أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد سيد رصاص - مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957















المزيد.....

مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 09:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



عندما سقطت دمشق من يد الدولة العثمانية فإن هذا كان ايذاناً بإنتهاء عهد اسطنبول ،وهو أمر لم يتأخر أكثر من أربعة أسابيع عندما تم توقيع استسلام القوات العثمانية في جزيرة مودروس بيوم30تشرين أول1918وماأعقب هذا من احتلال الحلفاء لبلاد الأناضول وحتى لاسطنبول،تماماً كماكان سقوط بلاد الشام بيد السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق عام1516بداية لتحول الدولة العثمانية إلى امبراطورية مشرقية ممتدة من بغداد إلى الجزائر ومن حلب إلى عدن،الشيء الذي ينطبق على امبراطورية الاسكندر المقدوني(331قبل الميلاد)والرومان (64قبل الميلاد)والدولة الاسلامية إثر معركة اليرموك(636ميلادية). وعملياً،وحتى بعد توجه مصطفى كمال إلى طي صفحة الماضي العثماني،منذ قيادته لحرب التحرير التركية(1919-1923)ضد احتلال الحلفاء،فإن هذا لم يثنه عن محاولات قضم المنطقة الممتدة على خط اسكندرونة- حلب- الجزيرة- الموصل:في البداية،وقبل عقد اتفاقية أنقرة بين الفرنسيين والأتراك(20تشرين أول1921)فإنه استولى على كل ماكان تابعاً لولاية حلب(أورفة - عنتاب - كلس)وكانت قد أكدته معاهدة سيفر(10آب1920)ضمن أراضي الإنتداب الفرنسي ،و هي المعاهدة المرفوضة وغير الموقعة من قبل الأتراك،لذلك كان ماتنازل عنه الفرنسيون من أراضي سورية،في تلك الاتفاقية ذات الطابع الأقرب للهدنة العسكرية ثم سياسياً عبر معاهدة لوزان(24تموز1923)، مخالفاً للمادة22من ميثاق عصبة الأمم الذي ينص على أن"سلطة الإنتداب تتنازل عن حق السلخ أوالضم بالنسبة للأراضي المنتدبة".
في لوزان تنازل أتاتورك(الذي أعلن تركية جمهورية يوم29تشرين أول1923عاصمتها أنقرة)عن كل "حق أوصيغة مهما كانت طبيعتها فيمايتعلق بالأراضي الواقعة خارج الحدود التي أقرتها المعاهدة الحالية"،وهو ماكان الولادة الفعلية لجمهوريته التي ولدت عملياً في معاهدته تلك بلوزان مع الحلفاء.رغم هذا،وعندما بدأت الثورة السورية الكبرى استغل الأتراك هذا الوضع لمطالبة الفرنسيين في أيلول1925بالتنازل عن مناطق جنوب خط حدود1921وحدود معاهدة لوزان تشمل بلدة(باياس)عقدة الخط الحديدي عند أقصى شمال غرب لواء الإسكندرون،الذي اعترف الأتراك بوضعه الخاص المستقل إدارياً ضمن الأراضي السورية في اتفاقية أنقرة و معاهدة لوزان.هذا الأمر عاد وتكرر في أثناء الإضطراب السوري- الفرنسي الذي أعقب معاهدة1936الفرنسية- السورية التي قالت حرفياً:"تأخذ سوريا على عاتقها جميع الالتزامات التي كانت زمن الإنتداب بمافيها مناطق الاستقلال الإداري"،حيث أثار أتاتورك أمام البرلمان التركي بيوم1تشرين ثاني1936قضية لواء الاسكندرون،وبالذات بعد أن تم قبول سوريا،طبقاً لمعاهدة1936،عضواً في عصبة الأمم وفقاً لحدود معاهدة لوزان.هنا،كان السلخ الفرنسي للواء عن الأراضي السورية واعطائه لتركية،عبر اتفاقيتي29تشرين ثاني1937و23حزيران1939،خرقاً لالتزامات فرنسة كدولة منتدبة من عصبة الأمم وكدولة موقعة على المعاهدة الفرنسية- السورية عام1936.
كان الهدف الفرنسي ( مع تجمع غيوم الحرب المقبلة مع هتلر) من اعطاء اللواء لتركية هو منع تكرار تجربة الحرب العالمية الأولى لما انضم الأتراك للألمان.مع هذا فقد كان من سخرية الأقدار،وبعد تولي الحكومة التابعة للألمان في فرنسة المحتلة بقيادة الماريشال بيتان لأمور الإنتداب الفرنسي على سوريا ولبنان،أن يطالب الأتراك بإقتطاعات جديدة من الأراضي السورية مستغلين الهجوم البريطاني من العراق وفلسطين على سوريا ولبنان(8حزيران1941): بسبب الحصار البحري البريطاني للسواحل حاولت سلطات بيتان ارسال قطارات امدادات لقواتها عبر الأراضي التركية،وبعثت (المسيو بنوا ميشان)إلى أنقرة حيث"أوحى الوزير الأول التركي السيد سراج أوغلو للوفد الفرنسي أن اتفاقاً مناسباً لفرنسة ممكن في حالة واحدة فقط:أن توافق الحكومة الفرنسية على ضم منطقة الجزيرة ومنطقة حلب إلى تركية"(ميشيل كرستيان دافيه :"المسألة السورية المزدوجة:سورية في ظل الحرب العالمية الثانية"،دار طلاس،دمشق1984،ص247).
كان أول مافعلته حكومة دمشق مابعد جلاء الفرنسيين(17نيسان1946)على صعيد العلاقات الدولية هو طرح قضية لواء الاسكندرون على هيئة الأمم المتحدة.عرقلت واشنطن الموضوع وأفشلته في آذار1947بسبب حسابات تتعلق بجذب أنقرة إلى الصف الغربي في الحرب الباردة مع السوفيات التي تؤرخ بدايتها مع ذلك الشهر الذي طرح فيه"مبدأ ترومان"،وهو مااستتبع بتوصية مجلس حلف الناتو في 20أيلول1951بضم تركية إلى الحلف قبيل ثلاثة أسابيع من طرح واشنطن ولندن مشروع " قيادة الشرق الأوسطMEC "،الذي رفضه رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس باشا،وكان السبب لانقلاب العقيد أديب الشيشكلي في دمشق(29تشرين الثاني1951)ضد حكومة الدكتور معروف الدواليبي المعادي للمشروع(وفقاً للمحفوظات الحكومية الأميركية بعد انقضاء مدة السرية عنها:راجع دراسة دوغلاس ليتل:"الحرب الباردة والعمليات السرية:الولايات المتحدة وسوريا1945-1958"،مجلة "ميدل ايست جورنال"،المجلد44،شتاء1990،ص ص 51- 75).
في يوم 27أيار1953بعث السفير الأميركي بأنقرة (ماك جي) برقية تضمنت التالي:"رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس يريد انشاء تحالف أمني تحت قيادة تركية،وهو يعتقد بأن تلك البلدان التي كانت تحت الإستعمار الأوروبي لم تعد تثق بالغربيين بعد الآن"(من أطروحة للدكتوراة مقدمة عام 2007 لجامعة تكساس للتكنولوجيا متوفرة على الإنترنت:محمد خالكان:"العلاقات التركية خلال فترة مندريس ومابعد انقلاب1960").في تلك الفترة كان الهم الرئيسي لوزير خارجية إدارة أيزنهاور،أي جون فوستر دالاس، انشاء (جدار شمالي)ضد السوفيات يمتد من الحدود الهندية – الباكستانية إلى الحدود التركية- البلغارية يضم جنوبه بغداد و دمشق وعمان والقاهرة في نظام أمني شرق أوسطي يرتبط ب(الناتو)عبر تركية،التي دخلت في 2نيسان1954 في معاهدة ثنائية مع باكستان قبل أن توقع أنقرة مع العراق على (حلف بغداد)في24شباط1955،الذي انضمت إليه لاحقاً لندن وطهران واسلام آباد،ثم واشنطن عام1957كعضو مراقب.
من دون(حلف بغداد)لايمكن تفسير اتجاه عبد الناصر المضاد إلى (مؤتمر باندونغ) في نيسان ولاصفقة الأسلحة التشيكية في أيلول1955التي عنت تحولاً استراتيجياً للقاهرة باتجاه موسكو،وهو ماقاد عملياً إلى تأميم عبد الناصر لقناة السويس في 26تموز1956الذي قادت تداعياته بعد ثلاثة أشهر إلى حرب1956:منذ التوازنات السورية الجديدة التي أعقبت اغتيال العقيد عدنان المالكي في يوم22نيسان1955مالت دمشق نحو القاهرة وموسكو،ماعنى اصطداماً مع محور بغداد- أنقرة- لندن- واشنطن،مع حياد الرياض التي لم تحسم أمرها ضد القاهرة سوى منذ نيسان1957بعدما كانتا متحالفتان ضد هاشميي بغداد وعمان.
