|
النمو الأخلاقي
أوسم وصفي
الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 13:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا فض فيك يا دكتورة. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=CqzS90rhnSw#! أبلغ رد على من يقولون أن "ميدان التحرير لا يمثلنا" وكأن التمثيل هو بالعدد. يا اخوتي من في ميدان التحرير هم أعلى مستوى "أخلاقي" في البلد ويجب أن هؤلاء هم الذين يقودوا البلد. هل يمثل "ضمير الأمة" من يبيعون حياتهم وعيونهم من أجل البلاد أم من يبيعونها من أجل زجاجة زيت أو كيس سكر عليه شعار الحزب الذي "يحمل الخير لمصر"، أو حتى من أجل حلم أناني "بالجنة" هذا الحديث للدكتورة منال عمر عن الثورة والنمو الأخلاقي. ذكرني هذا بالفصل الثامن من كتابي "خطوة لقدام" الذي يتكلم عن النمو الأخلاقي. سوف تجدون فيه كلام هذه الدكتورة العظيمة الكتاب نزل في المكتبات بالأمس ها هو جزء من ذلك الفصل: التربية الروحية والأخلاقية النسبية تنطبق على الرياضيات وليس على الأخلاقيات .......ألبرت أينشتاين
الأخلاق هي مبادئ الصواب والخطأ التي يشب الأطفال عليها بسبب نوع التربية والتعليم الذي يتلقونه. ليس هذا كتاب في علم الأخلاق لكن هناك بعض القيم الأخلاقية التي أرى أننا نحتاج لأن نتعرض لها ونعيد إحياءها في مجتمعاتنا، ونسأل أنفسنا كآباء وأمهات ما هو موقفنا منها وكيف يمكننا بطرق عملية أن نغرسها في أبنائنا، لكن قبل أن نتعرض لهذه القيم أحب أن أعرض مراحل النمو الأخلاقي للإنسان بحسب العالم النفسي الأمريكي لورانس كولبريج Lawrence Kohlberg الذي يقسم مراحل النمو الأخلاقي للإنسان للمراحل الست التالية: المراحل قبل التقليدية Pre-conventional (الأطفال) هنا تقيم السلوكيات من منظور النفس فقط المرحلة 1 الأخلاق المدفوعة بالعقاب في هذه المرحلة، الخطأ الذي يُتَجَنَّب هو الخطأ الذي يجلب العقاب والألم، والسلوك الأسوأ هو السلوك الذي يجلب العقاب الأشد. المرحلة 2: الأخلاق المدفوعة بالمصلحة في هذه المرحلة المنحصرة في الذات، لا يوجد بعد اهتمام بمصالح الآخرين، بل يُقَيَّم السلوك بقدر ما فيه من فائدة للنفس أو للأسرة المباشرة أو للجماعة الدينية أوالعرقية. هذا النوع من الأخلاقيات يبرر علاقات المنفعة وعدم الالتزام بالوعود والعهود والعقود وتغيير المواقف والمبادئ إذا تعارضت مع المصالح. المراحل التقليدية Conventional (المراهقون وأغلب الراشدين). هنا تقيم السلوكيات من منظور قيم الجماعة أو قوانين المجتمع. المرحلة 3: الأخلاق المدفوعة بالتوافق مع الآخرين يتم تقييم السلوك بتاثيره على حصول الإنسان على الموافقة من الآخرين والتوافق معهم. هذه الطريقة في التقييم شائعة جداً بين المراهقين، لكن للأسف الكثير من الراشدين يظلون في هذه المرحلة حتى بعد تجاوزهم سن المراهقة. فمن يُصَلَّي فقط لكي يراه الناس مصلياً، أو يتظاهر بالصوم أمام الناس بينما هو مُفطِر أو من يفعل أشياء غير مقتنع بها أو ربما لم يفكر مطلقاً في منطقيتها، وذلك فقط لكي لا يخرج عن الإجماع أو يخرق الثوابت. المرحلة 4: الأخلاق المدفوعة بالطاعة للقانون في هذه المرحلة يُقيَّم السلوك وفقاً لتوافقه مع القوانين التي تهدف المصلحة العامة للمجتمع حتى وإن لم يكن هذا السلوك مفيداً للعلاقات المباشرة. بالنسبة للمرحلة السابقة يمكن للمراهق أن يكسر القانون لكي ينال رضا وموافقة أقرانه، أما في هذه المرحلة فهو يطيع القانون حتى لو تعرض لرفض أو استهجان الأقران لأنه يؤمن أن القانون يراعي مصالح الجماعة. هذه المرحلة ينبغي أن يصل إليها من وصل إلى سن الرشد وتجاوز مرحلة المراهقة لكن للأسف كثير من الراشدين لم يصلوا بعد