أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود فنون - اين تصنع طرابيش الثورة العربية؟















المزيد.....

اين تصنع طرابيش الثورة العربية؟


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 19:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




اشارات سريعة
تمكنت بريطانيا من ترتيب قيادة الثورة العربية الكبرى من خلال سيطرتها على الشريف حسين واولاده,ورتبت ملكية مصر وبعد ذلك دعمت آل سعود الذين تمكنوا من توحيد ما يعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية ,وهم الذين رتبوا إمارة شرق الأردن وبقية إمارات الخليج,ورتبوا ملكية العراق,كل في وقته وظروفه.
وبالاضافة الى ذلك شجعت بريطانيا على انشاء جامعة الدول العربية عام 1945 التي تظاهرت كقيادة وموجه للانظمة العربية التابعة كلها لبريطانيا وفرنسا وللامة العربية.
وحتى عام 1946 كانت سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي وسيطرة فرنسا.ثم اخذت البلاد العربية تستقل تباعا,وفي معظمها يخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما كانوا يقولون.
لقد كانت بريطانيا القوة الاولى في العالم والخبير الاكبر في الاستعمار والعلاقات الدولية وكانت ترتب مصالحها في العالم بدهاء وذكاء وطرائق حديثة وتجد من يتساوق معها ويستحسن الانخراط في برامجها في المواقع المستهدفة وقد تلجأللخداع او الكذب او الاغراء والتخويف او اية طريقة تراها مناسبة مدعومة بقوتها العسكرية والاقتتصادية واجهزتها الامنية واية وسائل قد تراها مناسبة .
الثورة العربية الكبرى:
كانت ارهاصات الثورة العربية على العثمانيين في تنامي وتطور مستمرين ,وكانت الجمعيات الوطنية تتشكل وتعقد اللقاءات والحركة القومية التحررية في طريقها الى التبلور ,وقد انتقل مطلبها السياسي من المطالبة بحكم ذاتي للولايات العربية الى المطالبة بالاستقلال.
اثناء ذالك رمى الانجليز طعما لذيذا للشريف حسين شريف مكة وعضو مجلس المبعوثان ورجل الحكومة العثمانية ,وهو بهذه الصفات ليس رجل الثورة العربية .
ارسلو له عدة رسائل مع اصدقائهم مفادها ان الحكومة البريطانية لا تعارض ان يكون للعرب ملكا منهم وطورت هذه الرسائل بانها لا تعارض وان يكون من السىلة الهاشمية .
فالتقط جلالته الطعم,وبصفته بدويا ,لا يحب الغدر ,تناول الدواة والقرطاس ورفع رسالة للحكومة التركية تقدم خلالها بعدة مطالب عامة باسم العرب ,وكان جواب الحكومة التركية بالرفض,
هنا توجه الشريف للانجليز وربط علاقته ومستقبله بهم ,وهم من خلاله وخلال اولاده ربطوا حركة الثورة العربية ضد العثمانيين بهم ومن خلال الشريف واولاده اصبحت حركة الثورة تحت سيطرتهم بنسبة عالية وهم الذين تحكموا بدرجة عالية بصيرورتها من خلال الشريف واولاده ورجالاتهم الآخرين ,وقدموا لها المال والسلاح والقيادة ,وقدموا المال للشريف واولاده على شكل رواتب ومنح .
لقد وافقت فصائل الثورة على قيادة الشريف واعتبرت هذا مكسبا :فهو مؤهلالمنصب القيادة: كونه من سلالة النبي ومن عائلة الاشراف ويحمل الالقاب الكبيرة من العثمانيين وانتقل الى صف الثورة ومساندة الثوار من مكان مناسب شبه محرر وبعيد عن العثمانيين بعد ان انقلب عليهم .
هكذا اصبح الشريف حسين قائدا للثورة العربية الكبرى التي كانت في بداية اشتعالها حقيقة من اجل الانفصال عن العثمانيين بعد قرون من حكمهم الظالم والرجعي المتخلف .
