أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - التحالف الذي سينهي الثورات العربية















المزيد.....

التحالف الذي سينهي الثورات العربية


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 20:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قامت الثورات العربية بعد عقود طويلة من القهر والظلم والديكتاتورية والإستبداد, قامت لتحقيق مطالب أساسية يمكن إختصارها في حرية كرامة عدالة إجتماعية, ولكن يخطأ من يظن أن تلك الثورات قامت فقط ضد أنظمة الحكم الإستبدادية التي ظلت سنوات طوال تستنزف ثروات الشعوب وتستعبدها بالتعاون مع القوتين العظميتين في البداية ثم مع الولايات المتحدة عندما إنفردت بحكم العالم, الثورات العربية الآن وتحديداً الثورة المصرية تحارب وبشراسة نظام عالمي كامل قائم على تحييد الدول العربية سياسيا وإقتصاديا ومنعها من تحقيق ديموقراطية كامله فيها تساعدها على النهوض من سبات عميق قد يهدد مصالحها في المنطقة, ومع نجاح الثورة المصرية بسقوط الرئيس مبارك وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحه الحكم بصورة مؤقته خُيل للكثيرين أن زمن الديكتاتورية إنتهى, ولكن للأسف, بعد مرور شهور على خلع مبارك من الحكم تبين أن اللعبه أكبر بكثير من مبارك وعصابته فقط....

الآن نرى بوضوح مخطط يتم تنفيذه بدأب وصبر وإصرار بالتعاون بين الأنظمه العربية التي قامت بها الثورات والولايات المتحدة الأمريكية لإحتواء مفاجأة الموجة الثورية والتعامل معها بما يضمن الخروج بأقل الخسائر وإستمرار الوضع كما هو عليه بعد تغييرات طفيفة لا تؤثر على المصالح المشتركة بين جذور تلك الأنظمه وأمريكا, وسأستعرض في نقاط سريعة رؤية عامه لما يدور وتحليل سياسي بالتوازي يوضح ما تم تخطيطه ويتم تنفيذه الآن:

1- كان أمام أمريكا طريقين لا ثالث لهما لإخماد فتيل الثورات العربية التي إنتشرت كالنار في الهشيم من تونس لمصر لليبيا لليمن لسوريا للبحرين, وكانت تنذر بمزيد من الإمتداد للجزائر والمغرب والسعودية والأردن وحتى إيران, كان أمام الولايات المتحده إما تقوية الأنظمه المستبدة والوقوف بجانبها حتى تقضي تماما على الحركات الثورية بكافة الأشكال وحسب ظروف كل دوله, وإما أن تنتظر للنهاية حتى ترى مسار الأحداث ثم تتعامل مع الوضع الجديد بما يخدم مصالحها, الخيار الأول لم يكن ذكيا ولا إستراتيجيا لأنه قد يجر المنطقة لبحور دم بلا نهاية وكان الغضب وقتها سينفجر في الولايات المتحدة لأنها ستعتبر شريكة بشكل أساسي في المذابح وسيزيد من ترسيخ فكرة أنها تدعم الديكتاتوريات وتقف حجر عثرة في طريق الحريات والديموقراطية, أما الخيار الثاني فكان أكثر مرونة وخبث وذكاء على المدى القريب والبعيد أيضاً, إختارت أمريكا الخيار الثاني ووجدت من يعاونها على تنفيذه ايضاً لأن المصالح مشتبكه بما فيه الكفاية لتعدد أطراف الصراع ووحدة الهدف الذي هو القضاء تماما على الثورات التي قد تهدد العرش الأمريكي بدون أدنى مبالغه.

2- لتنفيذ الخيار الثاني لابد أن نلقي نظرة سريعه على تركيا وتجربتها مع وصول حكومة ذات طابع إسلامي لحكم دولة معروفه بتوجهاتها العلمانية الصِرفه, تركيا هي النموذج المنشود تنفيذه في الدول العربية التي إقتلعت أنظمتها الديكتاورية وتستعد لبناء أنظمه جديدة من المفترض أن تستمر لفترة ليست بالقصيرة, تركيا دولة محورية وإستراتيجية في منطقتها ولها دور سياسي بارز لا يمكن إنكاره, لذا تهتم أمريكا دوما بضمان حياديتها ووسطيتها السياسية وتعاونها الدائم خدمة لإسرائيل أيضاً, فماذا فعلت أمريكا عندما حصل حزب أردوغان الإسلامي على الأغلبية التي مكنته من تشكيل حكومة وبدء نظام جديد في تركيا ذا طابع إسلامي لأول مره منذ سقوط الخلافة الإسلامية؟ سارعت أمريكا بعقد الإتفاقيات والصفقات وترتيب البيت التركي من جديد ليتناسب مع المصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقه, مساعدات إقتصادية وإنفتاح على العالم ووساطه للقبول بالإتحاد الأوروبي, ومن جهة أردوغان فقد ساعد أمريكا في حرب العراق بالموافقة الضمنية والقواعد العسكرية وتغاضى كثيراً عن الجرائم الإسرائيلية وحاصر نوعا ما حزب الله في لبنان, على الجانب الآخر لم يتطرف الحزب الإسلامي في تدينه وحافظ على الطابع العلماني للدولة ولم يسمح بنشوء أي حركات إسلامية متطرفه قد تعادي أمريكا مستقبلاً, وكانت كلمة السر لإستمراره ونجاحه دوماً الإقتصاد مع قليل من الحنكة السياسية, وهنا وصلت أمريكا لمعادلة مفادها أنك إذا دعمت نظاماً إسلامياً بالإقتصاد والمصالح السياسية المشتركة الضامنه لإستمراره سيدعمك هو الآخر بتحجيم الحركات الإسلامية المتطرفه وتغييب الشعوب بالمشروع الإسلامي والتغاضي عن إستنزاف ثروات الدولة مقابل تبادل المنافع.

