لو أعدنا قراءة تاريخ جامعة الدول العربية
منذ التأسيس ,هل كانت ( في تلك الفترة – ألأربعينات ) حكومةعربية واحدة مستقلة عن
إرادة الدول العظمى أو على الأقل ... وطنية بحق شعبها
؟
منذ التأسيس , والحكومات
العربية تعقد مهرجانات – عفواً مؤتمرات – لتحرير فلسطين ثم تحرير فلسطين والأراضي
العربية ودعم صمود دول المواجهة والتكامل الإقتصادي وختموها في أحد مؤتمراتهم ب(
المقاطعة العربية لإسرائيل ) وإذا كان لنا رأي ( جاحد ) بحق 99% من القادة العرب
منذ التأسيس ولحد هذه اللحظة ,فحكمنا يأتي من خلال ماقدمه هؤلاء القادة لشعوبهم
العربية وللقرارات التي تعهدوا بها . ونحن لم نلاحظ أي إتفاق ( إيجابي ) إتفق عليه
العرب _ حتى وإن كانوا مختلفين أو متخالفين – سوى الإتفاقية الأمنية فهذه الإتفاقية
تهم جميع القادة العرب لأنها تخص المعارضة الحقيقية لأنظمتهم التبعية والإرهابية .
وماعدا ذلك , فما تبقى حبر على ورق . فإذا كانت قضية فلسطين – فما زلنا نجتمع منذ
خمسون عاماً ونحن لم نستطع إعادة شبر منها , أما الأراضي العربية المحتلة , فمصر
إتفقت لوحدها مع إسرائيل على إعادة مايخصها فقط وبئس أمر الآخرون !!
والاردن تعاهدت مع إسرائيل
وإنتهت قضيته . وبقيت سوريا لوحدها بين فكي سمك القرش تصارع وتصمد وتناضل والعرب
يتفرجون ( ويضحكون في سر ِهم . أما المقاطعة العربية لإسرائيل فهي في قمة المهازل
..
فمنذ غزو صدام
للكويت ( بإشارة من أميركا بذلك ) يطالب معظم القادة العرب بمقاطعة العراق حتى يطبق
قرارات الأمم المتحدة.. ونحن نسأل هذا السؤال :-
هل طبقت إسرائيل أي قرار بلآ إستثناء من قرارات
الامم المتحدة لكي يرفع معظم العرب المقاطعة عنها ؟
في مهرجان القمة الأخير في عمان , ونحن مازلنا
نتشكك في 99% من إرتباط القادة العرب بجهات أجنبية , لم نلآحظ سوى خطاب واحد من كل
( المونولوجات ) المطروحة كانت بحق تشير الى مصداقية متحدثها تلك هي خطاب الرئيس ( الاسد ) .. فمن بين
الخطابات الرنانة الفارغة والبلا معنى , كان ( خطاب ) الاسد يشير الى نقاط دقيقة
وصريحة وحقيقية للوضع في المنطقة . وكنا متوقعين تماماً أن القادة العرب ( العظام )
سوف لن يلتفتوا لهذا الخطاب الواقعي العلمي الصريح لأنهم يريدون خطابات لاواقعية
ولاعلمية ولاصريحة . وكان بيانهم الختامي خير دليل .
د. عبد الفتاح
مرتضى
ألأردن-2001