أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - دروس من العراق...بخصوص إيران وإسرائيل !















المزيد.....

دروس من العراق...بخصوص إيران وإسرائيل !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن أن نستخلص دروسا، مما جرى للعراق من إحداث في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي، يمكن أن تساهم في حل مشكلات ما يشهده العالم حاليا من صراع حاد بين المجتمع الدولي وإيران حول برنامج الأخير النووي خصوصا في ظل تداعيات ما رشح من تصريحات وإنباء عن نية إسرائيل توجيه ضربة عسكرية استباقية للمنشآت النووية الإيرانية ؟
هذا السؤال المهم هو مضمون مقالة جديدة للباحث البروفسور مالفريد بروت وهو أستاذ في كلية الدفاع النرويجي في أوسلو، اذ كتب مقالة مهمة في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي ربط فيها بين تداعيات وأسباب ضرب إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981 وبين نيتها الحالية القيام بضربة عسكرية ضد إيران كما بدا ذلك في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينما قال " أن الخطر الإيراني غير واضح للعيان حاليا...ولكن يجب علينا العمل قبل أن تُغلق نوافذ الحل الذي هو واضح، ويتمثل في توجيه ضربة عسكرية فورية لإيران... ومن غير الممكن تنفيذ مثل هذا الهجوم حينما يكون مفاعل فوردو الإيراني يعمل بصورة كلية".
في البدء نجد أنفسنا أمام حقيقة يختلط فيها التاريخ والسياسية وهي ما لاحظه البروفسور مالفريد بروت اذا وجد أن البرنامج النووي للنظام العراقي السابق مع البرنامج النووي الإيراني الحالي قد شكلا محورين مهمين من محاور الجدال السياسية لفترة ناهزت العقد ، بل من وجهة نظري أكثر من العقد إذ استمر الجدل حول البرنامج النووي العراقي سنوات عديدة ولم ينته الا بعد احتلال العراق وإسقاط نظام .. وها نحن الآن و منذ سنوات نرى بوضوح كيف اخذ الملف الإيراني النووي حيزاً كبيرا في الفضاء الإعلامي العالمي منتقلا بين قاعات الكونغرس الأمريكي الى أروقة الامم المتحدة ومجلس الأمن .
ويؤكد البروفسور بروت على أن الكثير ربما موافق على قرار ضرب ايران الذي يوصي به رئيس الوزراء الإسرائيلي لكن من جهة أخرى ان الادعاءات التي تُساق من اجل ضرب ايران، كما يقول بروت، قائمة على" تضليل تاريخي ومنطقي" ويبدأ بروت بفحص التضليل التاريخي أولاً ..فيشير الى ان تصريحات نتنياهو الأخيرة حول البرنامج النووي الايراني تستنسخ الحجج التي سيقت حول ما فعلته إسرائيل مع البرنامج النووي العراقي المزعوم قبل غزو 2003.
وما اثار البروفسور بروت في الحقيقة هي تصريحات نتنياهو حول تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن من نوفمبر فيما يتعلق بإيران الذي تحدث عن مدى التهديد الإيراني حيث احتوى، برأي نتنياهو، على مجرد معلومات بسيطة تستطيع الوكالة تأكيدها على نحو مستقل. ولكن هذا التصريح، يتضمن في تحليل البرفسور بروت على حقيقتين، الأولى: أن حكم الوكالة الدولية I.A.E.A ليس جديراً بالثقة فبدلاً من هذا يجب ان نعتمد على تقديرات الاستخبارات التي تكون مصادرها غير موثقة، الثاني: ليس التهديد الإيراني الحقيقي هو في قدرتها على إخصاب اليورانيوم، وإنما في جهدها الواضح لإخفاء معلومات ودفن مؤسسات تحت الأرض تشكل دليل على التهديد المتنامي.
إما العامل المنطقي الآخر فقد لعب دورا مهما في دفع الولايات المتحدة لغزو العراق، حيث يشير البروفسور بروت الى انه بعد عملية اخفاء شامل لبرنامج اسلحة الدمار الشامل العراقية بين عام 1991 وعام 1995 بدأت الوكالات الدولية وأجهزة الاستخبارات بافتراض ان هنالك امراً غير مخفي وان كان على نحو لم يتم التأكد منه، وأكثر من ذلك ، ان تحقيق الامم المتحدة حول ما يسمى آلية إخفاء العراق ساهم في طرد الأخير لمفتشي الأمم المتحدة في نهاية عام 1998. وبعد حرب عام 2003 اكتشف العالم بانه لا يوجد اثر حقيقي لسلاح نووي ! وكما ظهر في تقرير الوكالة الدولية عام 1997 حيث تبين أن تقييمها كان صحيحا حول العراق فبرنامجه النووي قد تم تفكيكه بعد فتر قصيرة من حرب الكويت.
البروفسور بروت يؤكد على أن تقييم الوكالة الدولية الاخير حول برنامج ايران النووي قد أقر بان إيران قد درست عدة تطبيقات لبرامج اسلحة قبل عام 2004 واعترفت بان إيران تسير ببطئ وتقترب من القدرة النووية لكن من جهة اخرى لم يقل التقرير بان لديها سلاحا نووياً !.
ويجد البروفسور بروت أن حل نتنياهو المفترض للتعامل مع ايران وهي الهجوم عليها ينبني على دروس تاريخية من العراق، ولسوء الحظ هي دروس خاطئة بامتياز ، ففي عام 1981 دمر الطيران الاسرائيلي مجمع مفاعل العراق النووي بينما كان الأخير على حافة ان يصبح فاعلا، وكان قرار هذا الهجوم، وكما قال مؤخرا افانر كوهين الخبير في السلاح النووي لصحيفة هارتز، يرجع للتقديرات الخاطئة لاستخبارات رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وقد عارض القرار بشدة حينها شيمون بيرس ووزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء .
ويميل الإسرائيليون، كما يوضح البروفسور بروت، لتصديق حقيقة مفادها أن الهجوم الإسرائيلي كان يهدف لمنع العراق من أن تكون له قابلية لإنتاج سلاح نووي. لكن من جهة أخرى، وكما يلاحظ ذلك بدقة البروفسور بروت، أن الهجوم قد خلق إجماعا عراقياً غير مسبوق حول الحاجة لردع نووي، وقد أثار جهودا مكثفة لاكتسابها، وفي عام 1991 أصبح العراق على عتبة امتلاك سلاح نووي.
هذا بالنسبة للعراق وما جرى فيه وكيف كانت ردود الأفعال الشعبية حول الضربة العسكرية الإسرائيلية.. ويجد البروفسور بروت أن الهجوم على إيران ستكون له نفس النتائج والتداعيات، فالبرنامج النووي الإيراني الفريد الذي يتطور منذ عقد كامل لايكشف عن وجود اجماع حول اين ومتى يتم تطوير السلاح النووي، وبينما من الواضح انه ممكن أن تقوم إيران بتطوير مادة قابلة للانشطار تستخدم في السلاح النووي خلال اسابيع او اشهر ، فانه مثل هذا الخطر والتهديد يحتاج لتحرك يقتضي إجماع غير موجود حاليا في ايران. وأي ضربة او هجوم ضد ايران سوف يخلق اجماعا في ايران على انه من الضروري ان نطور السلاح النووي عاجلا وليس في وقت لاحق.
وينتهي البروفسور بروت إلى توصية المجتمع الدولي باعتماد الأسلوب المنطقي للقيام بجهد يهدف لمنع إيران من الوصول الى عتبة السلاح النووي. فعدم توجيه ضربة عسكرية ضد ايران هو افضل سياسة احتواء إيران .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !
- صورتك في الفيسبوك ..ماذا تعني !
- هل العراق بحاجة الى - قانون كلير- البريطاني؟
- صدق النجيفي ..فلاتلوموا الصادقين !
- أيهما حجر العثرة ؟.. المالكي أم علاوي ؟
- احترام صور الضحايا بين براثا وديلي ميل
- الضحايا الصامتون لأحداث 11 سبتمبر !
- الدكتور مايكل أوستن وادعاء - نهاية الأديان - !
- فيصل القاسم ..لماذا لم تذكر صدام حسين ؟
- المقاومة الشيعية..الحركة المفترى عليها !
- قراءة غربية لصراع المالكي-الصدر !
- ترشيح البولاني ...تخبط جديد للقائمة العراقية !
- دروس من هجوم اوسلو الارهابي !
- فلسفة العقاب ...اعدام سلطان هاشم !
- ماوراء البرقع والبكيني !
- التحرش الجنسي بالموظفات...محاولة للفهم !
- إغتصاب امراة سنية !
- الإمام الحسين ينتصر لرجب طيب اردوغان !
- العراقيون...والهروب من الحرية !
- مناقشة هادئة لمشكلة السيد خضير الخزاعي


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - دروس من العراق...بخصوص إيران وإسرائيل !