إلى هذه المرحلة الأخلاقية ويشجع على ذلك أيضاً عشوائية القوانين وعدم مشروعيتها أو ديمقراطيتها بالإضافة إلى ضعف الدولة في تطبيقها. المراحل البعد تقليدية Post- Conventional (رواد التغيير) المرحلة 5: أخلاق العقد الاجتماعي العقد الاجتماعي هو العقد غير المكتوب بين الفرد والجماعة الذي بمقتضاه يتنازل الفرد عن بعض من حريته الفردية لكي يطيع قوانين موضوعة لصالح المجتمع. فعلى سبيل المثال يتنازل الفرد عن قيادة سيارته بالسرعة التي يريد وذلك من أجل الالتزام بالسرعات المحددة لأن في ذلك صالح الآخرين. هذا العقد الاجتماعي هو المبرر الشرعي للقوانين، أما إذا كانت القوانين قد تم وضعها بطريقة سلطوية غير ديمقراطية ولا تحقق العدالة وحقوق الإنسان ولا تؤدي لأفضل الخير لأكبر عدد من الناس، فإن الواجب الأخلاقي في هذه الحالة هو رفض هذه القوانين ومحاولة تغييرها بالطرق الديمقراطية. سنة 1815 وقف ويليام ويلبرفورس[2] William Wilberforceوصرخ في مجلس العموم البريطاني طالباً بأن يأتي اليوم الذي لا يكون فيه بشر عبيد و لفترة 18 سنة لم ينجح مشروع القانون، لكنه استمر في نضاله حتى تم قبول مشروع القانون ضد العبودية سنة 1833 كان ذلك قبل وفاته بأربعة أيام وانتهت العبودية. مثل هؤلاء الرجال والنساء الأخلاقيون يغيرون العالم. المرحلة 6: مرحلة المنطق المجرد في المثال السابق، سلك البرلماني البريطاني القنوات الديمقراطية لتغيير القانون، لكن في بعض المرات لا يكون هذا الطريق ممهداً ويحتاج الأمر لتحدي القوانين الظالمة ودفع الثمن وبذل التضحيات. في الأول من ديسمبر سنة 1955 رفضت روزا باركس وهي سيدة أمريكية ملونة (أفريقية الأصل) كانت وقتها تبلغ الثانية والأربعين من العمر أن تتخلى عن مقعدها في مقدمة الحافلة لرجل أبيض وذلك في إحدى ولايات الجنوب (آلاباما) حيث كان يطبق الفصل العنصري. فتح هذا العمل الثوري، الذي قامت به باركس الباب أمام حركة الحقوق المدنية للسود حتى أن الكونجرس الأمريكي أسماها فيما بعد السيدة الأولى لهذه الحركة. ولا يستطيع أحد أن يحتج على أخلاقية هذا العمل بالرغم من أنه يعتبر نوع من مخالفة القانون والعصيان المدني. بعد ذلك في الرابع من مايو سنة 1961 قررت مجموعة من نشطاء الحقوق المدنية الأمريكيين أن يركبوا إحدى الحافلات بحيث يكون السود في المقدمة والبيض في المؤخرة ويتجهوا للجنوب حيث كان يمارس هذا الفصل العنصري. تعرض هؤلاء للضرب والاعتقال، لكن بعد ذلك توالت هذه الرحلات التي سميت برحلات الحرية Freedom Rides التي لفتت انتباه المجتمع الأمريكي لهذه القوانين والممارسات المجحفة. مما أدى في النهاية إلى انتصار هذه الحركة ضد القوى العنصرية. كما أشرنا سابقاً فإنه بالرغم من أن الأخلاق القبل تقليدية المفروض تواجدها بشكل طبيعي في الأطفال وأخلاق التوافق الاجتماعي المفترض وجودها بشكل طبيعي في المراهقة يمكن أن تستمر إلى سن الرشد في صورة ما يمكن أن نسميه "تخلفاً أخلاقياً". كما أن الإنسان يمكن أن يتطور أخلاقياً ثم يمر بفترات ردّة في تطوره الأخلاقي بسبب ضغوط نفسية أو اجتماعية، أو ربما ياتي موسم من مواسم العمر فيه يحرز تقدماً أخلاقياً بسبب نمو روحي ووجداني من خلال علاقات أكثر إيجابية بالله والنفس والآخرين.
[1] http://en.wikipedia.org/wiki/Kohlberg s_stages_of_moral_development#Post-Conventional
[2] http://en.wikipedia.org/wiki/William_Wilberforce
#أوسم_وصفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
همسات في آذان الإخوان
-
سيظل التحرير روح مصر مهما حدث لجسدها
-
ثلاث معضلات في الثورات العربية
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|