أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - مذهبيو المشرقِ والتوحيد














المزيد.....

مذهبيو المشرقِ والتوحيد


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 07:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوطنُ العربي - الإسلامي ذو مناطق جغرافية تاريخية متعددة، الدولُ العربيةُ الشمالية وهي مصر وسوريا الطبيعية والعراق، ودول الخليج والجزيرة العربية ودول شمال افريقيا العربية، لها مستوياتٌ من التطورِ الاجتماعي التاريخي المتفاوت.
ولهذا نشخصلا دولَ الجزيرة العربية وإيران والعراق المعاصر معها ككتلةٍ تاريخيةٍ ذات مستوى معين من التطور الاجتماعي فنجد الألوانَ المذهبية قويةً مسيطرةً فيها، ولم تحدث بينها مقارباتٌ نهضوية واسعة وعميقة بل غدت مركز صراع مذهبي- قومي حاد.
كل المناطق الأخرى فيها بعض هذه الألوان لكن هذه المنطقة هي التي تكونت فيها الصراعاتُ المذهبيةُ الأولى المؤسِّسة واستمرتْ على مدى القرون وتفاقمتْ في الوقت الحاضر بسببِ تضاد النزعة القومية الفارسية مع النزعة القومية العربية وتضاد المذاهب الدينية سياسياً بسبب هذا التداخل بين السياسي والديني.
فحتى التيارات الليبرالية والماركسية والقومية انجرفتْ في الصراع المذهبي- القومي، وهي التي كان يُفترض أن تؤسس قواعدَ التجاوز للمذهبيات السياسية المتصارعة.
يكفي تدليلاً على ذلك أن النزعة القومية الفارسية تلبستْ المذهبَ الشيعي حتى في وقتنا الراهن، وهذا يعني أن الطبقة الوسطى الإيرانية وهي في غالبها فارسية لم تستطع أن تكون الموادَ الفكرية الحديثة لنموها السياسي، فدكتاتوريتا الشاه الأب والابن أُقيمتا على عناصر قوميةٍ استعلائيةٍ على الإسلام، أي على الجمهور العادي، وعلى أساس إلغاء منظماته التحديثية وبعضها يتكون على أساس دكتاتوري عنيف هو الآخر، وكانت الجبهة الوطنية جبهة مصدق هي نواة الطبقة الوسطى الجامعة للحداثة والإسلام، للعامة والبرجوازية، وهي الجبهة التي تعرضت للهجوم الكبير من القوى الحاكمة ومن القوى الغربية المهيمنة معاً.
وبهذا انسدتْ آفاقُ التطور الموضوعية وإمكانات التوحيد العقلانية، لكن الصراع الاجتماعي لا يعرف التوقف، ويبحث عن مجراه في مواد أخرى، وبهذا فإن الإقطاع المذهبي ذا الحضور الطويل في التاريخ الإيراني صعد إلى المسرح عبر إمكاناته العبادية الجماهيرية الواسعة، وتحالفت معه عناصر من البرجوازية الصغيرة المثقفة اليسارية واليمينية، ولم يكن لهذا التحالف بعد انتصاره أن يؤسسَ دولةً ديمقراطيةً بسبب تناقض العناصر الفكرية الدينية التي رفعها للسيادة مع الديمقراطية الحديثة. لم يكن له إلا أن يتجسد في رأسمالية حكومية شمولية عسكرية تصعدُ العناصرَ القومية المذهبية الحادة. وبالتالي فإنها تصطدمُ بالقومياتِ والمذاهب الإسلامية الأخرى.
ولهذا نجدُ العراقَ الرأسَ الآخر، العربي، لمنطقة تأسيس الإمبراطورية العباسية، يتفجر إلى شظايا بسبب هذا الصراع.
لقد كان العراق يسيرُ بشكلٍ آخر عن إيران حيث إنه على العكس رفضَ العناصرَ الديمقراطيةَ التي أتاحتها المَلكية في العراق، ولم يصبر فيها ولم يطورها وقفزَ عنها إلى شموليات عسكرية دموية حاكمة ومعارضة.
عملياتُ القفز هي نفسها أثرتْ في إيران كذلك، وكانت في العراق تعبر عن صراع طائفي مضمر ما لبث أن تصاعد وتفجر. فدكتاتورية قاسم ودكتاتورية البعث هما من بعض الوجوه تمثلان صراعاً طائفياً، وبهذا فإن قوى التغيير هنا انحازت للإقطاع، فلم تمضِ في تحقيق مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، خاصة تغيير أوضاع الفلاحين والنساء والثقافة، وتداخلتْ ثم غرقتْ في الطائفيتين السائدتين السنية والشيعية بجذورهما التقليدية، ولهذا نجد التردي في بناء السلطة والعودة إلى العشائرية والمذهبية السياسية، وإلى الصراعات القومية والغيبيات المتطرفة والإرهاب الوحشي.
إن العناصرَ الحزبيةَ الديمقراطية الواعدة في تصاعدِ إراداتها الدكتاتورية وصراعاتها كانت تلغي تلك العناصر الجنينية لنظامٍ وطني ديمقراطي علماني توحيدي. كانت تصعدُ القوى الدينيةَ والقبليةَ المحافظة التي سوف تزيحها وتفتت الخريطة العراقية نفسها.
وبهذا فإن البلدين المؤثرين في منطقة الخليج والجزيرة العربية وهما إيران والعراق قدما مثالين سيئين للبلدان الأخرى، القريبة المتأثرة بصراعاتهما وتحولاتهما، والمتداخلة سكاناً وتاريخاً بهما.
كذلك فإن تعملقَ البلد الأول عسكرياً وانهيار الآخر عسكرياً وسياسياً، يزيد من حدة تأثيراتهما السلبية وخطورتها في البلدان الأخرى الصغيرة وذات التاريخ القريب في التحول الحديث.
إن وجودَ دولةٍ قومية طائفية عسكرية خطرة وابتلاع العراق العربي الكردي فارسياً طائفياً أمرٌ أدى إلى تفاقم الصراعات الاجتماعية على أسس طائفية قومية مفككة لخرائط الدول وتاريخ الشعوب وتهدد وتحجم إمكانات التطورات الديمقراطية الجنينية.
أي أن تسميم منطقة المشرق العربي الإسلامي عبر تصاعد الدكتاتورية المركزية في دولةٍ ذاتِ حضورٍ كبير في المشرق جغرافياً وامتداداً في النسيج الاجتماعي، وإنهيار المركزية إلى شموليات طائفية قومية في دولة عربية هي الأخرى ذات أهمية كبيرة، جعل التجارب السياسية خاصة الحالمة بالتوجهات الديمقراطية، مختلفة كثيراً عن ما جرى في دوائر أخرى عربية، سواء في سوريا الطبيعية أو في شمال افريقيا العربية، تبعاً لأن كلَ منطقةٍ لها تاريخها الاجتماعي المميز وكذلك للدول داخل هذه الدوائر الكبيرة حسب خصائصها وتطورها الخاص.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - مذهبيو المشرقِ والتوحيد