الحالة الثالثة

تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في التاريخ تحدث الفلاسفة و المفكرون مثل هيجل و كانت و ماركس عن معسكرين
المعسكر المادي
و المعسكر المثالي

طبعا المثالية أصبحت في طريقها للانقراض للتخلف الذي تعاني منه
ولكنني أعتقد ان تسمية المادية أصبحت غير شاملة لسببين على الاقل شخصيا لا أعرف البديل لتسمية المادية

السببان هما
أولا نظرية نيوتن النوعية عبقرية ويطلق عليها بعض العلماء بالمجنونة
فمثلا
لغة الكومبيوتر هي
1
أو
0
أو تيار أو بلا تيار
لاتوجد حالة ثالثة
بينما في الفيزياء النوعية يمكن وجود حالة ثالثة و هي
الصفر و الواحد في آن واحد
لاتسألوني كيف يحدث ذلك لانني لا أعلم بها و ليست من أختصاصي فقد قرأت عنها فقط

ثانيا أكتشاف المادة المظلمة و الطاقة المظلمة و النيوترينوس جاء بعد تسمية
المادية

وفي الحياة أيضا هناك حالة أخرى تجمع المادية و المثالية
أذكر حالة مادية و حالة مثالية و حالة تجمعهما

- الله غير موجود بسبب قوانين الطبيعة و المنطق و المادية الديالكتيكية
هذا طرح مادي

- الله خلق كل شيء ملموس و غير ملموس و يجب تنفيذ قوانينه
(حسب كل دين)
هذا طرح مثالي

- الايمان بوجود الله في داخل كل انسان وفقط لكي يبعث الراحة النفسية و الاطمئنان الجزئي
فهنا تتواجد الحالتان المادية و المثالية في أن واحد
الايمان بوجود الله حالة مثالية
في داخل الانسان و كلمة فقط و تعبير الراحة النفسية
هذا طرح مادي وجودي لأن الراحة النفسية هي حالة وجودية تطورية ضرورية لادامة النوع

ويكون هذا النوع دائما غير مستعد للنقاش معك عن وجود الله و يقول لك
-في داخلي عندي أيمان بوجود الله ولا دخل لك بذلك


هذه الحالة طبعا مقرفة جدا و يتصف بها ألاكثرية الساحقة من البشر و الكثير منهم لايشعرون بها الا بعد التخلص من أخر الرواسب الدينية
يمكن تسمية هؤلاء بأشباه أو أنصاف المتدينين أو بأشباه أو أنصاف الملحدين
و للاسف يتصف هؤلاء بالمصلحية والانتهازية و يكونون خطيرين و في أول مناسبة ممكن أن يغدر بك حين تنضرب مصالحه


أنتشار الحالة الثالثة في رأيي هو في نفس الوقت التمهيد لانقراضها و أنقراض المثالية أجمع بما فيها جميع الاديان و حتى الربوبية منها
و هي أيضا دليل على أن المادية أو العلمانية هي التي ستفرض و جودها

الحالة الثالثة نجدها مثلا عند كثير من الشيوعيين الذين يدعون بأن الدين و بالتحديد الاسلام لايتعارض مع الشيوعية فتراهم يشتركون مع نشاطات المسلمين و يمكن حتى تصل الى حج مكة
هؤلاء يفقدون شعبيتهم بسرعة و يعانون مع مرور الزمن بأنفصام في الشخصية

#تولام_سيرف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات