كلمة الأستاذ نهاد القاضي في افتتاحية جمعية العراق الأحضر

صالح نعيم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 14:50
المحور: المجتمع المدني
    

كلمة الآستاذ نهاد القاضي القاها مشكوراً في افتتاحية جمعية العراق الأخضر ..
حقاً كان لها وقع جميل على الحضور و حافز يدفع بنا للعمل بكل جود ..
............................
نص كلمة الأستاذ نهاد القاضي
السيدات والسادة الحضور الكرام
طاب مساءكم
زهرةُ نرجسٍ كورديةَ موزوبوتانية بيضاءُ اللونِ كلدانية اشورية جذورُها القوية مغروسةٌ بين صخورِ جبالَ كوردستان وسهولِها الطينية
سيقانُها سومرية..... رشيقةٌ رائعةُ الجمالِ خضراءٌ بهية
اوراقُها بابلية..... شفاهٌ عنقوديةٌ قبّلتها فارتشفتُ رحيقَ الندى ممزوج بقطران مطرَ الغيومِ الزكية
أُهديها..... اليومَ لكم يا قمةَ أُسسِ البيئة والطبيعةِ أيها الخضر في هذه الجمعية
أقدم زهرتي...... احتفاءً بيومِكُم احتفاءً بمبادئِكم الرامزةِ الى أصلِ الانسانِ وحقوقِهِ المنسية
الرامزةِ الى...... هويةِ الارضِ والبحر..... هويةِ السماء و الشجرِ ..... هويةِ الهواء و الحيوانِ وزخات المطر
الرامزةِ الى...... الحرية
الرامزةِ الى...... البرية
الرامزةِ ......... الى عيونِ الماء........ الى صفاءِ زرقةِ السماء....... الى الحروفِ الابجدية في الكتبِ السماوية
لكم أهدي زهرة الكورد وقبلتي....... يا محبي حقيقةَ الارضِ ومحبي الوفاء والانسانيةِ مجردةٍ من الدياناتِ والمذاهبِ والقومية
لكم اهديها....... يا محبي الطبيعة اهديها دون رتوشٍ ومساميرٍ و قوازيخٍ تُغرسُ في الارضِ في الحيوانِ في الانسانِ كلَ يومٍ تحتَ اسماءٍ ومسمياتٍ حقيقيةٍ واخرى وهمية
سلامٌ لكم معها........ من جبالِ كوردستان التي أُحرقتها وتُحرق طبيعتها اليوم ايضا شيوخُ البربرية
سلام لكم......... من شلالاتها وعيونِ المياه التي رُدِمْتْ بكتلٍ كونكريتية
سلامٌ لكم......... من هذه العيونِ وهي تتفجرُ كلَ يومٍ في جبالِها ثانيةً لكي تروي و تروي حقيقةَ الغاضين على الطبيعةِ وحاملين في القلبِ الكراهية
سَمِعَ الغزاةَ احفاد هولاكو والتترعن جودةِ نرجسَ بلادي
وقرأوا في كتبِ الآخرين كيف تقوى الجذورُ دون كيمياوية السمادي
فقصفوا قنديلَ بلادي بقنابلٍ كيمياوية ليقطفوا 24 زهرةً نرجسية
لكنهم نسوا أن صدامَا يوما حرقَ الارضَ في حلبجه فأنبتت زهورٌ واشجارٌ نارية اقسمت ان تكوي من اراد ان يستبيح ارضها الابية
سعيكم مشكورٌ يا اخوان
فارضُ العراقِ مزروعةٌٌ بالألغامِ من البصرةِ الحبيبة الى جبالِ كوردستان
مهمتُكم صعبةٌ يا فرسان
فنخلُ البصرةِ أحرقهُ اليورانيوم
وغازُ الخردل أنهى جوزَ ولوزَ كوردستان
واولادُنا يولدونَ من يومِها مشوهين دونَ اقدامٍ او لسان
فهم لم يكتفوا بقتل الانسان والحيوان بل حقنوا ارضنا وطبيعتها بجرثومة السرطان
وشبابُنا قتلوا واعدموا بحروبِ المعتوهين او اغتيلوا بكاتمِ صوتِ الراديكاليين محرري الاوطان
شيوخُنا اوقفوا مواعظَهم واخرستهم ديمقراطيةُ المذاهبِ والاديان والكيل دون ميزان
ومجنزرات القائد بدلا من ان تبني الوطن جففت الاهوار وابادت الاسمال وقطعت قصب البردي وهجرت طيور الحباري واقسمت بحق النمل والديدان
اضيفكم في الشعرِ بيتاً يا جمعيةَ الخضرِ بصدقٍ بأمان
فدجلةَ والفراتَ جففها في أقصى الشمال والغرب الجيران
ونهرَ الوندِ و سيروان جففتها من الشرق ايران
صدقوني لو بيدِهم لقطعوا الهواءَ عنا ومحو في العراقِ الانسان
كيف لا وهم واتباعهم من أباد الحمر والسود والصفر مثل الجراد في ذاك الزمان
فكيف للطبيعة في العراق ياجمعية الخضر ان تكون بأمان
فهل سيتركون الخضر في امان نسأل الله ذلك والائمة وصاحب الزمان
اقولها ثانية مهتكم صعبة يا اخوان
واخيرا مبروك لكم من الكورد سادتي تشكيل هذه الجمعية
لتعيدوا مياه العيون الى مجاريها
وتغرسوا ورد النرجس بين صخور الجبال وفي واحات الصحراء و روابيها وتجذفوا بالمشحوف في الاهوار ليعانق قصب البردي في سواقيها
فكيفَ للطبيعةِ في العراقِ ان تكون بأمان
أقولها ثانية مهمتكم صعبةٌ يا أخوان
واخيرا مبروكٌ لكم سادتي من الكورد تشكيلَ هذه الجمعية
لتعيدوا مياهَ العيونِ الى مجاريها
وتغرسوا وردَ النرجسِ بين صخورِ الجبال وفي واحاتِ الصحراء و روابيها
نهاد القاضي
المعهد الكوردي للدراسات والبحوث في هولندا

#صالح_نعيم_الربيعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات