أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - ديمقراطية الولي الفقيه















المزيد.....

ديمقراطية الولي الفقيه


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 00:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العملية الديمقراطيه تفرض على المؤمنين بها تقبل النتائج التي تفرزها بكل روح رياضيه, وهذا ما يجعلنا مُلزمين بتقديم التهاني والتبريكات للاحزاب والتيارات والحركات الإسلاميه على هذا الفوز المُبين, الذي تحقق لها وفي مختلف الساحات, ولا يفوتنا أن نتقدم أيضاً بالتهاني والتبريكات للشعوب التي منحت أصواتها بكثافة لتلك الأحزاب الإسلاميه ,نبارك لها إختيارها الحر الذي جسد إنتصارها المُبين وبالضربة القاضيه وفي الجولة الأولى على كل أمل لها في التقدم أو بناء مجتمعات تصلح لعيش الإنسان.

فازت الأحزاب الإسلاميه ,وتشكلت برلمانات مُنتخبة ذات أغلبيه إسلاميه ,تمنح الإسلاميين الحق في تشكيل الحكومات التي ستتولى إدارة شئون البلاد والعباد , والسؤال الذي ظل معلقاً ولا يجد إجابة والذي نريد طرحه هنا يدور حول الدور الذي سيلعبه زعماء ورؤساء تلك الإحزاب الإسلاميه في العملية السياسيه؟ .

تكامل التجربة التونسيه سيجعلنا نتخذها كمثال لنوضح ما نريد قوله, فقد فازت حركة النهضة الإسلاميه في الإنتخابات التونسيه, ومكنتها الأغلبية البرلمانية التي حصلت عليها من ترأس الحكومة, وتم الإتفاق مع الأحزاب الشريكة على رئاسة الجمهورية ورئاسة الجمعيه التأسيسه, ولم نرى أي وجود لزعيم الحركة الفائزة, لم يتولى راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الفائز رئاسة أياً من تلك الرئاسات, وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال عن الدور الذي سيلعبه زعيم حركة النهضة في الحياة السياسيه في تونس, وهل إكتفى الغنوشي بقيادة حزبه طوال هذه العقود لإيصاله للسلطة ثم ليذهب هو ويعتكف في صومعته ليعبد ربه حتى يأتيه اليقين؟

ذات السؤال سنطرحه فيما يخص الحالة المصريه ,فها هي البشائر تأتي من مصر بفوز الإخوان المسلمين, ومن وراءهم حزب النور السلفي في المرحلة الأولى من الأنتخابات التشريعيه , ورغم كثرة الأسماء المرشحة لرئاسة مصر لم نسمع عن إسم مرشد عام الحركة ضمن هذه الأسماء , ولم يظهر حتى الأن أسم ذلك الفقيه أو الامام الذي يهتدي حزب النور السلفي بهديه, لأ احد يتوقع أن يتولى المرشد العام للإخون تشكيل الوزارة المصريه المقبلة ولا رئاسة البرلمان ,فما هو الدور الذي سيقوم به هذا المرشد في الحياة السياسيه في مصر؟.

السؤال عن أدوار أولائك الأئمة المُقدسين يقودنا لطرح المزيد من الأسئلة عن هؤلاء الذين فازو في الإنتخابات, والذين سيصبحون منذ اليوم يحملون صفة نواب الأمة , وعن الحكومة التي سينتجها نواب الأمة هؤلاء , وهل هؤلاء هم حقاً نواب للأمة أم أنهم ليسو سوى نواب للإمام الذي يتزعم الحركة؟ ,وهل الحكومة التي سينتجونها ستكون حكومة الأمة, أم حكومة الإمام المُتخفي عن الأضواء ؟ , وهل نتاج هذا الربيع العربي المزعوم وهذه الثورات كما يسميها البعض ,هي نتاجها الذي نراه هو حقاً نتاج لعملية ديمقراطيه أم أنه ليس سوى عملية بيعة تمت بأدوات حديثه؟.

عملية البيعة في الأزمنة الغابرة كانت تتم بذات الطريقة, وإن بأدوات متخلفة, فالخليفة أو أمير المؤمنين كان يُرسل مُريديه ومؤيديه إلى الأصقاع البعيدة ليأخدو له البيعة من الناس ,ثم يكافئهم على ذلك بتعينهم وزراء ,وقواد جيش, وجباة خراج ,وولاة ,ينوبون عنه في التعاطي مع الرعيه,فإن أحسنوا نُسب إحسانهم إلى ولي الأمر , وإن أساؤ جعلهم ولي الأمر كبش الفداء الذي يتقى به غضبة الدهماء.

أعضاء هذه البرلمانات الإسلاميه ليسو سوى مُريدي ومؤيدي أمراء المؤمنين القادمين ,هؤلاء النواب لن يكونو نواب للأمة, لأنهم لا يدينون لهذه الأمة بشيء, هم يدينون لزعماء الحركات والأحزاب التي ينتمون إليها, والذين وضعوا أسماءهم على قوائمهم الإنتخابيه, وأوصلوهم إلى قبة البرلمان ليقوموا بوظيفة مُحددة ,وهي خدمة أهداف زعماء تلك الأحزاب والتيارات. هؤلاء النواب ليسو سوى صبيان لذلك الزعيم .

الحكومات التي ستأتي لن تكون حكومات يتشاور حول إسم زعيمها نواب الشعب , بل ستكون حكومة يتولى رئاستها أحد صبيان الزعيم المقربين منه,وستقتصر وظيفة هذا الصبي على تشكيل وزارة مكونة من أسماء صبيان أخرين يزكيهم الزعيم , والنتيجة التي نحصل عليها من هذه العملية الإنتخابيه المزعومة هي حكم شمولي يدار من وراء الستار بيد الولي الفقيه.

نماذج حيه:

النماذج التي تدار بذات الطريقة كثيرة في منطقتنا وهي نماذج حيه لانزال نعايشها في واقعنا اليوم, ولعل أبشع هذه النماذج هو النموذج اللبناني. لبنان تصنف كدولة ديمقراطيه , ويوجد في لبنان إنتخابات حرة يشهد لها الجميع بالنزاهة والشفافيه ,أيضاً يوجد في لبنان برلمان مُنتخب شعبياً تنتج عنه حكومة تمارس مهامها بتفويض من نواب الشعب ,أيضاً يوجد في لبنان رئيس للجمهورية يتم التوافق عليه بين نواب الشعب, ولكن لا ذلك الرئيس ,ولا تلك الحكومة, ولا ذلك البرلمان ,يستطيعون تحريك دبوس من مكانه في لبنان حتى يُفيق السيد في جحره الذي يختفي فيه والذي لا يعرف أحد مدى عمقه ,ليسمح لهم أو لا يسمح.

لا أحد يستطيع وصف لبنان بالدولة المحكومة بدكتاتوريه ,رغم أنها تُحكم بأبشع أنواع الدكتاتوريات التي عرفها العالم , دكتاتوريه لا يمكن إسقاطها لأنها دكتاتوريه تستمد عصمتها من عصمة الأئمة الأطهار نواب الله في الأرض, في لبنان يوجد أيضاً إعلام حر وصحافة حرة لاتوفر أحد في نقدها ,ولكن لايوجد ابن إمراة في لبنان يستطيع ذكر إسم ذلك "الأحمق المُطاع" القابع في جحره دون لقب السيد.

الإنموذج اللبناني هو الأبشع ولكنه ليس الوحيد, فهناك أيضاً حكومة "هنيه" الحماسيه والمنتخبة شعبياً هي أيضاً, والتي يترأس السيد هنيه وزارتها ,ويديرها بحسب تعليمات زعيم الحركة "خالد مشعل" القابع في دمشق, والذي يقرر مصائر سكان غزة وفق ما تقتضيه مصالح أسياده الكُثر في دمشق وطهران وغيرها من البقاع.

نموذج أخر هو الإنموذج العراقي الذي يتوفر فيه عدد لا يحصى من الأولياء الفقاء المتعددي الولاءات ,والذين يقدمون صبيانهم إلى الإنتخابات لإنتاج برلمان عراقي مشلول, لا يستطيع صياغة قرار حتى يتفق الأولياء الفقهاء خارجه فيما بينهم.

هذه هي إجابة سؤالنا الذي طرحناه في البداية ,وهذا هو الدور المرسوم لزعماء تلك الحركات الإسلاميه , إنه دور الولي الفقيه الإيراني الذي لايمتلك أي منصب سياسي في الدولة ,ولكن الدولة بكل مرافها تدور في فلك عمامته الغُرابيه المُقدسة.

الجميع يدرك أن دويلة قطر المُتصحرة, وشيخها المنتفخ بالغاز والذي صار بقدرة قادر يتزعم هذا الربيع العربي المنكود ,الجميع يدرك أن تلك الدويلة هي أضئل شأناً من أن تكون لها أجندة خاصة بها في المنطقة, الجميع يدرك أنها ليست سوى دراع لصاحب العمامة الغُرابيه المُتخفي في "قمّ", والذي يستكمل إستعدادته للحصول على قنبلته النوويه, ليضع زر تفجيرها بين يدي مهديه المنتظر, الذي تكاملت العلامات على إقتراب زمن مغادرته لسردابه, ليهل على عالمنا ويملأه عدلاً بعد أن امتلأ جوراً , ووظيفة نوابه الأن هي أن يُشيعو الجور والظلم قدرما يستطيعون ليتوفر المناخ المناسب لخروج ذلك المُسردب .

لقد عمل نواب الولي الفقيه بأقصى جهدهم لتدمير الأوطان التي وقعت تحت سطوتهم , لقد رأينا ما فعلوه بلبنان وكيف تحول لبنان من أيقونة لهذا الشرق, إلى دويلة تنام ولا تعرف ما الذي ستصحو عليه ,دولة ينام مواطنها ويصحو تحت إرهاب أربعة ألاف صاروخ توضع أزرار الكبس عليها بين أصابع صاحب الجحر في إنتظار ما يوحي له به وليه الفقيه في طهران,صارت بيروت النابضة بالحياة والفن والثقافة مدينة مرعوبة تترقب شوارعها مليشيات الله لتجتاحها في أية لحظة إستجابة لشطحات الولي الفقيه. لقد رأينا كيف تحول الإنسان اللبناني سليل ذلك الفنيقي العظيم الذي جاب البحار ينشر الحضارة والمعرفة, ويبنى المدائن التي زينة شواطئ المتوسط , كيف تحول إلى إنسان بأئس يلطم صدره ورأسه, وينوح على قتيل مات وشبع موت من أكثر من ألف عام, ويصرخ مولولاً في الشوارع مطالباً بثارات الحسين , إنسان يتعيش على إنتظار ذلك المنتظر ليحل له مشاكله المتفاقمة.

نحن نرى ما الذي يحدث في العراق ,وكيف تحولت أحلام الأنسان العراقي بعراق عظيم ينعم مواطنه بالرفاه ,كيف تحول إلى قِدر يغلي بالأحقاد والثارات, وكيف تحولت ساحات العراق لمنابر للجهلة والحمقى من أصحاب العمائم المختلفة الألوان ,والذين صار لكا منهم جيشه الخاص, وشعبه الخاص به أيضا.

لقد رأينا كم الدم الذي سفكته حماس, والذي فاق ما سفكته إسرائيل, ورأينا كيف تحول أصحاب القضيه الواحدة إلى فرقاء لا يستطيعون الإجتماع إلا تحت وساطة وكلاء الولي الفقيه .

هذه هي الصيغة التي يراد تعميمها في المنطقة ,فالولي الفقيه يعلم أن دول المنطقة وريثة الحضارات العظيمة لايمكن أن تستجيب للتخاريف المرضيه التي تعشش في رأسه المتخلف , تلك التخاريف التي تتعيش على التباكي على أبواب السرداب للتعجيل بفرج مفرج الكروب ,هو يعلم أن تخاريفه هذه صارت مدعاة للضحك والسخريه ولذلك فليس أمامه إلا تقسيم هذه الأوطان, وضرب وحدتها عبر شراء ذمم من لا ذمة لهم من أبناءها, ليفرض عليها واقع سياسي يشل حركتها كما حدث في لبنان والعراق , واقع من الشلل التام يهئ الظروف المناسبة لتأخر إنساها وتحويله إلى فريسة لدعواه المتخلفة.

هذه التيارات الإسلاميه ستقيم حكمها على تعهد بذرة التشظي الموجودة في التركيبة الهشة لمجتمعاتنا , ستتعهد تلك البذرة وتحرص على توفير المناخات المناسبة لنموها وأزدهارها , لتزهر أحقاد وظغائن وفتن ,ولتتساقط ثمارها أجساد مففخة وأشلاء متناثرة ,سنرى ثمارها كما رأيناه في أفغانستنان ولبنان والعراق والصومال , ولتصبح بقية بلدان هذه المنصة على ذات القائمة.

هؤلاء الإسلاميون لا وطنية ولا إنتماء لهم لأوطانهم, إنهم ينتمون لشرائع الخراب, ويسيرون وفق ما تقتضيه شرائع خرابهم تلك , ولن يهدأ لهم بال حتى تسود قوانين شريعتهم تلك , ولن تسود قوانين شريعتهم تلك إلا في ذات المناخات التي سادت فيها في أزمنة خير القرون , مناخات التصحر الفكري, والخواء المعرفي, الذي يخرج بالإنسان عن إنسانيته ليتحول إلى دابة الإله المفترسة, التي لاتكف عن الإفتراس بأمر ربها ,حتى تجعل كل ما تأتي عليه عصفاً مأكولا.



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 2/2
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 1/2
- الربيع الفرعوني .. هل يفعلها الفراعنة ؟
- حتى لا تحكمنا موزة
- الجُموع ليست مُقدسة
- لماذا لا للإسلامجيه
- الدولة المدنية الدينيه
- الله يتضور جوعاً
- تضحيات الكفار يحصد ثمارها المؤمنون
- بين المدنية والتدين 3/3
- بين المدنيه والتدين 2
- بين المدنيه والتدين 1
- سيدي الرئيس


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - ديمقراطية الولي الفقيه