|
تونس : على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوعية لا الأوهام البرجوازية الصغيرة! ( فقرة من- تونس :أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء ! لناظم الماوي- الحوار المتمدّن )
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 00:21
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تونس : على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوعية لا الأوهام البرجوازية الصغيرة! ( فقرة من" تونس :أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء ! لناظم الماوي- الحوار المتمدّن ) أ- لنتصدّى للتحريفية الناشرة للأوهام البرجوازية ! إنّ غالبية " اليسار" بما هي تحريفية لا تسوّق سوى للأفكار و الأوهام البرجوازية بينما من واجب الشيوعيين و الشيوعيات حقّا أن ينشروا المبادئ الشيوعية و النظرة البروليتارية للعالم و بر امج الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية ،و العمل على مقاومة دولة الإستعمار الجديد و مراكمة القوى لإيجاد الأسلحة السحرية الثلاثة فى أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة : الحزب الشيوعي و الجبهة الوطنية الديمقراطية و جيش التحرير الشعبي و الحزب الشيوعي طليعة البروليتاريا الثورية محور هذه الأسلحة و قائدها. و لم يكتف " اليسار" الإنتهازي الإصلاحي بنشر الأوهام البرجوازية بل عمد فصيل منه يدّعي الثورية و اللينينية حتى للتحالف مع الإخوانجية بتعلّة مجابهة العدوّ الرئيسي حينها ، بن علي . وفضلا عن عدم صواب هذا التفكير الإنتهازي الذى يسمح بالتحالف مع أكثر القوى الظلامية التابعة للنظام ذاته و البديل الإمبريالي بإمتياز فى المرحلة الحالية ، فإنّ النتائج كانت وخيمة للغاية. فى الواقع ،ساهم حزب العمال " الشيوعي " التونسي - إلى جانب الحزب الديمقراطي التقدّمي- فى تلميع صورة الظلاميين و جعلهم ديمقراطيين مقبولين شعبيّا و على نطاق واسع جدّا رغم أنّهم لم يشاركوا فى تحرّكات تحالف 18 أكتوبر بتاتا أو شاركوا بإحتشام كبير ، لا سيما عندما تعلّق الأمر بتحرّكات فى شوارع العاصمة. و من هنا إذا الظلاميون " ديمقراطيون" لدى القوى الإمبريالية العالمية و بتأشيرة من حزب " تقدّمي " و آخر " شيوعي "!!! و لدي الفئات الشعبية ذات التجربة المحدودة التى ترى أنّ النهضة و قد صارت " ديمقراطية" بإعتراف الحزب " الشيوعي" و الحزب " التقدّمي" و قد وعدت بإحترام المكاسب الشعبية و تطبيق إسلام وسطي، باتت هي الأقرب للقلب و العقل ! فلماذا ستصوّت لغيرها؟ و عندئذ تكون الإمبريالية جهّزت قطعة الشطرنج الناقصة لتكرّس عمليّا هيمنة ما تسمّيه " الإسلام المعتدل" وقد أضحى مقبولا حتى من " التقدميين" و "الشيوعيين". و بهذا ندرك حقيقة أن حزب الشابي و حزب حمه ساهما فى فى هزيمتهما و تعزيز تأثير الظلاميين من حيث سعيا للإستفادة منهم. بإختصار ، التحالف الذى تمّ أفاد أيما إفادة الإخوانجية و دولة الإستعمار الجديد و قلّص من فرص إنتشار و تأثير الحزبين المتحالفين مع النهضة فى إطار 18 أكتوبر. و فضلا عن ذلك ، كان جزاء الشابي الذى فتح لهم ذراعيه و أبواب حزبه و جريدته ليبثّوا سمومهم و دافع عنهم بإستماتة ، الطرد من عدّة مناطق و الإهانات تلو الإهانات. ب- أهمّية المشروع الشيوعي : و قد بلغنا هذا الحدّ ، نودّ أن نثير سؤالا جوهريّا : هل تعتقدون أنّ الأصوات التى حصلت عليها النهضة مردّها أساسا و رئيسيا المسائل التكتيكية المتصلة بالبرنامج الإنتخابي و مسألة الهويّة ؟ نحن لا نعتقد ذلك . من الأكيد أنم مسألة الهويّة لعبت دورا فى تكديس الأصوات لفائدتها كما لعبت علاقاتها مع القوى الإمبريالية دورا لا ينكره إلاّ الأعمى غير أنّ ما نجلب إليه النظر هو أنّ الظلاميين و منذ عقود الآن أقاموا دعايتهم بصفة جوهرية و مركزية على مشروع المجتمع الذى يعدون به ، على مجتمع إسلامي يعيد للأمّة الإسلامية أمجادها و يشيع العدل فى الأرض ، حسب رأيهم المضلّل للفئات الشعبية. و هذا يحيلنا على النقيض من ذلك ، على المشروع الشيوعي الذى ما عادت غالبية "اليسار" تدعو له و تروّج و إكتفت بالعمل النقابي الإقتصادوي و المطالبة بالحريات السياسية. و مجرّد نظرة على أدبيّات المدعين