أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - العراق كمرآة














المزيد.....

العراق كمرآة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 07:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تيارات
مع اقتراب موعد الانتخابات في العراق, تتزايد المخاوف والتوجسات مما سيحدث , الى حد أن البعض صاروا يفضلون أن لا تقع أي انتخابات إطلاقا. ولكن الى متى؟ الجواب الذي يقدمونه هو أن تنسحب الولايات المتحدة من البلاد أولا. ففي ذلك الانسحاب يرون "وصفة سحرية" لمعالجة جميع المشاكل العراقية. والحقيقة أولا أن هذا المطلب الذي يرفعه على الأرجح معارضون لحكومة السيد اياد علاوي ينتهي الى نتيجة مفادها التمديد لهذه الحكومة التي ينتقدونها بالذات الى أمد مجهول, إذ لا يتصور أحد أن تستقيل الحكومة الانتقالية وتبقى السلطة فارغة. وهذا تناقض منطقي وسياسي يبدو في الظروف الحالية دافعا نحو المأزق والتناحر والعنف. ومن ناحية ثانية, ينبغي التذكير أن انسحاب القوات الأجنبية هو مطلب امريكي قبل أن يكون عربيا. يكفي متابعة الصحافة الامريكية لتدرك ذلك. فالذين يقتلون في العراق هم شباب أمريكي, وعائلاتهم تفضل بلا شك أن يعودوا اليها سالمين. ولكن إدارة الرئيس بوش غير مستعدة في ظروف الفوضى السائدة في العراق للتراجع وترك الساحة خالية لما تعتقد أنه فلول "القاعدة " وسندها العسكري وبقايا مخابرات صدام حسين وكتائبه المقاتلة.
ومن الواضح أن أصل مشكلة العراق لم تكن يوما في الخارج. مشكلة العراق في الأساس جزء من مشكلة العرب عامة : انها تغييب الديمقراطية والهوس بالسلطة , مما أدى ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه. لقد عبر عنها الدكتور برهان غليون أفضل تعبير في كتابه "اغتيال العقل " حين قال: " لم يبق هناك أي شيء مقدس في المجتمع يدفع الى الحفاظ عليه إذا غبنت بعض أطرافه. فكل شيء مباح, بما في ذلك الانفصال والالتحاق بأمم أخرى..." هذا باعتبار أنه , كما يقول " إذا كفت مصالح بعضهم عن أن تتفق مع الآخرين تحطمت وحدة المجتمع رغم الثقافة والدين والتاريخ. وطلبت هذه الطبقة والفئة أو تلك دعم الأجنبي, وبحثت عنه وعملت بالاتفاق معه".

اليوم, يواجه العراق من جديد مصيرا مبهما, بالرغم من أنه لو وقع اتباع برنامج عقلاني للتغيير والتناوب السياسي لأمكن بلا شك السيطرة على المستقبل. بيد أن هذا ما يحتاج الى موافقة جل الأطراف المعنية داخل الخريطة السياسية المحلية. وعلى ما يبدو , ليس هذا هو الواقع الآن , حيث تعاني حكومة العلاوي المؤقتة من انتقادات ومعارضة عنيفة وكأن البعض نسوا أن الشيء الوحيد الذي يجعلها مقبولة هي أنها بالذات مؤقتة وانتقالية, أي أن شرعيتها تتحدد في وظيفتها المتمثلة في تمهيد الأرضية للحكومة القادمة التي ستنجلي عنها الانتخابات. وعلى أية حال, فعلام "الدلع"؟ هل كانت الانتخابات في عهد صدام أكثر شرعية وعدلا؟
هكذا تبقى الانتخابات بحد ذاتها مشكلة المشاكل في حين أنها في أي مكان آخر من العالم المتحضر تعتبر عيدا حقيقيا. هاهم الاوكرانيون على سبيل المثال يلقنون العرب الجامدين درسا في طريقة التعامل مع السلطات المفلسة والانتخابات غير النزيهة, وكل ذلك بهدوء وصبر ودون لجوء الى العنف. فلماذا يحتاج العرب وحدهم الى العنف؟ لماذا إذا غضبوا , أو التبس بينهم التفاهم , يهرعون الى السلاح ؟
هل كل هذا العنف بسبب خلافات مذهبية تعود الى القرون الوسطى؟ وماذا يحدث لو أصبح الشيعة في العراق هم الحاكمون ؟ أليسوا هم الأغلبية ؟ ألم يحكموا العراق طوال قرون منذ العهد العباسي ؟ ألم تكن مساهمتهم في الحضارة العربية الاسلامية اثراء غير محدود ؟ ألم يحكموا خارج العراق نفسه بلدانا شاسعة تمتد الى شمال افريقيا ؟ ألم يؤسس الفاطميون الشيعة دولتهم في تونس ومنها انطلقوا لتأسيس القاهرة ؟ فهل هذا الواقع التاريخي الذي لا ينكره أحد يمنع من أن تكون تونس أومصر اليوم في الغالب سنية؟وهل الشيعة دخيلون على الاسلام حتى يندفع البعض الى المتاريس؟
لا أفهم كيف يتحدث البعض عن حكم الشيعة القادم في العراق وكأنه كارثة ستحل بالعرب . ان مثل هذا الكلام لا يعقل. انها تصورات مبنية على الجهل بالتاريخ العربي الاسلامي قبل أي شيء آخر.
ولكن يبدو لي أن بعض المشايخ السنيين من أصحاب الاجتهادات الطهرانية المتعصبة يدفعون الناس نحو مزيد من التناحر على أساس طائفي. بعبارة أخرى, فهم يريدون حربا أهلية في العراق. إلا أنها إذا اندلعت , فلن يكونوا مستفيدين , لأن القلاقل قد تمس مناطق مجاورة. ولقد بدأنا نرى في المملكة السعودية مثلا, مالم يكن أحد يتصوره منذ سنوات, من عنف وارهاب متزايد. وطالما أن المسائل مترابطة, فلا مفر من أن تكبح السعودية قليلا من حماسة بعض مشايخها المغالين في تأييدهم لما لا يمكن تأييده في العراق ورفضه في السعودية أو أي مكان آخر.
نشر بالاتفاق مع جريدة "العرب" بلندن
http://www.hichemkaroui.com
http://www.phoenixmagazine.tk




#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتراك وأوروبيون
- تركيا والهوية الاوروبية
- توجسات بعد اجتماع أوبيك
- ما جرى داخل فتح أواخر عهد عرفات
- من يخلف حسني مبارك؟
- تقرير عن المملكة
- حول فكرة- نهاية الغرب -
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش
- حكومة كرامي تواجه صمود الصحافة
- الانسحاب من غزة
- دولة ياسين الحافظ
- ...دولة ديمقراطية ثنائية القومية
- مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !
- عن الاطفال المقاتلين
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - العراق كمرآة