أي عندما اثرت مرحلة النهضة العربية وفكرة النهوض القومي العربي في الحالة العربية وبدأت الحركة من اجل الانعتاق في بدايات القرن العشرين, تمكن الانجليز من الامساك بزمام هذه الحركة ليس من اجل مساعدتها لتحقيق اهدافها بل من اجل منعها من تحقيق هذه الاهداف واستغلال جهدها في الوقت المناسب لمصلحتهم ثم خنقها كما حصل فعلا.وذلك بعد تمكنهم من التأثير في مبناها القيادي بواسطة الشريف واولاده وبعد ان امسكوا بزمامهم جيدا ومن خلالهم امسكوا بزمام الحركة كلها.
ان مسألة القيادة هي مسألة خطيرة في حركة الشعوب ومن خلالها تتقدم او تتأخر الحركات الشعبية .وكذلك ان العقلية والموروث الاجتماعي يلعبان دورا هاما:فالشريف واولاده احتلوا على الفور مركز القيادة لمجرد اعلانهم تأييد الحركة القومية الثائرة على العثمانيين,لما يتمتع به الشريف واولاده من قيمة اجتماعية ودينية,بالرغم من انهم لم يسبق ان شاركوا في صياغة هذه الحركة وبلورتها, وهم ليسوا من قيادة جمعياتها ونوياتها . وعلى الفور ما ان ارسل الشريف حسين اولاده ورسله حتى لقي القبول دون تمحيص او تدقيق ودون ان يبرهن انه يتصدى فعلا لمهمة القيادة ,حيث ومن خلال اولاده اصبح المستشارين الانجليز ومواليهم في صدارة الحركة والتوجيه .
وتم اختزال العملية الثورية الى فصائل عسكرية تقطع الطرق او تهاجم المراكز العثمانية ضمن خطة الحرب الانجليزية وليس ضمن خطة سياسية لتطهير المناطق واقامة السلطات الثورية عليها .وعندما ظهرت اتفاقية سايكس بيكو واستوضح عنها "جلالة" الشريف تفهم النفي الانجليزي لها واستمر الحال على حاله .
ومن خلال الشريف واولاده واعوان الانجليز الآخرين اجهضت الثورة العربية الكبرى التي اطلق الشريف الرصاصة الاولى لانطلاقها من شرفة قصره في مكة .
اما حول الخديعة وتنصل الانجليز من وعودهم للشريف فهذا امر يحتاج الى اعادة نظر :فالانجليز خدعوا العرب نعم ولكن من خلال القيادة المذكورة وبتعاونها ,هذه حقيقة الخديعة التي سنتناولها في دراسة مدققة وموثقة لاحقا .
فالانجليز كانوا يعلنوا دائما عن سياستهم تجاه فلسطين وفي مراسلات حسين مكماهون أوضحوا له بدون لبس مسألتين .
الاولى :ان حكومة بريطانيا ليس لديها مانع في ان يكون للعرب ملكا منهم وان يكون الشريف حسين هو ذلك الملك .
والثانية :وتتعلق بحدود المملكة العربية فقد استثني منها كل شمال افريقيا من الاساس ,ثم استثنيت المنطقة غربي خط جنوب دمشق حتى حلب أي جزء من سوريا الحالية وكل لبنان واستثني خليج اسكندرونة واضنة,واستثنيت ولاية البصرة والموصل واستثنيت الامارات شرق الجزيرة العربية واكدت بريطانيا على مصالح واطماع حليفتها فرنسا والاتفاقات معها .كل هذا ورد في المراسلات ول يكن فيه أي ابهام .اما الخديعة فكانت شاملة وبشاركة الشريف واولاده وكل الحاشية حيث لم يصارحهم الشريف بنوايا بريطانيا كما فهمها
لقد انشغل عقل الشريف بالمناصب والتبجيل والمنح والعطايا اكثر بكثير من انشغاله بالعملية القيادية التي اعتقد الثوار العرب انه امين عليها .وكان الانجليز يقودون باسمه
وفي نهاية المطاف وبعد الانتهاء من استعمال الشريف, طرد من مكة ولم يسمح له الانجليز بدخول الاردن, ونفي الى قبرص وكانت هذه خديعة بريطانيا الاساسية للشريف حسين. ولم يستطع اولاده الامير فيصل والامير عبد الله من الدفاع عنه والاصح تخلوا عنه في سبيل المهمات التي اوكلت لهما من الانجليز مجددا .