خلال عام1956كان الإنشغال الأميركي- البريطاني- التركي- العراقي منصباً على رؤية بأن مفتاح تحجيم عبد الناصر يبدأ من دمشق:في آذار طار رئيسC.I.Aألان دالاس،ومعه كيرميت روزفلت مهندس الانقلاب الأميركي ضد محمد مصدق في طهران آ ب1953،إلى لندن لوضع "تفاصيل انقلاب سوري مع نظرائهم في(مصلحة الإستخبارات السرية البريطانيةSIS )"(ليتل:"المرجع المذكور". كل الاقتباسات التالية منه).وضعت هناك اللبنة الأولى ل(عملية ستراكل) . كان محدداً للعملية الانقلابية أن " يقدح زنادها عبر افتعال تركي لحوادث حدودية وتحريك بريطاني- عراقي للبدو بينما يعمل رجالC.I.Aعلى تعبئة مسلحي الحزب القومي السوري،من أجل أن يساهم هذا في قدح زناد انقلاب عسكري سوري من قبل مجموعات معادية للشيوعية". إثر يوم26تموز تم تحديد موعد25تشرين أول موعداً للإنقلاب،الذي شاركت في تحضيره قيادات سياسية نافذة مثل (منير العجلاني - ميخائيل اليان- حسن الأطرش- فيضي الأتاسي- الشيخ هايل سرور...إلخ) وشخصيات عسكرية(العقيد غسان جديد- العقيد محمد صفا- المقدم محمد معروف...إلخ)، قبل أن يطلب البريطانيون تأجيله ثلاثة أيام من دون أن يعلم الأميركان بأن هذا يتوافق مع الاتفاق البريطاني- الاسرائيلي لبدء هجوم تل أبيب على سيناء ،وهو ماأحبطه اكتشاف رئيس الاستخبارات السورية العقيد عبد الحميد السراج للعملية بيوم 27تشرين أول . في 12آب1957تم اكتشاف مخطط انقلابي (أميركي التخطيط) في دمشق،تحت اسم(عملية وابن)،كان احباطه سبباً لتوتر أميركي- سوري،أعقبه تحرك عسكري عراقي على الحدود السورية ونشوء أزمة بين دمشق وأنقرة،عبر حشود عسكرية تركية ضخمة على الحدود،أدت إلى أزمة عالمية أميركية- سوفياتية،لم توازها سوى أزمة الصواريخ الكوبية بين القطبين العالميين عام1962،حرص فيها الرئيس أيزنهاور على"تفادي التدخل العسكري الأميركي المباشر وماسيجره الأخير من احتمالات أسوأها هو المجابهة العسكرية مع موسكو" . في10تشرين أول وجه خروتشوف"انذاراً بأن تركية إذا بدأت بأعمال عدوانية ضد سوريا فإن هذا سوف يقود إلى نتائج وخيمة جداً بمافيها تلك التي ستقع على تركية". كانت هذه الذروة السوفياتية، المنذرة بحرب عالمية من خلال مجابهة لموسكو مع عضو في الناتو ،قد أدت إلى ضغوط أميركية على أنقرة ،وعبر اغراءات اقتصادية بمساعدات،من أجل انهاء التوتر في نهاية تشرين أول1957.
أدت الأزمة التركية - السورية إلى فتح صفحة الوحدة السورية - المصرية،بعد أن أرسل عبد الناصر جنوداً مصريين لسوريا في تشرين أول لمجابهة الحشود التركية:كان صعود نجم عبد الناصر إلى الذروة من خلال تحقق تلك الوحدة في يوم22شباط1958انذاراً بسقوط نوري السعيد في بغداد عبر انقلاب14تموز1958وبسقوط عدنان مندريس(1950-1960)، صاحب التوجه الاسلامي المعادي للأتاتوركية بالتوازي مع روابطه الوثيقة بالغرب،في انقلاب عسكري بيوم27أيار1960قاده ضباط علمانيون أتاتوركيون.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزعة الاستعانة أوجلب الأجنبي للشؤون الداخلية:العراق نموذجاً
- استقطابات القوى السياسية السورية أمام مبادرة الجامعة العربية
- الإستيقاظ الروسي
- اسرائيل و-الربيع العربي-
- حشر ايران في الزاوية
- المعادلة السورية الجديدة:آليات السقوط أوالتغيير ومدى امكانية ...
- ايران و -الربيع العربي-
- التدخل الخارجي والحرب الأهلية
- التباسات التغيير الليبي
- القذافي ظاهرة عربية،أكثرمنها ليبية:محاولة للمراجعة
- المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...
- بعض خصائص المسار التاريخي للحياة السياسية السورية
- خريطة اجتماعية سياسية اقتصادية للاحتجاجات في سورية
- غروب مرحلة عربية
- الاسلاميون والعسكر
- تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات
- الدور الاقليمي التركي
- مساهمة تحركات الشارع العربي في رسم صورة اقليمية جديدة
- من الليبرالية القديمة إلى الجديدة


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد سيد رصاص - مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957