الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:48
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
خبران، احدهما عالمي والآخر اسرائيلي، يعكس كل واحد منهما من حيث مدلوله السياسي طابع المرحلة التي نصارع بين امواجها المتلاطمة. مضمون الخبر الاول ان صحيفة "التايم" الاسبوعية لم تحد من بين خلق الله تعالى سوى الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، لتختاره "رجل السنة"، "الشخص الابرز عالميا"!! كنا نوافق على حسن اختيار هذه الصحيفة لو انها وضعت المواصفات والمقاييس الحقيقية التي تتسم بها شخصية السنة، او رجل السنة. فلو وضعت معايير لاختيار اسوأ رجل في العالم تؤثر سياسته بشكل سلبي واجرامي على تطور البشرية وعلى حاضر ومستقبل الحضارة الانسانية، وعلى السلام والأمن الدوليين لما تجرأ احد على منافسة رئيس ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية جورج دبليو بوش. ولولا "ان العين لا ترتفع فوق الحاجب"، كما يقول المثل، لنافسه على رجل السنة جنرال الاستيطان والمجازر، أرئيل شارون. ويبدو، وهذا هو الواقع المر، ان المنصة العالمية اليوم معدة للوحوش الكاسرة لاعتلائها وترصيع صدورها بنياشين تشهد على قدرتها الفائقة في مجال البلطجة العدوانية العربيدة على الحلبة الدولية. فلو كان الاختيار وفق مقاييس العدل والحق لما كان أي انسان أحق من الرئيس الراحل خالد الذكر ياسر عرفات باختياره رجل السنة، فحتى بعد مماته لا يزال المحك، الميزان، الذي يُقاس بالمقارنة مع موقفه من مختلف الحلول والمبادرات المطروحة للتسوية وانهاء الصراع.
والخبر الثاني يتعلق بالاحتلال وسوائب المستوطنين الداشرة. ففي الوقت الذي تعاني فيه السلطات المحلية في البلاد الازمة المالية الخانقة، في هذا الوقت بالذات تنعم المستوطنات الطفيلية في بحبوحة من الانتعاش المالي بسبب الدعم المالي الهائل من حكومة الاحتلال. فحسب ما نشر أمس في وسائل الاعلام يبلغ معدل ما يتلقاه المستوطن من دعم حكومي اكثر من ثلاثة اضعاف ما يتلقاه مواطن في بلدات التطوير اليهودية وخمسة الى ستة اضعاف ما يتلقاه مواطن عربي في قرية عربية. فمثلا معدل الدعم لمستوطن واحد في مستوطنة "حوف عزا" (شاطئ غزة) يبلغ سبعة آلاف ومائة وعشرين شاقلا بينما المعدل في "اوفكيم" الف وثلاثمائة وثمانون شاقلا.
ففي ظل الاحتلال الغاشم لا يكتفي لصوص المستوطنين بنهب ارض وخيرات الشعب الفلسطيني بل ينهبون ايضا من رغيف خبز الفقراء والعاطلين عن العمل في اسرائيل. ولهذا فاننا نعود ونكرر ما نؤكده دائما ان انهاء الاحتلال الاسرائيلي والتخلص من درنه السرطاني الاستيطاني يخدم في نهاية المطاف المصالح الحقيقية للشعبين، العربي الفلسطيني والاسرائيلي.
(الاتحـــــــــــــــــــــاد)
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