أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد














المزيد.....

تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
كتب مروان صباح / قد لا يُصَدّق بأن الثورة المصرية التى تابعها العالم بتفاصيلها لحظة بلحظة تتعرض إلى محاولات إجهاض وإفراغ وتلاعب بمشاعر الملايين الذين حرموا مع سليلتهم الحرية حتى التنفس ، لكن من يعيش أكثر ير ما هو أبعد وأعجب .
لقد أستعاد الشعب المصري عافيته وبكل ثقة وإعتزاز مصحوب بوعي وسلوك تربوي عالي الأدب بحيث هدم سيرك كان يتحكم لعقود طويلة برقاب الناس مرتكزاً على أوتار بطولات كتبت بكرابيج جلادينهم المضللين أومن تفشى لديه أمراض نفسية فُضحت لتدني الوعي وإستخدامهم بجهل البسطاء ، لكن ما كان في الماضي شيء وما يحصل اليوم من إشتباك يتعاظم شأنه خلال الأيام ما قبل الإنتخابات البرلمانية يُدلل بشكل قاطع بأن محاولات سرقة الثورة لم تهدأ ولا تعرف الإستكانة على الإطلاق منذ إقتلاع رمز النظام وبدء محاكمته ، بيد أن تمكن المجلس العسكري إحتواء من رُفعَ على الأكتاف في ميدان التحرير ونال الشرعيةُ من شباب الثورة تحت الهيمنة عُرفة بأساليب المماطلة والغموض ، في حين أُعتقد بأنه يملك بلورة سحرية يفكك بها جميع الملفات التى يطالب الشعب إنهاءها والحسم في قضاياها .
أغمضوا الثوار أعينهم عندما وضعوا أمانة الثورة وشهدائها حول أعناق المجلس العسكري كي يتحمل مسؤولية الفترة الإنتقالية كمكافاءة عن دوره الوطني التاريخي وعرفاناً منهم على رفضه الحازم في قمع المتظاهرين في الوقت أعتبرت الثورة أنها ماضية في صياغة دستورها الجديد وتهيئة لحياة سياسية سيناط بها كتابة تاريخ مغاير لما كان عليه ، إلا أنها تفاجاءت أن البساط ينسحب تدريجياً من تحت أقدامها التى مازالت نازفة بحيث تلاشت جميع تلك الكلمات المتأنقة عند أول إختبار لتعود القوات المسلحة بقناع مطلي باللون الأحمر إلى ميدان التحرير وبطلاقاتها النارية لتسقط عدد كبير بهدف تخويف المحتجيين بمحاولة بائسة وجبانة في ترهيب العزل ودفعهم التخلي عن الحراك والعودة إلى بيوتهم ، لا يتطرق لدينا الشك بأن الجيش لعب دوراً إيجابياً في الحراك الأول الذي إنهارَ به مبارك ونظامه الإستبدادي الفاسد لكن كان على مؤسسة العسكر أن تضع نصب عينيها بأن الشعب والثورة قد حررته من قبضة مبارك وأولاده الخانقة ليمارس وظيفته الوطنية بكل حرية وشرف ، إلا أن التصريحات المتعاقبة خلال الفترة الزمنية السابقة كانت تتوزع على رجال المجلس العسكري بأن الهم الأول والأخير هو تسليم الحكم البلاد إلى رئيس وبرلمان ينتخبهما الشعب وبشكل سريع وسلس دون إيقاع البلاد في أفخاخ الفتن ومطبات الخارج ، فيما جاءت جميع المؤشرات عكس ذلك تماماً وكان الواقع مغاير لما قيل في السابق وجاءت التصرفات بعلاماتها المشعة والمضيئة الأشبه بالنار بحيث إنتهجَ الجيش طريق وحّلاًّ تضلّيلي كي يستفيد من الوقت لإحكام قبضته وسعى إلى إدخال البلاد بالشد والجذب معتمداً على تحديد أزمنة متباعدة لتحقيق الإستحقاقات التى تمكنه في البقاء بالجلوس على كرسي الرئاسة المدة التى يتمكن من أن يحدث احادية البعد التى تاتي بالنقصان إذا ما كانت عرجاء ، فالمسألة كما يبدو هي الإلتفاف عن الثوار الحقيقيون الذين أسقطوا النظام وخلصوا العباد من الإجرام .
لقد مارس المجلس العسكري ونقولها مع غصة بالحلق تلكؤ ما بعده تلكؤ في التجاوب مع الطلبات الثورة وهذا الأمر ينطوي على الصحة دون المبالغة لكن النوايا المبيته تبينَ انها خاطئة وغير محسوبة بحيث تجاهل جميع المقدمات التى خرجت من وعي الجماهير إتجاه ، ممارساً سياسات الهروب إلى الأمام ومستغلاً بعض الجهات من خلال اللجوء إلى البدائل الاخرى والتى أفتضحت في تعين رجل من رجال المرحلة المخلوعة كرئيس لحكومة الإنقاذ .
العجز الذي قدمه المجلس العسكري في إدارة الإزمات في طريق الإنتقال كان طبيعياً وليس من السهل تحريك المياه الراكدة ، لكنه أغرق نفسه حين قتل متظاهرين الإقباط وهم يعبرون عن إستياءهم العميق المشروع في الممارسات المستمرة لهدم كناءسهم ، ومرة اخرى عندما غُيبَ العقل في التعامل مع من عاد مجدداً إلى ميدان الحرية ، ليصبح الطريق أمامه شاقاً وبعيداً وجميع غطاسين العالم متسمرين امام العجز في إنقاذه ، يريحنا بشكل كبير بأن طريق الحرية قد رسمت من كرامة الناس والتى يعكسه حناجرهم وبصماتهم الواضحة بوجه من يتجرأ تضخيم الذات ، بأن ليس كل طير يؤكل لحمه .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد