها هذا المنبر " منبر الحوار المتمدن" فهي موجودة وتحتاج المزيد من العمل سواء من كادر الحوار ومن قراءه وكتابه على حد سواء. و أنا أشرك الكتاب والقراء في مواجهة هذه التحديات كون الحوار مشروع مشترك. بل إن الكاتب في هذا الموقع يجد مساحة اكبر من المحرر في التعبير عن رائيه. ولهذا السبب بالذات اخترت أن أدرج هنا تحدي له علاقة بالمحتوى. حيث تبقى عملية مراجعة المحتوى عملية صعبة ومعقدة وقد لا تترك الكثير من المجال للاختيار! اقصد هنا المكتوب في المقالات التي ينشرها الحوار والتعليقات التي ترد على تلك المقالات. فهناك قدر كبير من الكتاب والقراء من يلجا إلى استخدام عبارات تخرج عن اطر الكتابة والنقد أو البحث العلمي الرصين، وتصل إلى حد استخدام عبارات قاسية وإهانات وشتائم، كأسلوب للتمرد على الموروث الديني والاجتماعي المقيد للحرية و ربما كما أشار احد الكتاب بأنه " عملية تحدي وتكسير للمقدس"!. وبرائي الشخصي إن من يختار هذا الطريق يفوت على نفسه وعلينا فرصة النقد الموضوعي وتناول المقدس بقصد محاكمته على أسس علمية تمت بواقعنا الإنساني ويرتضي فقط برضا عاطفي. وذلك لأنه فرغ بسيل من الكلمات القاسية شحنات كبت فرضه عليه الواقع من حوله! بينما هو يفتح المجال للقراء والمعلقين باستخدام نفس اللغة وبالتالي خروج الحوار والنقاش عن هدفه الأساسي. تجد من يحرر مقالاً أو تعليقاً من هذا النوع بين اختيارين أحلاهما مر، فهو إن منع النشر يكون قد حرم الكاتب/ة من فرصة النقد والكتابة في إطار هو في الأساس محرم في الصحافة التقليدية ومعظم الصحافة الرقمية. بينما يكون نشر المقال مسالة جدلية كون ما يرد في المقال من عبارات ومفردات يخرج على ضوابط النشر وروح الحوار المتمدن. البعض يعول كثير على سياسة الحوار في فتح مجال النشر والكتابة لأنها طريقة جيدة للتدريب ولصقل المهارات، لكن ذلك يبقى ضمن حدود لا يمكن تجاوزها! لذا أرى إن الاحتفال بالذكرى العاشرة للحوار مناسبة جيدة للدعوة إلى تعاون اكبر من قبل كتاب وقراء وأصدقاء الحوار لاعتماد أسلوب النقد العلمي والذي لا يقع في فخ الإساءة إلى المنقود، دينا كان أو مذهب أو حزب أو شخصية تاريخية، بل يركز على تناول المنقود بالبحث العلمي بلغة سليمة تعتمد توفير الأدلة والبراهين. وقتها سيجد إن في الحوار المتمدن متسع للكتابة والنشر والنقد ، قل نظيرها.
اسماعيل داود
#اسماعيل_داود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديثٌ في الثقافة والسفارة!
-
ثمانية وثلاثون سؤال حول حقوق الإنسان في العراق
-
ﻻ تنتخبوا أُُم سجاد !
-
العراق و آلية الاستعراض الدوري الشامل
-
عُذراً ، فبناء السلام في بِلادي يحتاجُ لموافقاتٍ أمنية !
-
فيكَ الخصامُ وأنتَ الخصم والحكمُ
-
نحو تاسيس الاتحاد العام للمدافعين عن حقوق الانسان ... (2-2 )
-
نحو تاسيس الاتحاد العام للمدافعين عن حقوق الانسان ... (1-2 )
-
إستطلاعٌ للرأي
-
باص الأمانة ذي الطابقين
-
المعتقلون لدى الجانب الأمريكي: ردتك إلي يَسمر عون
-
الإستثمار في اللاعنف ....
-
في اللاعنف ....
-
إستَعنتُ بأحد التَقَنييّن
-
أسبانيا والمادة 41 من الدستور العراقي !!
-
جَسْر الهُوّة بين المُجتَمَع المدني والحكومة
-
من أجل عراقٍ خالٍ من ألتَعذيب
المزيد.....
-
بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق -الحزام وا
...
-
اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تح
...
-
سوريا تحت قيادة الشرع تفتح صفحة جديدة مع الخليج، فهل تنجح بإ
...
-
إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خ
...
-
لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلان
...
-
كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
-
هل نجح نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط؟
-
الأطفال الفلسطينيون المرضى والجرحى يصلون إلى مصر بعد فتح معب
...
-
المتمردون من حركة -إم 23- يدعون حكومة الكونغو الديمقراطية لل
...
-
مصر.. خطاب للسفارة الأمريكية اعتراضا على تصريحات ترامب
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|