تبنّى " الماركسية" تفيد بأنّ أكثريتهم تكرّس فى العمق ما روّجت له طويلا الدعاية الإمبريالية و الرجعية أي " موت الشيوعية" ففضلا عن تبرّء هؤلاء أو أولئك من الماوية أو من اللينينية أو من الماركسية برمّتها فإنهم أمسوا لا يعتبرون أنفسهم شيوعيين فهم وطنيون و هم يساريون و هم إشتراكيون و حتى حزب العمّال فى مؤتمره الأخير ناقش التخلّى عن صفة " الشيوعي"!!! فى الوقت الذى تحتاج فيه الطبقة العاملة عالميّا إلى رفع راية الشيوعية الحقيقية ،الثورية !!!. و هذا ليس غريبا منهم و نحن فيما مرّ بنا قد وضعنا يدنا على معطيات و حقائق تؤكّد أن حزب العمّال ذاته ليس لينينيّا .و قد سبقهم إلى التنكّر إلى الشيوعية الحزب الإشتراكي اليساري – فى الحقيقة "الراسمالي اليميني"- و حزب العمل الوطني الديمقراطي و كلاهما إلتحقا بجلاء بحركة التجديد و شكّلا معها تحالفات ، حركة التجديد – الحزب الشيوعي التونسي سابقا -الشهيرة بمساندتها لدولة الإستعمار الجديد لأكثر من نصف قرن. و التى شاركت فى حكومة الغنوّشي المعادية للشعب و تطلعاته. و كي نخترق الثنائي الذى تسعى الإمبريالية و عملاؤها ليضعوا الشعب فيه : إمّا الدكتاتورية المفتوحة او الديمقراطية الإستعمارية ، ينبغى أن نبثّ فى صفوف المناضلات و المناضلين و الفئات و الطبقات الشعبية و خاصة فى الشباب المشروع الشيوعي بتاريخه المجيد و مبادئه الثورية و مكاسبه الهائلة و نقد الأخطاء و كيفية تجاوزها و برنامج الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية و مستلزماتها كمشروع وحيد ثوري حقّا و قادر على تحرير الإنسانية تحريرا تاما من كافة ألوان الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري. ت- عالم آخر ضروري و ممكن ، عالم شيوعي : يجب مقارعة مشاريع الإمبريالية و الرجعية بمشروع تحرير الشعب و على رأسه الطبقة العاملة عالميّا ، يجب مقارعة مشاريع أعداء الشعوب و التحرّر الوطني و الطبقي و الجندري بالمشروع الشيوعي الثوري لا بأفكار و أوهام برجوازية صغيرة إصلاحية . و من ثمّة يترتّب علينا بناء تيّار يدافع حقّا عن الشيوعية لتجاوز الثنائية الإصلاحية : سلطة فاشستية أم سلطة ديمقراطية فى إطار دولة الإستعمار الجديد. و بالضرورة يترتّب كسر هذا القمقم كما يترتّب ماركسيّا تحطيم هذه الدولة لإنشاء دولة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية الممهّدة للإشتراكية فالشيوعية. ووحده بناء الأسلحة السحرية الثلاثة ( الحزب الماركسي-اللينيني-الماوي ،و الجبهة الديمقراطية الجديدة و جيش التحرير الشعبي ) قادر على أن يوحّد القوى و الطبقات الشعبية تحت راية البروليتاريا الثورية. و قد أثبت التاريخ المعاصر أنّ المشروع الشيوعي فقط قادر على ذلك ، لا القومي و لا الديني و لا الأوهام بإمكانه إنجاز التحرير الفعلي للشعوب و الإنسان من الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري. هذه حقيقة عميقة علينا أن ندركها جيّدا و أن نعمل طاقتنا لتستوعبها الجماهير الشعبية. و فى هذا السياق ناكّد أنّه لا مناص من مواجهة النظرة المثالية للعالم و من تمظهراتها الأساسية النظرة الدينية ذلك أنّه لن يكون بمستطاع المشروع الشيوعي النجاح و لا يمكن للثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية أن تحرز الظفر دون كسب الجماهير إلى النظرة البروليتارية المادية الجدلية للعالم و تصفية الحساب و لو بصورة أساسية و ليس كلية مع المثالية وفى حالنا نحن تصفية الحساب جوهريّا مع الإسلام السياسي . و من الواجب التشديد على أنّ الإسلام مثلما بيّن الرفاق الماويون الإيرانيون أداة و إيديولولجيا الطبقات المستغلّة . و إنطلاقا من كون الحرّية هي وعي الضرورة ( إنجلز) و تغيير الواقع ( إضافة ماو) ، نقول إنّه من الضرورة بمكان أن نواجه بجرأة و جسارة الإيديولوجيا الدينية و أن ندعو المثقّفين و جماهير الشعب لمواجهتها فكريّا و سياسيّا و ميدانيّا. و موقف التهرّب من هذه المواجهة موقف غير ماركسي، غير شيوعي ، تحريفي و لا يفيد فى آخر المطاف ، أصلا و بتاتا سوى مزيد تغلغل الظلاميين حيث لا وجود لفراغ إيديولوجي فإمّا الإيديولوجيا البروليتارية الثورية و إمّا الإيديولوجيا البرجوازية و الرجعية بتلويناتها. هل يمكن أن ننجز ثورة بروليتارية – ديمقراطية جديدة فى أشباه المستعمرات بقيادة البروليتاريا و إشتراكية فى البلدان الإمبريالية ،- بشعب أو شعوب تهيمن عليها و تتحكّم فيها إيديولوجيا مثالية – دينية؟ طبعا لا! حتى يوجد شعب ثوري مثلما حتى توجد حركة ثورية ، هناك حاجة لنظرية ثورية تنير الممارسة و عملية تغيير العالم ثوريّا . ولنتحمّل مسؤولياتنا كثوريين فى النهوض بهذه المهمّة الديمقراطية العالقة منذ عقود إن لم نقل منذ قرون. و لنوضّح عرضا أنّ هذا لا يعنى السعي إلى القضاء المبرم على النظرة المثالية والدينية تحديدا عدا كونه غير مطلوب و مثالي فلسفيّا غير ممكن واقعيّا و يحتاج إلى رسوخ الشيوعية عالميّا و لمدّة طويلة و حتى فى هذه المرحلة فهذا بعد إنتفاء شروط المعتقدات الدينية و إنتشار النظرة المادية الجدلية و التفكير العلمي. و بالمناسبة من أوكد الواجبات فى هذا الصدد أن نتجنّب أية تحالفات مع القوى الظلامية لأنّها جزء من نظام دولة الإستعمار الجديد و بديل إمبريالي ينبغى علينا عزله و مهاجمته بإستمرار حتى لا ينقضّ على نضالات الشعب و يركبها و يعيده إلى نقطة الصفر أو أتعس مثلما حصل فى إيران و( و تجربة الرفاق الماويين فى إيران و الدروس التى إستخلصوها مفيدة للغاية فى هذا المضمار) و عليه يغدو جليّا أنّه علينا أيضا أن نفضح كلّ من يدفع نحو أي نوع من التحالف معه مهما كانت التعلاّت... ليكن الشيوعيون شيوعيون و ينشروا الشيوعية بجرأة ! لنكن من محرّري الإنسانية !
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس : الدولة و الثورة الحقيقية فى أشباه المسعمرات والمستعمر
...
-
تونس : عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة؟
-
تونس: أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام خط
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الصراع الطبقي و الطبقات ف
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الدكتاتورية المشتركة -
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد -التحوّل الإشتراكي للرأسم
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الإصلاح الزراعي على الن
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الصينيون و التجربة السوفي
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد ماو و القيادة الجماعية -م
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد علاقة الجيش بالحزب -مقتطف
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الدور القيادي للحزب فى
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الماوية وفهم الدغمائية
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الماوية وتعويض الجدلية با
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد علاقة الماوية بالفلسفة ال
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الماوية و عصر الإمبريالية
...
-
دروس فى الإستشهاد الإنتهازي الخوجي أو كيف تكون معاديا للماوي
...
-
فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:-الماوية معادية للشيوعية
...
-
دحض ترهات حزب العماّل -الشيوعي- التونسي الخوجية حول الثورة ا
...
-
دحض خزعبلات -الوطد- الخوجية المتسترة حول الثورة الثقافية الب
...
-
ترهات خوجية بصدد الثورة الثقافية -فى الردّ على حزب العمّال و
...
المزيد.....
-
مواجهة التغول الرأسمالي الإمبريالي تتطلب تصعيد وتوحيد نضالات
...
-
ألعاب نارية تضيء سماء بطرسبورغ في الذكرى الـ81 لرفع الحصار ع
...
-
بغداد ترفض الحرب.. وأنقرة تضغط من أجل مقاتلة حزب العمال
-
فلنشكل جبهة شعبية لمواجهة مخططات التهجير ولدعم النضال الفلسط
...
-
تعريب العلوم: جدل الهوية والتحرر
-
تعقيب أحمد العبادي عن فريق التقدم والاشتراكية على رئيس الحكو
...
-
تلغراف: ترامب يحطم بالفعل الدولة اليسارية العميقة
-
مؤرخ ألماني يدعو برلين إلى الاعتراف بحصار لينينغراد كجريمة إ
...
-
الذكرى الـ81 لفك الحصار عن لينينغراد
-
الرفيق حنا غريب، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، في حوا
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|