3- والآن نأتي للجزء الأكثر أهمية, ربط الأحداث بين الثورات العربية والتجربة التركية وكيفية إخماد الثورات بهدوء وحنكه, ولنلقي نظرة سريعه على المنطقه كي تتضح الصورة, تونس فاز فيها حزب إسلامي بالأغلبية في الجمعية التي ستشكل الدستور, المغرب فاز فيها حزب إسلامي بالأغلبية البرلمانية وبدأ بتشكيل حكومة إسلامية الطابع لأول مره, ليبيا يسيطر عليها الإسلاميون المعتدلون حتى الآن, ولنأتي للجائزة الكبرى, مصر, تدور في مصر الآن الإنتخابات البرلمانية التي تشي نتائجها الأولية بفوز التيار الإسلامي بالأغلبية, وهي ليست بالمفاجأة نظراً للتعاون الواضح والوثيق بين المجلس العسكري الحاكم والتيارات الإسلامية منذ سقوط مبارك, وظهر هذا التعاون في أبهى صوره من خلال التغاضي الكامل عن المخالفات الجسيمة التي إرتكبتها الأحزاب الإسلامية خلال أيام التصويت, ولكن لماذا يدعم المجلس العسكري تلك الأحزاب حتى تحوذ الأغلبية البرلمانية؟ ولماذا ساعدها من البداية على النشوء والظهور وكسب المعارك تلو الأخرى لترسيخ وجودها في الشارع المصري؟

4- تجربة الحكومة الإسلامية في تركيا كانت كلمة السر في تعامل الولايات المتحدة مع الثورات العربية خصوصا الثورة المصرية وذلك لتميز التيارات الإسلامية بعدة خصائص أهمها أنها يمينية الطابع ورأسمالية الإقتصاد ومحافظه وتستخدم الدين في تغييب الشعوب وتستخدم السياسة في تحقيق مصالحها بأكثر الطرق إنتهازية وبراجماتية, كل تلك الخصائص جعلتها قابلة لتولي الحكم (جزئياً) في مصر والبلاد العربية الأخرى حتى تأخذ الشرعية الكافية التي تمكنها من نقل البلاد من الحاله الثورية للحاله الديموقراطية الشكلية مع إستمرار تعاونها البراجماتي في تبادل المصالح, ستسخدم تلك الحكومات الدين لتكفير معارضيها دون عنف, وستستخدم الرأسمالية في إستنزاف الثروات بالتبادل مع أمريكا لإنتهازيتها الشديدة ونهمها للمال والسلطه, وستسيطر على قطاعات واسعه من الشعوب ترى فيها الأمل الديني لإنقاذها من جحيم الدنيا وتسهيل دخولها الجنة الأخروية, وهكذا ضمنت الولايات المتحدة إخماد الحاله الثورية التي كان من الممكن أن تهدد عرشها في المنطقة العربية من ناحية, ومن ناحية أخرى ضمنت عدم ظهور تيارات إسلامية متطرفه قد تزعجها مستقبلاً, كذلك ضمنت مصالحها الإقتصادية من خلال منظومات يمينية رأسمالية ومصالحها السياسية والإستراتيجية من خلال إستغلال شراهة التيارات الإسلامية الدائم للسلطه والسيطرة على الشعوب.

الثورات العربية لا تصارع أنظمتها فقط, الثورات العربية تواجه نظام عالمي كامل معقد لن يرضى أبداً بسيطرة الشعوب على مقدراتها, الكفاح والنضال من أجل الديموقراطية الحقه والإستقلال بدأ ولم ينتهي, وإزداد العدو واحداً بإضافة التيارات الإسلامية المتعاونه مع الأنظمه الديكتاتورية التي قامت عليها الثورات والولايات المتحدة, ولا ننسى تصريح هيلاري كلينتون وزيرة الخاريجة الأمريكية التي قالت أنها مستعده للتعاون مع الإخوان المسلمين في حال توليهم الحكم, وهي الإشارة التي نفهم منها بدء تنفيذ المخطط, ولكن يبقى الأمل في الشعوب التي بإستطاعتها القضاء على أعدائها بإستمرار النضال من أجل الحرية والعدالة والكرامه لآخر قطرة دم.



#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد
- كيف ننقذ الثورة قبل إجهاضها؟
- مصر قبل...مصر بعد...أيهما أفضل؟
- غُربة-قصة قصيرة
- لتوضيح ماهية العلمانية
- معضلة قبول الآخر بين العلمانية والأصولية الدينية
- الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر
- متى يخرج الأزهر من أزماته ويسترد دوره المعتدل؟
- العلمانية الأسبانية كما نطالب بها
- القضاء السعودي بين الأحكام السماوية والقوانين الوضعية
- هل تصنع أفكار العودة للماضي دولاً إٍسلامية حديثة؟
- هل حان الوقت لإعادة النظر في القنوات والبرامج الدينية التي ت ...
- العلمانية الألمانية والعلمانية المصرية, هذا هو الفرق
- دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري
- عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - التحالف الذي سينهي الثورات العربية