بعد الحرب العالمية الاولى,وفي سياق ترتيبات الغرب بعد الحرب, تعامل الانجليز مع فيصل ابن الشريف حسين على انه ممثل لوالده ملك العرب في الشؤون العربية ,وبهذه الصفة وصلوا معه لاتفاقية فيصل وايزمن مقابل ان يسمحوا له الدخول الى مؤتمر الصلح ,حيث اقنعه اصدقاؤه الانجليز ان دخوله للمطالبة بحقوق العرب يحتاج الى موافقة وايزمن وهكذا كان .اما وايزمن فأخذ ما يريد من فيصل ومن مؤتمر الصلح ,اما فيصل ,فقد عاد خاوي الوفاض وقد تقاسمت فرنسا وبريطانيا الموروث العثماني شرق البحر المتوسط .
وعندما حاول القوميون العرب اعلان استقلال سوريا وتوجوا فيصل ملكا عليها ,وجه له الفرنسيون انذارهم الشهير انذار غور واجتاحوا سوريا حيث فر "جلالته" الى العراق بتدبير من الانجليزواستشهد يوسف العظمة القائد الحقيقي للمقاوة والثورة ضد العثمانيين وضد الانجليز ومعه عدد كبير ن القادة في سنة 1920 في معركة ميسلون التي جسدت الرفض العربي للاستعمار الفرنسي والانجليزي ايضا .
الشريفين فيصل وعبدلله
وكانت بريطانيا بصدد تعيين ملك على العراق وسط خلافات وتناقضات المرشحين وحسدهم لبعضهم البعض ,فكان فيصل هو المخرج ,وبالنسبة له :انه لم يستطع ان يكون ملكا لسوريا فصار ملكا للعراق ,ما الفرق انه هو الرابح دائما!!وكان صنيعة لبريطانيا هو وسلالته الى ان انقلب عليهم عبد الكريم قاسم سنة 1958م اي بعد حوالي اربع عقود من الزمن ضاعت من عمر الامة العربية عموما والعراق خصوصا.
وفي الاردن قرر الانجليز انشاء امارة في شرق الاردن سنة 1920م ووضعها تحت التجربة وذلك ضمن سياستها لتوطين اليهود في فلسطين ونصبت عبدالله ابن الشريف حسين أميرا عليها وتحت قيادتها كذلك .وبعد فرض انتدابها على فلسطين ,ألحقت إمارة شرق الأردن إداريا بالمندوب السامي في فلسطين ولم تعين مندوبا ساميا بريطانيا على شرق الأردن تسهيلا لسياستها في فلسطين.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الطبقي والاحزاب الطبقية
- سوريا الآن ما العمل؟
- اسماعيل هنية والهدنة
- سوريا الى اين؟ يقتلون انفسهم بأيديهم!!
- الامريكان يعيدون الكرة في القرن الواحد وعشرين!
- العرب يقتربون من الاعتراف بوعد بلفور
- ازمة القيادة الفلسطينية من اللجنة التنفيذية الى اللجنةالعربي ...
- وعد بلفور تكثيف للعلاقةالامبريالية مع الصهيونية
- حقيقة المقاولة
- مرة اخرى مات القذافي ولم تنتصر ليبيا
- ايها الام الفلسطينية
- سورياتقترب من منعطف حاسم
- نضحي من اجل شعب فلسطين
- صفقة تبادل الاسرى في وقتها
- من الدكتور عدنان جابر الى محمود فنون
- اضراب السجون والتضامن الشعبي
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس ابو مازن والى السيد عيسى قراقع ...
- عزيزي عدنان المتالم الصامت
- تعليق على رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرة على مقالتي انتفاضة ...
- على الثورة في سوريا ان لا تستدعي الغرب لتدمير سوريا واستعمار ...


المزيد.....




- الخارجية الروسية تستدعي السفيرة الأمريكية في موسكو وتكشف الس ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- بعد موت رئيسي.. الإيرانيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيا ...
- منطقة الساحل بعد الانقلابات - بين الإحباط والصحوة
- موسكو تحمل واشنطن مسؤولية هجوم دموي بالقرم وتتوعد بـ-عواقب- ...
- Hello world!
- موسكو: ضلوع واشنطن في اعتداء سيفاستوبول واضح ولن نترك هذه ال ...
- مشهد مروع لسقوط مساعدات إنسانية فوق خيمة للنازحين وتسويتها ب ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي في داغستان إلى 20 وإصابة ...
- -فتح- تحمّل -حماس- مسؤولية -إفشال- جميع الحوارات السابقة


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود فنون - اين تصنع طرابيش الثورة العربية؟