أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام شكري - لن تسكب الجماهير الماء خلفكم ! *














المزيد.....

لن تسكب الجماهير الماء خلفكم ! *


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 08:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كتب توماس فريدمان في صحيفة النيويورك تايمز :

"اعتقد انه فور انسحاب امريكا من العراق سوف يتدفق النفوذ المهيمن من العراق نحو ايران، اذا، وهنا اؤكد على كلمة اذا، استمرت الديمقراطية العراقية. اذا استمرت هذه الديمقراطية فسوف ينظر الايرانيون كل يوم عبر الحدود الى العراقيين الذين ينشرون عشرات الصحف الحرة مع حرية تشكيل اي حزب والتصويت لصالح اي زعيم وسوف يتساؤلون لماذا يتمتع العراقيون بكل هذه الحريات فيما يُحرَمون هم منها رغم اعتقادهم بأنهم أكثر تفوقاً من جيرانهم."

هذا الكلام ليس نكتة. انه طرح جدي. صحفي عالي الاجور في صحيفة برجوازية كبرى يطرح المسألة بكل جدية. ولكن، لا ادري، الا يبدو كلامه شديد الحماقة والسخف ؟ ولدرجة الغثيان ؟

هذا الكاتب اليميني (لا نخلط بينه وبين ملتن فريدمان الاقتصادي ومستشار رونالد ريغان الاقتصادي لضرب الاتحادات العمالية ومكاسب الطبقة العاملة وقضم حقوقها وطرد العمال اواخر الثمانينات والمروج لليبرالية الجديدة وبروز البوشية — المحافظين الجدد في السياسة الامريكية !!)، هذا الكاتب ”المأجور عاليا“ يريد ان يؤكد ان انسحاب امريكا من العراق ليس هزيمة، وليس فشلا. انه نصر. انظروا جماهير ايران تتطلع اليكم عبر الحدود تحسدكم على اوضاعكم الهانئة !!

لنراجع المسألة: ملايين البشر في العراق قتلوا وحطمت البنية التحتية وزج مئات الالاف في السجون وعذبوا وشرد الناس نتيجة انتماءاتهم الدينية والعرقية والطائفية، وفرضت العصابات الاسلامية على نساء العراق، وقطعت رؤسهن ورميت في السواقي، وفجر الاطفال في الملاعب البائسة، وسحق كل امل للناس بالتغيير بطائرات ال B52 لم يكن عبثا طبعا، لم يكن جريمة كبرى قامت بها البرجوازية الامريكية بزعامة اليمين المحافظ وصقوره جورج بوش وديك تشيني ورامسفيلد واولبرايت وساسة اليمين. كلا. ان تلك كانت مآثر خالدة للديمقراطية الامريكية في العراق. وهاهي ”عصابات“ الديمقراطية تقتل المعارضين بكواتم الصوت. عاشت ديمقراطية امريكا في العراق !.

لجماهير العراق عادة قديمة وهي سكب الماء خلف الشخص المسافر بأمل رجوعه سالما. ولكن قطعا لن تسكب جماهير العراق اي ماء خلف القوات الامريكية المجرمة المنسحبة تجر معها اذيال العار وخط طويل من الدم، دم مئات الالاف من الابرياء الذين قتلوا دون سبب غير الهيمنة الامريكية في عهد الجنرالات القتلة وجورج بوش واعوانه.

ان ما يقوله فريدمان ليس رأيه الشخصي. انه رأي القيادة الامريكية؛ رأي الطبقة الحاكمة الامريكية التي ارتكبت الجريمة وتريد اخفاء هزيمتها؛ الرأي الذي تريد البرجوازية الامريكية ( ومعها اعوانها في الحكومة العراقية ) ان تقحمه في عقول البشر لكي لا تبدو من جهة مهزومة، ولا بأنها مجرمة بالمجازر الجماعية دون سبب واضح!. ها هي جماهير ايران تنظر الى التجربة الديمقراطية العراقية بشوق! تنظر الى اشلاء الاطفال الممزقة بتعطش !! هل هناك استخفاف اكبر من هذا بعقول الجماهير وبانسانيتهم !.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة في احياء الذكرى 94 لاكتوبر الاشتراكية
- حول تصريح رئيس الوزراء لحل البطالة في العراق
- حول انسحاب القوات الامريكية من العراق *
- حوار قصير مع رفيق علماني
- مقابلة مع حسام الحملاوي الصحفي والناشط الاشتراكي المصري *
- ماذا علينا ان نتعلمه من تجربة ثورة مصر ؟
- خبر وتعليق: بعبع المالكي !
- مقابلة حول القصف الإيراني على كردستان وعملياتهم العسكرية ضد ...
- عصام شكري سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليسا ...
- في محاولة لارتقاء موجة الاحتجاجات الثورية بالعراق، موقف أياد ...
- حوار مع ستاليني - الشيوعية العمالية والشيوعية البرجوازية
- مقابلة حول الاوضاع في كردستان ومشروع اليسار
- مقابلة حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة - الجزء الاخ ...
- مقابلة حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة حالياً
- الجماهير تهز عروش الاسلام السياسي والقوميين !
- حول تشكيل الحكومة والاتفاق السياسي بين الكتل النيابية الفائز ...
- كلمة عصام شكري في مراسيم ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة 1917
- حول ارتكاب السلطة لجرائم الاعدام
- قمع السلطة الميليشياتية للتظاهرات وتقرير منظمة ”مراقبة حقوق ...
- تيري جونز – اوباما: حرية للاديان ام حرية من الاديان ؟!


المزيد.....




- وفد عن حزب التقدم والاشتراكية برئاسة الأمين العام الرفيق محم ...
- البابا فرنسيس يلم شمل الإنسانية.. الفقراء والأغنياء يجتمعون ...
- قداس وعظة مؤثرة تظهر مناقب البابا فرنسيس نصير الفقراء والمها ...
- جنازة مهيبة لـ-بابا الفقراء- فرنسيس بحضور عالمي كبير
- تغطية مباشرة: العالم يودع البابا فرنسيس في جنازة تجمع الفقرا ...
- المونسنيور عبدو أبو كسم: اليوم هو يوم وداع رسول الفقراء البا ...
- اللجنة الوطنية للأطباء البياطرة المفتشين تندد بمحاولة تمرير ...
- كيف علقت الفصائل الفلسطينية على مخرجات اجتماع المجلس المركزي ...
- إيطاليا: صدامات في تورينو بين الشرطة ومتظاهرين في الذكرى الـ ...
- فو نغوين جياب آخر قائد تاريخي لفيتنام الشيوعية


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام شكري - لن تسكب الجماهير الماء خلفكم ! *