" كادر " لتزوير الحقائق !!
السويد
*أُرسلت الى محرر " بريد"
في صحيفة " الحياة" بتاريخ 31/8 ولم تنشر لحد اليوم،في حين نشر رد نوري المرادي في
اليوم التالي من إرساله.
حولت المخابرات العراقية مدينة مالمو في جنوب السويد الى
وكر لنشاطاتها التخريبية ضد قوى المعارضة العراقية المناوئة للدكتاتورية والإرهاب
ولخيارات الحرب، مستهدفة أبرز نشطائها بالإساءة والتجريح، شاملة الشيوعي،
والديمقراطي، والإسلامي المتنور، والوطني المستقل، مستعينة بعميل مفضوح - من أصل
مصري - وببضعة مواطنين من بلد عربي اخر، يقودهم ضابط مخابرات عراقي، حاصل على
"اللجوء السياسي".
وبحجة " الدفاع عن الوطن" عقد مع أزلام النظام
الدكتاتوري تحالفاً وشيجاً كل من باقر إبراهيم- القيادي السابق في الحزب الشيوعي،
وجبار الكبيسي- المطرود من القيادة القومية لحزب البعث السوري، وغيرهما. وتحت هذه
اليافطة البالية أعلن المدعو نوري المرادي تزعمه لمجموعة لا تتجاوز عدد أصابع اليد،
إنتحلت إسم الحزب الشيوعي العراقي، وهي - بحسب معلومات أكيدة - لا علاقة لها بمنظمة
الحزب في السويد، ولا في أي مكان اَخر، لا من قريب ولا من بعيد.
ما قامت به هذه العناصر لحد الآن يدلل، كفاية،
بأنه لا يخرج عن إطار ما رسمته المخابرات العراقية لمحاربة الحزب الشيوعي
العراقي، ساعية، بكل ما تستطيع، تشويه سمعته، وتحريف مواقفه النضالية الوطنية أمام
أنصاره ومحبيه في داخل الوطن وخارجه، تارة بأسلوب مباشر، كاتهامه بالخيانة،
والعمالة، والهدم والتخريب، التي عفا عليها الزمن، وتارة أخرى بإصدار البيانات
المفبركة الموقعة بإسمه أو بإسم سكرتير لجنته المركزية..
في
هذا السياق تأتي طروحات نشرة" الكادر الحزبي"وبيانات المرادي، الذي ينم
رده على ما كتبه الأستاذ إسماعيل زاير في صحيفة " الحياة" ( العدد 14386، في 9 / 8
/2002) على خبرة الكادر المجرب، حيث يقول:" ومقال (الحياة)( وهو ليس مقالاً، وإنما
تقرير خبري مكثف- ع ف إ) يمكن اعتباره عيّنة للدعاية المخابراتية المرافقة للعمليات
المستترة. فتدس مجموعة ملاحظات مختصرة جداً, مجردة عن التحليل والشرح, ومسندة الى
مصادر معلومة الإسم مجهولة الهوية والموقع, ومرفقة ببعض الحقائق الجانبية لتوهم
السامع وكأنها برقيات عن أخبار حدثت للتو. وهو نمط عادة ما يرافق العمليات
القذرة للاستخبارات الأميركية".
أما ما يتعلق بالحزب الشيوعي
العراقي، فالمرادي يزعم "همّنا هو توحيد الحزب, وإعادته الى ثوابته الوطنية
السابقة, وأهمها إلغاء العهود والمواثيق التي التزمت بها قيادتنا الحالية لأميركا"،
دون أن يشير، وهو "الكادر الحزبي"، الذي يفترض به إمتلاكه للمعرفة والإطلاع،
ولو الى بند واحد من تلك " العهود" و " المواثيق" المزعومة. وأتحداه أن يفعل
ذلك، مثلما أتحداه ان يشير الى وثيقة واحدة للحزب وردت فيها عبارة "الرئيس
العراقي"- المذكورة في نشرته وثوابته - بدلاً من الطاغية والمجرم والجلاد صدام
حسين. وبشأن موقف الحزب من الحرب، والجيش العراقي، ومهمة التغيير، فقد كتب
المرادي، في مكان اَخر، يقول: "أما ما تفعله القيادة الحالية فهو إرتداد عن ثوابت
الحزب النضالية وخيانة وطنية عظمى"، لكنه نسي هذا الأتهام الخطير، وراح يغالط نفسه
بنفسه، معترفاً، في رده على " الحياة " بقوله: "والجدير بالذكر هو ان الموقف المعلن
لقيادة الحزب الشيوعي العراقي هو إدانة الغزو الأميركي, والوقوف ضدّه, شأنه في ذلك
شأن القوى الوطنية العراقية والعربية والعالمية على السواء"، ومؤكداً:" وقيادة
الحزب الشيوعي العراقي غالباً ما توجّه النداء الى الجيش العراقي للمساعدة على
التغيير المنشود للحكم"… فأين"الإرتداد" عن الثوابت، و"الخيانة" الوطنية، سوى في
مخيلة المرادي؟!!
إن المتتبع الموضوعي لسياسة الحزب الشيوعي
العراقي (والمرادي نفسه لا ينكر بأنها ترسم ضمن برامج الحزب المقرورة في
مؤتمراته) يلمس بجلاء تام إصرار الحزب على موقفه الواضح والصريح، الرافض
للدكتاتورية وللحرب وللتدخل العسكري الأجنبي، إنطلاقاً من تقدير الحزب لما
سببه النظام الدكتاتوري الصدامي المقيت من كوارث وفواجع وماَسي، لا تعد ولا تحصى،
وما يهدد شعبنا من فناء وهلاك للأبرياء، وينتظر وطننا من خراب ودمار وكوارث
وتداعيات خطيرة أخرى، إذا ما شنت عليه حرب جديدة. ومن هذا المنطلق أيضاً إعتبر
الحزب بأن أمثل وأفضل عملية تغيير للخلاص من الدكتاتورية هي التي تتم على أيدي
جماهير شعبنا وقواته المسلحة بقيادة تحالف قوى المعارضة الوطنية، وفق مشروع وطني
ديمقراطي، وبتضامن ودعم دولي مشروع .. وهي الضمانة الوحيدة لقيام نظام وطني-
ديمقراطي، وعراق موحد ومستقل، اَمن ومستقر.. وقد جددت قيادة الحزب هذا الموقف في
إجتماعاتها الدورية، وأكد عليه سكرتير الحزب حميد مجيد موسى في تصريحاته للصحف
العربية، ومنها " الحياة"، وكذلك المتحدث بإسم الحزب الدكتور صبحي الجميلي
–عضو اللجنة المركزية!. وهو ما نص عليه بلاغ الاجتماع الأعتيادي للجنة المركزية
للحزب في 15 اَب/ أغسطس المنصرم،الذي أولى اهتماما استثنائيا للمخاطر المتنامية
المحدقة بشعبنا وبلادنا, ارتباطا بتصاعد الحملة السياسية - الاعلامية
والعسكرية للادارة الامريكية, الهادفة - كما يجري الاعلان تكرارا - الى تقويض
النظام الدكتاتوري القائم..ولفت الاجتماع الانتباه الى انه خلافا لما يعلنه ممثلو
الادارة عن انهم لا يريدون استبدال دكتاتور بآخر, وبانهم سيعملون على اقامة نظام
ديمقراطي في العراق, بينت المعلومات التي نشرت في الاسابيع الاخيرة ان في النية
الابقاء على قسم كبير من القوات المشاركة في الهجوم المرتقب, في الاراضي العراقية
لسنوات طويلة, بدعوى مواجهة "الفوضى التي ستنشأ" غداة اسقاط النظام, و"حماية" وحدة
البلاد، و"منع" تقسيمها, وغير ذلك من الحجج، مشيراً الى أن هذا التوجه يكشف رغبة
جلية في التحكم المباشر بالتطور اللاحق في البلاد, ودفعه في الاتجاه المناسب
للتصورات والخطط الامريكية, لاعادة تشكيل اوضاع المنطقة وفقا لمصالح الولايات
المتحدة الاستراتيجية. ويؤكد حقيقة ان من يغير الاوضاع, خاصة عن طريق الحرب, ستكون
له, وليس للشعب وقواه السياسية, اليد الطولى في تحديد طبيعة النظام القادم
وشكله.
وبينما يرى المرادي و " كادره الحزبي " في
سياسة الحزب التحالفية " خطلاً وخطراً على الحزب ذاته, مثلما نراها دليلاً على
ضعفه"، زاعمين بأنه" يبحث من خلال التحالف عمن يناضل عنه"، ساعين، في هذا الظرف
الحرج،الذي يستوجب،أكثرمن أي وقت مضى، توحيد الخطاب السياسي والفعل المعارض
المشترك، المناوئ للدكتاتورية ولخيار الحرب، الى إفتعال السجالات العقيمة، وتأجيج
الخلافات بين الشيوعيين والإسلاميين، توقفت اللجنة المركزية، في إجتماعها الأخير،
عند اوضاع المعارضة, وبحثت سبل تفعيل دورها للتأثير على مسار الاحداث, وعلى ما يرسم
لبلادنا من آفاق ولشعبنا من مصير، مذكرة بأهمية كل تقدم تحققه قوى المعارضة, لاسيما
الفاعلة منها ,على طريق التعاون والتحالف في ما بينها, وبالاستناد الى برنامج واضح
يعتمد الثوابت الوطنية المعروفة،في إنعاش مزاج المقاومة الشعبية في الداخل ضد الحكم
الدكتاتوري . وبالعكس يثير استمرار تشتت القوى الوطنية المعارضة وتأسيس كيانات
معارضة جديدة, كما حدث في الاونة الاخيرة, شعورا بالاحباط.وهو ما يخدم مسعى النظام
الدكتاتوري لادامة تبعثر الجسم المعارض, باعتباره شرطا لبقائه , كما يخدم الجهود
الامريكية الرامية الى استبعاد او تهميش العامل الداخلي المنافس في عملية التغيير,
وغير المرغوب فيه من قبلها عند اعادة ترتيب الاوضاع في العراق بعد اطاحة النظام.ولم
يفت اللجنة المركزية فضح إمعان النظام العراقي في سياساته الرعناء،التي لا هم لها
سوى حفاظه على سدة الحكم..
وفي شأن المشاريع المطروحة للاطاحة بالنظام
الدكتاتوري ولرسم معالم مستقبل العراق, نبه الحزب الى المخاطر الجدية التي
تنجم عن اعتماد خيار الحرب والتدخل العسكري الاجنبي كوسيلة للتغيير, واللذين تدلل
التجارب العديدة انهما يخلفان الموت والدمار والمأسي ولا يآتيان بالديمقراطية. فهذه
يعتمد تحقيقها اساسا على مشاركة جماهير الشعب وقواه السياسية في عملية التغيير.وشدد
اجتماع اللجنة المركزية الأخير على ان التغيير هو مهمة شعبنا وقواته المسلحة,
بقيادة تحالف قوى المعارضة الوطنية, وبدعم دولي شرعي.
فلمصلحة من يشوه
المرادي و" الكادر الحزبي" هذه الحقائق ؟!!
--------------------------------------